الأحد، 26 فبراير 2023

ج1وج2.كتاب التدوين في أخبار قزوين الرافعي الجزء الأول

ج1وج2.كتاب التدوين في أخبار قزوين الرافعي
الجزء الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه الاستعاذة والتوفيق
رب يسر وأتمم بالخيرسبحان الله مقلب الليل والنهار، عبرة لأولي الأبصار، وأحمد الله الذي رفع بنعمته الأقدار، ووضع برحمته الأغلال والآصار، ولا إله إلا الله المنزه عن أن يغيره تعاقب الأدوار، أو يبله تناسخ الإعصار، والله أكبر من أن يقاوم أن بدا منه اقتهار أو أن ينحل بملكه إمهال واقصار.
والصلاة على رسوله محمد المختار، وعلى آله وصحبه المهاجرين والأنصار، وبعد! فقد كان يدور في خلدي أن أجمع ما حضرني من تاريخ بلدي ووقع في ألسنة الناس قبل شروعي، فبما أني مشغول بضم قوادمه إلى خوافيه.
فطمعت في أن تكون الأراجيف مقدمات الكون، واستعنت بالله ونعم العون، وشارعت إلى تحقيق ظنون الطالبين، وسعيت في إقرار عيونهم، ونقلت ما ظفرت في الأصول والتعاليق المتفرقة والأوراق المسودة إلى هذا البياض متحرياً في ألفاظه الاختصار، وفي معانيه الاكتثار مبيناً لك أو مذكراً أن كتب التاريخ ضربان: ضرب تقع العناية فيه بذكر الملوك والسادات والحروب والغزوات ونبأ البلدان وفتوحها والحوادث العامة كالأسعار والأمطار، والصواعق، والبوائق، والنوازل والزلازل: والانتقال الدول، وتبدل الملل، والنحل، وأحوال أكابر الناس والمواليد والأملاكات والتهاني والتعازي وما يجري مجراها.
ضرب يكون المقصد فيه بيان أحوال أهل العلم والقضاة وفضلاء الرؤساء والولاة، وأهل المقامات الشريفة، والسير المحمودة من أوقات ولادتهم ووفاتهم وطرف من مقالاتهم ورواياتهم ومشائخهم ورواتهم، وبهذا الضرب اهتمام علماء الحديث.
للكتب المصنفة فيه تنقسم إلى عامة كالتاريخ عن ابن نمير وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني وتاريخ محمد بن إسماعيل البخاري، وابن أبي خيثمة وأبي زرعة الدمشقي وأبي عبد الله ابن مندة وكالجرح والتعديل لابن أبي حاتم وابن عدي رحمهم الله وإلى خاصة إما بإقليم - كتاريخ الشام.
إما ببلدة كتواريخ بغداد للحافظ أبي بكر الخطيب وغيره وتاريخ مصر لأبي سعد بن يونس وواسط لأسلم ابن سهل واصبهان لأبي بكر ابن مردويه، وابن مندة، وأبي نعيم، وهمدان لصالح بن أحمد الحافظ ثم لكياشيرويه، ونيسابور للحاكم وهراة لأبي إسحاق بن معين وبلخ، لأبي إسحاق المستملي، ومرو للعباس بن مصعب، ولأحمد بن سيار وغيرهما وبخارا لأبي عبد الله غنجار، وسمرقند لأبي سعد الإدريسي.
لم أر من هذا الضرب تاريخاً لقزوين إلا المختصر الذي ألفه الحاحظ الخليل بن عبد الله رحمه الله، وإنه غير واف بذكر من تقدمه وقد خلت من عصره أمم ونشأ في كلّ قرن ناشئة ولم يقم إلى الآن أحد بتعريفهم في تأليف يشرح أحوالهم - وكان الإمام هبة الله بن زاذان رحمه الله على عزم أن يجمع فيه شيئاً، فقد رأيت بخطه في خلال كلام في أحوال البلدة.
إني معتزم قديماً وحديثاً أن أجمع في أخبارها وأخبار ساكنيها والصاد عن ذاك قلة الرغبات في أمور عددها ولم يساعده القدر فيما أظن، وهذا كتاب إن يسره الله تعالى، وفىّ بذكر أكثر المشهورين والخاملين من الآخرين والأولين من أرباب العلوم وطالبيها وأصحاب المقامات المرضية وسالكيها من الذين نشأوا بقزوين ونواحيها أو سكنوها أو طرقوها أذكرهم وأورد أحوالهم فيه بحسب ما سمعته من الشيوخ والعلماء أو وجدته في التعاليق والأجزاء وأودعه مما نقل من سيرهم وكلماتهم ومقولاتهم ورواياتهم ما أراه أحسن وأتمّ فائدة.
سميته كتاب التدوين في ذكر أهل العلم بقزوبن، ورأيت أن أصدره بأربعة فصول، أحدها في فضائل البلدة وخصائصها، وثانيها في اسمها وثالثها في كيفية بنائها وفتحها، ورابعها في نواحيها، وأوديتها وقنيها ومساجدها ومقابرها ثم أتبع هذه الفصول بذكر من وردها من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين، ثم أندفع في تسمية من بعدهم والله الموفق.
أما فصول الصور، فالفصل الأول في فضائل قزوين وخصائصها وهي تنقسم إلى منقولة ومستنبطة.
الفصل الأول
في فضائل قزوين وخصائصها
القسم الأول
المنقول

وقد ألف وجمع فيها الإمام المشهور عبد الرحمن بن أبي حاتم، رأيت فهرست كتبه التي وقفها وتصدق بها في جملة ما سماها من مصنفاته الصغيرة الكبيرة وجزء في فضائل قزوين، وجمع فيها أيضاً إسحاق بن محمد بن يزيد بن كيسان، وبعدهما الحافظ علي بن أحمد بن ثابت البغدادي، ثم الحافظ الخليل بن عبد الله.
ثم سميه الخليل بن عبد الجبار، وأخوه نصر بن عبد الجبار، وبعدهم الحافظ الحسن بن أحمد العطار، رحمهم الله، ولو استوعبنا المنقول في الباب لأطلنا، فنقتصر على عيون فيما بلغنا فيه، وهو نوعان أخبار وآثار.
النوع الأول في الأخبار قرأ الإمام والدي على الإمام أبي الفضل محمد بن عبد الكريم، الكرجي رحمهما الله، سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، وقد أحضرت مجلس القراءة، أخبركم القاضي أبو الفتح إسماعيل بن عبد الجبار أنا الحافظ الخليل بن عبد الله، ثنا محمد بن سليمان بن يزيد ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، ثنا أبو زرعة، ثنا أبو نعيم ثنا بشر بن سلمان قال حدثني رجل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اغزوا قزوين، فإنه من أعلى أبواب الجنة " .
قدمت هذا الحديث على إرساله لأن علي بن أحمد بن ثابت قال أنا أحمد بن محمد بن داؤد الواعظ، حدثني إسحاق بن محمد، سمعت أبا زرعة الرازي يقول ليس في قزوين حديث أصح من هذا وبشر بن سلمان هو أبو إسماعيل النهدي الكوفي، روى عن مجاهد وعكرمة، وأبي حازم والقاسم بن صفوان، روى عنه الثوري، ووكيع ابن عيينة، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وقد أخرج عنه مسلم.
في الرواة آخر يقال له بشير بن سلمان، مدني يروي عن جابر بن عبد الله ويروي هذا الحديث عن بشير بن سلمان عن أبي السدى عن رجل نسي أبو السدى اسمه عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن هذا الطريق رواه ابن ثابت البغدادي. وقوله: " اغزوا قزوين أي اقصدوها للمرابطة بها والجهاد فيها، وقوله فإنه من أعلى أبواب الجنة يجوز رد الكناية إلى الغزو، ويجوز ردها إلى قزوين، والتذكير على تقدير الصرف إلى البلد والموضع على ما اشتهر، أنها باب من أبواب الجنة وقد ذكر بعض شيوخنا أن المعنى فيه أنها موضع الجهاد، وهو أحد الأبواب الثمانية المذكورة في قوله تعالى: وفتحت أبوابها، وأحد الأسهم الثمانية من الإسلام.
أنبأنا يحيى بن ثابت بن بندار عن أبيه، أنا أبو القاسم الزهري، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا سويد بن سعيد، ثنا حبيب بن خبيب أخو حمزة الزيات، عن أبي إسحاق عن الحارث، عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الإسلام ثمانية أسهم، فالصلاة سهم، والزكوة سهم، والجهاد سهم، وصوم رمضان سهم، والأمر بالمعروف سهم، والنهي عن المنكر سهم، وخاب من لا سهم له " وفي غير هذه الرواية إتمام الثمانية بكلمة الشهادة والحج.
ذكر إسحاق بن محمد بن يزيد بن كيسان فيما جمع من فضائل قزوين، ثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن زكريا الكوفي ببغداد، عن ميسرة بن عبد ربه عن سفيان يعني الثوري، عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش عن أبي كعب رضي الله تعالى عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال زر أخبرني أبي رضي الله تعالى عنه أنه يكون في آخر الزمان قوم بقزوين يضيء نورهم للشهداء كما تضيء الشمس لأهل الدنيا يجوز أن يكون المعنى يضيء نورهم لشهداء غيرهم لارتفاع مكانهم ويجوز أن يكون المعنى أنه يضيء لمكان الشهداء فيهم.
أخبرنا محمد بن عبد الكريم الكرجي بقرأة والدي رحمهما الله، أنا إسماعيل بن عبد الجبار، أنا الخليل بن عبد الله ثنا محمد بن سليمان بن يزيد ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا إبراهيم بن الوليد ثنا داؤد بن المحبر عن الربيع بن الصبيح عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه: قال قال رسول الله صلى الله عليه و وآله وسلم: " يفتح عليكم الآفاق، ويفتح عليكم مدينة، يقال لها قزوين، من رابط فيها أربعين صباحاً كان له في الجنة عمود من ذهب، على رأسه قبة من ياقوتة حمراء على رأسها سبعون ألف مصراع على كل باب منها زوجة من الحور العين مشهور.

رواه عن داؤد جماعة منهم الحارث بن أبي أمامة، وإسماعيل بن أسد وسليمان بن خلاد، أبو خلاد المؤدب وأودعه الإمام أبو عبد الله بن ماجة في سننه والحفاظ يقرنون كتابه بالصحيحين وسنن أبي داؤد والنسائي ويحتجون بما فيه، ورواه عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبيه عن إبراهيم بن الوليد بن مسلمة بن داؤد، لكن يحكى تضعيف داؤد بن المحبر عن أحمد بن حنبل وعلي بن المديني، وأبي زرعة وأبي حاتم والربيع بن صبيح بفتح الصاد بصري يروي عنه الثورين ووكيع وأبو نعيم وعبد الرحمن بن مهدي.
في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم أن أحمد بن حنبل وأبا زرعة أثنيا عليه وأن يحيى بن معين ضعفه وأن أباه حدثه عن حرملة بن يحيى، عن الشافعي رضي الله عنه أنه قال كان الربيع بن صبيح رجلاً غزاء قال: وإذا مدح الرجل بغير صناعته فقد قنص أي كسر ودق.
روى لنا غير واحد عن زاهر الشحامي عن أبي صالح المؤذن أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله ثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر قال: لم أر محمد ابن يوسف يعني الأصبهاني الذي يقال له عروس الزهاد روى حديثاً مسنداً إلا حديثاً رواه علي بن شعبة العسكري ثنا محمد بن أحمد بن أبي سلم، ثنا عبد الله بن عمران الاصبهاني ثنا عامر بن حماد الأصبهاني، عن محمد ين يوسف بن عمر بن صبيح عن أبان عن أنس رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " يحول الله تعالى ثلاث قرى من زبرجدة خضراء تزف إلى أزواجهن، عسقلان والإسكندرية وقزوين كذا كان في الأَصل " محمد بن أحمد بن أبي سلم، والصواب أحمد بن محمد بن أبي سلم وكذلك سماه على الصحة ابن ثابت البغدادي، وروى الحديث سليمان ابن يزيد عنه، و أورده الحافظ أبو نعيم في الحلية، وقوله يزف إلى أزواجهن يجوز أن يريد إلى أشكالهن من القصور الزبرجدية في الجنة ويجوز أن يريد يزف بعد ما يحول زبرجدة إلى أهلهن لتقربهما أعينهم.
أنبأنا الحافظ الحسن بن أحمد أنبا هبة الله بن الفرج أنبا محمد ابن الحسين الصوفي أنبا أبو بكر محمد بن الحسين بن الفرا أنبا إبراهيم بن علي بن مالويه، أنبا جحدر بن إبراهيم الغازي بالشاش، أنبا محمد بن لقمان، أنبا شداد ابن سعيد، أنبا خالد بن يزيد، أنبا إبراهيم بن طهمان، عن أبان بن أبي عياش عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال " إن جبلاً من جبال فارس بأرض الديلم يقال له قزوين نبأني خليلي جبرئيل عليه السلام قال يحشرون يوم القيامة فيقومون على أبواب الجنة صفوفاً، والخلائق في الحساب وهم يجدون رائحة الجنة.
قوله من جبال فارس يعني أرض العجم لا ناحية فارس وهذا كما أن لغة العجم تسمى فارسية وقوله يحشرون يعني أهله.
أخبرنا عطاء الله بن علي في كتابه عن الخليل بن عبد الجبار ثنا أبو بكر الشافعي بن محمد بن إدريس، وجماعته قالوا: أنبأ الزبير ثنا سليمان بن يزيد ثنا محمد بن يونس، ثنا العباس ين عبد الله الترقفي، ثنا القاسم بن الحكم عن محمد بن بشير عن إسحاق بن مالك عن القاسم بن مهران، عن أبان عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " لو لا أن الله أقسم بيمينه وعهد أن لا يبعث بعدي نبياً لبعث من قزوين ألف نبي " رواه علي ابن جمعة عن حمدان بن المعيرة. عن القاسم بن الحكم الغزي.
أنبأنا المرتضى بن الحتسن بن خليفة الحسيني، أنبأنا أبو علي أنبا أبو نعيم، عن أبي الشيخ الأصبهاني، أنبا أحمد بن عيسى، ثنا خالد بن زاذان العباداني، ثنا عبدة بن عاصم التغلبي عن عنبثة عن الحسن بن أبي الحسن البصري عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " بابان مفتوحان في الجنة عبادان وقزوين، قلنا عبادان محدث قال ولكنها أول بقعة آمنت بعيسى ابن مريم، هكذا كان هذا الإسناد في الأصل المنقول منه.

رأيت بخط موسى بن محمد بن يونس الفقيه ثنا ميسرة ابن علي الخفاف قرى على أبي الحريش، أحمد بن عيسى الكوفي، ثنا خالد بن يزداد العباداني ثنا عبدة بن محمد، وذكر الحديث، وكتب إلينا الحسن بن أحمد الحافظ أنبا الحسن بن أحمد المقري أنبا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن وأنبأنا أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس أنبأنا أبو عثمان إسماعيل ابن محمد بن أحمد بن جعفر بن ملة الواعظ، أنبا عبد الرحمن بن محمد أنبأنا عبد الله ابن محمد بن جعفر بن حيان، أنبأنا إبراهيم هو ابن محمد بن الحسن ثنا إسحاق هو ابن زريق ثنا عثمان بن عبد الرحمن حدثني مجاشع بن عمرو، عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إني لأعرف أقواماً يكونون في آخر الزمان، قد اختلط الإيمان بلحومهم ودمائهم، يقاتلون في بلدة يقال لها قزوين، تشتاق إليهم الجنة وتحن كما تحن الناقة إلى ولدها. " رواه الحافظ أبو بكر الجعابي عن الحسين بن موسى بن خلف عن إسحاق بن زريق وقال إني لأعرف أقواماً في آخر الزمان يحبون الله ويحبهم يقاتلون في بلد إلى آخره، وإسحاق بن زريق بتقديم الزاي، ويقال له الرسغي نسبة إلى رأس العين، وقد يقال الرأسي واختلاط الأيمان باللحوم والدماء كناية عن شدة الاعتناق وطول الملازمة.
وقرأ الإمام والدي على محمد بن عبد الكريم الكرجي رحمهما الله، وأنا حاضر أنبا القاضي أبو الفتح إسماعيل بن عبد الجبار، عن أبي يعلى الحافظ ثنا محمد بن سليمان بن يزيد أنبا أبي أنبا أبو عبد الله أحمد بن عبد الله المقري ثنا أسامة بن بشر البجلي عن بقية بن الوليد، عن عبد الله ابن عون عن جابر بن يزيد، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " ما من قوم أحب إلى الله تعالى من قوم حملوا القرآن، وركبوا إلى التجارة التي ذكر الله تعالى تنجيكم من عذاب أليم، وقرأوا القرآن وشهروا السيوف يسكنون بلدة يقال لها قزوين يأتون يوم القيامة وأوداجهم تقطر دماً يحبهم الله ويحبونه لهم ثمانية أبواب الجنة، فيقال لهم ادخلوا بها من أيها شئتم " رواه يحيى بن عبد الوهاب بن مندة الحافظ في تاريخه عن الواقد ابن الخليل، عن أبيه، وثنا محمد بن سليمان، حدثني أبي، أنبا أحمد بن عبد الله ثنا أبو بهز، ثنا سلمة بن بشير عن بقية فزاد أبا بهز وقال مسلمة ابن بشير بدل أسامة روى علي بن ثابت، الحافظ عن سليمان بن يزيد، قال أنبا أحمد بن عبد الله بن عاصم القزويني ثنا محمد بن إسحاق البجلي وكان ثقة ثنا الحسن بن زياد، عن الحسن بن أبي جعفر، عن محمد بن عثمان، عن عمران بن سليم، عن أبي ذر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " أنه سيكون في آخر الزمان قوم ينزلون مكاناً يقال لم قزوين يكتب لهم فيه، قتال في سبيل الله " أنبأنا أبو منصور الديلمي عن أبي عثمان إسماعيل بن محمد المحتسب أنبا عبد الرحمن بن محمد أنبا أبو الشيخ الحافظ في كتاب الأمصار والبلدان أنبا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا إسحاق بن زريق برأس العين، أنبا عثمان ابن عبد الرحمن الحراني، حدثني جميل مولى منصور، عن ابن عطا عن أبيه، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " ينظر الله إلى أهل قزوين في كلّ يوم مرتين، فيتجاوز عن مسيئهم ويقبل من محسنهم " حدث به القاضي أبو بكر الجعابي بقزوين عن الحسين بن موسى ابن خلف عن ابن زريق وقوله: ينظر الله إليهم أي يرحم ويعطف وقوله مرتين يمكن أن يؤخذ بظاهره ويقال أنه في كل مرة يتجاوز عن المسيء ويقبل عن المحسن، ويمكن أن يكنى بالمرتين عن النوعين ويجعل التجاوز أحد النوعين والتقبل الثاني.
ذكر الحافظ علي بن أحمد بن ثابت فيما جمعه من فضائل قزوين ومن خطه نقلت أنبا سليمان بن يزيد، أنبا أحمد بن عبد الله بن عاصم، ثنا محمد بن إسحاق البجلي ثنا الحسن بن زياد، عن ابن جريج، عن عطا، عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " يخرج الدجال من يهودية أصبهان حتى يأتي الكوفة فيلحقه قوم من الطور وقوم من ذي يمن وقوم من قزوين " .

قيل يا رسول الله: وما قزوين قال قوم يكونون باخرة يخرجون من الدنيا زهداً، فيها يرد الله بهم قوماً من الكفر إلى الإيمان، قوله فيلحقه قوم، يعني قاصدين له رادين عليه، وقوله من ذي يمن يمكن أن يريد من جهة صاحب اليمن وملوك اليمن من قضاعة كانوا يسمون ألاذواء، وقوله بآخرة أي أخيراً، الخاء مفتوحة.
فيه أيضاً أنبأنا أحمد بن إبراهيم الفقيه، ثنا القاسم بن زكريا، حدثني الحسن بن السكن، ثنا أبو الشيخ الحراني، أنبا مخلد عن مجاشع بن ميسرة، عن سفيان عن أبيه، عن ميمون بن مهران، عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " سيكون جهاد، ورباط بقزوين يشفع أحدهم في مثل ربيعة ومضر " أخبرنا القاضي عطاء الله بن علي كتابة عن الخليل بن عبد الجبار، أنبا أبو إبراهيم حاجي بن علي الصوفي، أنبا القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن وكيع الأسكندارني، ثنا أبو محمد إسحاق بن محمد أنبا يعقوب بن إبراهيم، أنبا يعقوب بن إسحاق، عن ميسرة بن عبد ربه عن عمر، عن ثور عن مكحول، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال " من سره أن يفتح الله له باباً من أبواب الجنة، فليشهد باباً من أبواب العجم سكانه رهبان بالليل ليوث بالنهار.
قوله: فليشهد يشبه أن يريد غازياً ومرابطاً والرهبان جمع راهب كركبان وراكب، ويجمع على رهابن وميسرة بن عبد ربه ممن أساؤا القول فيه.
أنبأنا أيضاً عن الخليل أنبا أبو منصور أميركا بن أحمد بن زيادة، ثنا أبو القاسم علي بن الحسن الصيدناني، وأبو محمد الطيبي، وأبو طلحة، القاسم بن أبي المنذر قالوا أنبا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي الحافظ أملاء بقزوين ثنا أبو عبد الله الحسين بن موسى بن خلف برأس العين، ثنا إسحاق ابن زريق ثنا عثمان الحراني عن جميل مولى منصور عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من سره أن يحرم الله وجهه، وبدنه على النار فليمت بقزوين كأن المعنى فليقم بها مرابطاً إلى أن يموت.
أخبرنا محمد بن عبد الكريم، أنبا إسماعيل بن عبد الجبار عن الحافظ أبي يعلى أنبا محمد بن إسحاق الكيساني، أنبا أبي إسحاق بن محمد أنبا يعقوب بن إسحاق ثنا زكريا. ثنا ميسرة عن ثور بن يزيد، عن شهر بن حوشب، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " صلوات الله على أهل قزوين، فإن الله ينظر إليهم في الدنيا، فيرحم بهم أهل الأرض " .
أنبأنا الحسن بن أحمد عن هبة الله بن الفرج، عن محمد بن الحسين الصوفي، عن أبي بكر الفراء عن إبراهيم بن علي، عن جحدر الغازي، عن محمد بن لقمان عن شداد بن سعد، عن خالد بن يزيد أنبا قيس ابن الربيع عن الأعمش عن يحيى بن وثاب عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " من سره أن يختم له بالشهادة والسعادة، فليشهد باب قزوين " أخبر لنا عن حمد بن نصر بن أحمد أنبا أبو ثابت بن بجير بن منصور الصوفي أنبا جعفر بن محمد الأبهري، أنبا أبو بكر بن بلال الفقيه، أنبا أبو بكر عبد الله بن الحسن الكرجي، ثنا علي بن سعيد العسكري، حدثني عمرو بن سلمة الجعفي، ثنا أحمد بن عبد الرحمن، أنبا أبو هشام الحوشبي عن أيوب ابن مقدم عن أبي هاشم عن زاذان عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال الله: " إن الله وملائكته يصلون في كل يوم وليلة على موتى قزوين والتجار وشهداؤهم مائة صلاة، يمكن أن يكون المراد من الموتى الذين رابطوا إلى أن ماتوا فيلحقون بالشهداء.

أنبأنا علي بن عبيد الله الحافظ عن كتاب الشافعي ابن محمد بن إدريس عن أبيه أنبا المحسن الراشدي وأخبرنا عالياً محمد بن عبد الكريم، عن إسماعيل، عن الخليل الحافظ قال: أنبا محمد بن علي بن عمر، أنبا سليم بن يزيد، أنبا حازم ابن يحيى الحلواني: أنبا هاني ابن المتوكل الإسكندراني، عن خالد بن حميد، عن سليمان الأعمش عن أبي صالح عن علي رضي الله عنه أنه قال للربيع بن خيثم، ما يمنعك أن تدخل معنا قال ما كنت لأقاتلك ولا أقاتل معك فدلني على جهاد أو رباط قال: " عليك بالإسكندرية أو بقزوين فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ستفتحان على أمتي وأنهما بابان من أبواب الجنة من رابط فيهما أو في أحديهما ليلة واحدة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه " .
رواه عن هاني بن المتوكل محمد بن سنان القزاز وأبو منصور محمد ابن سليمان البجلي أيضاً، ورواه أبو حفص عمر بن عبد الله بن زاذان، عن علي بن إبراهيم، عن خازم، وقال هو غريب من حديث الأعمش لا أعلم رواه عنه غير خالد بن حميد المهري، ورواه أبو الحسن الصيقلي عن أبي بكر بن روضة عن خازم بالخاء والزاي المعجمتين وهو أخو أحمد ابن يحيى الحلواني.
قول الربيع: ما كنت لأقاتلك ولا أقاتل معك، جرى على مذهب التورع، وطلب السلامة وقد تورع جماعة من الصحابة والتابعين عن حضور الوقايع التي جرت بين علي ومعاوية لا رغبة عن مبايعة علي ومتابعته لكنهم رأوا العزلة أسلم فاستأذنوه فيها وقوله: فدلني على جهاد أو رباط كأنه يقول لا بد لك ممن يجاهد ويرابط في الثغور وأنا فيهما أرغب مني في قتال الباغين فإن رأيت أذنت لي فيهما له.
قرأت على والدي رحمه الله سنة خمس وستين وخمس مائة في ذي حجتها، أخبركم أبو الفضل عبد الملك بن سعد التميمي أنبا أبو عثمان بن إسماعيل بن محمد المحتسب، أنبا عبد الرزاق بن أحمد بن عبد الرحمن ثنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد الغزال، ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد ابن مهرويه، وإسماعيل بن عبد الوهاب بقزوين سنة ثلاثين وثلاث مائة.
أنبأنا عاليا الحافظ أبو العلاء العطار، أنبا الهيثم بن محمد، أنبا أبو عثمان العيار الصوفي، أنبا أبو الحسن علي بن الحسين بن بندار العنبري، أنبا ابن مهرويه قالا أنبا أبو أحمد داؤد بن سليمان بن يوسف الغازي، أنبا علي ابن موسى الرضا، نبا أبي عن أبيه جعفر عن أبيه، محمد، عن أبيه علي، عن أبيه الحسين، عن أبيه، علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " قزوين باب من أبواب الجنة هي اليوم في أيدي المشركين وسيفتح على يدي أمتي من بعدي المفطر فيها كالصائم في غيرها والقاعد فيها كالمصلي في غيرها وأن الشهيد فيها يركب يوم القيامة على براذين من نور، فيساق إلى الجنة ثم لا يحاسب على ذنب أذنبه، ولا عمل عمله وهو في الجنة خالداً، ويزوج من الحور العين ويسقى من الألبان والعسل والسلسبيل فطوبى للشهداء فيها مع ماله عند لله من المزيد " وقوله: ولا شيء عمله كذا قيده ويمكن أن يقرأ ولا شيء عمله وقوله من الحور العين ومن الألبان والعسل والسلسبيل الألف واللام في جميع ذلك للتعريف يعني الحور العين والعسل والألبان التي سبق الوعد بها من الله تعالى.
قوله مع ماله عند الله من المزيد يجوز أن يريد مع مزيد ثواب ودرجات لم يقع النص عليها، وقد يشير به إلى النظم إلى الله تعالى كما فسر به قوله تعالى: " الذين أحسنوا الحسنى وزيادة وبه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " رحم الله إخواني بقزوين " قالوا يا رسول الله ما قزوين وما إخوانك قال: بلدة في آخر الزمان يقال لها قزوين إن الشهيد فيها يعدل عند الله شهداء بدر، يقال عدل الشيء بالشيء أي سواه به ولم يوردوا في كتب اللغة عدل الشيء الشيء بمعنى ساواه.

كتب إلينا الحافظ أبو العلاء العطار، أنبا هبة الله الكاتب، أنبا عبدوس بن عبد الله، أنبا أبو طاهر الحسين بن علي سلمة العدل، ثنا الفضل ابن الفضل الكندي ثنا عيسى بن هارون ثنا هارون بن هزازي ثنا ابن سالم ثنا أبو سعيد النجراني عن محارب بن دثار، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول صلى الله على أخي يحيى بن زكريا قال: " يكون في آخر الزمان ترعة من ترع الجنة، يعني باباً من أبواب الجنة يقال له قزوين، فمن أدركها فليرابطها ويشركني في رباطها أشركه في فضل نبوتي.
أورده أبو حفص عمر بن عبد الله بن زاذان في فوائده، عن علي ابن محمد بن أبي سهل البزار عن هارون بن هزازي ثنا الحسن بن عبد الله أبو سالم ثنا يحيى بن سعيد، عن محارب بن دثار عن علي والترعة قد تفسر بالباب كما صرح به الحديث ويقال هي الروضة ويقال الدرجة.
ذكر علي بن ثابت في جمعه، أنبا سليمان ثنا علي بن سعيد العسكري ثنا عمرو بن مسلمة الجعفي، أنبا أحمد بن عبد الرحمن المخزومي، ثنا أبو هشام الحوشبي عن أيوب بن مقدم، عن عبد العزيز بن سعيد، عن أبيه عن أبي الدرداء رضي الله عنه إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال " المرابطون بقزوين والروم وساير المرابطين في البلاد يختم لكل من رابط منهم في كل يوم وليلة أجر قتيل في سبيل الله متشحط في دمه " .
أنبا عطاء الله بن علي، عن الخليل بن عبد الجبار، أنبا حاجي بن علي، أنبا القاضي أبو الحسن بن وكيع، ثنا إسحاق بن محمد، عن يعقوب ابن إسحاق عن ميسرة ابن عبد ربه، عن عروة، عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " ترك قزوين حسرة وأتيانها بركة، والجنة إلى أهلها مسرعة " قرأ والدي على محمد بن عبد الكريم الكرجي رحمهما الله، وأنا حاضر أنبا القاضي أبو الفتح إسماعيل بن عبد الجبار عن أبي يعلى الحافظ ثنا محمد ابن سليمان بن يزيد ثنا أبي حدثني محمد بن أحمد بن محمد النخعي بنا عبدان الجواليقي ثنا محمد بن عبد الأعلى عن معتمر بن سليمان التيمي عن عبد الملك ابن أبي جميلة عن أبي بكر بن بشر قال: لقيت كعب بن عجرة رضي الله عنه خارجاً من مدينة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أول يوم من شعبان فقلت له: أين تريد يا كعب قال إلى الجبل قلت وأي شيء تصنع بالجبل وتترك جوار النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال أمضي إلى مدينة سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " إنها تجيء يوم القيامة ولها جناحان تطير بهما بين السماء والأرض من درة بيضاء مجوفة بأهلها تنادي أنا قزوين قطعة من الفردوس مندخلني حتى أشفع له إلى ربي وفي بعض النسخ قطعت من الفردوس وروى الحديث على بن ثابت وقال في أول يوم من شهر رمضان وقوله: بأهلها متعلق بقوله تطير بها.
عن أبي يعلى الحافظ بنا الحسين بن علي بن محمد بن زنجويه نبا علي ابن محمد بن مهرويه ثنا عبد الله بن أحمد الدشتكي ثنا إبراهيم بن أحمد بن مسعود ابن أخي سندول نبا القاسم بن حكم بنا إسماعيل بن سليمان حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من بات ليلة بقزوين على قدر فواق ناقة بعث الله تعالى من كل سماء سبعين ألفاً من الملائكة مع كلّ ألف ملك دفتر من نور وأقلام من نور يستمدون من نهر من نور يكتبون ثوابه إلى ينفخ في الصور " .
رواه أبو الحسن الصقلي عن العباس الصفار الرازي عن الدشتكي وسماه عبد الرحمن والفواق ما بين الحلبتين من المدة وذلك لأن الناقة تحلب ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل فيها فيدر لبنها وقوله: من بات على قدر فواق ناقة أي بات من ليلة هذا لقدر وتخصيص الليل بالذكر يمكن أن يكون سببه أن خوف أصحاب الثغور في الليالي أشد.
أملى الحافظ أبو بكر الجعابي بقزوين حدثني محمد بن سهل أبو عبد الله العطار، ثنا عبد الله بن محمد البلوي ثنا عمارة بن زيد حدثني أبو نعيم عمر ابن صبيح عن مقاتل بن حيان عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " اللهم أرحم إخواني بقزوين قلنا ومن إخوانك هؤلاء قال قزوين باب من أبواب الجنة يقاتلون الديلم الشهداء فيهم، كشهداء بدر " .

وفيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " يكون لأمتي مدينة يقال لها قزوين الساكن بها أفضل من ساكن الحرمين، كأنه يريد أن السكون بها للمرابط أفضل " .
روى الخليل بن عبد الجبار وقد أجاز لمن أجاز لنا عن أميركا بن زيتارة ثنا سليمان بن يزيد ثنا أبو الحسين أحمد بن محمد، ثنا محمد بن هبيرة الغاضري ثنا سلم بن قادم ثنا سليمان بن عوف النخعي ثنا عثمان بن الأسود عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أفضل الثغور أرض ستفتح يقال لها قزوين من بات بها ليلة احتساباً مات شهيداً وبعث مع الصديقين في زمرة النبيين، حتى يدخل الجنة " .
قوله مع الصديقين: في زمرة النبيين كأنه يشير إلى أن زمرة النبيين أو أتباعهم أصناف منهم الصديقون وهم أعلى الأصناف درجة.
روى الخليل هذا عن أبي محمد عبد الله بن أحمد زرده نبا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ بأصبهان نبا سليمان بن أحمد الطبراني، نبا الحسن بن علي بن الحجاج ثنا إبراهيم بن محمد الترجماني ثنا شريح بن محمد بن زيد عن أبي نعيم الخراساني عن مقاتل بن سليمان عن مكحول عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: " بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم قاعد معنا إذ رفع بصره إلى السماء كأنه يتوقع أمراً فقال: " رحم الله إخواني بقزوين يقولها ثلاثاً " فقال أصحابه يا رسول الله بآبائنا وأمهاتنا ما قزوين هذه وما إخوانك الذين هم بها قال: " قزوين باب من أبواب الجنة وهي اليوم في يد المشركين، ستفتح في آخر الزمان على أمتي فمن أدرك ذلك الزمان فليأخذ نصيبه من فضل الرباط بقزوين.
قريب من هذا الحديث ما روى عن عبد الرحمن بن أبي حاتم أنه أورده بإسناده عن هشام بن عبيد الله عن زافر يعني أبن سليمان عن عبد الحميد ابن جعفر يرفعه إلى أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنه عنهما قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرفع بصره إلى السماء كأنه يتوقع شيئاً فقال يرحم الله إخواني بقزوين ثلاث مرات فسالت دموعه فجعلت يقطر من أطراف لحيته فقالوا يا رسول الله ما قزوين ومن إخوانك الذين ذكرتهم فرققت لهم قال قزوين أرض من أرض الديلم وهي اليوم في يد الديلم وستفتح على أمتي وتكون رباطاً لطوائف من أمتي قمن أدرك ذلك فليأخذ نصيبه من فضل رباط قزوين فإنه يستشهد بها قوم يعدلون شهداء بدر.
فيما جمع الحافظ علي بن أحمد بن ثابت، ذكر أبو بكر محمد بن عبد الله الأصبهاني نزيل قزوين ثنا الحسين بن مأمون البردعي نبا الحسن بن محمد الصباح نبا عبد الغفار ابن عبيد الله الكريزي أنبا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال قزوين باب من أبواب الجنة يحشر من مقبرتها كذا وكذا ألف شهيد.
أخبرنا القاضي عطاء الله علي كتابة أن الخليل بن عبد الجبار أجاز له أنبا أبو الحسن علي بن محمد بن مخلد الوكيل نبا عمي إبراهيم بن علي ابن مخلد نبا أبو داؤد سليمان بن يزيد نبا أبو حاتم الرازي ثنا نعيم بن حماد ثنا رشد بن سعد عن جرير بن حازم عن الأعمش عن مولى لعمر بن عبد العزيز قال رأيت رجلاً يحدث عمر بن عبد العزيز يقول حدثني أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ستفتح على أمتي مدينتان، أحدهما من أرض الديلم يقال لها قزوين والأخرى من أرض الروم، يقال لها الإسكندرية من رابط في أحدهما يوماً أو قال يوماً وليلة وجبت له الجنة، قال فجعل عمر بن عبد العزيز يقول للرجل حدثك أبوك عن جدك عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال عمر بن عبد العزيز اللهم لا تمتني حتى يجعل لي في إحديهما دارا ومنزلاً ثم دعا بدواة وقرطاس فكتب الحديث.
أخرجه محمد بن داؤد بن ناجية المهري في فضائل الإسكندرية عن داؤد بن حماد بن أخي رشدين قال نبا رشدين عن أبي عبد الله الخراساني عن سفيان الثوري عن الأعمش ورواه أبو الحسن الصقلي عن علي بن إسحاق بن خشنام بن رنجلة الرازي عن العباس بن أحمد البغدادي عن محمد بن إسحاق الصاغاني عن نعيم بن حماد ورواه ميسرة بن علي عن العباس بن أحمد البغدادي أبي أحمد وقال ثنا به بالري في مجلس ابن أيوب.

روى لنا غير واحد من الشيوخ عن الحسن بن أحمد المقري أنبا عبد الرحمن بن محمد أنبا عبد الله بن جعفر بن حيان أبو الشيخ في كتاب الأمصار، ثنا محمد بن جعفر نبا الجراح بن مخلد نبا محمد بن بكير نبا عبد الله ابن هيثم الزهري عن جده أبي عقيل عن عمر بن عبد العزيز عن أبه عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال يفتح مدينتان في آخر الزمان مدينة الروم ومدينة الديلم أما مدينة الروم فالإسكندرية ومدينة الديلم قزوين من رابط بهما في شيء منهما خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.
رأيت بخط الفقيه الحجازي بن شعبويه أنبا الشيخ أبو إبراهيم الخليل ابن عبد الجبار سنة تسعين وأربعمائة. أخبرني أبو الحسن علي ابن أبي عبد الله بن أبي الحسين البناء وكان رجلاً صالحاً، قال: سمعت أستاذي حسان بن حمزة بن أبي يعلى البناء وكان مقدماً في صناعته أنه أقبل في آخر عمره على عمارة سور قزوين واشتغل بمرمته صيفاً وشتاء وترك سائر الأعمال حتى توفي.
فسئل عن ذلك فقال كنت أعمل على السور يوماً فإذا أنا برجل قد أقبل من الطريق وبيده كوز وعصا فدخل البلدة وصعد السور وصلى عليه ركعتين، ثم نزله وأخذ قدراً يسيراً من الطين وبله بالماء الذي كان معه في الكوز وجعله في بعض الشقوق وأخذ يرجع من الطرق الذي جاء منه فتعجبت منه فلحقته وسألته.
فقال أنا رجل من ناحية كذا من نواحي ما وراء النهر قرأت في خبر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه يكون في آخر الزمان بلدة بقرب الديلم يقال لها قزوين، هي باب من أبواب الجنة من عمل في عمارة سورها ولو بقدر كف من طين غفر الله له ذنوبه صغيرها وكبيرها.
قال حسان بن حمزة: فذلك الذي دعاني إلى أن أصرف بقية عمري في عمارته ووجدت في بعض الأجزاء العتيقة أحاديث غير مسندة في فضل الطالقان التي بين الري وقزوين ومنها أن تربة قزوين وتربة الطالقان من تربة الجنة من كبر بها تكبيرة فله عند الله أن يعتقه من النار.
النوع الثاني في الآثار أخبرنا محمد بن عبد الكريم عن إسماعيل بن عبد الجبار عن الخليل الحافظ ثنا محمد بن سليمان بن يزيد ثنا أبي ثنا الحسن بن أيوب نبا علي بن محمد الطنافسي نبا زيد بن الحباب عن زائدة عن إسماعيل السدي عن مرة الهمداني قال قال علي رضي الله عنه من كره المقام معنا فليلحق بالديلم فخرج مرة في أربعة آلاف رواه سفيان بن عيينة ومعاوية بن عمرو والحسين بن علي أبو عبد الله الجعفي عن زائدة.
وبه عن محمد بن سليمان نبا الفضل بن محمد نبا أبو سهل موسى ابن نصر الرازي نبا حكام بن سلم عن أبي سنان قال قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: من كره القتال معنا فليلحق بقزوين قال فسار إليه الربيع ابن خيثم في أربعة آلاف.
وبه عن محمد بن سليمان عن أبيه حدثني أحمد بن محمد القرشي نبا جعفر بن محمد البزار ثنا عمرو بن مالك ثنا سعيد بن عبد الرحمن الحراني، ثنا محمد بن أبي عائشة عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنه، أنه ذكر الثغور يوماً فعد فضلها ثم قال ومن الثغور قزوين وهي روضة من رياض الجنة ومن استشهد بها كان أكرم الشهداء عند الله يوم القيامة.
وبه عن سليمان نبا عيسى بن عبد الله العسقلاني ثنا محمد بن راشد الدمشقي حدثني أبي ثنا الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذر رضي الله عنه قال من مشى بأرض قزوين أربعين خطوة فما فوقها عند فزعة العدو ثم لقي الله بمثل تراب الأرض خطيئة غفر الله له ولا يبالي.
وبه عن سليمان، نبا أحمد بن محمد بن أبي سلم، ثنا سعيد بن أبي سعيد الدوري، وكتب إلي مدرك بن عامر الجزري من أهلي رأس العين نبا إسحاق بن زريق، نبا عثمان بن عبد الرحمن، حدثني جميل مولى منصور، عن ثور بن يزيد، عن مكحول عن واثلة ابن الأسقع رضي الله عنه قال مثل قزوين في الأرض كمثل جنة عدن في الجنان.
وبه عن الخليل الحافظ، نبا علي بن أحمد بن صالح، نبا محمد بن مسعود، ومحمد بن يونس بن هارون، قال دخل سعيد بن جبير قزوين وهو هارب متوار من الحجاج فبات بها ليلة فقال ليجتهد عباد المسجدين فلن يدركوا فضل هذه الليلة قال عبد الله بن أسوار كان في مسجدنا هذا يعني مسجد التوث يريد بالمسجدين المسجد الحرام ومسجد المدينة.

وبه عنه نبا محمد بن علي بن عمر، نبا أحمد بن محمد بن الشحام ثنا حجاج بن حمزة، ثنا يزيد بن هارون، قال بلغني أن محمد بن جبير بن مطعم خرج من مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى قزوين في الغزو.
وبه عنه نبا الواحد بن محمد نبا عبد الوهاب بن محمد الخطيب، ثنا أحمد بن محمد ابن أبي سلم، نبا نصر بن خلف حدثني الحسن بن عبد الله عن عمرو بن جرير عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال قلت لأبى ما قزوين هذه التي تذكر قال: مباركة بها باب من أبواب الجنة.
فيها جمعه علي بن ثابت، نبا جعفر بن أحمد بن يحيى العدل، نبا أحمد بن عبيد القزويني نبا حامد بن محمود الهروي، نبا يحيى بن سعيد الأموي ثنا شيبان النحوي، عن عبد الملك بن هارون بن عنترة، عن أبيه عن علي رضي الله عنه، قال أربعة أبواب في الدنيا من الجنة، الإسكندرية وعسقلان وقزوين وعبادان، رواه أبو الحسن الصقلي عن أبي علي الطهراني عن عمه عبد الرحمن بن محمد الطهراني عن محمد بن أبي موسى عن إسماعيل بن مالك، عن أبي المضا الحجاج بن خالد عن عبد الملك بأسناده مرفوعاً وزاد وفضل جدة على الأربع فضل بيت الله على سائر البيوت.
روى ابن ثابت فيه عن أحمد بن محمد بن داؤد الواعظ، نبا زكريا ابن يحيى النيسابوري حدثنا إسماعيل بن توبة عن عبد الله بن أسوار، عن أبي سنان الشيباني، قال قال عمر بن عبد العزيز لو كان لي من يكفيني أمر الأمة لتحولت إلى قزوين بعيالي أرابط فيها، فأما أن استشهد وإما أن أموت مرابطاً بها فأبعث يوم القيامة مع شهداء بدر.
عن علي بن إبراهيم، ثنا محمد بن إدريس بن المنذر، ثنا هشام بن عبيد الله الرازي ثنا يعقوب بن عبد الله الأشعري،عن ابن المجالد الصنعاني، ثنا عمر بن حفص العبدي، عن عون بن أبي شداد، عن محمد بن كعب القرظي قال بلغنا أنه يحشر من كل واحدة من قزوين وعسقلان سبعون ألفاً، أو نحو ذلك كلهم شهداء.
عن إسحاق بن محمد بن يزيد بن كيسان عن ابن أبي سلم حدثنا أحمد بن حمك بن السندي نبا عيسى بن أبي فاطمة، ثنا يزيد العجمي قلنا لسفيان الثوري مجاورة سنة بمكة أحب إليك أم رباط أربعين يوماً، فقال رباط أربعين يوماً بقزوين أحبّ إلي من مجاورة سنة بمكة أورده الشيخ الحافظ في ثواب الأعمال عن خاله عن أبي حازم عن عيسى بن أبي فاطمة عن يزيد أبي خالد الجلاب قال قلت لسفيان.
وحدث ابن ثابت عن أبي عبد الله، ثنا علقمة بن الحصين، نبا هناد ابن السري، قال: قدم رجل من همدان علي شريك فقال له كم بينكم وبين قزوين فقال كذا وكذا فرسخا فقال له حججت قال: نعم قال غزوت قال لا قال لو مت ما صليت عليك.
عن أحمد بن محمد بن داؤد الواعظ عن أحمد بن عبيد، ثنا أحمد ابن ثابت فرخونة الرازي، ثنا عيسى بن أبي فاطمة، قال أتينا سفيان الثوري ومعنا الخليل بن زرارة فقال سفيان كم بينكم وبين قزوين قلنا دون الثلثين فرسخا قال فيكم من لا يأتيها في كل شهر مرة قلنا نعم، ومنا لم يأتها قط فقال سبحان الله سبحان.
عن سليم بن يزيد ثنا أحمد بن محمد بن أبي سلم، نبا علي ابن خلف المقري قال: كنا بقزوين في مسجد التوت ومعنا الدشتكي وحمدويه العطار وغيرهما، فخرج علينا أبو جعفر محمد بن إبراهيم وراق وكيع فقال رأيت وكيعاً في النوم بقزوين، كأنه على سطح فسلمت عليه فقال: أنت هاهنا قلت نعم، قال ارتفع إلي قلت كيف أصعد فدلى يده فصرت معه، فقلت يا أبا سفيان ما تقول في قزوين، قال أرض رباط وفضل وعبادة.
ذكر فيه أن موسى بن هارون بن حيان قال ثنا عبد الله بن محمد، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن حكيم بن جبير قال: قال علي أبي رضي الله عنه للربيع بن خثبم ومرة الطيب من كره الخروج معي إلى صفين فليخرج إلى هذا الوجه يعني قزوين، فأخذوا عطياتهم وخرجوا وكانوا أربعة آلاف.
أخبرنا أبو العلاء الحافظ في كتابه أنبا أحمد بن محمد بن علي بن أحمد، أنبا الحسن بن علي الواعظ التميمي، أنبا أحمد بن جعفر القطيعي، أنبا عبد الله ابن احمد بن حنبل حدثني أبو معمر، أنبا جرير عن حكيم بن جبير، قال قال عمر بن عبد العزيز لوددت إن منزلي بقزوين حتى أموت يعني بذلك الرباط.

أنبأنا الحافظ عن الحسن بن أحمد، أنبا عبد الرحمن بن محمد، أنبا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثني خالي أنبا أبو حاتم، أنبا علي بن ميسرة سمعت عبد العزيز بن عثمان، قال سألت سفيان الثوري قلت: عسقلان أحب إليك أم قزوين، قال قزوين أما سمعت حديث الحسن قاتلوا الذي يلونكم من الكفار قال كل قوم وما يليهم الري والديلم.
أخبرنا القاضي عطاء الله بن علي في كتابه عن الخليل بن عبد الجبار، ثنا أبو منصور وجماعة نبا الزبير بن محمد نبا أبو داؤد نبا أحمد بن محمد بن ساكن الزنجاني، سمعت عمي المسيب: يقول كان رجل من أهل البادية يحضر معنا غزو بابك قال فقضى الله تعالى للمسلمين الفتح قال فقضى الله أنه تلك السنة لم يحضر، فنزل بعض ضياعنا وقد اغتم لما لم يقض له الحضور، قال فنام تلك الليلة فرأى فيما يرى النائم كأنه يقول اغتمت لما لم تشهد هذا الفتح أذهب حتى تصلى بقزوين هذا العيد فإنه مثل من شهد هذا الفتح.
عن الخليل أنبا حاجي بن علي الصوفي، نبا علي بن محمد بن وكيع ثنا إسحاق بن محمد ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا عبد العزيز بن عثمان ختن عثمان ابن زائدة، سمعت سفيان يقول وددت أن منزلي بقصران قال أبو حاتم لقربها من قزوين.
رأيت بخط أحمد بن محمد بن داؤد الواعظ ثنا محمد بن يزيد ثنا جعفر بن محمد بن عبد الجبار الهمداني المعروف بسندول سمعت أبي يقول شاورت وكيعاً وهو بمكة فقلت له يا أبا سفيان الإقامة بمكة أحب إليك أم الخروج إلى جدة فقال أرى أن تقيم بمكة وتنوي أن كان بجدة فزع أن تنفر إليه.
ثم سألني من أي البلاد أنت قلت من أهل همدان قال: أين أنتم من قزوين قلت بيننا وبينهم مسيرة ثلاث أو أربع، قال يأتي على أحدكم الشره ولا يأتيها قلت رحمك الله نعم والعمر لا يأتيها، قال أظن قزوين حسرة على أهل هذه البلاد يوم القيامة.
حدث القاضي أبو خليفة الفضل بن إسماعيل بن ماك وأنبأنا غير واحد عنه عن أبي منصور المقومي، نبا المحسن بن الحسين الراشدي، نبا الخضر بن أحمد الفقيه ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، ثنا أبي وأبو زرعة، قالا حدثنا عن يعقوب بن عبد الله القمي عن أبي مالك، ثعلبة عن أبي سنان قال قيل لإبراهيم النخعي ما تقول في قزوين قال وددت أن منزلي بدستبى.
في مختصر جمع في فضل عسقلان أن أبا إسحاق الطالقاني حدث عن أبي حفص بن ميسرة الصنعاني عن سلمان الباهلي عن سالم بن أبي الجعد قال وجدت في بعض الكتب أن عسقلان وقزوين قريتان من قرى الجنة - هذا ما اتفق إيراده من الفضائل المنقولة وأعلم أن الآثار في هذا الباب أوضح إسناداً وأوثق رجالاً من الأخبار فإن في أكثر أسانيدها اضطرابا لكنك إذا تأملت في النوعين ووقفت على تظاهرهما وكثرة طرقها واعتضاد البعض بالبعض لم تشك في أن لها أصلاً وأن للبقعة عن الأولين مرتبة وفضلاً وبالله التوفيق.
القسم الثاني
فضائلها وخصائصها المستنبطةفمنها أنها لم تزل رباطاً وثغراً قرأت على علي بن عبد الله بن بابويه، أخبركم عبد الرحيم بن المظفر الحمدوني إجازة نبا عبد الواحد بن الحسن الصفار، نبا محمد بن أحمد بن موسى الشروطي، نبا محمد بن الحسين ابن الخليل، ثنا أبو سعيد مسعدة ابن بكر الفرغاني، ثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى النيسابوري، ثنا أحمد بن حرب عن محمد بن الفضل، عن عبد الملك ابن جريج، عن أبي الزبير المكي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال من بات بالري ليلة واحدة صلى فيها وصام فكأنما في غيره ألف ليلة صامها وقامها.
خير خراسان نيشابور وهرات ثم بلخ، ثم أخاف على الري وقزوين أن تغلب عليهما العدو والثغر هو الموضع الذي يخاف عليه من غلبة العدو وقوله ليلة واحدة صلى فيها وصام أي ليلة واحدة بيومها.

ذكر أصحاب التواريخ منهم مؤلف كتاب البلدان قال الكياشيروية الديلمي وهو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأخباري الهمداني يعرف بابن الفقيه يروي عن أبيه وابن ديزبل ومحمد بن أيوب الرازي روى عنه أبو بكر بن لال وغيره ومنهم أبو الفرج قدامة بن جعفر بن قدامة الكاتب أن أحوال الديلم لم تزل مذبذبة لم تكن لهم شريعة محصلة ولا طاعة مستقرة وقد نقضوا وغدروا ورجعوا إلى الكفر غير مرة وجيل الديلم مشهورون بالقسوة وغلظ الطبع والذهاب بالنفس والتأني عن الطاعة والانقياد وبهم يضرب المثل في ذلك.
أنبأنا أبو زرعة المقدسي أنبا أبو منصور المقومي بالري سنة أربع وثمانين وأربعمائة، أنبا الزبير بن محمد، أنبا علي بن محمد بن مهرويه، أنبا علي بن عبد العزيز، نبا أبو عبيد، نبا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي وائل قال استعمل علي بن أبي طالب عبد الله بن عباس رضي الله عنهما على الموسم فخطب عليهم خطبة لو سمعتها الديلم لأسلمت ثم قرأ، عليهم سورة النور.
وبه عن عبيد، نبا عبد الرحمن عن سفيان عن الأعمش عن أبي وائل قال قرأ ابن عباس رضي الله عنه سورة النور، وجعل يفسرها، فقال رجل لو سمعت الديلم هذا لأسلمت، وكان للفرس قبل البعثة مقاتلة بقزوين مرتبون يرابطون فيه ويدفعون الديلم إذا لم يكن مهادنة ويحتاطون إذا جرت مهادنة لأنهم كانوا يخافون عليهم النقض والنكث.
يذكر أن كسرى وجه سابور بن اندكان في عشرة آلاف رجل وأمره أن يقيم بقزوين ويمنع من أراد النفوذ من أرض الديلم إلى ممالكه وسببه على ما فيه - حكى أبو حنيفة أحمد بن داؤد الدينوري في تاريخه المعروف بالأخبار الطوال أن بهرام المعروف بجوبين قتل ببلاد الترك في أيام كسرى بتدبير من بعثه كسرى لذلك.
فخرج أصحاب بهرام وعبروا جيحون وأخذوا في شاطئ النهر حتى انتهوا إلى بلاد الديلم فسكنوها وعاهدوا الديلم وتابوا ثم قتل كسرى بعد ذلك خالد بندويه وكتب إلى خاله الآخر بسطام يأمره بالقدوم عليه وأراد الحاقه بأخيه فبلغه في الطريق خبر قتله فعدل إلى من الديلم من أصحاب بهرام ففرحوا بقدومه وملكوه وعقدوا على رأسه التاج وزوجوه أخت بهرام ووافقهم أشراف الديلم وأهل جيلان والطيلسان.
فخرج بسطام إلى دسبتى وبث السرايا في الجبال حتى بلغوا حلوان ووجه كسرى إليه العساكر واشتد القتال بين الفريقين أياما، ثم بعث كسرى إلى أخت بهرام ووعدها أن ينكحها، ويجعلها سيدة نسائه أن قتلت زوجها فأجابته إليه وارتحل أهل بسطام هاربين نحو بلاد الديلم ففي ذلك وجه كسرى سابور إلى قزوين ونواحيها وغلبوا عليها ثم إن بني أمية في أيامهم بعثوا الجيوش إليها وجرت بينهم وبين الديلم حروب كثيرة.
في تاريخ محمد بن جرير رحمه الله إن في سنة ثلاث وأربعين ومائة ندب المنصور الناس إلى غزو الديلم لما بلغه من إيقاعهم بالمسلمين وكثرة فتكهم بهم، وفي سنة أربع وأربعين ومائة غزا محمد بن أمير المؤمنين أبي العباس عبد الله بن محمد بن علي في أهل الكوفة والبصرة والموصل والجزيرة، فأشعرت هذه الدلالات بأن قزوين لم تزل ثغراً في الجاهلية والإسلام، وفيما قدمنا من الآثار والأخبار ما يصرح بكونها ثغراً.
هذا صاحب المسالك والممالك يقول قزوين ثغر الديلم، والبديع أبو الفضل الهمداني يقول في إحدى مقاماته غزوت الثغر بقزوين سنة خمس وسبعين والرئيس الأسدي في سقيا الهيمان يعبر عن القزويني بالثغري وكونها ثغراً من وقت استيلاء الملاحدة دمرهم الله على ديار الديلم وقلاعها أوضح من أن يحتاج إلى شرحه، وإذا كان بلد من البلاد ثغراً لم يزل حكمه بإسلام الكفار الذين يلونه حتى قال علماء الأصحاب لو وقف على ثغر فاتسعت رقعة الإسلام تحفظ ربع الوقف لاحتمال عوده ثغراً.
منها أنها ليست على الجادة التي يسلك فيها من الشرق إلى الغرب ومن إقليم إلى إقليم بل هي مزورة عن الجواد المسلوكة وإنما يدخلها من يتخذها مقصد المرابط أو زيارة أو تجارة أو غيرها بخلاف البلاد الواقعة.
على الجواد فإنها كثيراً ما يقع منزلاً لا مقصداً فلا يكون واردوها قاصدين لها.

منها صلابة أهلها في الدين وشدة غيرتهم وصفا عقيدتهم إلا في الأقلين، رأيت في بعض مكتوبات شيخنا أبي محمد النجار رحمه الله عن الحسن البصري رضي الله عنه أن قوله تعالى: " قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة، نزلت في أهل قزوين والغلظة خشونة ركزت في طباعهم غيرة للدين.
منها أن الخمر وسائر المنكرات المشهورة لا يتأتى إظهارها فيها ولا يجتاز بها بين أهلها إلا بضرب حيلة أو انتهاز فرصة ولا يصبرون على مشاهدتها إلا إذا استولى عسكر، وخافوا من الإنكار فحينئذ يتجرعون غيظاً، وإن أدت الضرورة إلى السكوت.
منها كثرة حفاظ القرآن بها ومداوتهم على تلاوتها ومدارستها واشتغالهم بعلم التفسير إسماعاً واستماعاً.
منها غلبة الفقر على أكثر أهلها وقناعتهم بالمراتب النازلة في المطعوم والملبوس ومثل ذلك محمود عن السالكين.
منها إقبالهم على الجهاد على اختلاف الطبقات وقد مدحوا لهاتين الخصلتين، فإنهم آخذون بحرفتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الفقر والجهاد.
منها كثرة حجاجها الوافدين إلى بيت الله تعالى حسب ما يقدورن عليه راجلين وراكبين.
من خصائصها المتعلقة بالأمور الدنيوية عموم الأمن في نواحيها من السراق وقطاع الطريق بخلاف أكثر البلاد وكونها على الأرض مستوية بالقرب منها جبل يمنع من وصل الرياح الطيبة إليها ونزاهة مياهها عن المستخبثات لأن قنواتها تجري تحت الأرض حتى تنصب في الحياض بحسب الحاجة ونظافة مواضع الفراغ فيها نفاسة أرضها سيما قصبة البلد.
سمعت غير واحد من رؤسا نواحي الري يقول لو كان عندنا مثل هذه الأرض لحصل من الجريب الواحد كذا وكذا لغزارة مياهها. منها جودة الحبوب بها ونقاؤها وكثرة تنزلها.
منها طيب ثمارها على وفور منافعها، وقصور مضارها وللإطناب في مثل هذا مجال لمن يعنيه، ورأيت لأبي العميس محمد بن إسماعيل المكي فصلاً يصف فيه الري وقزوين مدحاً وذماً ويذكر ما يفضل به كل واحدة منها للأخرى قال فيه بعد وصف الري.
أما قزوين فإنها أبين فضلاً وأشرف أهلاً، ثغر من ثغور المسلمين وأهلها من العرب المشهورين وهي باب من أبواب الجنة العمل بها أفضل، والثواب فيها أجزل النائم فيها كالعابد والمقيم فيها كالمجاهد، وحصنها أمنع، وسورها أجمع، وماؤها امرأ وخبزها أشهى، وكرومها أعجب، وأعنابها أعذب وعصيرها أحد، وشرابها أشد وهي بعد أرخص أسعاراً، وأكثر ثلوجاً وأمطاراً.
استغنت بنفسها عن الري أن تمتاز منها، وافتقرت الري إليها فإن تستغني عنها، وأهلها أسرع إلى الدعاء، وأثبت عند اللقاء، وأعلم بالحروب، وأسرع في الخطور، راحلهم جلد، وفارسهم فهد، إلى أن عكس فقال أهل فظاظة وقسوة وغلظ وجفرة لقاؤهم شيئم، وبشرهم دميم، وسلامهم قليل، وردهم كليل، فقيههم ضعيف، وعالمهم سحيف، وأديبهم بارد، وطبيبهم واحد، وهم أهل الري في سبيل الجود كما قال الشاعر:
إذا ما قستهم في باب جود ... وجدته كأسنان الحمار
في كتاب اللمع الفضة لأبي منصور الثعالبي عن أبي الحسن المصيصي قال كان أبو دلف الخزرجي وأبو علي الهائم من ندماء عضد الدولة فجرت بينهما يوماً مداعبة أدت إلى المهاترة، بعد المحاضرة والمذاكرة، فقال أبو علي لأبي دلف: صب الله عليك طواعين الشام، وحمى خيبر، وطحال البحرين وضربك بالعرق المدني، والنار الفارسية، والقروح البلخية.
فقال أبو دلف يا مسكين أتقرأ تبت على أبي لهب وتنقل التمر إلى هجر فخذ إليك صب ثعابين مصر، وأفاعي سجستان، وعقارب شهر زور، وجرارات الأهواز، وصب علي برود اليمن، وقصب مصر، وخزوز السوس، وأكسية فارس، وخلل أصبهان، وسقلاطون بغداد، وسمور بلغار، وفنك كاشغر، وثعالب الخرز، وجوارب قزوين وكذا وكذا فعد الجوارب من خواص قزوين ولا يدري أقصد الجوارب الصوفية أو جوارب من الجلود.
الفصل الثاني
في اسمهاذكروا في عدة من البلدان والنواحي، أنها سميت بأسماء من بناها أو نزل في مواضعها كهمدان وأصبهان، قالوا سميا باسم أخوين هما ابنا ملوح لبطن من بين يافث، وحلوان قيل أنه بناها حلوان بن الحاف وذكر مثل ذلك في تفليس وأران وبردعة وفارس والري وجرجان ونيسابور، وبلخ وبخارا بل قيل مثل ذلك في الشام وخراسان ويمكن أن يكون قزوين مثلها لكن اشتهر أنها كانت تسمى بالفارسية كشوين فعربت اللفظة وقيل قزوين.

قال قدامة الكاتب وتفسيره المرموق أي الطرف الذي لا ينبغي أن يهمل ويغفل عنه، ولم يزل الخلفاء وأعاظم الملوك معتنين بأمر قزوين خائفين عليها.
حدث القاضي المحسن بن علي التنوخي عن أبي علي محمد بن حمدون قال : كنت بحضرة المعتضد ليلة إذ جاءه كتاب فقرأه وقطع ما كان فيه وتنقص عليه وعلى الحاضرين عنده الوقت، واستدعى عبيد الله بن سليمان فأحضر في الحال، وقد كاد أن يتلف وظن أنه قبض عليه، فرمى بالكتاب إليه فإذا هو كتاب صاحب السر يقول للوزير: أن رجلاً من الديلم وجد بقزوين متنكراً، فقال لعبيد الله اكتب الساعة إلى صاحبي الحرب والخراج وأقم عليهما القيامة وتهددهما وطالبهما بتحصيل الرجل ولو من أقصى أرض الديلم وأعلمها أن ذمتها مرتهن به وأرسم لهما أن لا يدخل البلد أحد مستأنفاً ولا يخرج إلا بجواز.
فقال عبيد الله: السمع والطاعة أمضي إلى داري وأكتب فقال: لا أجلس واكتب واعرضه علي، قال فأجلسه وعقله ذاهل، فكتب وعرضه عليه فأرضاه وأنفذه وقال لعبيد الله: أنفذ معه من يأتيك بخبر عبوره النهروان، فنهض عبيد الله وعاد المعتضد إلى ما كان فيه وكأنه قد لحقه تعب عظيم، فاستلقى ساعة، فقلت له: يا مولاي تأذن في الكلام قال نعم.
قلت: كنت على سرور وطيب عيش فورد الخبر بأمر كان يجوز أن تأمر فيه غدا بما أمرت الساعة فضيقت صدرك، ونغصت على نفسك وروعت وزيرك، وأطرت عقل عياله وأصحابه. باستدعائك إياه في هذا الوقت المنكر.
فقال يا بن حمدون ليس هذا من مسائلك ولكنا أذنا لك في الكلام، اعلم أن الديلم شر أمة في الدنيا وأتمهم مكراً وأشدهم بأساً وأقواهم قلوباً ويطير قلبي فزعاً على الدولة لو تمكنوا من دخول قزوين سراً فيجتمع منهم فيها عدة فيوقعون بمن فيها وهي الثغر بيننا وبينهم فيطول ارتجاعها منهم ويلحق الملك من الضعف والوهن بذلك أمر عظيم وتخيلت أني إن أمسكت عن الله بير ساعة واحدة فات الأمر، والله لو ملكوا قزوين ساعة لبغوا على من تحت سريري هذا واحتووا على دار الملك والمعتضد رحمة الله عليه موصوف بالحزم والكفاية وحسن التدبير وضبط الممالك على أحسن الوجوه.
رأيت في كتاب التبيان تأليف أحمد بن أبي عبد الله البرقي أنه روى الهيثم أن قزوين كانت ثغراً وكان بعض الأكاسرة قد وجه إليها قائداً في جمع كثير فأتاهم العدو وهم معسكرون بذلك معسكرون بذلك المكان فاصطفوا لهم واستعدوا للحرب.
فنظر القائد إلى ذلك المكان فرأى فيه خللاً، فقال لرجل من أصحابه أين كش وين أي، احفظ ذلك الموضوع فهزموا العدو وبنوا بذلك المكان مدينة وسميت كشوين، فعربت وقيل قزوين ويمكن أن يكون الزاي من قزوين مبدلة من السين كالزراط والسراط ويكون اللفظ من قسا يقسو أي صلب واشتد.
يقال رجل قاس أي صلب أو من أقسان العود إذا اشتد وقسا وأقسا الرجل إذا كبر وذلك لما في أهلها من الشدة والصلابة فهو على التقدير الأول على أمثال فعلين وعلى التقدير الثاني على مثل فعويل والهمزة ملينة والواو مبدلة من الهمزة لان اللسان بها أطوع، هذا ما يتعلق باسمها المشهور.
قرأت عبد العزيز بن الخليل الخطيب أخبركم الشافعي المقري أنبا إبراهيم بن حمير، أنبا الكشميهني، أنبا الفربري، عن محمد بن إسماعيل البخاري نبا علي بن عبد الله نبا سفيان قال قال إسماعيل أخبرني قيس قال أتينا أبا هريرة فقال صحبت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث سنين لم أكن في شيء أحرص على أن أعي الحديث مني فيهن، سمعته يقول وقال هكذا بيديه بين يدي الساعة تقاتلون قوماً نعالهم الشعر وهو هذا البارز، وقال سفيان مرة: وهم أهل البارز.
قوله، لم أكن في شيء أحرص وفي بعض النسخ لم أكن في سني وهما صحيحان، وقوله وقال هكذا بيديه يعني أشار، يقال قال بيده وقال بعينه كأن السبب في التعبير عن الإشارة بالقول أن الإشارة تفهم المقصود إفهام اللفظ، وقوله نعالهم الشعر أن نعالهم من ضفاير الشعر، أو من جلود غير مدبوغة بقيت عليها الشعور، وذكر أنه يحتمل أنه أشار به إلى وفور شعورهم وانتهاء طولها إلى أن يطأوها بأقدامهم أو أن يقرب من الأرض.

قوله وهو هذا والبارز ذكر الحافظ أبو إسحاق الحمري المغربي المعروف بابن قرقول أن الراء في اللفظ مقدمة على الزاي مفتوحة باتفاق الرواة وأن بعضهم قال أنهم الديلم والبارز بلدهم، وحكى اختلافاً في اللفظ المحكية عن سفيان ثانياً فذكر أن بعض الرواة نقلها بتقديم الزاء أيضاً لكن كسرها.
قيل على هذا أن المعنى هؤلاء البارزون لقتال الإسلام الظاهرون في البراز من الأرض وأن بعضهم نقلها البازر بتقديم الزاي وفتحها وأشعر ما ساقه بأن التفسير على هذا كتفسير البارز وقضية ما ذكر أن البارز أو البازر بلد الديلم أن يكون ذلك اسما لقزوين لما اشتهر أنها بلد الديلم، ومدينتهم ألا ترى إلى ما قدمنا عن رواية عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، عن جده عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال يفتح مدينتان في آخر الزمان مدينة الروم ومدينة الديلم أما مدينة الروم فالإسكندرية، ومدينة الديلم قزوين.
واعلم أن إيراد جماعة من العلماء يشعر بحمل الحديث على الترك على ما ورد في بعض روايات الحديث الصحيح، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال تقاتلون بين يدي الساعة قوماً نعالهم الشعر كأن وجوههم المجان المطرقة حمر الوجوه صغار الأعين وهذا نعت الترك وقد أفصح به بعض الروايات، فقال لا تقوم الساعة حتى تقاتل المسلون الترك قوماً وجوههم كالمجان المطرقة، ويلبسون الشعر، ويمشون في الشعر.
لكن في كثير من الروايات المدونة في الصحاح ما يدل على مقاتل قوم وراء الترك كما روى أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال لا تقوم الساعة، حتى تقاتلوا قوماً كأن وجوههم المجان المطرقة، وعلى هذا وفتتجه تفسير الأولين بالديلم والآخرين بالترك، ووصف الترك في الرواية السابقة بأن نعالهم الشعر لا يمنع من إختلاف الفريقين، أما إذا حملناه على أن نعالهم من الشعور أو من جلود بقيت عليها الشعور فلأنهم في الأصل بعيداً من التنعم والترفه، فالترك سكان البوادي والديلم سكان الشعاب والغياض وأما إذا حملناه على كثرة الشعور وطولها فأنهم جميعاً مشعوفون بها أما الديلم فيعتنون بتوفيرها منشورة وأما الترك فيعتنون بتطويلها مضفورة.
الفصل الثالث
في كيفية بنائها وفتحهاسمعت الإمام والدي رحمه الله غير مرة يحكي، عن مشائخه، أن البقعة الملاصقة للمقبرة المعروفة بكهنبر وتدعى القرية الفارسية دهك أقدم الأبنية بقزوين وأنه لا يدري من بناها لتقادم عهدها ومن المشهور أن المدينة العتيقة بناها سابور ذو الأكتاف وذلك أن مرزبانا من قبله كان يقيم بالدستبى والقاقزان ويغزو الديلم مرة ويهادنهم أخرى وكانوا ينقضون الهدنة ويغيرون على الناحيتين فأمر سابور المرزبان ببناء المدينة للتحصن بها.
فلما أخذ في البناء كانت الديلم تجمع الجموع وتهدم ما كان يرتفع من البناء فأنهى الحال إلى سابور، فأمره أن يرضيهم بمال إلى أن يتم البناء ففعل، وكان سابور حينئذ مشغولاً بمحاربة العرب والتوغل في بلادهم، فلما فرغ خرج نحو الديلم، ودخل بلادهم في وقت شدة البرد وأقام بها حتى انكسر البرد وطاب الهواء ونفقت هناك دوابهم من شدة البرد فسموا موضع نزولهم اسمرد.
ثم شن الغارة فيهم بعد طيب الهواء وقتل من وجد منهم وأوغل حتى انتهى إلى بحر الجيل، ولم يحمل شيئاً من مالهم، استنكافاً بل زفتها في ديارهم في مملكة آل لنجر، وكان دخوله من مملكة آل حسان وخرج من مملك آل مسافر بن أسوار بن لنجر.
ثم مصر سعيد بن العاص قزوين، وكان قد ولاه عليها الوليد ابن عتبة بن أبي معيط حين كان والياً على الكوفة من قبل أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه ثم إن موسى الهادي دخل قزوين في أيام خلافته وخروجه إلى الري متنكراً وأمر الوالي بها أن يستنفر الناس لينظر إليهم فأمر الوالي بضرب الطبول وبالنداء فيهم بالنفير وأشرف موسى على مكان مرتفع ينظر إليهم فاستحسن مبادرتهم وأعجبه جدهم فأمر ببناء.
وحصن بقزوين وسماه مدينة موسى وأسكنه مواليه ووقف عليها وعلى أهلها قريتين تسميان أراذ برسه ورستما باذ وذلك في سنة ثمانية وستين ومائة.

قيل في سنة سبع ونسب بعضهم مدينة موسى إلى بناء موسى بن بغا وهو وغلط وبني المبارك التركي مولى الهادي بها مدينة أخرى تنسب إلى اليوم إليه وهي آهلة بعد ويقال أنه بناها سنة ست وسبعين ومائة ومدينة موسى قد اندرست وجعلت بساتين ومزارع.
ثم دخل هارون الرشيد قزوين في خلافته وأمر ببناء المسجد الجامع وهو الصحن الصغير من المسجد الكبير، والمقصورة العتيقة وأمر بابتياع حوانيت مستغلات وقفها على مصالح المدينة وعمارة مسجدها وسورها وهي الرشيديات، وسور قزوين المحيط بالمداين الثلثاء وساير المحال بناه موسى بن بغامولي المعتصم سنة أربع وخمسين ومائتين وأنفق عليه مالاً جليلاً.
رأيت بخطّ بعض بني عجل أن بروج سور قزوين مائتان وخمسة سوى البرج المعروف بكاه دان وأن دور السور يبلغ عشرة آلاف وشمار وثلاث مائة وشمار، ثم أنه استرم السور، وأصابه الخلل بعوارض حدثت غير مرة فأصلح وأعيدت عمارته.
منها أن الصاحب إسماعيل بن عباد أمر بعمارته حين دخل قزوين سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة فقام بها أصحابه سنتين، ومنها نقض السلار إبراهيم بن المرزبان السور في طريق الجوشق ودرج سنة عشر وأربعمائة بعد ما قامت الحرب على ساق بينه وبين أهل البلد ستة أشهر فأمر الشريف أبو علي الجعفري بإعادة ما نقضه سنة إحدى عشرة وأربعمائة آخر من اعتنى به الوزير السعيد محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن مالك قاضي المراغة رحمه الله أمر برم المسترم وتجديد المنهدم منه سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة وستين بعدها وكان يتولى عمارته والدي قدس الله روحه لما كان بينهما من الاتحاد والمودة القديمة وصحبة المدرسة ببغداد ونيسابور.
في كتاب البنيان لأحمد بن أبي عبد الله أن مدينة قزوين بناها سابور بن أردشير وسماها شاذ سابور.
أما فتحها: فقد أنبأنا جماعة عن إسماعيل بن عبد الجبار، عن الخليل ابن عبد الله الحافظ، قال: حدثني عبد الله بن محمد القاضي، نبا إسماعيل بن محمد النحوي، نبا الحسين بن الحسن أبو سعيد السكري في كتاب البلدان من تصنيفه قال قزوين فتحها البراء بن عازب رضي الله عنه مع زيد الخيل، ويقال: أن البراء غزا بعد فتح قزوين وابهر والطيلسان وزنجان ففتحها وغزا الديلم وانصرف إلى قزوين فرابط بها ثم انصرف إلى الكوفة فكانت قزوين مغزى أهل الكوفة وفي خروجه إلى هذه النواحي قال بعض من كان معه:
وقد تعلم الديلم إذ نحارب ... حين أتى في جيشه ابن عازب
بأن ظن المشركين كاذب ... وكم قطعنا في دجى الغياهب
من جبل وعرو من سباسب ... يؤمهم في الخيل والكتائب
حتى فتحناها بعون الغالب
لم يكن بقزوين حين أتاها البراء رضي الله عنه إلا المدينة العتيقة وكان أهلها يقاتلون محاصرين، وإذا عرض عليهم الإسلام أو أدوا الأتاوة قالوا وهم وقوف على أطراف السور: نه مسلمان بييم ونه كريت دهيم - ثم إنهم بعد القتال الشديد سالموا وأظهروا أنهم قد أسلموا فلما انصرف القوم عادوا إلى ما كانوا عليه فعاد المسلمون واستولوا عليها قهرا.
يذكر أن كثير بن شهاب الحارثي أنبا عبد الرحمن هو الذي فتح قزوين المرة الثانية بهذا القدر قد اشتهر النقل ولم يثبت بطريق معتمد أن المسالمة والمصالحة في المرة الأولى كيف كانت، وعلى ماذا جرت وأن القهر والاستيلاء في المرة الثانية إلى ما أفضى وكيف فعلوا بها واستولوا عليه من الدور والأراضي وهل جرى في امتناعهم ثانياً ما يقتضي الردة أم لا، وإن لم يجر فذلك لأنه لم يقع الاعتماد، على إسلامهم أولاً، ولم يعرف حقيقة حالهم فيه أو لأن الامتناع الثاني كان خروجاً عن الطاعة لا ردة والله أعلم بحقائق الأمور.
رأيت بخط أبي عبد الله النساج رحمه الله محكياً عن بعضهم إن قزوين والري عشريتان لأنهما فتحتا صلحاً ألا ترى أنه ترك فيها بيوت النيران ولو فتحتا قهراً لما تركت بيوت النيران وإنما جعل أهلها أراضيها خراجية رفقاً بهم وفي كتب الفقه في باب الجزية ذكر أن الري فتحت صلحاً كما حكاه.

يروي أن دستبى والقاقزان فتحا في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه على يدي عروة بن زيد الخيل الطائي وذلك أن عمر رضي الله عنه كتب إلى أمرائه بعد فتح نهاوند يأمرهم بأن يبعث عروة في ثمانية آلاف إلى ناحية الري ودستبي ففعل فلما انتهى عروة إلى جبال القاقزان جعل مرزبان الديلم ومرزبانا القاقزان ودستبى كلمتهم واحدة وتهيأوا للقتال وجمعوا الجموع واشتد الحرب بين الفريقين حتى قال بعض العرب.
أجول فلا أدري لعل منيتي ... بذ كان أو ذا كان أو بالجبرندق
هذه القرى من الناحية المعروفة باهروذ ثم نصر الله المسلمين ورجعت الديلم إلى أماكنها، وطلب أهل القاقزان ودستبى الصلح وأقام أهل دستبي على دينهم، فصارت تلك الناحية خراجية وأسلم أهل القاقزان فصارت ناحيتهم عشرية، ولما ولى القاسم بن الرشيد جرجان وطبرستان وقزوين التجأ أهل القاقزان إليه، وشكوا جور العمال وجعلوا له عشراً ثانياً وتعززوا.
الفصل الرابع
في ذكر نواحيها وأوديتها
وقنيها ومساجدها ومقابرهاأما النواحي فقد ذكر أبو عبد الله الجيهاني صاحب كتاب المسالك والممالك أن قزوين كانت ثغراً ورباطاً للجند المرتبطين هناك، ثم ضم إليها رستاق من رساتيق الري يقال له دستبى الري فصارت قزوين كورة مفردة جليلة، والذي ضم إليها دستبي الري موسى بن بغا.
في كتاب أبي عبد الله القاضي وغيره أن دستبي كانت مقسومة بين همدان والري فقسم يدعى دستبى همدان كان عامل همدان ينفذ خليفة له مقيم في قرية اسفقنان حتى يجبي خراجه وينقل إلى همدان وقسم يدعى دستبى الري، وقد حازه السلطان لنفسه مدة حين تغلب كوتكين التركي على قزوين سنة ست وستين ومائتين وقبض على محمد بن الفضل ابن محمد بن سنان العجلي رئيس قزوين واستولى على ضياعه.
أنه لما ظهر العدل بقزوين من جهة طاهر بن الحسين صاحب المأمون والجور بهمدان من جهة عمالها وتظلم رجل يقال له محمد بن ميسرة وشكا سوء سيرة عمال همدان وتوجه وفد إلى نيسابور وسئلت الطاهرية نقل رستاق سلقان روذ الخرقان إلى قزوين فأجيبوا ويقال إن الذي سعى في تكوير قزوين ونقل الدستبى إليها بقسميه رجل تميمي من ساكني قرى قزوين يقال له حنظلة بن خالد ويكنى أبا مالك.
في كتاب البنيان الذي كور قزوين هو الحسن بن عبد الله بن سيار العبدي كورها أيام الرشيد واقتطع إليها نسا وسلقان روذ الزهراء والطرم وغيرها وفي كتاب اصبهان تأليف حمزة بن الحسن أنه نقلت نسا وسلقان روذ والخرقان من رساتيق همدان إلى قزوين سنة إحدى وأربعين ومائتين ثم ردت آنفا إلى همدان سنة أربع وخمسين ومائتين ثم ردت بعد ذلك إلى قزوين واستقر الأمر عليه ودستبى أشهر نواحي قزوين ومن نواحيها القاقزان، قرى طيبة الهواء كثيرة الماء.
منها الرامند قرى كبيرة كثيرة الربع، وقصبتها قرقسين و خيارج ويمكن أن تكون هي دستبى الهمدان وفي البنيان للبرقي أن الكلبي قال إنما سميت رامند لأن بعض الأكاسرة في غزاته خراسان مر بهذه المفازة فانتهى إلى موضع رامند، فقال كم بين العمران وبين هذا الموضع فقالوا عشرة، فقال رآه مند أي بقى الطريق واشتهرت بذلك.
ومنها أهروذ ومنا الزهراء وهي ناحية معمورة غزيرة المياه كثيرة الثمار قصبتها مسكن وذكر البرقي أن الزهراء بنيت باسم الزهراء بنت ردى صاحب الري وأنه وهب تلك البقع من ابنته فبنت هناك.
منها البشاريات، ومنها ناحية السفح وناحية الإقبال وهي أقرب النواحي إلى البلد، ومنها رستاق اندجن، وأكثر أهل الزهراء من الشيعة وأكثر أهل البشاريات والسفح من الحنفية وأهل ساير النواحي شافعيون، وفي فرق البدعة من أهل البلدة ونواحيها لدد وشدة كما أن في أهل الاستقامة منهم غيرة وصلابة.
رأيت في بعض المجاميع أن غريباً حضر في قرية من قرى قزوين أهلها متناهون في التشيع فسألوه عن اسمه فقال عمران فأخذوا يضربونه ويستخفون به، فقال لست بعمر إنما أنا عمران فقالوا فيك حروف عمر وحرفان من عثمان، وكانت زنجان والطرم وتلك النواحي تعد من كورة قزوين وكذلك سهرورد وسجائن وقد ينسب إلى قزوين في الوثائق اليوم أيضاً.

عد في البنيان من قرى قزوين جيكان وباجرون وزنجان، وقصر البراذين إلى ناحية الديلم، ومن نواحيها فشكل وقد يضاف الطالقان إليها أيضاً، وذكر البرقي أنه بناها الطالقان الأصغر بن خراسان، وهو توأم الطالقان الأكبر صاحب طالقان خراسان.
أما أوديتها فلها ثلاثة أودية، ويسقى منها كروم القصبة على كثرتها والأغلب وفاؤها بها، وتكتفي أرضوها بالسقي مرة واحدة بجودة تربتها وقد لا تجد الماء سنتين إلى خمس وتشهر كرومها وأصل هذه الأودية ثلوج يجتمع في الجبل وعيون هناك لكن العيون بحيث لا يصل ماؤها إلى البلد، إلا بمعاونة الثلج والمطر.
أحدها وادي دزج يسقى منها كروم دروب الجوسق ودزج وارداق في داخل البلد وقد تزيد فتضر بالدور والعمارات.
الثاني وارى ارنوك يسقي منه كروم دروب دستجرد والصامغان والري وبعض بساتين البلد.
الثالث وادي زرارة تنصب إلى الكروم بطريق أبهر والسد المعروف بدهل بندهو دلف بندبناه دلف بن عبد العزيز بن أبي دلف العجلي حين قدم قزوين وتوطنها لصرف الماء عن العمران وهو بآزاء السد الذي عقده سابور ذو الأكتاف وسمى سابور بند وهذه الأودية مباحة والحكم في المحتاجين إلى السقي منها تقديم الأعلى فالأعلى وما اصطلحوا عليه من المناوبة مسامحة من أصحاب الأرضي العالية والأشبه أنها غير لازمة ولهم الرجوع إذا شاؤا.
رأيت محضراً كتب في آخر صفر سنة أربع عشرة وخمسمائة وفيه خطوط جماعة من الأئمة المعروفين من البلديين وغيرهم مقصودة أنه لما وقعت الزلزلة العظيمة بقزوين ليلة الخامس من رمضان سنة ثلاث عشرة وخمسمائة وحدث بسببها خراب كثير خربت مقصورة الجامع لأصحاب أبي حنيفة رحمه الله وانكسرت القبة واحتاج إلى إعادتها.
فالتمس من الأمير الزاهد خمار تاش العمادي لرغبته في الخير، أن يعيد عمارتها فلما أمر بالعمارة نقضت المقصورة فوجد تحت المحراب المنصوب في الجدار لوح منقور عليه.
الحمد لله رب العالمين، وصلواته على محمد وآله أجمعين أمر الملك العادل المظفر المنصور عضد الدين علاء الدولة وفخر الأمة وتاج الملة أو جعفر محمد بن دشمن زيار حسام أمير المؤمنين أطال الله بقاه بتخليد هذا اللوح ذكر ما رآه وأباحه من ماء وأدبني دزج واربرك لخاصة أهل قزوين ليشربوا وليسبحوه إلى مزارعهم وكرومهم في القصبة على النصفة وتحريم أخذ ثمر له وإلزام مؤنة عليه على التأبيد.
فمن غير ذلك أو نقضه أو خالف مرسومه فقد باء لغضب من الله واستحق اللعنة واستوجب العقاب الأليم، فمن بدله بعد ما سمعه فإنما أثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم، وكتب في شهر رمضان سنة اثنين وعشرين وأربعمائة.
أما قنواتها ففي كتاب إصبهان تأليف حمزة بن الحسن أن حمزة بن اليسع الاشعري كان رئيساً بقم وهو الذي مصرها ونصب المنبر في مسجدها ثم زاد السلطان ولاية قزوين فأنشأ بقزوين قناة وأجرى مائها وسط المدينة، وليس بقزوين ماء جار غيره قال له على هذه القناة وقف قائم بقزوين يعرف بوقف حمزة وهذا شيء لا يعرف اليوم وقوله وليس هناك ماء جار غيره أراد به ما اشتهر من حال البلد قديماً أنهم كانوا يستقون من الآبار وهي باقية إلى الآن في جميع الحال.
من قنواتها القديمة القناة الطيفورية وهي كثيرة الماء إذا ساعدتها العمارة تدخل من درب دزج ويقسم ماؤها على المحال القريبة والبعيدة، ورأيت في محاضر عتيقة كيفية قسمة مائها في تفصيل طويل، وفي المحاضر ذكر قناة أخرى تعرف بالطرخانية وأخرى تعرف باللمطابادية وهما إما مندرستان الآن أو شعبتان تنصبان في الطيفورية.
ومنها القناة الخمار تاشية استنبطها الأمير الزاهد خمار تاش ابن عبد الله في أيامه ويقال إنه انفق عليها أكثر من أثني عشر ألف دينار، وعليها الاعتماد في أكثر محال البلد.
منها القناة الزرارية وهي قديمة.
منها القناة السيدية يذكر أنها منسوبة إلى بعض العلوية إما لإحداثه لها أو لتولية القيام بها.
منها القناة الخاتونية وهي مستمدة من ماء الوادي وكثيراً ما يتطرق إليها الخلل بسببه.

منها قناة استنبطها الحاجب الحسن بعد سنة سبعين وخمسمائة، وأورد الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور أن بقزوين مياها إذا داوم الغريب على شربها ولم يكثر الحركة انتفخت رجلاه، حتى لا يجد بداً من قطعهما، وهذا شيء إن كان في ذلك الزمان، فقد عافى الله منه الآن وله الحمد.
أما مساجدها، فمن المساجد المشهورة المسجد الجامع الكبير، بنى صدره هارون الرشيد والمفهوم مما أورده المؤرخون أن الصحن الكبير وصفوقه زيدت فيه بعد ذلك وذكروا أنه أصاب طبقات الصحن الكبير خلل فأصلحها وأعادها أبو أحمد الكسائي، ومنارة المنادى سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة في سنة ثلاثة عشرة وأربعمائة أمر السلار إبراهيم بن المرزبان بإعادة طبقات وهت من الصحن الكبير وانفق عليها مالاً كثيراً وذكر أنه وقف لهذا التاريخ قرية زرارة على الجامع والقناة وكان يسمى الباب الشارع إلى الحلاويين من أبواب الجامع الباب المعتصمي.
حكى الخليل الحافظ، عن أبي عبد الله بن حلبس، أن الباب الذي يشرع إلى الدقاقين اتخذه الشيخ محمد بن عبد الوهاب المرزي ليقرب الطريق إلى داره، وهذا الباب في غالب الظن هو المنسوب اليوم إلى الخزريين، والصحن الصغير الذي يلي الأبواب الشارعة إلى الحلاويين اتخذه عبد الجبار ابن أبي حاتم ورتب هناك صندوقاً في الحظيرة المنسوبة الآن إلى الأستاذ علي بن الشافعي المقري وأودعها كتباً وقفها على المسلمين، وفي غير موضع من المسجد صناديق فيها كتب موقوفة وغير موقوفة.
فمنها صندوق أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا صاحب المجمل في الصف المقدم، ومنها صندوق الخضر، وهو الموضوع في الحظيرة التي فيها اليوم قبور الكرجية وكان يتولاه حاجي الاسترابادي.
منها صندوق أبي تمام وأبي الحسن الكندري، وضع فيه المحسن الراشدي وغيره كتباً موقوفة وهو الصندوق الموضوع في الحظيرة الواقعة في الزاوية التي يشرع عندها الباب إلى باب لغ.
منها الصندوق الذي ضمنه علي بن أحمد بن علي المعروف بحاجي البيع كتباً وقفها وهو المنسوب إلى الإمام ملكداد بن علي رحمه الله، وفي وضع الصناديق في المسجد نظر للفقيه، وكذا في وضع المنابر الكثيرة لما فيه من شغل الموضع والمنع من الصلاة ويشبه أن يقال إذا لم يكثر وكان في المسجد سعة، وأذن فيه السلطان فلا بأس به ويدل عليه وضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المنبر في المسجد، وإطباق المسلمين على نصب المنابر ووضع الكتب في المواضع المهيأة لها في جوامع المسلمين وعد ذلك من شعاير الدين.
المقصورة العتيقة من بناء أبي الحسن محمد بن يحيى بن زكريا القاضي صاحب أبي العباس ابن شريح رحمهما الله، وهو الذي أمر باتخاذ منبرها، والمقصورة الكبيرة الجديدة ابتدأ الأمير الزاهد خمار تاش بعمارتها في شوال سنة خمسمائة، وتمت في رجب سنة تسع وخمسمائة وتنقل الخطيب إليها وبنى البهو الكبير في جهة القبلة بعد ذلك والبهو الذي يعقد فيه المجلس تجاه القبلة عمره الأمير ألب أرغو بن برنقش وفرغ منه في شهور سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
المسجد الجامع لأصحاب أبي حنيفة رضي الله عنه برستاق القطن محدث، وكان دار عيسى النصراني الذي كان والياً بقزوين مدة، وحمل منبره الكبير من الري سنة أربع وأربعمائة، وجهة أبو عبد الله الزعفراني، ولا بأس بإقامة الجمعة في مسجدين إن جعلنا اختلاف البناء مؤثراً فإن مسجدنا في داخل المدينة العتيقة ومسجدهم خارجها، وبناء المدينة سابق وإن لم نجعله مؤثراً فنودي الجمعة في مسجدنا قبل أن تقام في مسجدهم فتصح لنا جمعتنا وعند أبي يوسف يجوز إقامة جمعتين في بلدة واحدة فتصح جماعتهم أيضاً على مذهبه وقد تحتاج الزحمة إلى التعديد.
من المساجد القديمة مسجد التوث وهي من بناء محمد بن الحجاج ابن يوسف وكانوا يجمعون فيه إلى أن بنا هارون الرشيد الجامع ويروي أن الحجاج بعث إلى الديلم، يدعوهم إلى الإسلام أو الجزية، فأبوا فأمر أن تصور له ناحية الديلم سهلها وجبلها وبنيانها فصورت له فدعا من كان قبله من الديلم وعرض عليهم الصورة وقال رأيت فيها مطمعاً فقالوا صوروا لك البلاد ولم يصوروا لك الفرسان الذين يحمون عقابها وجبالها، وستعلم ذلك لو تكلفته فأغزاهم الجنود وأمر عليها ابنه محمد بن الحجاج فلم يصنع شيئاً، وانصرف إلى قزوين وبنى مسجد التوث.

قال محمد بن زياد المذحجي: رأيت في مسجد قزوين لوحاً نقش عليه هذا مما أمر به محمد بن الحجاج، وكان عمال خالد بن عبد الله القسري وسائر عمال بني أمية يلعنون في هذا المسجد علياً رضي الله عنه حتى وثب رجل من موالي بني الجند وقتل الخطيب وانقطع اللعن من يومئذ.
روى عبد الرحمن بن محمد بن حماد الطهراني، فيما رأيت بخط علي ابن ثابت البغدادي، قال نبا علي بن شهاب ثنا مقاتل بن محمد النصرابادي قال: كان بقزوين في مسجد التوث رجل يؤذن فأتى في منامه فقيل له إذا فرغت من كلمة لا إله إلا الله في آخر الأذان فقل الواحد القهار رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار، فكان يقوله حتى توفي فرئي في المنام وقيل له ما فعل الله لك فقال غفر لي بالكلمات التي كنت أقولها بعد الآذان.
منها مسجد بني مرار في المدينة العتيقة كان يؤم فيه محمد بن سعيد ابن سائق.
منها مسجد الطيبين في المدينة أيضاَ، وذكر لي أنه المسجد الذي ينسب اليوم إلى القاضي أبي خليفة.
منها مسجد أبي عبد الله النساج في آخر طريق الري ومسجد محمد بن مسعود، وكان يصلي فيه بعده علي بن أحمد بن صالح.
منها مسجد القاضي إسماعيل المالكي وسلفه برأس طريق الصامغان.
منها مسجد بني مادا بطريق دزج والمسجد عند حوض النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
منها مسجد الكتاب بطريق الجوسق ومسجد أبي الغريب، ومسجد مدينة المباركة، ومسجد مدينة موسى، وقد أندرس مع المدينة.
منها مسجد دهك والمسجد بطريق المقابر الذي فيه قبر الصيقلي.
منها مسجد باب المدينة، وقد أمر الشريف أبو الطيب الجعفري بإعادة عمارته سنة أربع عشرة وأربعمائة، وهذه مساجد موصوفة بالفضل درس فيها القرآن والعلم كثيراً فتبركت بذكرها.
مقابرها ومزاراتهافأعظم المقابر المقبرة التي يتصل أحد أطرافها بالمارستان ودهك ويمتد طرف منها إلى باب كادول وطريق أرادق وطرف منها يدعى باب المشبك وينتهي بعض أطرافها إلى الأومشت من طريق الري، وفي الطريق المتصل بطريق أرادق قبر واحد من الصحابة رضي الله عنهم كذلك سمعت والدي رحمه الله.
في هذه المقبرة المشهد المعروف بابن لعلي بن موسى الرضا رضي الله عنه وكان قد مات في الصغر، وفيه قبر جماعة من العلوية والشيعة وفيها قبر الشيخ إبراهيم المعروف بستنبه، وقبور ومزارات معروفة يطول تعدادها، وعند باب المشبك الجم الغفير من العلماء والأحبار والشهداء والأخيار.
من مقابرها مقبرة طريق الجوسق ويعرف مقبرة علك لأن الشيخ علك القزويني مدفون فيها، وفيها قبور جمع كثير من أهل العلم والصلاح. وبقعة تدعى قبور الشهداء تستجاب عندها الدعاء.
منها مقبرة طريق دستجرد وتدعى كوهك وفيها مسجد على رأس تل يتبرك به، ويصلي فيه لغرض الحاجات واستنجاح الطلبات، وسمعت عن واحد من المعمرين أنه كان عند الدرب بطريق الصامغان، قبور داخل البلد وخارجه، وأنهم دفنوا هناك لموتات وقع ولم يتيسر نقلهم إلى المقابر المعهودة، ولم استحسن التطويل في وصف القبور المزورة لأن البعيد عنها لا ينتفع بالوصف كثير انتفاع ومن وردها يسهل عليه البحث والمراجعة.
من القبور التي تزار في غير المقابر قبر الشهيد أبي القاسم الكرجي، وجماعة من أئمة نسله في الجامع، في الخطيرة المعروفة برأس التربة ولا أدري ما العذر في الدفن في المسجد.
منها قبر الاسكاف إمام الجامع في أصل حائط في شارع محلة ابن مراد وقبر الشهيد إسكندر بن حاجي في خانقاه شهر هيزه وقبر ابتكين التركي في مدرسته برأس كوكبره، وقبر في المسجد القديم بدهك في الصف الداخل وقبر في المسجد المبني في مقابل حوض النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقال أنه لبعض العلوية، وفي الرستاق مواضع يتبرك بها.
منها مسجد بالجرندق فيه قبر بعض الصحابة كما يقال وقبور عظيمة عند دربند اشنستان، ذكر غير واحد ممن زارها أن الدعاء عندها مستجاب، وأن الزاير إذا أتاها أخذته هيبة عظيمة عندها وبطزرك من ناحية الرامند مشهد مشهور يتبرك به وبشنستان مسجد عزيز ومزار وهذا آخر الفصول الأربعة وبالله التوفيق.
القول في بيان
من ورد قزوين من الصحابة والتابعين
رضي الله عنهم أجمعين.

نقدم عليه ما بلغنا في قصة تسخير الريح لسليمان عليه السلام أنه كان ينزل في سيره غدوا ورواحا بقزوين قال الله تعالى في سورة سبا " ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر " ، أي سخرناها له ويقرأ الريح بالرفع، وقال تعالى " فسخرنا له الريح تجري بأمره ورخاء " ، وقرئت الآيتان بالرياح على الجمع.
قوله: غدوها شهر ورواحها شهر أي يسير بالغدو مسيرة شهر، وبالرواح كذلك ويقطع في اليوم الواحد مسيرة شهرين.
قوله: رخاء قيل: لينة الهبوب وقيل طيبة وقيل مطيعة له، وقوله: حيث أصاب أي أراد وقصد من النواحي، تقول العرب أصاب الصواب فأخطأ الجواب، أي قصد الصواب، وذكروا أقوالاً في المسافة التي قطعها غدوا ورواحا.
فمنها أن الريح كانت تحمله غدوة من اصطخر فارس إلى مصر وعشية من مصر إلى اصطخر.
منها في تفسير أبي علي الحسن بن محمد الزعفراني بروايته عن يزيد بن هارون عن أبي هلال وهو الراسبي عن الحسن، قال: كان نبي الله سليمان عليه السلام يغدو من بيت المقدس فيقيل باصطخر ثم يروح من اصطخر فيبيت بقلعة بخراسان يقال لها قلعة سليمان.
منها عن الحسن أنه كان يغدوا من دمشق فيقيل باصطخر وبينهما مسيرة شهر ثم يروح من اصطخر ويبيت بكابل وبينهما مسيرة شهر ومنها في تفسير النقاش أنه يقال أنه كان يتغدى بالري ويتمشى بسمرقند، ويتغدى بسمرقند ويتعشى بالري.
منها وهو المقصود قال محمد بن جرير الطبري في تفسيره: نبا محمد ابن عبد الله بان بزيع، نبا بشر بن المفصل عن عوف عن الحسن أن نبي الله سليمان عليه السلام لما عرضت عليه الخيل فشغله النظر إليها عن الصلاة العصر حتى توارت بالحجاب، غضب الله تعالى فأمر بها فعقرت فأبدله الله مكانها أسرع منها سخر له الريح تجري بأمره رخاء حيث شاء.
وكان يغدو من إيليا ويبيت بقزوين ثم يروح من قزوين ويبيت بكابل.
رأيت هذا القول أولا في نكت علم القرآن تلخيص محمد بن يوسف ابن بندار من كتاب أبي الحسن علي بن عيسى البغدادي النحوي، ثم رأيت في الأصل الملخص منه، ثم وجدته في تفسير ابن جرير المشهور بالأسناد المذكور.
اعلم أنه لا تنافي بين الأقوال والظاهر أنه كانت له عليه السلام توجهات ومقاصد مختلفة وكانت تجري بأمره تارة هكذا وتارة هكذا، وكل نقل من سيره ما بلغه أو نوعاً مما بلغه ويذكر أن الحكمة في تسخير الريح له وتسيره بأهل مملكته بها أن يعرف أن ملك الدنيا مبنيّ على ما لا يقبل الضبط والتقيد ولا ثبات له ولا استقرار بل يميل تارة هكذا وأخرى هكذا - أنشد:
إن ابن آوى لشديد المقتنض ... وهو إذا ما صيد زج في قفص
وأيضاً:
أفا وتعسا لمن مودته ... إن زلت عنه سويعة زالت
إن مالت الريح هكذا وكذا ... مال مع الريح حيث مالت
وقيل:
وكل ريح لها هبوب ... يوماً فلا بد من ركود
ثم أنه قد ورد قزوين ألجم الغفير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتابعيهم، ألا ترى إلى ما روينا في الآثار في فصل الفضائل أن مرة الهمداني خرج إليها في أربع آلاف وعن الربيع بن خثيم مثله، وهذا عدد كثير سواء تداخلت الأربعتان أو لم يتداخلا وكان العصر عصر الصحابة والتابعين إلا إن الذين نقل ورودهم بأعيانهم جماعة معدودون.
منهم البراء بن عازب بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن أوس الأنصاري الحارثي أبو عمارة، ويقال أبو الطفيل ويقال أبو عمرو، صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكذلك أبوه واستصغر البراء يوم أحد، وقيل أنه استصغر يوم أحد أيضاً وأول مشاهدة الخندق.
كذلك ذكره أبو عبد الله بن مندة الحافظ وحدث الإمام البخاري في التاريخ عن عبد الله بن رجاء قال ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق نبا البراء قال غزوت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم خمس عشرة غزوة، قال ابن مندة وروى عنه أبو جحيفة وبنوه الربيع ويزيد وعبيد وذكر أبو بكر بن أبي خيثمة له ابنا آخر وهو لوط.
في تاريخ البخاري في باب إبراهيم بن البراء بن عازب، وأورد روايته عن أبيه وفي باب يحيى، يحيى بن البراء بن عازب، وذكر أنه روى عن ابن مسعود في المعارف لابن قتيبة، أنه كان للبراء ابنان يزيد وسويد وقد سبق ما اشتهر من فتح البراء قزوين رضي الله عنه.

قال بكر بن الهيثم: ولى في أول زوال ملك العجم المغيرة بن شعبة الكوفة وجرير بن عبد الله همدان، والبراء بن عازب قزوين سار إليها وفتحها الله على يده، وعن أبي عمر الشيباني، أن البراء افتتح قزوين والري وأبهر وزنجان وشهد مع علي رضي الله عنه الجمل وصفين والنهروان وكان رسوله إلى أهل النهروان.
ذكر الخليل الحافظ في تاريخه أنه كان للبراء بقزوين أجناد فيهم رواة وعلماء وأنه بقي فيهم سنتان، أنبأنا أبو منصور الديلمي، أنبا أبو القاسم البرجي، أنبا أبو نعيم الحافظ، أنبا أبو محمد بن فارس، أنبا يونس بن حبيب أنبا أبو داؤد، ثنا أبو عوانة عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر، ولم يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجلسنا حوله كأن على رؤسنا الطير.
فجعل يرفع بصره وينظر إلى السماء، ويخفض بصره وينظر إلى الأرض، قال عوذوا بالله من عذاب القبر، قالها مراراً ثم قال: إن العبد إذا كان في قبل من الآخرة وانقطاع من الدنيا جاءه ملك فجلس عند رأسه فقال اخرجي أيتها النفس الطيبة، إلى مغفرة من الله ورضوان فتخرج نفسه، وتنزل ملائكة من الجنة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم أكفان من أكفان الجنة، وحنوط من حنوطها، فيجلسون منه مد البصر، فإذا قبضها الملك لم يدعوها في يده طرفة عين.
قال فذلك قوله تعالى: " توفته رسلنا وهم لا يفرطون " ، قال: فتخرج بنفسه كأطيب ريح فتعرج به الملائكة فلا يأتون على جند فيما بين السماء والأرض إلا قالوا ما هذه الروح فيقال فلان بأحسن أسمائه حتى ينتهوا به إلى باب سماء الدنيا، فيفتح لهم وتبعه من كل سماء مقربوها، حتى ينتهي بها إلى السماء السابعة، فيقال اكتبوا كتابه في عليين، وما أدريك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون، فيكتب كتابه في عليين.
ثم يقال ردوه إلى الأرض، فإن وعدتهم إني منها خلقتهم ومنها أعيدهم ومنها نخرجهم تارة أخرى، قال فيرد إلى الأرض ويعاد روحه في جسده، فيأتيه ملكان شديد الانتهار فينتهرانه ويجلسانه فيقولان: من ربك وما دينك فيقول ربي الله وديني الإسلام.
فيقولان فما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم، فيقول هو رسول الله، فيقولان، وما يدريك فيقول: جاءنا بالبينات من ربنا فآمنا به وصدقنا قال وذلك قوله: يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
قال: وينادي مناد من السماء أن قد صدق عبدي، فألبسوه من الجنة وافرشوه منها، وأروه منزلة منها، فيلبس من الجنة ويفرش منها ويرى منزله منها، ويفسح له مد بصره وبمثل له عمله في صورة رجل حسن الوجه طيب الريح حسن الثياب، فيقول أبشر بما أعد الله لك ابشر برضوان من الله، وجنات فيها نعيم مقيم.
فيقول بشرك الله بخير، من أنت فوجهك الذي جاء بالخير، فيقول هذا يومك الذي كنت توعد والأمر الذي كنت توعد أنا عملك الصالح فو الله ما علمتك إلا سريعاً في طاعة الله بطيئاً عن معصيته فجزاك الله خيراً فيقول يا رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي.
قال فإن كان فاجراً وكان في قبل من الآخرة وانقطاع من الدنيا جاء ملك فجلس عند رأسه فقال: أخرجي أيتها النفس الخبيثة، وابشري بسخط من الله وغضبه وينزل ملائكة سود الوجوه، معهم مسوخ فإذا قبضها الملك قاموا فلم يدعوه بيده طرفة عين قال فيفرق في جسده فيستخرجها يقطع معها العروق والعصبة كالسفود الكثير الشعب في الصوف المبلول، فتؤخذ من الملك فتخرج كأنتن ريح وجد فلا تمر على جسده فيما بين السماء والأرض إلا قالوا ما هذه الروح الخبيثة.
فيقولون: هذا فلان بن فلان بأسوأ أسمائه حتى تنتهي إلى السماء الدنيا فلا يفتح له فيقول ردوه إلى الأرض إني وعدتهم أني منها خلقتهم وفيها نعيدهم ومنها نخرجهم تارة أخرى قال فيرمى به من السماء وتلا هذه الآية " ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق " .

قال فيعاد إلى الأرض فتعاد فيه روحه ويأتيه ملكان شديدا الانتهار فينتهرانه، ويجلسانه فيقولان من ربك وما دينك فيقولان: ما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم فلا يهتدي لاسمه فيقال محمد، فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون ذلك، فيقال لا دريت، فيضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ويمثل له عمله في صورة رجل قبيح الوجه منتن الريح قبيح الثياب فيقول أبشر بعذاب من الله وسخط.
فيقول من أنت فوجهك الوجه الذي جاء بالشر، فيقول أنا عملك الخبيث والله ما عملتك إلا كنت بطيئاً عن طاعة الله سريعاً إلى معصية الله.
قوله: فانتهيا إلى القبر ولم يلحد فجلس، إنما جلس ليتم اللحد فإن المستحب للمشيع أن يمكث إلى مواراة الميت.
قوله كأنما على رؤسنا الطير معناه إنا كنا جموداً لا نتحرك تعظيماً لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورعاية لأدب مجلسه كما أن من على رأسه الطير لا يتحرك لئلا ينفر ورفع البصر وخفضه يشعر بالتفكير، وهو اللايق بحال حضور الجنازة والحضور في المقبرة والأمر بالعياذ من عذاب القبر، في تلك الحالة كأن سببه اطلاعه على معذبين هناك.
قوله في قبل من الآخرة: قبل الشيء أوله ومقدمه إما زماناً كما يقال كان ذلك في قبل الصيف وإما مكاناً كما يقال وقع السهم قبل الهدف.
قوله معهم أكفان من أكفان الجنة وحنوط من حنوطها، أي للنفس الطيبة يدرجونها في الأكفان ويطيبونها بذلك الحنوط، والحنوط والحناط ما يخلط من الطيب للموتى خاصة قاله في الغريبين، وجلوسهم منه مد البصر يشبه أن يكون المراد منها بيان كثرة عددهم، ويمكن أن يريد جلوسهم على بعد منه إما لتوقيره، وتوقير النفس الطيبة أو لئلا يرتاع منهم ومن اجتماعهم.
قوله: فتخرج نفسه كأطيب ريح، أي بأطيب ريح، أو في ريح كأطيب ريح، وقوله: فتعرج به الملائكة ذكر الكناية في الحديث في مواضع فالتأنيث على الرد إلى النفس والتذكير على الرد إلى الخارج أو المقبوض.
قوله في هذه الروح بعد ما سبق، ذكر النفس حيث قال أيتها النفس، وقال فخرج نفسه يبين أن المراد من الروح النفس شيء واحد وقوله: فلان بأحسن أسمائه يشير إلى أن العبد الصالح يعرف فيما بينهم بالصلاح والطاعة.
قوله فيرد إلى الأرض ويعاد روحه إلى جسده أي يرد روحه ويعاد روحه المردود إلى جسده وانتهر ونهر واحد.
روى عن محمد بن الحجاج بن هارون المقري القزويني قال سمعت أبا بكر الأسدي ينشد قصيدة التي يهجو فيها الجهمية ويرد فيها على إنكارهم عذاب القبر بقوله:
سليمان والمنهال قالا وحدثا ... وزاذان يروي والبراء المخبر
عن الصادق المصدوق إذ في جنازة ... يحدث في الأنصار والقبر يحفر
فمن شك فيه للشفاء فإنه ... سيعرفه في قبره حين يقبر
أراد به الخبر الذي رويناه وسليمان هو الأعمش وزاذان مولى كندة أبو عمرو يقال أبو عبد الله روى عن علي وابن مسعود والبراء فتح قزوين مع زيد الخيل الطائي رضي الله عنهم.
حكينا عن أبي سعيد البكري، أن البراء فتح قزوين مع زيد الخيل رضي الله عنهما وهو زيد الخيل بن مهلهل بن يزيد بن صهب بن عبد رضا ابن المختلس بن ثوب بن كنانة بن مالك بن نابل سودان ويقال أسودان، وهو نبهان بن عمرو بن الغوث بن طي، ويكنى بأبي مكنف بابنه مكنف بن زيد شاعر فارس وفد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأسلم، ويعد في المؤلفة مع عيينة بن حصن والأقرع بن حابس وقد يقال له زيد الخير بالراء، ويروى أنه كان يشهر في العرب بزيد الخيل فلما قدم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدل اللام بالراء.
سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، أبو عثمان يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عبد مناف ويقال له سعيد بن العاص الأصغر ولجده سعيد بن العاص الأكبر وهو أبو احيحة، وربما قيل له سعيد بن العاص ابن أبي أحيحة، وربما حذف جده وأبي جده وقيل سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس وله صحبة فيما ذكر ابن أبي حاتم وغيره.

في الذيل لمحمد بن جرير الطبري، أنه كان يوم قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابن تسع سنين أو نحوها وأبوه العاص بن سعيد قتل في يوم بدر مشركاً قتله علي رضي الله عنه ويروى أن عمر بن الخطاب لقي سعيد أو رأى منه إعراضاً، فقال مالي أراك معرضاً كأني قتلت أباك إنما قتله علي ولو قتلته ما اعتذرت من قتل مشرك وقد قتلت بيدي خالي العاص ابن هشام بن المغيرة فقال سعيد يا أمير المؤمنين لو قتلته كنت على حق وكان على باطل.
جده أبو أحيحة مات مشركاً وله أعمام صحابيون منهم، خالد بن سعيد بن العاص قديم الإسلام، يقال أنه خامس من أسلم، وعذبه أبو أحيحة أبوه على الإسلام فهاجر مع زوجته إلى أرض الحبشة.
منهم عمرو بن سعيد بن العاص أسلم بعد أخيه خالد بيسير وتبعه في الهجرة إلى الحبشة ثم قدما على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في السفينتين اللتين بعثهما النجاشي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع جعفر ابن أبي طالب.
أبان بن سعيد بن العاص أسلم قبل الفتح، وهو الذي أجار عثمان رضي الله عنه حين دخل مكة وكان مشركاً بعد، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخالد عامله على صدقات مذحج وعمرو، عامله على خيبر وتيماء و وادي القرى، وأبان على البحرين وقتل خالد شهيداً في خلافة عمر رضي الله عنه، وعمرو شهيداً في خلافة أبي بكر رضي الله عنه بأجنادين.
ذكر ابن جرير وابن منده أن الحكم بن سعيد بن العاص أسلم فسماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله فسمى به، وترك الحكم فهذا عم رابع، وسعيد من أجواد الإسلام المجتمعين في عصر واحد وهم أحد عشر على ما ذكر هشام الكلبي وغيره، وقد صنف الجاحظ كتاباً في ذكرهم وأحوالهم وفيه أن سعيداً كان ذابيان، وأنه كان يقال له عكة العسل وأنه روى عن ابن عمر أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بثوب برد فقالت: يا رسول الله إني نويت أن أعطي هذا الثوب أكرم شاب في العرب فقال لها أعطيه هذا الغلام يعني سعيد بن العاص وهو واقف، فبذلك سميت الثياب السعيدية.
قال ابن جرير أنه اعتزل أيام الجمل وصفين فلم يشهد تلك الحروب، ولاه معاوية المدينة بعد ما تم له الأمر ثم عزله، ويقال أنه ولي الري لعثمان رضي الله عنه ودخل قزوين.
عن بكر بن الهيثم أنه مصرها وغزا الديلم ويبين وروده هذه الديار، وكونه من الصحابة ما قرأت على الحافظ علي بن عبيد الله، أنبا القاضي عبد الكريم بن إسحاق إذناً، أنبا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الجرجاني سنة ستة وسبعين وأربعمائة، أنبا أبو زرعة إبراهيم بن محمد بن الحسن الرازي، ثنا الضحاك على المكتب ثنا أبو علي الحسين بن حمدان، ثنا محمد بن يوسف الفرا، ثنا محمد بن شادان عن محمد بن أبان عن سعيد بن عبد الجبار، أخبرني من سمع الزهري يقول نزل الري أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورضي الله عنهم.
نزل عبد الله ابن عمر أندرمان ونزل عبد الله بن عمرو بن العاص جاموران ونزل سعيد بن العاص شيروان ونزل عبد الله بن عباس فيروز ورام كانوا يتزاورون وكان لسعيد بنون عمرو ويحيى وعنبسة وروى عن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعائشة وروع عنه يحيى وسالم وعبد الله ابن عمر، وتوفي سنة سبع أو ثمان وخمسين.
أخبرنا عن أبي طاهر هاجز عن ابني شجاع المصقليين، أنبا أبو عبد الله ابن مندة، أنبا بن سليمان، ثنا أبو زرعة، ثنا أبو اليمان، أخبرني شعيب ابن حمزة عن الزهري، أخبرني يحيى بن سعيد بن العاص أن سعيد بن العاص قال استأذن أبو بكر رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو مضطجع على فراشه لابسا مرط عائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأذن لأبي بكر وهو كذلك، فقضى إليه حاجته ثم انصرف.
قال ثم استأذن عمر رضي الله عنه فآذن له وهو على تلك الحالة فقضى إليه حاجته، ثم انصرف وقال عثمان بن عفان ثم استأذنت إليه فجمع عليه ثيابه فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت، فقالت عائشة يا رسول الله مالك لم تفزع لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم عثمان رجل حيي وخشيت أن أذنت له وأنا على حالي تلك أن لا يبلغ حاجته.

المرط كساء من صوف أوخز أو كتان قاله الخليل قيل هو الإزار وقولها لم يفزع يرويه بعضهم لم يفزع وكما فزعت من الفزاع وبعضهم لم تفزع وكما فزعت أي بادرت من الذعر والهيبة وفيه ما يدل على أن مباسطة الإخوان بعضهم مع بعض لا يخل بالأدب ورعاية الاحترام وعلى رأفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
حيث أشفق أن يمنع الحياء عثمان رضي الله عنه من عرض الحاجة في تلك الحالة، وعلى أنه ينبغي أن يعامل كل أحد بحسب طبعه ومزاجه، وطبايع الناس مختلفة وشيمهم ومزاجهم متفاوتة جوده ورداءة وطيباً وخبثاً ثم كل صنف من ذوي الأخلاق الجيدة والردية، على درجات ومراتب وينشد لمنصور الفقيه:
بنو آدم كالنبت ونبت الأرض ألوان
فمنه شجر الصندل والكافور والبان
ومن شجر أفضل ما يحمل قطران
منهم سلمان الفارسي رضي الله عنه أبو عبد الله يقال له سلمان بن الإسلام وسلمان الخير وكان اسمه الأول على ما حكى الحافظ أبو نعيم ما هويه وقيل بوذ بن بدخشان بن آذر جشنش من ولد منوجهر الملك وقيل غيره وكان من أهل أصبهان ويقال من جي أصبهان ويقال من رامهرمز ويذكر أنه عاد إلى أصبهان وفي زمن عمر رضي الله عنه وأنه كان له أخ بشيراز قد أعقب بها وبنتان بمصر وأنه كان له ابن اسمه كثير وقد تداولته أيد كثيرة بعد ما استرق إلى أن أتى رسول صلى الله عليه وآله وسلم في السنة الأولى من الهجرة وأسلم وقصة إسلامه تروي بطرق كثيرة مطولة ومختصرة.
فمنها ما كتب إلينا غير واحد من الشيوخ رحمهم الله - عن هبة الله ثنا محمد بن الحصين سماع بعضهم منه وإجازته لبعضهم، أنبا أبو علي بن المذهب، أنبا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي ثنا يعقوب هو ابن إبراهيم بن سعد، ثنا أبي عن محمد بن إسحاق بن بشار، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن ابن عباس، قال حدثني سلمان الفارسي رضي الله عنهما حديثه.
قال كنت رجل فارسياً من أهل أصبهان من أهل قرية يقال لها جي فكان أبي دهقان قريته وكنت أحب خلق الله تعالى إليه لم يزل في حبه إياي حتى حبسني في بيته كما تحبس الجارية واجتهدت في المجوسية حتى كنت قاطن النار الذي يوقدها لا يتركها تخبو ساعة قال وكانت لأبي ضيعة عظيمة قال: فشغل في بنيان له يوماً قال يا بني إني قد شغلت في بنياني هذا اليوم عن ضيعتي فاذهب فاطلعها وأمرني فيها ببعض ما يريد.
فخرجت أريد ضيعته فمررت بكنيسة من كنايس النصارى فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون وكنت لا أدري ما أمر الناس، يحبس أبي إياي في بيته فلما مررت بهم وسمعت أصواتهم دخلت أنظر ما يصنعون قال فلما رأيتهم أعجبني صلاتهم ورغبت في أمرهم، وقلت هذا والله خير من الدين الذين نحن عليه، فوالله ما تركتهم، حتى غربت الشمس، وتركت ضيعة أبي ولم آتها.
فقلت لهم أين أصل هذا الدين فقالوا بالشام قال ثم رجعت إلى أبي وقد بعث في طلبي وشغلته عن عمله كله قال فلما جئته قال لي أي نبي أين كنت ألم أكن عهدت إليك ما عهدت، قال قلت يا أبه مررت بناس يصلون في كنيسة لهم فأعجبني ما رأيت من دينهم فوالله ما زلت عندهم حتى غربت الشمس قال أي بني ليس في ذلك الدين خير، دينك ودين آبائك خير منه.
قال قلت كلا والله أنه لخير من ديننا، قال فخافني فجعل في رجلي قيداً ثم حبسني في بيته قال وبعثت إلى النصارى فقلت لهم إذا قدم عليكم ركب من الشام تجار من النصارى فأخبروني بهم قال فقدم عليهم ركب من الشام تجار من النصارى قال فأخبروني بهم قال فقلت لهم إذا قضوا حوائجهم، وأرادوا الرجعة إلى بلدهم فأذنوني بهم.
فلما أرادوا الرجعة إلى بلادهم أخبروني بهم، فألقيت الحديد من رجلي ثم خرجت معهم حتى قدمت الشام فلما قدمتها قلت من أفضل أهل هذا الدين قالوا الأسقف في الكنيسة قال: فجئته فقلت إني قد رغبت في هذا الدين، وأحببت أن أكون معك لخدمتك في كنيستك، وأتعلم منك وأصلي معك.

قال فأدخل فدخلت معه، قال فكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها فإذا جمعوا إليه منها شيئاً اكتنزه لنفسه ولم يعطه المساكين حتى جمع سبع قلال من ذهب وورق قال فأبغضته بغضاً شديداً لما رأيته يصنع ثم مات، فاجتمعت إليه النصارى ليدفنوه فقلت لهم إن هذا كان رجل سوء يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها فإذا جئتموه بها اكتنزها لنفسه ولم يعطه المساكين منها شيئاً فقالوا أو ما علمك بذلك.
قال فقلت أنا أدلكم على كنزه، قالوا فدلنا عليه، قال فأريتهم موضعه قال فاستخرجوا منه سبع قلال مملؤة ذهباً وورقاً، قال فلما رأوها قالوا: والله لا ندفنوه أبداً فصلبوه ثم رموه بالحجارة، ثم جاؤا برجل آخر فجعلوه مكانه، قال يقول سليمان: فما رأيت رجلاً يعني لا يصلي الخمس أرى أنه أفضل منه أزهد في الدنيا ولا أرغب في الآخرة، ولا أدأب ليلاَ ونهاراَ منه فأحببته حباً لم أحبه من قبل.
فأقمت معه زماناَ ثم حضرته الوفاة فقلت له يا فلان إني قد كنت معك وأحببتك حباَ لم أحبه من قبلك وقد حضرك ما ترى من أمر الله عز وجل فإلى من توصي في وما تأمرني قال أي بني والله ما أعلم أحداً اليوم على ما كنت عليه لقد هلك الناس وبدلوا وتركوا أكثرها ما كانوا عليه إلا رجل بالموصل وهو فلان فهو على ما كنت عليه فالحق به.
فلما مات وغيب لحقت بصاحب الموصل فقلت له يا فلان إن فلاناً أوصاني عند موته أن ألحق بك، وأخبرني أنك على أمره فقال أقم عندي، قال فأقمت عنده فوجدته خير رجل على أمر صاحبه فلم يلبث أن مات فلما حضرته الوفاة قلت له يا فلان إن فلاناً أوصى بي إليك وأمرني باللحوق بك، وقد حضرك من أمر الله ما ترى فإلى من توصي بي وما تأمرني قال: أي بني والله ما أعلم رجلاً على مثل ما كنا عليه إلا رجلاً بنصيبين وهو فلان فالحق به.
قال فلما مات وغيب لحقت بصاحب نصيبين فجئته فأخبرته خبري وما أمرني به صاحبه، قال فأقم فأقمت عنده فوجدته على أمر صاحبه فأقمت مع خير رجل، فوالله ما لبثت أن نزل به الموت فلما حضر قلت له يا فلان أن فلاناً أوصى بي إلى فلان ثم أوصى بي فلان يعني إلى فلان وفلان إليك فإلى من توصي بي وما تأمرني قال أي بني والله ما أعلم أحداً بقي على أمرنا أن تأتيه إلا رجلاً بعمورية فإنه على مثل ما نحن عليه فإن أحببت فأته فإنه على أمرنا.
فلما مات وغيب لحقت بصاحب عمورية فأخبرته خبري، فقال أقم عندي فأقمت عند خير رجل على هدى أصحابه وأمرهم قال واكتسبت حتى كانت لي بقرات وغنيمة قال ثم نزل به أمر الله تعالى فلما حضر قلت له يا فلان إني كنت مع فلان فأوصي بي فلان إلى فلان وأوصى بي فلان إلى فلان ثم أوصى بي فلان إليك فإلى من توصي وما تأمرني.
قال أي بني والله ما أعلم أصبح على ما كنا عليه أحد من الناس آمرك بأن تأتيه ولكن أظلك زمان نبي هو مبعوث بدين إبراهيم عليه السلام يخرج بأرض العرب مهاجراً إلى أرض بين حرتين بينهما نخل به علامات لا يخفى يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم النبوة فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل قال ثم مات وغيب فمكثت بعمورية ما شاء الله عز وجل أن امكث.
ثم مر بي نفر من كلب تجاراً فقلت لهم تحملوني إلى أرض العرب وأعطيكم بقراتي هذه وغنيمتي قالوا نعم فأعطيتهموها وحملوني حتى إذا قدموا بي وادي القرى ظلموني فباعوني من رجل من يهود عبداً فكنت عنده ورأيت النخل ورجوت أن يكون البلد الذي وصف لي صاحبي، ولم يحق في نفسي بينما أنا عنده قدم عليه ابن عم له من المدينة، من بني قريظة فابتاعني منه فاحتملني إلى المدينة فو الله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبي فأقمت بها.
بعث الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فأقام بمكة ما أقام لا أسمع له يذكر ما أنا فيه من شغل الدولج، ثم هاجر إلى المدينة فوالله إني لفي رأس عذق لسيدي أعمل فيه بعض العمل وسيدي جالس إذا أقبل ابن عم له حتى وقف عليه فقال يا فلان قاتل الله بني قيلة والله إنهم الآن يجتمعون بقبا على رجل قدم عليهم من مكة اليوم يزعمون أنه نبي قال فلما سمعتها أخذتني العروا حتى ظننت أني سأسقط على سيدي.

قال ونزلت عن النخل فجعلت أقول لابن عمه ذلك ماذا تقول قال فغضب سيدي فلكمني لكمة شديدة، ثم قال مالك ولهذا أقبل على عملك قال قلت لا شيء إنما أردت أن استثبته عما قال وقد كان عندي شيء قد جمعته فلما أمسيت أخذته ثم ذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو بقبا فدخلت عليه فقلت أنه قد بلغني إنك رجل صالح ومعك أصحاب لك غرباء ذو حاجة وهذا شيء كان عندي للصدقة فرأيتكم أحق به من غيركم.
فقال فقربته إليه فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه كلوا وأمسك يده فلم يأكل. فقلت في نفسي هذه واحدة، قال ثم انصرفت عنه فجمعت شيئاً وتحول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة، ثم جئته به فقلت إني رأيتك لا تأكل الصدقة وهذه هدية أكرمتك بها قال فأكل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منها وأمر أصحابه فأكلوا معه.
قال فقلت في نفسي هاتان اثنتان، قال ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ببقيع الغرقد قال: وقد شيع جنازة رجل من أصحابه عليه شملتان له فهو جالس في أصحابه، فسلمت عليه ثم استدرت أنظر إلى ظهره هل يرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استدبرته عرف أني استثبت في شيء لي فألقى رداءه عن ظهره، فنظرت إلى الخاتم فعرفته فانكبت عليه أقبله وأبكي.
فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تحول فتحولت فقصصت عليه حديثي كما حدثتك بابن عباس فأعجب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يسمع ذلك أصحابه ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدر واحد قال ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كاتب يا سلمان فكاتبت صاحبي على ثلاثمائة نحلة أحييها له بالفقير وأربعين وقية.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه أعينوا أخاكم فأعانوني بالنخل الرجل بثلاثين ودية والرجل بعشرين، والرجل بخمس عشرة والرجل بعشرة ويعين الرجل بقدر ما عنده حتى اجتمعت لي ثلاثمائة ودية فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب يا سلمان فتقفر لها فإذا فرغت فأتني أكون أنا أضعها بيدي قال فقفرت لها وأعانني أصحابي حتى إذا فرغت منها جئته فأخبرته.
فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معي إليها فجعلنا تقرب له الودى ويضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيده، فوالذي نفس سلمان بيده ما مات منها ودية واحدة فأديت النخل وبقي على المال فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمثل بيضة دجاجة من ذهب من بعض المغازي فقال ما فعل الفارسي المكاتب قال فدعيت له.
فقال خذ هذه فأدبها ما عليك يا سلمان قال قلت وأين يقع هذه يا رسول الله مما على قال خذها فإن الله سيؤدي بها عنك قال فأخذتها فوزنت لهم منها والذي نفس سلمان بيده أربعين أوقية فأوفيتهم حقهم وعتقت فشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الخندق حراً ثم لم يفتني معه مشهد.
قاطن النار الذي يقيم عندها ويلازمها، يقال قطن بالمكان إذا أقام به وخبت النار سكنت والبنيان البناء كان اشتغال بالبنا منعه من تعهد ضيعته وقوله من الدين نحن كذلك هو في الأصل وهو صحيح ويمكن أن يكون من الذي نحن عليه أو الدين الذين نحن عليه.
الحرة الأرض التي ألبست الحجارة السود والدولج النقب في الأرض والمواضع التي يستتر فيها يقال أنه شبه موضع عمله في البعد عن الناس وقلة وصول الأخبار إليه بالمواضع التي يستتر فيها.
العذق بفتح العين النخلة وبنو قيلة الأنصار والعروا شبه الرعدة واللكم الضرب باليد، وقوله هذه واحدة أي من العلامات التي وصفت لي وأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالأكل في المرة الأولى، وأكلهم معه في مرة الثانية مع كونه عبداً لا يملك، محمول على أنه كان مأذوناً له في الاطعام والأهدا - والله أعلم.
قوله أحييها له بالفقير أي أفقر مواضعها وانصبها فيها والفقير والفقرة: الحفرة التي تحفر لذلك وقفرت أي حفرت للغرس حفراً وكانت تلك الكناية على عين ومنفعة والعين نوعان ودي ونقد والذي أخير عنه جملة ما كونت عليه فأما بيان أوصاف العوض المشروط والتأجيل المعتبر في النجوم فهي غير مقصودة بالذكر.

الواقية والأوقية قدر أربعين درهماً والودي صغار النخل ووفاء القدر الذي أعطاه وقد استحقره سلمان كوفاء الطعام اليسير بإشباع الجمع الكثير وهو نوع من معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
في الحديث بيان أول مشهد شهده سلمان الخندق ويقال إن حفر الخندق كان بإشارة منه وخرج سلمان رضي الله عنه مع الصحابة والتابعين إلى العراق وحضر فتح المدائن وذكر الحافظ الخليل أنه ورد كور قزوين مع أبي هريرة رضي الله عنهما عند منصرفهما من الباب وكان والياً بالمداين وبها وتوفي في خلافة عثمان وقيل في خلافة علي رضي الله عنه سنة ست وثلاثين.
أنبأنا علي بن عبد الله نبا أبو زرعة عبد الكريم بن إسحاق بن سهلويه نبا أبو بكر الدينوري إجازة سمعت أبا هنصور عبد الله بن علي الأصبهاني ببروجرد سمعت أبا القاسم الطبراني، ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة عن أشياخه قال لما كان يوم السقيفة اجتمعت الصحابة على سلمان الفارسي يا أبا عبد الله أن لك سنك ودينك وعملك وصحبتك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقل في هذا الأمر قولاً يخلد عنك فقال كويم اكرشنوبد ثم غدا عليهم فقالوا ما صنعت أبا عبد الله فقال: كفتم أكربكار بريد ثم أنشأ يقول:
ما كنت أحسب أن الأمر منصرف ... عن هاشم ثم منهم عن أبي الحسن
أليس أول من صلى لقبلته ... وأعلم القوم بالأحكام والسنن
ما فيهم من صنوف الفضل يجمعها ... وليس في القوم ما فيه من الحسن
يقال ليس لسلمان غير هذه الأبيات.
سلمان بن ربيع التميمي الباهلي، ذكر الحافظ أبو يعلى الخليلي أنه فمن دخل قزوين وأن له صحبة ولذلك عده أحمد ابن فارس صاحب المجمل في الصحابة رأيته في بعض أماليه وعدة آخرون في التابعين، وقال الحافظ أبو عبد الله بن مندة أن البخاري ذكره في الصحابة ولا يصح وذكر أنه كان يقال له سلمان الخيل لأنه كان يلي الخيول في خلافة عمر رضي الله عنه بأرض العراق، وأنه كان يحج كل سنة، وأنه كان قد استقضاه عمر رضي الله عنه بالكوفة، وكان أول قاض بها، وعن أبي وايل قال اختلفت إلى سلمان بن ربيع حين قدم على قضاء الكوفة أربعين صباحاً لا يأتيه فيها خصم.
ذكر الحاكم أبو عبد الله أن سلمان بن ربيع أعقب بنيسابور سمع عمر رضي الله عنه وروى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة وعدي بن عدي والصبي بن معبد أخبرنا الحافظ أبو موسى المديني كتابة عن أبي نصر أحمد بن عمر الغازي قال أنبا الواقد بن الخليل بأصبهان أنبا والدي حدثني محمد بن أحمد بن ميمون الكاتب، ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، ثنا عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي ثنا الفريابي، ثنا سفيان عن منصور الأعمش عن أبي وائل عن الصبي بن معبد التغلبي.
قال قرنت بين الحج والعمرة خرجت التي بهما فقال لي زيد بن صوحان وسلمان بن ربيع وسمعاني التي بهما لأنت أضل من بعيرك قال فخرجت كأني أحمل بعيري على عنقي حتى قدمت على عمر بن الخطاب فحدثته بما قالا بي وما صنعت فقال إنهما لا يقولان شيئاً هديت لسنة نبيك صلى الله عليه وآله وسلم.
الصبي روى عنه مسروق الأجدع والشعبي وأبو إسحاق السبيعي وإبراهيم النخعي، ويقال أنه كان نصرانياً فأسلم وقوله وسمعاني التي بهما الواو للحال وقولهما لانت أضل من بعيرك جواب قسم محذوف، وقوله كأنما أحمل بعيري على عنقي يريد من ثقل قولهما لي وتوبيخها أياي على ما صنعت، واختلاف الناس في الأفضل من الأفراد والقران والتمتع مشهور، وقد صح عن عائشة وجابر وأبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أفراد الحج وعن أنس وعمران بن الحصين ويروي عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنهم أنه قرن وعن عثمان وعلي وابن عباس رضي الله عنهم أنه تمتع.
رجح الشافعي رضي الله عنه رواية جابر في الإفراد على رواية التمتع والقران، بأن جابراَ رضي الله عنه كان أشد عناية بضبط المناسك، وأفعال النبي صلى الله عليه وآله وسلم من لدن خرج من المدينة وإلى أن تحلل وكانت وفاة سلمان بن ربيع ببلنجر من ناحية أرمينية سنة إحدى وثلاثين يقال أنه قتل.
في دلائل النبوة لأبي محمد بن عبد الله بن مسلم قتيبة أن أهل تلك الناحية جعلوا عظامه في تابوت فإذا احتبس عنهم القطر أخرجوه واستسقوا به فيسقون قال ابن جمانة الباهلي يفتخر:

إن لنا قبرين قبراً بلنجر ... وقبراً بأعلى الصين يالك من قبر
فهذا الذي بالصين عمت فتوحه ... وهذا الذي بالترك يسقي به القطر
لو قال يسقي من القطر لكان أولى، والقبر الذي بالصين قبر قتيبة ابن مسلم الباهلي والذي بالترك قبر سلمان بن ربيع.
النعمان بن مقرن المزني رضي الله عنه أبو عمرو وفي تاريخ الخليل الحافظ تكنيته بأبي حكيم ومقرن على ما ذكر محمد بن جرير، والحافطان الدارقطني وابن مندة جد النعمان، وهو نعمان بن عمرو بن عايذ بن منجا بن بجير بن نصر بن حبشية بن كعب بن عبد بن ثور بن هذمة بن لاطم شهد مع سنة إخوة له الخندق منهم سويد ومعقل وعقيل وفي أعقابهم رواة، منهم معاوية بن سويد بن مقرن، روى عن أبيه، وعن البراء بن عازب وعبد الله بن معقل بن مقرن، روى عن ابن مسعود، نقل ورود النعمان ظاهر قزوين كان أمير الجيش يوم نهاوند واستشهد بها سنة إحدى عشرين وبها قبره.
أخبرنا الخطيب عبد الكافي بن عبد الغفار بن مكي بن محمد الحربي في كتابه أخبرنا جدي أبو بكر مكي ابن محمد قراءة عليه سنة ثلاث وخمسمائة أنبا أبو حفص عمر بن محمد بن عمر بن حاباره المالكي سنة خمسين وأربعمائة أنبا أبو بكر محمد بن عمر بن حابارة، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أبي حماد، ثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن ساكن، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا حسين بن علي عن زائدة عن حصين بن عبد الرحمن عن سالم بن أبي الجعد، قال ثنا النعمان بن مقرن قال.
قدمنا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أربعمائة من مزينة قال فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ببعض أمره، فقال بعض القوم يا رسول الله ما معنا طعام نتزود قال فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا عمر زودهم فقال عمر رضي الله عنه يا رسول الله ما عندي إلا قطع من تمر ما أرى أن يغني عنهم شيئاً قال انطلق فزودهم فانطلق بنا ففتح لنا عليه له فإذا فيها من تمر مثل البكر الأورق قال فأخذ القوم حاجتهم قال وكنت في آخر القوم فالتفت فما افقد موضع تمرة وقد احتمل أربعمائة رجل.
العلية الغرفة والجمع العلالي والبكر الفتى من الإبل والورقة في الإبل لون يضرب إلى الخضرة كلون الرماد ويقال إلى السواد.
به عن ابن ساكن قال ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا وكيع عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا بعث أميراً على جيش أو سرية، أوصاه قال إذا حاضرتم أهل حصن فأرادوكم على أن تجعلوا لهم ذمة الله ورسوله فلا تجعلوا لهم ذمة الله ولا ذمة رسوله ولكن اجعلوا لهم ذممكم وذمم أبنائكم فإنكم أن تخفروا ذممكم وذمم آبائكم خير لكم من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله.
قال سفيان قال علقمة فحدث سليمان بن بريدة مقاتل بن حبان فقال مقاتل حدثني سلم بن هيضم عن النعمان بن مقرن عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثله أخرجه مسلم في الصحيح أكمل من هذا وقوله أن تخفروا يقال أخفرته إذا لم تف بذمة وغدرت وخضرته عقدت له ذمة والخفارة بالضم الذمة والعهد.
أخبرنا عن كتاب أبي طاهر المعروف بهاجر عن ابني شجاع المصقليين أنبا الحافظ أبو عبد الله بن منده، أنبا محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة، ثنا جعفر بن شاكر، ثنا عفان مسلم، ثنا حماد بن مسلمة عن أبي عمران الحربي عن علقمة بن عبد الله عن معقل بن يسار عن النعمان بن مقرن قال كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا غزا فلم يقاتل أول النهار ولم يقاتل حتى تزول الشمس وتهب الرياح وينزل النصر - أورده البخاري في التاريخ الكبير فقال قال موسى بن إسماعيل: ثنا حماد بن سلمة عن أبي عمران بإسناده.
الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف أبو وهب القرشي الأموي واسم أبي معيط أبان قال ابن جرير هو وأخواه عمارة وخالد إبنا عقبة من مسلمة الفتح والوليد أخو عثمان رضي الله عنه لأمه وهي أروى بنت كريز بن ربيع بن خبيب بن عبد شمس بن عبد مناف وله صحبة ورواية وولي الكوفة لعثمان رضي الله عنه وغزا أذربيجان، وشهد أهل الكوفة عليه بالشرب فضربه عثمان رضي الله عنه وأخرجه منها فنزل الرقة.

ذكر ابن أبي حاتم أنه أعقب بها ومات بها وكان من رجال قريش وشعرائهم وعن بكر بن الهيثم أنه بعد ما ولى الكوفة غزا الديلم مما يلي قزوين ودخل قزوين وغزا جيلان وموقان والبر والطيلسان.
أنبأنا غير واحد عن القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي، أنبا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد بن موسى، أنبا أحمد بن عبدان بن محمد، أنبا محمد بن إسماعيل قال قال محمد بن عبد الله العمري، ثنا زيد بن أبي الزرقا الموصلي، ثنا جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج الكلابي عن عبد الله الهمداني عن الوليد بن عقبة قال لما فتح النبي صلى الله عليه وآله وسلم مكة جعل أهل مكة يجيئون بصبيانهم فيمسح رؤسهم ويدعو لهم بالبركة فجيء بي إليه أنا مطيب بالخلوق ضرب من الطيب معروف عندهم وخلقه بالتشديد علاه به.
كان عقبة بن أبي معيط والد الوليد شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه فقوله، ولم يمنع من ذلك إلا أن أمي خلقتني يكن أن يشير به أبي أن امتناعه صلى الله عليه وآله وسلم من مسح رأسه لم يكن على سبيل المجازاة لأفعال أبيه السيئة وإنما كان للخلوق ومدحت بنت لبيد بن ربيعة الوليد بقولها:
إذا هبت رياح أبي عقيل ... ذكرنا عند هبتها الوليدا
أشم الأنف أصيد عبشمياً ... أعان على مروته لبيدا
وأبو عقيل كنية لبيد وكان قد نذر أن ينحر كلما هبت الصبا.
أبو هريرة الدوسي رضي الله عنه أنبا أبو سعد السمعاني بالإجازة العامة أنبا أبو نصر الغازي عن الواقد بن الخليل عن أبيه ثنا علي بن عمر الفقيه ومحمد بن إسحاق بن محمد قال ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا أبي ثنا معاذ بن أسد المروزي نزيل البصرة ثنا منصور بن عبد الحميد بن راشد وكان قديم السن من أهل مرو قال رأيت أبا هريرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقزوين عليه عمامة بيضاء قد خضب بالصفرة وهذا الرواية تعتضد بروايات آخر متطابقة على ورود أبي هريرة بقزوين وقد كثر الاختلاف في اسم أبي هريرة واسم أبيه ورجح مرجحون من الروايات في اسمه عبد الرحمن وفي اسم أبيه صخراً.
يقال أنه كان ينزل ذا الحليقة وأنه تصدق بداره بالمدينة على مواليه وأنه قدم المدينة والنبي صلى الله عليه وآله وسلم بخيبر سنة سبع فسار إلى خيبر وعاد منه إلى المدينة وأنه كان من أحفظ أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأحرصهم على طلب العلم وأنه كان من ملازمي الصفة يسكنها حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان عريف أهلها وأنه كان يلي الأعمال استعمله عمر رضي الله عنه على البحرين ومروان على المدينة وكان مع تولى الإمارة لا يتحاشى عن إظهار ما كان عليه من رقة الحال في الابتداء ويشكر الله تعالى على ما أتاه.
حدث الحافظ أبو نعيم فيما أنسى عن أبي علي عنه عن سليمان بن أحمد قال ثنا أبو زرعة الدمشقي، ثنا أبو اليمان أنبا شعيب ابن أبي حمزة عن الزهري حدثني سعيد وأبو سلمة، أن أبا هريرة رضي الله عنه قال أنكم تقولون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتقولون ما للمهاجرين والأنصار لا يحدثون عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثل أبي هريرة، فإن أخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وكان يشغل أخواني من الأنصار عمل أموالهم وكنت امرأً من مساكين الصفة الزم النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ملء بطيء فأحضر حين يغيبون وأعي حين ينسون.
يروى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال إن كنت لاستقري الرجل في السورة لأنا اقرأ لها منه رجاء أن يذهب بي إلى بيته فيطعمني وذلك حين لا آكل الخمير ولا ألبس الحبر قوله آكل الخمير أين الذي أجيد عجنه وتخميره ويمكن أن يريد حين لا أجد ما أخمره فأقتصر على السويق، ونحوه والحبر من البرود ما فيه وشيئ وتخطيط، يقال حبرت الثوب وحبرته بالتخفيف.

هذا مما ذكرنا أنه كان لا يبالي بإظهار رقة الحال، ثم لم يكن لبسه الجير تزيناً وتكاثراً بل كان يلبس ما ينفق على زهده في الدنيا وتزهيده فيها، وقد روى في حديثه أنه قال: تعس الدينار والدرهم الذي أن أعطى مدح وصيح وإن منع قبح وكلح تعس فلا انتعش وشيك فلا انتعش تعس أي عثر وهلك ومنه يقال تعسا له وصيح أي صاح يقال صيح الثعلب ونحوه إذا صوت ويجوز أن يريد تشبيه صوته عند تملقه بصوت الثعلب قبح شتم وعاب قال تعالى " هم من المقبوحين " وقوله فلا انتعش أيلاقام من مصرعه يقال انتعش العليل إذا أفاق من علته ونهض وقوله وشيل أي أصيب بالشوكة وقوله: ولا انتعش أي فلا أخرجها من موضعها الذي دخلت فيه يقال نقشت الشوكة إذا استخرجتها ومنه المنقاش، هكذا فسر القتبي اللفظة وقضية تفسيره أن يكون النقش والانتقاش واحد، وقال غيره نقشت الشوكة من رجله فانتقشت هي، والحمد لله حق حمده وصلواته على محمد وآله.
؟
وأما التابعونفمنهم إبراهيم بن يزيد بن عمر والنخعي أبو عمران ورفع الخليل الحافظ في نسبة فقال إبراهيم بن يزيد بن عمرو بن ربيع بن حارثة بن سعد ابن مالك وذكر أنه ورد قزوين، وقال ثنا محمد بن إسحاق بن محمد الكيساني أنبأ أبي ثنا أبو حاتم الرازي ثنا محبوب بن موسى، والمسيب بن واضح قالا: نبا أبو إسحاق القزاري عن سليمان الأعمش.
قال كان عبد الرحمن بن يزيد وإبراهيم النخعي وعمارة بن عمير يغزون في أيام الحجاج قلت أين كانوا يغزون قال طبرستان والديلم غير ذلك فقال رجل كانوا يكرهون على ذلك قال لا كانوا يخفون فيه ويعجبهم ذلك وأدرك إبراهيم عائشة وأنساً رضي الله عنهما وروى علقمة ومسروق وخالد الأسود بن يزيد وروى عنه الحكم ومنصور وسلمة ابن كهيل وتوفي سنة ست وتسعين متوارياً من الحجاج ودفن ليلاً ويقال أنه لم يكن في جنازته إلا سبعة رجل وحمل الإمام البخاري ما روى أنه بلغ موت الحجاج فخر ساجداً على أنه سمع به ولم يكن كما أسمع ويروى أن الشعبي لما بلغه موت إبراهيم قال مات رجل ما ترك من بعده مثله بالكوفة ولا بالبصرة ولا بالمدينة ولا بالشام.
كتب إلينا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي وقرأت على يوسف بن عمر بسماعه منه قال أنبا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنبا أبو علي أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شادان، أنبا أبو بكر بن كامل ثنا القاسم بن العباس، ثنا زكريا بن يحيى الخراز، ثنا إسماعيل بن عباد، ثنا شريك عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من بيت زينب بنت جحش، وأتى بيت أم سلمة وكان يومها من رسول صلى الله عليه وآله وسلم.
فلم يلبث أن جاء علي رضي الله عنه فدق الباب دقاً خفيفاً فأثبت النبي صلى الله عليه وآله وسلم الدق أي أعرف أنه دق وأنكرته أم سلمة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قومي فافتحي له قالت يا رسول الله من هذا الذي بلغ من خطره ما أفتح له الباب أتلقاه بمعاصمي وقد نزلت في آية من كتاب الله تعالى بالأمس فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كهيئة المغضب إن طاعة الرسول كطاعة الله ومن عصى رسول الله فقد عصى الله.
إن بالباب رجلاً ليس بنزق ولا غلق يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لم يكن ليدخل حتى يقطع الوطا قالت فقمت وأنا أختال في مشيتي وأنا أقول بخ بخ من الذي يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ففتحت الباب فأخذ بمضادتي الباب حتى إذا لم يسمع حسيساً ولا حركة وصبرت في خدري استأذن فدخل فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا أم سلمة أتعرفينه قالت نعم يا رسول الله.
هذا علي بن أبي طالب قال صدقت سيد أحبه لحمه من لحمي ودمه من دمي، وهو عيبة علمي أسمعي واشهدي وهو قاتل الناكثين والمارقين والقاسطين من بعدي فاسمعي واشهدي وهو قاصم عداتي فاسمعي واشهدي لو أن عبداً عبد الله ألف عام وألف عام وألف عام بين الركن والمقام، ثم لقي الله تعالى مبغضاً لعلي بن أبي طالب وعترتي أكبه الله على منخريه يوم القيامة في نار جهنم.

تخفيف الدق أدب ليلاً ينزعج من في البيت وقوله: أثبت الدق من يقال أثبت وتثبت، والمعصم موضع السوار من اليد، وقولها نزلت في آية من كتاب الله تعالى يمكن يريد به آية الحجاب ويناسبه قولها أتلقاه بمعاصمي، ويمكن أن يريد الآيات الواردة في فضيلة زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويناسبه استبعادها فتح الباب له وعلى التقديرين المعنى في وفي مثلي.
النزق الطياش يقال نزق ينزق أي طاش ويقال غلق الرجل أي غضب والغلق الذي يغضب كثيراً ويجوز أن يكون اللفظ ولا علق، بالعين يقال علق به وعلقه إذا هو به ويقال نظرة من ذي علق أي ذي هوى يعني أنه ضابط لنفسه يعرف أدب الدخول وقته وقولها وأنا اختال في مشيتي.
يجوز أن يكون الاختيال تعجبها مما وصف به النبي صلى الله عليه وآله وسلم الدق به ويجوز أن يكون السبب بتججها بفتح الباب لمن وصفه به وحسيس الشيء حسه ويقال أراد بالمناكثين الذين بغوا على علي رضي الله عنه وبالمارقين الخوارج قال صلى الله عليه وآله وسلم يمرقون من الدين وبالقاسطين الكفار قال تعالى: وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً.
يروى عن كلام إبراهيم رحمه الله أنه قال استتماز رجل من رجل به بلاء فابتلي به استماز منه أي تحاشى وتباعد، وأصله من الميز وهو الفصل بين الشيئين يقال من ذا من ذا قال النابغة:
ولكنني كنت امرأً لي جانب ... من الأرض فيه مستماز ومذهب
أويس القرني أبو عمرو يقال هو أويس بن أنيس ويقال أويس ابن عامر ويقال أويس بن عمرو، وذكره الحافظ أبو عبد الله بن مندة في كتاب معرفة الصحابة، فقال أويس بن أنيس ويقال ابن عامر، وهو منسوب على قرن بفتحتين بن ردمان بن ناجية بن مراد، كذلك نقل أبو الحسن الدارقطني الحافظ والحفاظ وأما قرن الذي هو أحد المواقيت فالراء منه ساكنة على الصحيح، وادعى الجوهري في صحاح اللغة أن الراء منه متحركة وأن أويساً منسوب إليه ولا يكاد يثبت، وقد ورد في الخبر أن أويساً خير التابعين.
أنبأنا يحيى بن ثابت بن بندار، عن أبيه أنبا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي أنبا أبو حفص بن شاهين، نبا عبد بن سليمان، نبا إسحاق بن منصور الكوسج، نبا عفان بن مسلم، ثنا حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي نضرة عن أسير بن جابر، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لأويس استغفر لي قال وكيف استغفر لك وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: خير التابعين رجل يقال له أويس - أخرجه مسلم في الصحيح، من حديث زهير وابن المثنى عن عفان - روى لنا غير واحد عن الحسن بن أحمد عن أبي نعيم، ثنا أبي حامد ابن محمود، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا الوليد بن إسماعيل الحراني، ثنا محمد بن إبراهيم بن عبيد، حدثني مخلد بن يزيد عن نوفل بن عبد الله، عن الضحاك ابن مزاحم عن أبي هريرة قال بيننا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حلقة من أصحابه إذ قال ليصلين معكم غداً رجل من أهل الجنة.
قال أبو هريرة فطمعت أن أكون ذلك الرجل، فغدوت فصليت خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأقمت في المسجد حتى انصرف الناس وبقيت أنا وهو فبينا نحن كذلك إذا أقبل رجل أسود متزر بخرقة مرتد برقعة فجاء حتى وضع يده في يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال يا نبي الله ادع الله لي فدعا له النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالشهادة وإن لنجد منه ريح المسك الاذفر.
فقلت يا رسول الله أهو هو، قال نعم أنه مملوك بني فلان قلت أفلا تشتريه فتعتقه يا نبي الله، قال وإني لي ذلك إن كان الله يريد أن يجعله من ملوك أهل الجنة، يا أبا هريرة أن لأهل الجنة ملوكاً وسادة وأن هذا الأسود أصبح من ملوك أهل الجنة وسادتهم يا أبا هريرة أن الله يحب من خلقه الأصفياء الشعثة رؤسهم، المغبرة وجوههم، الخمصة بطونهم من كسب الحلال.

الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يؤذن لهم وإن خطبوا المتنعمات لم ينكحوا وإن غابوا لم يفتقدوا، وإن حضروا لم يدعوا وإن طلعوا لم يفرح بطلعتهم وإن مرضوا لم يعادوا وإن ماتوا لم يشهدوا قالوا يا رسول الله كيف لنا برجل قال ذاك أويس القرني قالوا وما أويس القرني قال أشهل ذو صهوبة بعيد ما بين المنكبين، معتدل القامة آدم شديد الأدمة، ضارب بذقنه إلى صدره رام بصره إلى موضع سجوده واضع يمنيه على شماله يتلو القرآن يبلي على نفسه، ذو طمرين لا يؤبه له متزر بإزار من صوف ورداء من صوف مجهول في الأرض معروف في السماء، لو أقسم على الله لأبر قسمه.
ألا وإن تحت منكبه الأيسر لمعة بيضاء ألا وأنه إذا كان يوم القيامة قيل للعباد ادخلوا الجنة ويقال لأويس قف فاشفع فيشفعه الله في مثل عدد ربيعة ومضر، يا عمر ويا علي إذا أنتما لقيتماه فاطلبا إليه يستغفر لكما فمكثا يطلبانه عشر سنين لا يقدران عليه فلما كان في آخر السنة التي توفي فيها عمر رضي الله عنه قام علي أبي قيس فنادى بأعلى صوته يا أهل الحجيج من أهل اليمن أفيكم أويس بن مراد.
فقام شيخ كبير طويل اللحية فقال أنا لا أدري ما أويس ولكن ابن أخ لي يقال له أويس وهو أخمل ذكراً وأقل مالاً، وأهون أمراً من أن نرفعه إليك، وأنه ليرعى إبلنا حقير بين أظهرنا فعمى عليه عمر كأنه لا يريد قال أين ابن أخيك هذا يخدمنا هو قال نعم قال وأين نصاب. قال بأراك عرفات قال فركب عمر وعلي رضي الله عنهما سراعاً على عرفات فإذا هو قائم يصلي إلى شجرة والإبل حوله ترعى فشد حماريهما ثم أقبلا إليه فقالا السلام عليك ورحمة الله وبركاته.
فخفف أويس الصلاة ثم قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قالا: من الرجل قال راعي إبل وأجير قوم قالا لسنا نسألك عن الرعاية ولا عن الإجارة ما اسمك قال عبد الله قالا علمنا أن أهل السماوات والأرض كلهم عبيد الله، فما اسمك الذي سمتك أمك قال يا هذان ما تريدان إلي، قالا وصف لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أويس القرني فقد عرفنا الصهوبة والشهلة وأخبرنا أن تحت منكبك الأيسر لمعة بيضاء فأوضحها لنا فإن كان بك فأنت هو.
فأوضح منكبه فإذا اللمعة فابتدراه يقبلانه وقالا نشهد أنك أويس القرني فاستغفر لنا يغفر الله لك قال ما أخص نفسي بالاستغفار ولا أحداً من ولد آدم ولكنه في البر والبحر في المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، يا هذان قد أشهر الله لكما حالي وعرفكما أمري، فمن تتما قال علي أما هذا أمير المؤمنين وأما أنا فعلي بن أبي طالب فاستوى أويساً قائماً.
فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته وأنت يا ابن أبي طالب فجزاكما الله عن هذه الأمة خيراً قالا وأنت فجزاك الله عن نفسك خيراً فقال عمر مكانك يرحمك الله حتى أدخل مكة فأتيك بنفقة من عطائي وفضل كسوة من ثيابي هذا المكان بيني وبينك فقال يا أمير المؤمنين لا ميعاد بين وبينك أراك بعد اليوم تعرفني ما أصنع بالنفقة ما أصنع بالكسوة.
أما تراني على إزار من صوف ورداء من صوف، متى تراني اخرقهما أما ترى أن نعلي مخصوفتان متى تراني أبليهما أما تراني قد أخذت من رعايتي أربعة دراهم متى تراني آكلهما يا أمير المؤمنين أن بين يدي ويديك عقبة كؤداً لا يجاوزها إلا ضامر مخف مهزول، فأخف يرحمك الله.
فلما سمع ذلك من كلامه ضرب بدرته الأرض ثم نادى بأعلى صوته ألا ليت أن أم عمر لم تلده يا ليتها كانت عاقراً لم تعالج حملها إلا من نأخذها بما فيها ولها، ثم قال يا أمير المؤمنين خذ أنت ماهنا حتى آخذ أنا ها هنا فولى عمر رضي الله عنه ناحية مكة وساق أويس إبله فوافى القوم إبلهم وخلى عن الرعاية وأقبل على العبادة حتى لحق بالله عز وجل فهذا ما أنا عن أويس خير التابعين، قال سلمة بن شبيب كتبنا غير حديث في قصة أويس ما كتبنا أتم منه.
قوله وإني ذلك لي أن كان الله يريد أن يجعله من ملوك الجنة، يجوز أن يكون معناه كيف اشتريه واعتقه والله يريد أن يجعله من ملوك الجنة بإبقاء الرق فيه ليطيع الله ويطيع مولاه فيوفيه الله الأجر مرتين كما ورد في الخبر ويتدرج بالمملوكية في الدنيا إلى الملكية في العقبى، ويجوز أن يكون المعنى، أني محتاج إلى الشراء والإعتاق وهو منتهى إلى ملك الآخرة وإليه تتمته لا إلى العتق في الدنيا.

قوله الخمصة بطونهم من كسب الحلال، يكن أن يريد به أنهم بقوا خماصاً لاشتغالهم باكتساب الحلال، قياماً بأمر العيال وتعففاً عن السؤال، ويكن أن يريد أن بطونهم خاوية عن الحلال فضلاً عن الحرام تودعا.
قوله وما أويس القرني، قد يحمل ما على من وقد يجعل الكلمة إشارة إلى بعد ذهنهم عنه، وشدة خمول المسمى بهذا الاسم عندهم كما قال فرعون: وما رب العالمين، والمعنى فيه أن من يعبر عنه، عن باعتبار أنه يعقل ويعلم قد يعبر عنه بما باعتبار أن شيء وذات، فإذا جهلت صفاته الخاصة، استعمل فيه ما إشارة إلى الجهل بصفاته وأحواله الخاصة.
قوله ضارب بذقنه إلى صدره عبارة عن خضوعه واخباته ويقرب منه قوله رام ببصره إلى موضع سجوده ويمكن أن هذا كناية عن أدامته الصلاة، لأن المستحب أن يكون نظر المصلي إلى موضع سجوده يؤيده قوله على أثره واضع يمينه على شماله.
قول ذلك الشيخ لا أدري ما أويس ولكن لي ابن أخ يقال له أويس يعني لا أدري من تطلبون، ولكن لي ابن أخ هذا اسمه أستبعد أن يكون ابن أخيه على خموله بغيتهما.
قوله فعمى عليه عمر رضي الله عنه كأنه خاف أن يطلع أويس على أنه يطلب فيخفي نفسه هرباً من الناس.
قوله فابتدرا فأقبلا يقبلانه الكناية يرجع إلى أويس دون اللمع كان المراد أنهما لما وجدا العلامة أيقنا أنه أويس فأقبلا يقبلان ما أمكنهما من أعضائه وسؤاله عنهما من أنتما قد يتعجب منه وقد اشتهر عنه أنه عرف هرم بن حيان، انتهى إليه ولم يتلاقيا قط فسلم عليه وخاطبه باسمه ونسبه، لكن الحال قد يختلف فقد يكون للولي شعور بنفسه ورجوع إليها.
فيعرف من كان بينه وبين نفسه تعارف على ما ورد في قصة هرم، وقد تكون في مشاهدة التي تذهله عن نفسه وإذا ذهل عن نفسه فهو عمن يناسبها ويؤالفها أشد ذهولاً.
قوله: أراك بعد اليوم تعرفني أي إذا عرفت أني أويس المنعوت لك، عرفت إني ما أرغب في النفقة والكسوة.
قوله: ضرب بدرته الأرض أي ألقاها من يده، وقوله من يأخذها بما فيها ولها أي من يرغب في الخلافة ويأخذها بما فيها من الخوف والحظر وما لها من القدر والحظر قوله خذ أنت ها هنا حتى آخذ أنا هاهنا أي خذ في طريقك لآخذ في طريقي ونفترق.
قوله فوافى القوم إبلهم إلى آخره كأنه ترك ما كان عليه إخفاء لنفسه كيلا يستدل عليه بذلك وربما تأثر بلقاء أميري المؤمنين فزاد في العبادة.
به عن أبي نعيم قال: ثنا أبو بكر بن مالك ثنا عبد الله بن أحمد ثنا أبي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا عبد الله بن الأشعث بن سوار، عن محارب بن دثار قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أمتي من لا يستطيع أن يأتي مسجده أو مصلاه من العري يحجزه إيمانه أن يسأل منهم أويس القرني وفرات بن حيان.
يقال أويساً استشهد في حرب الديلم فطلبوا مكاناً ليدفنوه فيه فظهر بيت منجد فأدخلوه فيه ثم انضم البيت وخفي عليهم ولذلك عده الحافظ أبو يعلى الخليلي فيمن ورد هذه الناحية من التابعين وذكر أنه روى عن عمر وعلي رضي الله عنهما وقال حدثني أحمد بن علي بن عمر بن أبي رجاء أنبا سعيد بن محمد بن نصر الهمداني بقزوين، ثنا علي بن نصر ابن عبد العزيز الرازي، ثنا أبو عبد الله الجرجاني، ثنا سليمان بن داؤد عن سفيان عن إبراهيم بن أدهم عن موسى بن يزيد عن أويس القرني عن عمر وعلي رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لله تعالى أمانين في الأرض أنا أولهما، والثاني الاستغفار فاستكثروا من الاستغفار، فإنه أمان من النار، وذلك من قول الله تعالى : " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم، وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " فالاستغفار أمان بعدي.
الربيع بن خثيم أبو يزيد الكوفي الثوري من ثور بن عبد مناة بن اد بن طابخة بن إلياس بن مضر كذلك ذكره البخاري وغيره، وورد الربيع على ما سبقت الرواية قزوين وسكنها - قاله الخليل الحافظ، ويقال أنه توفي بها وهو من كبار التابعين علماً وزهداً، ومن الزهاد الثمانية سمع ابن مسعود وروى عنه إبراهيم الشعبي والمنذر بن يعلى وبكر بن ماعز.

قرأت على والدي قدس الله روحه، أخبركم سعيد بن محمد بن عمر ثنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، أنبا أبو طالب عمر بن إبراهيم الزهري أنبا عبيد الله ابن عبد الله بن أبي ثمرة البغوي، ثنا محمد ين محمد بن سليمان الواسطي، ثنا محمد بن المصطفى، ثنا يحيى بن سعيد الحمصي، ثنا يزيد ابن عطا عن علقمة بن مرثد، قال انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين رحمة الله عليهم عامر بن عبد الله وأويس القرني وهرم بن حيان، والربيع ابن خثيم وأبي مسلم الخولاني والأسود بن يزيد ومسروق بن الأجدع والحسن بن أبي الحسن، وذكر بعض أحوالهم وسيرهم.
قال عند ذكر الربيع قيل له حين أصابه الفالج لو تداويت فقال قد عرفت أن الدواء حق، ولكن ذكرت عادا وثمود وقرونا بين ذلك كثيراً كانت فيهم الأوجاع، وكانت فيهم الأطباء فما بقي المداوي ولا المداوي ولا الناعت ولا المنعوت وقيل له ألا تذكر الناس فقال ما أنا عن نفسي براض فاتفرغ من ذمها إلى ذم الناس، إن الناس خافوا الله في ذنوب الناس وآمنوا على ذنوبهم.
قيل له كيف أصبحت قال أصبحنا ضعفاء مذنبين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا، قال وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إذا رآه قال وبشر المخبتين لو رآك محمد صلى الله عليه وآله وسلم لأحيك، قال وكان الربيع يقول أما بعد فأعد زادك وخذ في جهازك وكن وصي نفسك.
أنبأنا العدد الجم عن أبي علي عن أبي نعيم ثنا أحمد بن سنان، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن الصباح، ثنا سفيان قال قال رجل صحبنا الربيع بن خثيم عشرين سنة، فما تكلم إلا بكلمة تصعد وقال آخر صحبته سنين فما كلمني إلا بكلمتين.
عن سربة الربيع قالت لما حضر الربيع الوفاة بكت ابنته فقال يا بينة لم تبكين قولي يا بشري لقي أبي الخير.
ويروى عن الربيع أنه قال لا تقولن أحدكم استغفر الله وأتوب إليه فيكون ذلك ذنباَ جديداً إذا لم يفعل ولكن ليقل اللهم اغفر لي وتب علي.
عنه أنه كان يقول السراير السراير اللاتي يخفين على الناس، وهن عند الله بواد دواؤهن أن تتوب ولا تعود.
وكتب إلينا طاهر بن محمد المقدسي أن أبا منصور المقومي أخبره بالري سنة أربع وثمانين وأربعمائة عن الزبير بن محمد قال: أنبا علي بن محمد بن مهروية أنا علي بن عبد العزيز، أنبا أبو عبيد ثنا حجاج عن شعبة عن منصور عن هلال بن يساف عن الربيع بن خثيم، عن عمر بن ميمون عن امرأة عن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال وقل هو الله أحد، ثلث القرآن.
روى معناه الربيع عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورواه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبو سعيد الخدري وأبو مسعود الأنصاري وأبي بن كعب، وعدة ثلث القرآن يمكن أن يكون باعتبار أن جملة ما في القرآن إما وصف للخالق، أو للخلق والثاني إما أن يتعلق بالدنيا والعقبى فالأقسام ثلاثة.
سعيد بن جبير بن هشام أبو عبد الله مولى بني والبة، من أسد بن خزيمة، وهو والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، من مشاهير علماء التابعين كثير العلم والرواية، سمع عباد الله ابن عمر وابن عباس وابن الزبير وابن عمرو، وابن مغفل وأبا هريرة وأبا موسى الأشعري، وعدي بن حاتم.
يروي عن ابن مهدي أن سفيان كان يقدم سعداً على إبراهيم في العلم، وعن خصيف بن عبد الرحمن قال كان أعلمهم بالطلاق سعيد بن المسيب، وبالحج عطاء وبالحلال والحرام طاؤس وبالتفسير مجاهد وأجمعهم لذلك كله سعيد بن جبير.
عن جعفر بن المغيرة قال: كان ابن عباس إذا أتاه أهل الكوفة يستفتونه يقول أليس فيكم ابن أم الدهماء يعني سعيداً وكان مستجاب الدعوة.
روى عن أصبغ بن زيد قال كان لسعيد بن جبير ديك يقوم إلى الصلاة إذا صاح فلم يصح في ليلة من الليالي، فأصبح سعيد ولم يصل قال فشق عليه ذلك فقال له قطع الله صوتك، قال فما سمع ذلك الديك يصيح بعدها فقالت له أمه أي بني لا تدع على شيء، قتله الحجاج بن يوسف الثقفي سنة خمس وتسعين وكان ابن تسع وأربعين ورود سعيد قزوين ومبيته في مسجد التوث مشهور وقد مر ذكره.

وقال أبو الشيخ الحافظ في كتاب ثواب الأعمال حدثني خالي ثنا أبو حاتم، ثنا أبو حجر، ثنا عبد الله بن سعيد الدشتكي عن أبي سنان قال قدم سعيد بن جبير قزوين وهو متوار من الحجاج فبات بها ليلة، فلما كان عند وجه الصبح، قال ليجتهد عباد المسجد من أن يدركوا مثل ليلتي هذه.
قرأت على أبي بكر بن الخليل، أنبا أبو عمرو المقري، أنبا إبراهيم أنبا محمد بن المكي، أنبا عبد الله أنبا محمد بن إسماعيل، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الرزاق، أنبا معمر عن أيوب السختياني وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة يزيد أحدهما على أخر، عن سعيد بن جبير، قال ابن عباس رضي الله عنه أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل عليه السلام.
اتخذت منطقاً لتعفي أثرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم، وبابنها إسماعيل عليهما السلام وهي مرضعة حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم، في أعلا المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء فوضعهما هناك، ووضع عندهما جراباً فيه ثمر وسقاء فيه ماء ثم قفي إبراهيم منطلقاً فتبعته أم إسماعيل.
فقالت يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي ليس فيه أنيس ولا شيء فقالت له ذلك مراراً وجعل لا يلتفت إليها فقالت له: والله أمرك بهذا؟ قال نعم، قالت إذا لا يضيعنا. ثم رجعت فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الدعوات.
فقال: " رب إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم " حتى بلغ يشكرون وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء حتى نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها وجعلت تنظره يتلوى أو قال يتلبط فانطلقت كراهية أن تنظر إليه، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحداً.
فلم ترى أحداً فهبطت من الصفا، حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي ثم أتت المروة فقامت عليه فنظرت هل ترى أحداً فلم تر أحداً ففعلت ذلك سبع مرات.
قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلذلك سعى الناس بينهما فلما أشرفت على المروة، سمعت صوتاً فقالت صه تريد نفسها ثم فسمعت أيضاً فقالت قد أسمعت إن كان عندك غواث فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبه أو قال بجناحه حتى ظهر الماء فجعلت تحوضه ويقول بيدها هكذا وجعلت تغرف من الماء في صفائها وهو يفور بعد ما تغرف.
قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم أو قال لو لم تغرف الماء لكانت زمزم عيناً معيناً، قال فشربت وأرضعت ولدها فقال لها الملك لا تخافوا الضيعة فإن ها هنا بيت الله يبني هذا الغلام وأبوه وإن الله لا يضيع أهله.
كان البيت مرتفعاً من الأرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وعن شماله، فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم، أو أهل بيت من جرهم، مقبلين من طريق كذا فنزلوا في أسفل مكة فرأوا طايرا عايفاً، فقالوا إن هذا الطاير ليدور على ماء، لعهدنا بهذا الوادي وما فيه من ماء فأرسلوا جرياً أو جريتين فإذا هم بالماء فرجعوا فأخبروهم بالماء فأقبلوا وأم إسماعيل عند الماء، فقالوا أتأذنين لنا أن ننزل عندك قالت نعم، ولكن لا حق لكم في الماء قالوا نعم.
قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فألقى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الأنس فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم، فنزلوا معهم، حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم وشب الغلام وتعلم العربية منهم، وأنفسهم وأعجبهم حين شب فلما أدرك زوجوه امرأة منهم وماتت أم إسماعيل، فجاء إبراهيم بعد ما تزوج إسماعيل يطالع تركته، فلم يجد إسماعيل فسأل امرأته فقالت خرج يبتغي لنا.
ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم،فقالت نحن بشر نحن في ضيق وشدة فشكت إليه قال فإذا جاء زوجك اقرأي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه فلما جاء إسماعيل كأنه أنس شيئاً قال هل جاءكم من أحد قالت نعم، جاءنا شيخ كذا وكذا فسأر لنا عنك فأخبرته وسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا في جهد وشدة.

قال فهل أوصاك بشيء قالت نعم أمرني أن اقرء عليك السلام ويقول غير عتبة بابك قال ذلك أبي وقد أمرني أن أفارقك الحقي بأهلك فطلقها وتزوج منهم أخرى فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله ثم أتاهم، بعد فلم يجده ودخل على امرأته فسألها عنه فقالت خرج يبتغي لنا قال كيف أنتم وسألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت نحن بخير وسعة، وأثنت على الله عز وجل قال ما طعامكم قالت اللحم قال فما شرابكم قالت الماء، قال اللهم بارك لهم في اللحم والماء.
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يكن لهم يومئذ حب ولو كان لهم دعا لهم فيه قال: فهما لا يخلوا عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه قال فإذا جاء زوجك فاقرأي عليه السلام، ومريه يثبت عتبة بابه فلما جاء إسماعيل قال هل أتاكم من أحد قالت نعم أتانا شيخ حسن الهيئة وأثنت عليه فسألني عنك فأخبرته فسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا بخير فأوصاك بشيء قالت نعم هو يقرأ عليك السلام ويأمرك أن تثبت عتبة بابك.
قال ذاك أبي وأنت العتبة، أمرني أن أمسكك ثم لبث عنهم ما شاء الله ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يبري نبلا له تحت دوحة قريباً من زمزم فلما رآه قام إليه فصنعا كما يصنع الوالد بالولد، والولد بالوالد، ثم قال يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر قال فاصنع ما أمرك ربك، قال وتعينني قال وأعينك، قال: فإن الله أمرني أن ابني ها هنا بيتاً وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها قال فعند ذلك رفعا القواعد من البيت فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضع له.
فقام عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة، وهما يقولان " ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم " قال فجعلا يبنيان حتى يدورا حوله البيت وهما يقولان " ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم " .
المنطق النطاق وهو ثوب تلبسه المرأة وتشد وسطها بحبل ثم ترسل الأعلى على الأسفل وأم إسماعيل عليه السلام هاجر وربما قيل لها آجر وعفى الشيء محاه، كأنها أرادت أن لا تعرف أثرها سارة فتقصدها بمكروه فإنها كانت قد غارت عليها.
عفا بالتخفيف لازم ومتعد ويقال عفت الريح المنزل، فعفا ولو كانت الرواية لتعفو لجاز.
الدوحة الشجرة العظيمة، وفسر قوله قفي بولي أخذا من المعنى المشهور من معنى التقفية إتباع الإنسان الإنسان قال تعالى: " وقفينا بعيسى بن مريم " ولو كانت الرواية بالتخفيف لجاز يقال قفا أثره أي اتبع فيكون المعنى قفي أثره في مجيئه أو منزله الذي جاء منه.
في قوله استقبل بوجهه البيت دليل على أن موضع البيت كان معظماً وكان إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم عالماً بشرفه قبل أن يبنيه.
قوله يتلبط أي يضرب نفسه على الأرض ويتقلب عطشاً.
قوله ثم سعت سعى الإنسان المجهود، المجهود الذي أصابه الجهد.
وهو المشقة ويقال: الجهد بالضم الطاقة وبالفتح المبالغ، وعن ابن دريد أنهما لغتان.
يقال بلغ الرجل جهده وجهده قرى قوله تعالى: " لا يجدون إلا جهدهم " بالضم والفتح، ويشبه أن يكون الموضع الذي سعت فيه هو الذي أمرنا بشدة السعي فيه بين الصفا والمروة، وصه أي اسكت.
قوله تريد نفسها المعنى أنها سمعت حساً فسكنت نفسها وتسمعته، والغواث والغواث الاسم من أغاث يغيث، وكذلك الغوث وعن الفراء أنه يقال أجاب الله دعاءه وغواثه وغواثه وأنه لم يأت من الأصوات بالفتح شيء غيره إنما يأتي بالضم كالدعاء والبكاء وبالكسر كالصياح والنداء.
قوله فإذا هي بالملك يعني جبرئيل عليه السلام على ما هو مبين في بعض الروايات ولذلك عرف.
قوله تحوضه أي تحفر له كالحوض ليستقر الماء فيه أو يسيل إليه.
المعين قيل هو مفعول كمبيع ومكيل أي جار من العيون وقيل هو فعيل إما من الماعون والمعن وهو بالمعروف أو من الماعون الذي هو الماء يقال معن الماء وأمعن إذا سال.
جرهم قبيلة كانت تسكن مكة وكان يسكنها قبيلة أخرى يقال لها طسم.
قوله من طريق كذا أهملوا بيانه في هذا الموضع، وربما ظن أن اللفظة كذا وأنها كناية كما يقال الطريق الفلاني لكن المشهور أنه كداء بالدال أو فتح الكاف، والمد وهي ثنية بأعلى مكة مشهورة في المناسك كأنهم أقبلوا من طريقها ونزلوا بأسفل مكة.

قوله عايفاً أي دايراً حول الماء، يقال عاف يعيف والجري عن الخليل أنه الرسول لأنك تجريه في الحوائج وعن أبي عبيدة أنه الوكيل وعلى ذلك حمل قوله لايستجرينكم الشيطان أين يستتبعنكم فيجدكم كالوكيل الطائع.
قوله فألقى ذلك أم إسماعيل قيل معناه وافقها قولهم ووجدته لايقاً بحالها.
قوله وأنفسهم قال الخطابي أي أعجبهم لكن أعجبهم مذكور معه، وفي اللغة أنفسني فيه أي رغبتي فالأولى أن يحمل اللفظ عليه.
قوله: يطالع تركته أي ولده وأهله اللذين تركهما هناك.
آنس: أي أبصر وتفرس كأنه وجد ريح أبيه فبحث عن الحال.
قوله: شيخ كذا وكذا يريد أنها سبته وحقرته.
قوله لا يخلوا عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه أي لا يقتصر عليهما أحد بغير مكة إلا مرض منه، وأضر به واستفاد المعبرون من القصة تأويل عتبة الدار في المنام على المرأة وأَصل الحديث لابن عباس ثم أنه ضمنه كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غير موضع.
سماك بن خرشة الأنصاري حكى الحافظ أبو الحسن الدارقطني عن سيف بن عمر أن سماكاً هذا أول من ولى مصالح الدستبى وقاتل الديلم وأنه ليس بأبي دجانة صاحب الآثار المشهورة والمقامات المحمودة مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكنه يشاركه في اسمه واسم أبيه وفي النسبة إلى الأنصار وسماك بن مخرمة الأسدي الكوفي وهو الذي نسب إليه مسجد سماك بالكوفة وكان خال سماك بن حرب المشهور في التابعين.
سماك بن عبيد العبسي ذكر الخليل الحافظ أنه دخل قزوين في وفود أهل الكوفة حين غزو الديلم - وعن سيف ابن عمر أن هؤلاء الثلاثة قدموا على عمر رضي الله عنه فيمن وفد من أهل الكوفة وانتسبوا له سماك وسماك وسماك فقال عمر بارك الله فيكم اللهم إسمك بهم الإسلام وأيدهم.
قوله اسمك بهم أي ارفع يقال سمك أي رفع وسمك السنام ارتفع متعد ولازم، بالمعنى الأول قال الفرزدق:
إن الذي سمك السماء بنى لنا ... بيتاً دعائمه أعز وأطول
تردد الإمام هبة الله ابن زاذان في ورود هؤلاء الثلاثة هذه الناحية وقال لم أجده في تواريخ الري.
شمر بن عطية بن عبد الرحمن الأسدي الكاهلي الكوفي روى عن المغيرة بن سعد الأخرم.
شهر بن حوشب قال الخليل الحافظ وعن أسامة بن زيد وسويد بن غفلة، روى عنه أبو إسحاق السبيعي والأعمش مات في ولاية خالد بن عبد الله القسري وهو ممن ورد قزوين، روى الخليل عن محمد بن إسحاق الكيساني عن أبيه عن علي بن سهل بن حماد، عن عبد الرحمن بن الحكم بن بشير، عن حكام بن سلم الرازي عن أبي سنان قال قدم علينا شمر بن عطية قزوين فقوم فرسه ودرعه أحدهما ثلاثة آلاف والآخر أربع آلاف وسائر ثيابه باثني عشر درهماً.
أنبأنا يحيى بن ثابت بن بندار، عن أبيه، عن أبي القاسم عبيد الله ابن أحمد بن عثمان الصيرفي الأزهري، أنبا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، ثنا الحسين بن إسماعيل ثنا أبو هشام الرفاعي، ثنا حفص بن غياث عن الأعمش، عن شمر بن عطية عن المغيرة بن سعد الأخرم، عن أبيه، عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لا تتخذوا الضيعة فترغبوا فيها.
شهر بن حوشب أبوعبد الرحمن الأشعري روى عن أم سلمة وعبد الله بن عمر وبن عمرو، وابن عباس وأبي هريرة وروى عنه قتادة، ومعاوية بن قرة، ويحكى توثيقه عن يحيى بن معين وأبي زرعة الرازي وتكلم فيه متكلمون، وفي حقه قيل أن شهراً نزكوه يقال نزكه ينزكه إذا عابه وأصل النزل الطعن بالنيزك وهو أصغر من الرمح، وصحف بعضهم نزكوه بتركوه، وتوفي سنة ثمان وتسعين وقيل بعد المائة - ورأيت في بعض التواريخ أنه دخل قزوين غازياً والله أعلم.
قرأت على والدي قدس الله روحه أنبا عبد الصمد بن عبد الرحمن الجنزي، أنبا محمد بن أحمد أنبا أبو مالك البلخي، أنبا نصر بن محمد، ثنا منصور بن الدبوسي، ثنا عيسى بن أحمد بن حم، ثنا عيسى بن أحمد، ثنا علي بن عاصم، عن عبيد الله بن عثمان عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول من شرب الخمر لم يقبل منه صلاة سبعاً، فإن هي أذهبت عقله لم تقبل صلاته أربعين يوماً وإن مات مات كافراً وإن تاب تاب الله عليه، وإن عاد كان حقاً على الله أن يسقيه طينة الخبال.
قوله مات كافراً أي لأنعم الله تعالى، وأشبه الكفار في لحوق العقوبة الشديدة.

طينة الخبال مفسرة في الحديث بأنها عصارة أهل النار وصديدهم، والخبال: الفساد قيل أضيفت إليه لإفسادها أجسامهم.
صخر أو الضحاك بن قيس بن معاوية بن حصين أبو بحر السعدي المشهور بالأحنف وهو لقب، واختلف في اسمه فقيل صخر وبه قال ابن قتيبة وقيل الضحاك وهو الذي ذكره البخاري، والحاكم أبو عبد الله وأورداه في باب الألف اعتباراً بلقبه وهو من بني سعد بن زيد مناة بن تميم ابن مر سمع عمر بن الخطاب وعثمان وعليا العباس رضي الله عنهم وأدرك زمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ذكر ابن قتيبة أنه أسلم حينئذ لكنه لم يفد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكان حليماً حكيماً رئيساً بليغاً محمود السير وجبر كمال صفاته ما كان من نقصان في ذاته، فعن عبد الملك بن عمير أنه كأنه صعل الرأس متراكب الأسنان مائل الذقن ناتي الوجنة باحق العين خفيف العارضين أحنف الرجلين ولكنه كان إذا تكلم جلى عن نفسه.
صعل الرأس صغيره وكانوا لا يحمدون ذلك.
باحق العين المنخسف العين وكانت قد ذهبت إحدى عينيه قيل بالجدري وقيل أصيبت حين خرج إلى خراسان بسمرقند ويعد في العور الأشراف.
أحنف الرجل الذي يميل ويقبل كل واحدة من إبهاميه على الأخرى، وقيل الأحنف الذي يمشي على ظهر قدميه وكان مع ذلك نحيف الجسم.
روى الإمام محمد بن إسماعيل البخاري في التاريخ، عن حجاج بن منهال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن الأحنف قال بينا أنا أطوف بالبيت زمن عثمان رضي الله عنه أخذ بيدي رجل من بني ليث فقال ألا أبشرك قلت نعم، قال أما تذكر إذ بعثني النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى قومك بني سعد، فجعلت أعرض عليهم الإسلام فقلت أنه يدعو إلى خير ويأمر بالخير فبلغت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال اللهم اغفر لأحنف فقال الأحنف ما عمل أرجي لي منه.
نزل الأحنف قزوين على ما حكى الخليل الحافظ وحارب الديلم، وحدث محمد ابن إسحاق عن أبيه، قال ثنا أبو زرعة، ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن ثعلبة، قال خرج الديلم فعسكروا عسكراً بالري، وعسكراً بهمدان، وعسكراً بماه، فتوجه لهم الأحنف فانتهى إلى العسكر الأول، فاستباحهم وقتلهم وبادر إلى العسكر الآخر قبل أن يبلغهم الخبر واستباحهم وبادر إلى العسكر الثالث، قبل أن يبلغهم الخبر فبيتهم وقتلهم وولد الأحنف ولداً واحداً يقال له بحر وولد بحر بنتاً واحدة وماتت وانقرض نسله.
قد حكى ابن أبي خيثمة عن سلمان بن أبي شيخ أن أم الأحنف كانت ترقصه في صباه وتقول:
والله لو لأحنف برجله ... وفلة أخافها من نسله
ما كان في فتياتكم من مثله
مات الأحنف بالكوفة سنة إحدى وسبعين، وصلى عليه مصعب ابن الزبير، وقال ذهبت اليوم الرأي والحزم.
طليحة بن خويلد الأسدي حكة الخليل الحافظ عن بكر بن الهيثم أن البراء بن عازب رضي الله عنه غزا الدستبى ومعه خمسمائة رجل من المسلمين فيهم طلحة بن خويلد وأولادهم، سكنوها وتوارثوا الضياع بعد ما بنوها وعمروها.
عبد خير بن يزيد الهمداني ثم الخيواني أبو عمارة الكوفي روى عن علي رضي الله عنه وروى عنه ابنه المسيب وعبد الملك بن سلع الهمداني الكوفي، وعبد خير من المعمرين جاهلي ثم إسلامي، روى عن مسهر بن عبد الملك عن أبيه: قلت لعبد خيركم أتى عليك قال عشرون ومائة سنة قلت هل تذكر من أمر الجاهلية شيئاً قال اذكر إني كنت ببلدنا باليمن، فجاءنا كتاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فنودي بالصلوة فخرجوا إلى حيز واسع فكان أبي ممن خرج فلما ارتفع النهار جاء أبي فقالت له أمي ما حبسك وهذه القدر قد بلغت وهؤلاء عيالك يتضورون يريدون الغدا.
فقال يا أم فلان أسلمنا فأسلمي واستصبينا فاستصبئي فقلت له: فما قوله استصبينا، فقال: هو في كلام العرب أسلمنا قال: وآمرك بهذا القدر فلترق الكلاب كانت ميتة فهذا ما أذكره من أمر الجاهلية.
قوله فنودي للصلاة يشبه أن يريد بنداء كما ينادي للصلاة ويمكن أن يكون لهم صلاة فنادوا لها فاجتمع الناس، والحيز شبه لحظيرة أو الحمى.
التضور: القلق والاضطراب من الجوع وقوله كانت ميتة من كلام عبد خير بقوله إنما أبى بإراقتها لأن ذبيحتهم ميتة، وعبد خير ممن ورد هذا النواحي.

حدث محمد بن إسحاق عن أبيه، ثنا أبو حاتم الرازي ثنا الحسين بن عمرو، ثنا أبي أسباط بن نصر عن السدي عن عبد خير قال غزونا مع سلمان بن ربيع بلنجر حتى خرجنا على جيلان وموقان والديلم.
حدثنا الإمام والدي رحمه الله أنبا عبد الوهاب بن إسماعيل الصيرفي أنبا عبد الواحد بن عبد الكريم أنبا محمد بن عبد الملك بن بشران أنبا أبو الحسن الدارقطني ثنا محمد بن مخلد ثنا أبو عقيل الجمال نبا حسن بن جميل الجزري عن شعيب بن إسحاق عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن رجل عن عبد خير قال وضأت علياً رضي الله عنه برحية الكوفة قال يا عبد خير سلني قلت عم أسألك يا أمير المؤمنين.
فتبسم ثم قال وضأت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما وضأتني فقلت: من أول من يدعى إلى الحساب يوم القيامة فقال أنا أقف بين يدي ربي تعالى ما شاء الله ثم أخرج وقد غفر لي قلت ثم من قال أبو بكر يقف كما وقفت مرتين ويخرج وقد غفر الله له قلت ثم من قال عمر يقف كما يقف أبو بكر مرتين ويخرج وقد غفر الله له قلت ثم من قال ثم أنت يا علي قلت فأين عثمان يا رسول الله قال عثمان رجل ذو حياء سألت ربي عز وجل أن لا يوقفه للحساب فشفعني فيه تجويز التوضية وبيان أن من هو أعلى مرتبة يكون وقوفه للحساب أخف وفي السياق ما يشعر بتقديم عثمان على علي رضي الله عنهما.
عبد الرحمن بن يزيد بن قيس النخعي أبو بكر الكوفي أخو الأسود ابن يزيد وهما خالا إبراهيم النخعي وسمع عبد الرحمن عثمان وابن مسعود وهو موصوف بالزهد وحسن السيرة، ويروي عن الأعمش أنه قال: سمعتهم يذكرون أن عبد الرحمن بن يزيد، لم يعمل عملاً قط إلا وهو يريد وجه الله تعالى، وعنه أن عبد الرحمن ممن غزا الديلم وطبرستان.
في الإرشاد للخليل أنه دخل قزوين في البعث في أيام علي رضي الله عنه روى عنه ابنه محمد بن عبد الرحمن أبو جعفر وله ابن آخر يقال له عبد الرحمن بن عبد الرحمن محتج به في الصحيحين.
قرأت على عبد الله بن أبي الفتوح أنبا عبد الملك بن أبي القاسم أنبا محمود بن القاسم أنبا عبد الجبار بن محمد أنبا أحمد بن محمد أنبا محمد بن عيسى ثنا قتيبة وعلي بن حجر قال قتيبة ثنا شريك وقال علي أنبا عن حكيم بن جبير عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " من سأل الناس وله ما يغنيه جاء يوم القيامة ومسئلته في وجهه خموش أو خدوش أو كدوح " قيل يا رسول الله وما يغنيه قال خمسون درهماً أو قيمتها من الذهب.
قوله في وجهه خموش، أو كدوح كأنه شك من بعض الرواة والألفاظ متقاربة المعنى فالخدش قشر الجلد والخمش في معناه يقال خمشت المرأة وجهها تخمشه خمشاً والخماشات الجراحات والجنايات وكدوح وجهه مثل خمش والكدح أيضاً السعي والعمل، قال تعالى: إنك كادح إلى ربك كدحاً.
أخذ جماعة من العلماء بظاهر الخبر فقالوا من ملك خمسين درهماً لم تحل له الصدقة لأنه غني والصدقة لا تحل لغني، وعند الشافعي رضي الله عنه لا تحديد بل المعتبر الكفاية لما روى أن صلى الله عليه وآله وسلم قال لا تحل الصدقة إلا لثلاثة فذكر رجلاً أصابته جائحة فاجتاحت ماله فحلت له الصدقة، حتى يصيب سداداً من عيش ومن لم يجد ما يكفيه لم يصب سداداً والسداد ما يسد به الخلة والسداد بالفتح لغة.
عبد الله بن خليفة الهمداني روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وذكرت روايته عن جابر بن عبد الله الأنصاري، ويروي أنه ممن غزا الديلم.
أنبأنا الإمام أحمد بن حسنويه عن جده لأمه الوقد بن الخليل عن أبيه، قال ثنا عبد الله بن محمد القاضي، ثنا إسماعيل بن محمد النحوي، ثنا العباس بن محمد الدوري، ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله ابن خليفة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالت يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة قال فعظم الله قال أن كرسيه وسع السماوات والأرض وله أطيط كأطيط الرحل الحديد من الثقل.
قوله فعظم الله كأن أراد في جواب المرأة انتهى الكلام إلى تعظيم الله عز وجل.

قوله إن كرسيه وسع السماوات والأرض هو كما ذكره الله تعالى في آية الكرسي واختلف في معنى الكرسي، فعن ابن عباس في رواية سعيد بن جبير أن كرسيه علمه والمعنى أن علمه أحاط بكل شيء.
عنه في رواية عطا والسدي أن المراد هذا الكرسي المعروف ويروي أنه من لؤلؤ وإن السماوات السبع فيه كسبع دراهم ألقيت في ترس وهذا ما رضيه أبو إسحاق الزجاج وقال هو المعروف باللغة.
ثم قيل سمى الكرسي كرسياً لتراكيب بعضه على بعض، وكل ما تركب فقد تكارس، ومنه الكراسة لتراكب بعض أوراقها على بعض وقيل لثبوته ومنه الكراسة لثبوتها ولزوم بعضها بعضاً.
منهم من فسر الكرسي بالملك والسلطان، يقال كرسي فلان من كذا إلى كذا أي ملكه ويقرب منه قول من قال كرسيه قدرته، والمعنى أنه يمسك بقدرته السماوات والأرض جميعاً.
قوله وسع أي احتمل وأطلق يقال وسع فلان الشيء يسعه سعة أي احتمله فأطاقه.
الأطيط: نقيض صوت المحامل وأطيط الإبل صوتها يقال لا افعله ما أطت الإبل، والرحل رحل البعير وهو من مراكب الرجال والرحل أيضاً منزل الرجل ومسكنه ومنه قوله فالصلوة في الرحال وإذا كان الرحل حديداً كان أكثر أطيطاً وقد يقال كيف يستمر قوله وله أطيط من الثقل مع قوله تعالى: ولا يؤده حفظهما، أي لا يثقل الكرسي حفظهما، والجواب أن الصحيح في التفسير عود الكناية في قوله ولا يؤده إلى الله تعالى، والحديث يدل على أن المراد من الكرسي هذا المعروف دون العلم والقدرة.
عبيد الله بن خليفة الهمداني أبو الغريف الأرحبي الكوفي ولم يذكروا أهو وعبد الله أخوان، أم لا روى عن علي والحسن بن علي وصفوان ابن عسال رضي الله عنهم، وروى عنه أبو روق الحسن بن صالح وعامر ابن السمط وأبو الغريف كنيته غريبة نعم في الأسماء الغريف بن الديلمي روى عن واثلة بن الأسقع وغريب اليماني العابد وورد أبو الغريف قزوين عاملاً.
حدث الخليل بن عبد الله عن محمد بن علي بن الجارود، قال أخبرني هارون بن علي قال: وجدت في كتاب عتيق لبعض المتقدمين من أهل قزوين أنه كان لعلي رضي الله عنه أربعة من الولاة على قزوين الربيع بن خثيم ومرة وأبو الغريف والرابع أظنه عبيد.
أنباؤنا عن إسماعيل بن عبد الجبار، عن الحافظ أبي يعلى قال أنبأ جدي ثنا علي بن محمد ثنا عبد الله بن محمد بن شاكر ثنا أبو أسامة ثنا أبو روق ثنا أبو الغريف الهمداني عن صفوان بن عسال المرادي قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سرية فقال: سيروا في سبيل الله قاتلوا أعداء الله، لا تغلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا وليداً ولا تمثلوا وليمسح أحدكم إذا كان مسافراً إذا أدخلهما طاهرتين ثلاثة أيام ولياليهن ويمسح المقيم يوماً دليلة.
أبو روق عطية بن الحارث كوفي وأبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي مولى بني هاشم وعبيدة بن عمرو والسلماني أبو مسلم ويقال أبو عمرو وقال ابن قتيبة هو عبيدة بن قيس والأشهر الأول، وسلمان الذي نسب إليه عبيدة هو سلمان بن يشكر بن ناجية بن مراد، وهو من كبار فقهاء التابعين من أهل الكوفة من أصحاب ابن مسعود سمع عمر وعلياً وعبد الله والزبير ابن العوام.
روى عنه ابن سيرين وإبراهيم وأبو إسحاق الهمداني وهو محتج به في الصحيحين وليس في صحيح البخاري عبيدة بفتح العين سواه إلا عبيدة بن حميد الحذاء ولا في صحيح مسلم عبيدة سواه، إلا عبيدة بن سفيان الحضرمي وكان قد أسلم وصلى قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بسنتين إلا أنه لم يلقه توفي سنة اثنتين وسبعين وصلى عليه الأسود ابن يزيد بوصية وقد ورد قزوين وذكرنا أنه كان أحد الولاة الأربعة لعلي رضي الله عنه.
قرأت على أبي بكر بن الخليل عن أبي عمرو المقري عن إبراهيم العجلي أنبا الكشمهيني أنبا محمد بن يوسف أنبا محمد بن إسماعيل ثنا محمد بن كثير أنبا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يولنهم، ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته " قاله قال إبراهيم: وكانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار وهذا الحديث أصل في بيان فضيلة الصحابة والتابعين.

قوله يسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته، يجوز أن يريد به أنهم لا يحتاطون ولا يتدبرون بل يتبادر المبادر منهم إلى اليمين في مظنة اليمين وإلى الشهادة في مظنة الشهادة فيكاد لمبادرته وقلة مبالاته يسبق شهادته يمينه وبالعكس.
عروة بن زيد الخليل الطائي ذكر أبو عبد الله، محمد بن إبراهيم القاضي، ثم الخليل بن عبد الله وغيرهما أن دستبى والقاقزان فتحا على يده في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد نقلنا قصة فتحها من قبل ويروى ذلك عن لوط بن يحيى، قال ولما نصر الله الدين وهزم المشركين بعد المقاتلات العظيمة استخلف عروة ابنه على الجيش وانصرف إلى عمر رضي الله عنه وبشره بالفتح.
ذكر الدارقطني وغيره أن عروة شهد القادسية وأن أخاه حربث ابن زيد له صحبة، وقد قدمنا ذكر زيد في الصحابة.
عمارة بن عمير التيمي الكوفي وليس هو من تيم قريش رأى ابن عمر رضي الله عنه وسمع عبد الرحمن بن يزيد والأسود بن يزيد وعبد الله ابن سخبرة، أنبا معمر وسمع منه الأعمش وسعد بن عبيدة ختن أبي عبد الرحمن السلمي توفي في خلافة سليمان بن عبد الملك وقد سبق عند ذكر إبراهيم النخعي أن عمارة ممن غزا الديلم وطبرستان.
قرأت على عبد الله بن عمران أنبأ عمر بن أحمد أنبا نصر الله بن علي أنبا أحمد بن الحسن أنبا محمد بن يعقوب أنبا الربيع أنبا الشافعي أنبا سفيان عن سليمان بن مهران عن عمارة عن الأسود عن عبد الله قال: لا تجعلن أحدكم للشيطان من صلاته جزأ يرى أن حتم عليه أن لا ينتقل إلا عن يمينه فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكثر ما ينصرف عن يساره.
قوله لا تجعلن أحدكم للشيطان من صلاته جزأً يريد أنه إذا تحتم ما ليس بمتحتم أخذ الشيطان منه بخط فكما لا يجوز تحليل الحرام لا يجوز تحريم الحلال والمقصود أن الانصراف عن الصلاة جايز يميناً ويساراً فإن لم تختلف الغرض فالتيامن أولى.
قرظة بن أرطاة العبدي، عده الخليل الحافظ في التابعين الذي وردوا قزوين وقال إنه قدمها غازياً مع كثير بن شهاب وعن خليفة بن خياط أنه قدمها والياً سمع قرظة كثير بن شهاب وروى عنه أبو إسحاق السبيعي.
كثير بن شهاب أبو عبد الرحمن الحارثي ويقال أبو شهاب، سمع عمر رضي الله عنه روى عنه قرظة بن أرطاه، وصبيح المري، وذكر عبد الرحمن بن أبي حاتم أن أبا زرعة سئل عن كثير فقال كان أمير الري في خلافة عمر رضي الله عنه ثم صار بعده على قزوين.
عن أبي عبد الله بن ماجة أن كثيراً هو الذي فتح قزوين، يعني المرة الثانية ويقال أنه أعقب بقزوين وسمعت غير واحد من القبيلة المعروفة بالكثيرية أنهم من ولده.
أنبأنا الحافظ محمد بن عمر عن أحمد بن عمر الغازي، أنبا الواقد بن الخليل عن أبيه محمد بن سليمان ثنا أبي ثنا زنجويه بن خالد. ثنا عمرو ابن رافع ثنا جرير عن حمزة الزيات قال كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى كثير بن شهاب مر من قبلك من المسلمين أن يأكلوا الخبز القطير بالجبن فإنه أبقى للبطن، كأن مقصود الأثر إرشادهم إلى ما يؤثر في الإمساك وهو من المهمات في الأسفار.
محمد بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف أبو سعيد القرشي يعد في أهل الحجاز قريب النسب من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبوه من مشاهير الصحابة، سمع أباه ومعاوية بن أبي سفيان.
روى عنه الزهري وسعد بن إبراهيم وعمرو بن دينار وبنوه عمرو وسعيد وجبير توفي بالمدينة زمن عمر بن عبد العزيز وقد مر في فصل الفضائل أنه خرج إلى قزوين للغزو ومنهم من لم يصحح وروده قزوين.
قرأت على والدي قدس الله روحه أخبركم الحسن بن أحمد الغزال أنبا أحمد بن محمد الزيادي أنبا علي بن أحمد الخزاعي، أنبا الهيثم بن كليب أنبا محمد بن عيسى ثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وغير واحد قالوا أنبا سفيان عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لي أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي.
رواه البخاري عن إبراهيم بن المنذر عن معن بن عيسى عن مالك عن الزهري ومسلم عن عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد عن أبيه عن جده عن عقيل عن الزهري.

الحشر الجمع مع سوق والحاشر في أسماء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، مفسر في الحديث بأنه الذي يحشر الناس على قدمه ثم قيل أراد على عهدي وذمتي، لأنه ليس بينه وبين الحشر نبي، يقال كان ذلك على رجل فلان وعلى قدمه أي في عهده، وقيل أراد أمامي أي يجتمعون إلى يوم القيامة، وقيل بعدي وهذا ما ذكره الهروي في الغريبين، فقال يحشر الناس على قدمي أين على أثري وعلى هذا فوجهان، قيل: معناه ليس ورأي إلا القيامة، وقيل أي أنا أول من يبعث وتنشق عنه الأرض ثم يبعث الناس.
العاقب الذي خلف الأنبياء، يقال عقبة يعقبه عقوبا ومنه عقب الرجل لولده، وعن ابن الأعرابي أن العاقب والعقوب هو الذي يخلف من كان قبله في الخير.
محمد بن الحجاج بن يوسف الثقفي، وهو الحجاج بن يوسف بن الحكم ابن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معقب بن مالك بن كعب مات في حياة أبيه وقد تقدم ذكر وروده قزوين عند ذكر مسجد التوث وكان لقي أنس بن مالك رضي الله عنه.
حدث أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة فيما رأيته في بعض الأجزاء العتيقة عن إبراهيم بن نصر ثنا الحسن بن بشر حدثني أبي عن أبان بن أبي عياش عن أنس بن مالك قال: كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج ابن يوسف أن أنظر أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأذن مجلسه وأحسن جايزته وأكرمه فأتيته ذات يوم فقال يا أبا حمزة إني أريد أن أعرض عليك خيلي فتعلمني أين هي من الخيل التي كانت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت شتان بينهما تلك كانت أبوالها وأوراثها أجراً.
فقال الحجاج لو لا كتاب أمير المؤمنين فيك لضربت الذي فيه عيناك فقلت ما أقدرك الله على ذلك قال: ولم قلت: لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علمني دعاء أقوله لا أخاف من شيطان ولا سلطان ولا سبع قال يا أبا حمزة علمه ابن أخيك محمد بن الحجاج فأبيت عليه، فقال لأبنه: ائت عمك أنساً فسله أن يعلمك ذلك قال أبان فلما حضرته الوفاة دعاني فقال يا أحمر إن لك انقطاعاً وقد وجبت حرمتك وأنا معلمك ذلك الدعاء الذي علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا تعلمه من لا يخاف الله.
قل الله أكبر الله أكبر بسم الله على نفسي وديني بسم الله على كل شيء أعطاني ربي، بسم الله خير الأسماء. بسم الله رب الأرض والسماء بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء بسم الله افتتحت وعلى الله توكلت الله الله ربي لا أشرك به شيئاً اللهم إني أسألك محمد خيرك الذي لا يعطيه غيرك، عز جارك، وجل ثناؤك ولا إله غيرك، اجعلني في عياذك من كل سوء ومن الشيطان الرجيم.
اللهم إني احترس بك من كل شيء خلقت واحترز بك منهم، واقدم بين يدي بسم الله الرحمن الرحيم: " قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد " ومن خلفي مثل ذلك وعن يميني مثل ذلك وعن يساري مثل ذلك ومن فوقي مثل ذلك.
قوله كتب عبد الملك أن انظر أي تأمل في الحال، وتدبر ثم ابتدأ أنس خادم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
مرة ابن شراحيل الهمداني الكوفي ويقال له مرة الطيب ومن العجيب أن يوصف المر بالطيب لكن في الألقاب والأسماء ما ينزل من أسماء، سمع ابن مسعود وذكر أنه روى عن أبي بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم، وروى عنه عمرو ابن مرة وأبو إسحاق السبيعي والشعبي، وقد تقدم أنه خرج إلى الديلم في عدد جم في أيام علي رضي الله عنه، وفي الإرشاد للخليل أنه دخلها في آخر أيام عمر رضي الله عنه وربما أتاها مرتين.
أنبا والدي عن أبي بكر بن علي عن محمد بن الحسين وأنبأنا غير واحد، عن كتاب ابن الحسين، أنبا القاسم بن محمد أنبا علي بن إبراهيم، أنبا محمد بن يزيد ثنا يحيى بن حكيم ثنا يزيد بن هارون ثنا محمد بن طلحة عن زبيدة عن مرة عن عبد الله قال حبس المشركون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن صلاة العصر، حتى غابت الشمس فقال حبسونا عن صلاة الوسطى ملاء الله قبورهم وبيوتهم ناراً.

الوسطى تأنيث الأوسط، ووسط القوم بسطهم أي صار وسطهم، فظهر اختلاف علماء الصحابة فمن بعدهم في أن الصلاة الوسطى أية صلاة هي فعن زيد بن ثابت وعائشة وأبي سعيد الخدري، وأسامة بن زيد أنها صلاة الظهر، لأنها في وسط النهار ولأنها الوسطى من صلاة النهار، وقال الأكثرون هي صلاة العصر لأنها متوسطة بين صلاتي نهار وصلاتي ليل والحديث حجة لهذا القول.
عن قبيصة بن ذوئب أنها صلاة المغرب لتوسطها بين الطول والقصر، وعن بعضهم أنها صلاة العشاء لأنها بين صلاتين لا يقصران، وعن ابن عباس وابن عمر ومعاذ وطاؤس وعكرمة وهو اختيار الشافعي أنها صلاة الصبح لوقوعها بين سواد الليل وبياض النهار، وذكر أن ذلك كان قبل نزول صلاة الخوف وإلا لما أخلى الوقت عن الصلاة.
منارة الغامدي، وغامد،بطن من الأزد، حكة الخليل الحافظ وغيره أن البراء بن عازب رضي الله عنه، لما ولي قزوين سار ومعه عروة ابن زيد الخيل حتى أتى أبهر فأقام على حصنها وهو من بناء سابور فقاتلوه ثم طلبوا الأمان فآمنهم، ثم غزا قزوين فأظهر أهلها الإسلام فرتب البراء معهم خمسمائة رجل معهم طليحة بن خويلد الأسدي، ومنارة وميسرة الغامديان وجماعة من تغلب على دستبى وغزا البراء الديلم.
منصور بن عبد الحميد بن راشد الخراساني من أهل مر وأستوطن البصرة وانصرف إلى خراسان بأخرة ومات بسرخس، وذكر أنه يكنى أبا رباح وأنه مولى عمار بن ياسر رأى أبا هريرة، وروى عن ابن عمر وأنس وأبي أمامة رضي الله عنهم، ومن التابعين عن عطاء بن أبي رباح وطاؤس ومكحول وروى عنه سلمة بن سليمان ومعاذ بن أسد المروزيان وغيرهما.
أنبأنا أحمد بن حسنويه عن الواقد بن الخليل عن أبيه. نبا الحسن ابن عبد الرزاق أنبا علي بن إبراهيم، حدثني أبو الحسين محمد بن عطية القزويني، حدثني أبو المنتصر مقيل بن رجاء الحارثي بطوس ثنا أبو الهذيل عيسى بن نصر السرخسي ثنا منصور بن عبد الحميد، سمعت أبا أمامة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إذا قرأ الرجل القرآن وأحتشى من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكانت هناك عزيزة كان خليفة من خلفاء الأنبياء عليهم السلام.
قوله إذا قرأ الرجل القرآن يعني قراءة فهم ومعرفة، وعلى مثل ذلك حمل الشافعي قوله صلى الله عليه وآله وسلم يؤم القوم أقرأوهم لكتاب الله.
قوله واحتشى من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضبط بالشين وكأنه من قولهم حشا الوشاة واحتشت الحائض بكذا ويجوز أن يكون الرواية بالسين من قولهم: حسا المرقة وتحساها واحتساها وللفظ على التقدير الأول يشير إلى الإكثار منها وعلى الثاني إلى الحرص عليها والغوص فيها وفي معانيها والغريزة الطبيعة والمقصود أن الطبيعة القويمة إذا ساعدت علم الكتاب والسنة كان صاحبها من خلفاء الأنبياء ووراثتهم.
ميسرة الغامدي يقال أنه ورد البراء قزوين وأنه من الذين سكنوا دستبى وأعقبوا بها وعمروا الضياع، وكانت في أيديهم قبالة من السلطان أنها لهم وسموا متقبلين لتقبلهم البلد من السلطان.
يزيد بن كيسان اليشكري الكوفي أبو منين فيما روى عن يعلى بن عبيد وأبو إسماعيل فيما ذكر مروان بن معاوية الفزاري روى عن أبي حازم لأشجعي، ويذكر أنه رأى أنس بن مالك رضي الله عنه وروى عنه يحيى بن سعيد القطان وعبد الواحد بن زياد ومروان ابن معاوية وكتب عنه سفيان الثوري وشريك وفي تاريخ البخاري أن يحيى القطان قال في يزيد أنه صالح وسط، وليس ممن يعتهد عليه لكن عن الحسين الجعفي، أنه حدث عنه وقال كان أبو منين عندنا من الأخيار الصالحين وأخرج عنه مسلم في الصحيح.
ذكر الخليل في الإرشاد أنه دخل قزوين مرابطاً ومات بها، وأما أن له أعقاباً مبرزين من أهل العلم والحديث بقزوين فهو مشهور وسيأتي ذكرهم في تراجمهم، إن شاء الله.
حدث علي بن بياع الحديد عن أحمد بن محمد الذهبي، ثنا عبد الله ابن هاشم ثنا يحيى بن سعيد القطان ثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال إن كان ليصلي خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم نيف وسبعون رجلاً من أصحاب الصفة لهم ثوب واحد لا يبلغ سوقهم، فيقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم للنساء لا ترفعن رؤسكن من السجدة حتى يستوي هؤلاء صفوفاً قال أبو هريرة وأنتم اليوم تصلون في الثوبين والثلاثة.

فيه بيان أن جماعة من الصحابة كانوا يشهرون بأهل الصفة وقد جمع أسماءهم جامعون وتتبع الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في الحلية ما ذكر تصحيحاً وتزييفاً.
قوله لهم ثوب واحد أي لكل واحد ويروي في أحوالهم أنهم ربما تناوبوا في الثوب الفرد، وفيه أن الصلاة تؤدي في الثوب الواحد، قوله لا يبلغ سوقهم كأنه لا يجاوز الركبة أو كان فويقها فليست هي من العورة وليس ذلك لأن السنة تقصير الثوب إلى هذا الحد وإنما كان السبب فيه قلة ذات يدهم، ومنع النساء من رفع الرؤس إلى أن يستوي القوم لئلا يقع نظرهن على شيء من العورة، وفيه أن ستر العورة يرعى من الأعلى ومن الجوانب لا من الأسفل، وأن النساء كن يقفن خلف الرجال.
قوله وأنتم تصلون في الثوبين والثلاثة يشير إلى ما كانوا عليه من المجاهدة إلى أن وسع الله عليهم - فهؤلاء هم المشهورون ممن ورد قزوين من الصحابة والتابعين رحمة الله عليهم أجمعين.
القول فيمن بعد الصحابة والتابعين أخوص الآن مستعيناً بالله تعالى ونعم المعين في ذكر من بعد الصحابة والتابعين ممن يعرف بنوع من العلم والدراية أو طرف من السماع والرواية من سكان قزوين وأهاليها ومن توطنها ونسب إليه وإلى نواحيها، وممن دخلها من غير أهلها متفقهاً أو تاجراً أو وردها أو اجتاز بها، غازياً أو زائراً، وأرتب أسمائهم على حروف المعجم من غير دعاية القرون ومن غير تميز متقدم عن متأخر وفاضل عن مفضل ليكون الوقوف على اسم من يطلب منهم عند المراجعة أسهل.
أوردها المسمين بالاسم الواحد على ترتيب حروف المعجم في أسماء آبائهم، وأسعى في إيراد المتفقين في أسمائهم وأسماء آبائهم على ترتيب الحروف في أسماء أجدادهم، وأودع الذين لا أعرفهم إلا بالكنية في آخر ذكر المسمين بالاسم المتكنى به، وكل ذلك بعد أن أقدم المسمين بأشهر أسماء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم المحمدون توقيراً له بتقدم أسمائه واقتداء لمن سلك هذه الطريقة وأثر من السابقين والخالفين من علماء الأثر، وإلى الله سبحانه أرغب في تقريب البعيد وتسهيل القريب وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
المحمدون
حرف الألف في آبائهممحمد بن آدم الغزنوي أبو عبيد الله المقري المعروف باللهاوري شيخ متقن في القراءة بارع في الورع وحسن السمت ومتانة الديانة مداوم على العبادة مواظب على التهجد، بلغني أنه كان يصلي وعنده قوم يقرؤن القرآن عليه فخر في صلاته فظن القوم الظنون إلى أن انتعش لأنهم وجدوا السقطة منكرة يم بحثوا على السبب وراجعوا من كان يخدمه ويلازمه فقال ما أعرف له سببا إلا أن يديم إحياء الليل ولا يتناول من الطعام إلا اليسير وكان مهيباً مستقيم الطريقة مبالغاً في الاحتياط.
يخطر لي والله أعلم أن آدم المنسوب إليه أراد به أبا البشر عليه السلام، ولم يزد في النسب عليه لشدة الاحتياط قدم قزوين ونزل خانقاه جوهر خاتون الشارع بابه إلى المسجد الجامع، ثم انتقل إلى المدرسة العنبرية وأقام بها يستفاد من علمه وعمله ويتبرك به وبسيرته إلى أن توفي سنة خمس وأربعين وخمسمائة ودفن بباب المشبك وقبره ظاهر مزور وما في وجدان بركاته وقضاء الحاجات عنده نزور.
سمع منه بقزوين جماعة منهم الإمام والدي رحمه الله كتاب الغابة للإمام أبي بكر بن مهران وشرحها لأبي الحسن علي بن محمد بن عبيد الله الفارسي، سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، بروايته الغابة عن عمر بن زكريا السرخسي عن الأديب سعيد بن عثمان الغزنوي عن عبد الكافي المقرئ عن أبي الحسن الفارسي عن ابن مهران وروايته الشرح بهذا الإسناد عن الفارسي وذكر الجماعة أنه لقي بعد سماع الكتابين من ابن زكريا السرخسي الأديب سعيداً فقرأهما عليه.
أنبأنا غير واحد وقرأت بعضه على والدي رحمه الله قالوا أنبأ محمد ابن آدم المقرئ أنبأ سعيد عن عبد الكافي عن الفارسي، قال أما حجة من قرأ ملك وذكر فصلاً طويلاً في حجة القرائتين المشهورتين في قوله تعالى: " ملك يوم الدين " تلخيصه أنه احتج لمن قرء ملك بغير ألف بأنه يوافق قوله تعالى: لملك القدوس فتعالى الله الملك الحق، ونحوهما وبأنه يوافق خط المصاحف كلها وبأنه أبلغ في الثناء لأن كل ملك مالك لشيء، وليس كل مالك بملك وبأن مصدر الملك والملك بضم الميم ومصدر المالك الملك بالكسر.

الأول أكثر في القرآن كقوله: الملك يومئذ، لمن الملك اليوم، وبأن من قرأ ملك فقد قرأ مالك، ولا ينعكس لأن أصل ملك مالك فنقل إلى ملك للمبالغة في المدح كما نقل لابث إلى لبث وبأن الملك مستغن عن الإضافة والمالك محتاج إليها وغير المحتاج، أفضل من المحتاج، وبأنه قرأه الشافعي وانتقل إليه أبو حنيفة رضي الله عنهما بعد ما كان يقرأ بالألف فهذه سبعة أوجه.
احتج للقراءة الأخرى بأنها توافق قوله تعالى: مالك الملك، وبأنها قراءة الخلفاء الراشدين وجماعة كثيرة من الصحابة وبأن فيها زيادة حرف ولكل حرف عشر حسنات، وبأن مالكاً أكثر استعمالاً ومجالاً من ملك فيقال مالك للدواب والطيور، ولا يقال ملكها وإنما يقال ملك الناس وبأن اللفظ مضاف إلى اليوم، والإضافة بمالك أحسن منها بملك فهذه خمسة أوجه هذا آخر كلامه بالمعنى وفي بعض هذه الوجوه توقف لا يخفى.
اختيار أبي عبيد ملك بغير ألف قال لأن الأسناد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أثبت واحتج له أيضاً بأن الملك يومئذ لله على ما قال الملك يومئذ الحق للرحمن، وقال لمن الملك اليوم وإذا كان ملك يوم الدين له كان ملك يوم الدين.
فصلمحمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الله القاضي أبو عبد الله الرازي، ثم القزويني الأخباري، كان عالماً بالمعجزات والمبعث والمغازي والقصص والتواريخ جموعاً كتوباً لها وصنف فيها مصنفات مطولة ومختصرة ومنها مجموع التواريخ يقع في جلود صالحة، ابتدأ فيه بذكر التاريخ العام وأخبار الأنبياء والخلفاء والملوك، واقتصر في أواخر الكتاب على الحوادث والوقائع المتعلقة بقزوين ونواحيها خاصة، وسمع أباه أبا إسحاق إبراهيم ابن أحمد القاضي ونصر بن علي العجلي، وعلي بن إبراهيم وغيرهم، وأورده الخليل الحافظ في جملة شيوخه.
فقال في المشيخة ثنا محمد بن إبراهيم صاحب التاريخ، ثنا إبراهيم بن أحمد يعني أباه ثنا يوسف بن موسى ثن ابن أبي ناجية ثنا زياد بن يونس عن مسلمة بن علي عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي جعفر، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ثلاثة لا يعادون الرمد وصاحب الضرس وصاحب الدمل.
روى محمد بن إبراهيم هذا عن أبيه عن إبراهيم بن عبد المؤمن بن أبي خالد عن محمد بن أبان الخراساني، تفسيره بأسانيده عن ابن عباس رضي الله عنه.
محمد بن إبراهيم بن أحمد الفقيه أبو نصر البخاري قاضي القضاة ولي القضاء بقزوين سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، وبقي على الولاية إلى أن توفي بها سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وكان ظاهر السداد موقراً فقيهاً ينتحل مذهب أبي حنيفة رحمه الله، وله الطبع القويم والشعر الجيد والخصال المرضية إلا أنه كان شديداً في الاعتزال وهو الذي أثبت في آخر ولايته المحضر بالمسائل السبع الاتفاقية بقزوين وهذا نسختها نقلتها عن خط والدي رحمه الله.
اتفق رأي قاضي القضاة أبي نصر محمد بن إبراهيم بن أحمد الفقيه وجماعة أعيال الأئمة والأماثل بقزوين لما رأوه من الصلاح لأنفسهم ولأعقابهم في أملاكهم، ومعايشهم على تقرير ما تضمنه هذه الفصول السبع فأخذها أن كل من عقد من أهل بلدهم عقداً على ملك له ظاهر باسم غيره في شرى أو غيره من وجوه التمليكات وأشهد على نفسه فيه فسلمه إلى من عقد فيه وبقي زماناً في يده على حكم ذلك التملك من غير منازعة منازع.
ثم أبرز هو بنفسه أو بعض من يتصل به حال حياته أو أبرز بعض أقاربه بعد موته عقداً يخالف ما عقده فيه لم ينظر إليه ولم يسمع فيه دعوى ولم يقم الشهود فيه شهادة، ولم تعترض على يد من هو في يده بإزالة كما اتفق عليه آراء من تقدمهم من العلماء.
ثانيها أن كل امرأة عقد زوجها عليه، عقد برأة في صداقها على وجه لا يقف عليه أهلها وأقاربها أو لا يظهر ذلك في مجلس الحاكم في مدينة قزوين، أو لا يظهر سبب من أسباب البراءة لا يتهم فيه زوجها أبو بعض من يتصل به بحيلة لم ينظر فيه ولم يسمع في تلك البراءة دعوى وكانت البراءة منسوخة.

ثالثها أن كل من عقد على نفسه عقد بيع في عقار بثمن مثله، في وقت بيعه وحصل ذلك في يد من كتب باسمه الشرى فيه فتظهر منه تصرف بما يظهر به تصرف المشتريين، ثم حصل في ثمن ذلك العقار تراجع ولم يكن المشتري أشهد على نفسه بشرائه في عقد الشرى المكتسب فيه فادعى أنه لم يشتر ذلك وأن له حق الرجوع على البائع بالثمن لم تسمع هذه الدعوى.
رابعها أن كل امرأة عقدت على نفسها لزوجها أو عقد بعض أهلها له عقداً في ملك ليزيد هو لآجل ذلك في صداقها، ثم أبرزت هي أو بعض من عقد ذلك العقد من أهلها عقداً يخالف ما عقدوه في الظاهر لهذا الزوج لم ينظر فيه ولم يسمع دعواه وأجرى الأمر فيه على أحد الوجهين أما أن يرد ذلك المهر إلى مهر مثلها ويبطل العقد الذي في يد هذا الزوج أو يقرر هذا العقد في يد الزوج على ما وقع عليه وتقرر تلك المرأة على ما وقع عليه.
خامسها أن كل من ثبت في ذمته دين من ثمن أو مهراً وغير ذلك وظهر في مجلس الحكم، وتوجه عليه الحبس فأبرز هذا الخصم عقداً بأن ما كان له من عقار وغيره وقد جعله باسم غيره وأنه وأن كان ظاهر الغنى فهو الآن في الحكم فقير لا يسمع هذه الشهادة سادسها أنه تقرر رأي الجماعة فيما يقع من الشهادة النساء أن يبلغ الاحتياط في ذلك المبلغ الممكن فيه من اعتبار حال المعرف، وكونه ممن يقبل قوله في ذلك ولا يقتصر على واحد حتى يضم إليه غيره وإن أمكن الشاهد الاستقصاء في التعرف يستقصي فيه ويبلغ أقصى ما يمكن ويجمع في التعرف بين من كان من أهلها وبين أجانب الناس إذا كان ذلك عنده أقوى وإذا وقعت الشبهة بخلل وقع في بعض الأمور توقف عن شهادته.
سابعها إذا حصل التنازع في مجلس الحكم في قبالة ظاهرها شرى فادعى من أضيف إليه للبيع فيها أنه عقد رهن في الباطن وأن كان قد كتب في الظاهر لفظ الشرى، يحلف المدعي للشرى فيه أنه عقد شرى في الظاهر والباطن وأن أقام البائع فيه بينة إلى إقرار المشتري أنه رهن في الباطن سمع من ذلك وإن أقام شهادة إلا على إقرار المشتري ولكن قال الشاهد إني أعلم ذلك لم يقبل، اتفقت أراء جماعتهم على تقرير هذه الفصول السبع المشروحة فيه وجعلوها مثالاً يمتثلونه هم بأنفسهم، ويمتثل الكافة من أهل بلدهم فلا يتجاوزونه وذلك في يوم الأحد التاسع والعشرين من ربيع الآخر سنة ثلاثين وأربعمائة وجدد العهد بالاتفاق على المسئلة الأولى من السبع غير مرة.
فمنها في سنة إحدى عشر وخمسمائة في أيام ذي السعادات أبي علي شرفشاه بن محمد بن أحمد الجعفري كتب كتاباً باتفاق الأئمة عليها وبذلك المشهورون من الفرق خطوطهم به رأيت أصل المحضر بخط مخلد بن محمد ابن حيدر المخلدي الشروطي وفيه خط الشيخ ملكداد بن علي والأستاذ علي بن الشافعي، والحسن بن عبد الكريم الكرجي، وعبد الوهاب ابن الحجازي، وآخرين من الحنفية وحمزة بن سيدي ابن أبي ليلى الحسني وأمير كابن أبي اللبجم وغيرهم، وهذه أبيات للقاضي أبي نصر من قصيدة له في الأستاذ أبي طاهر وزير ابن كاكويه:
حليف مساع نقشن على ... غرة الدهر نقش السطور
خلقن فواقر صما لكسر ... فقار العدو وجبر الفقير
وسائل عن سيكون الزمان ... فقلت لها قوله طب خيبر
فإن يك موسى قضى نحبه ... فإن عصاه بكف الوزير
أسير عذري إلى بابه ... وقل لأدنى رضاه مسيري
فهذا اعترافي فهل قائل ... وهذا اعتذاري لهل من عذير
ولولا التقى وشعار القضاء ... لأشعر شعري بما في ضميره
شفيعاً لي شكرو ودله ... وما لي غيرها من نصيره
ذكر أن القاضي كانت له هيبة وقبول عند الخواص والعوام، وسمع الحديث من القاضي عبد الجبار ابن أحمد وسمع مع ابنه الحسن وله ابن آخر موصوف بالفضل، يقال له صاعد بن محمد تولى القضاء بخوزستان، وكان شعر من أبيه ويأتي ذكرهما في موضعه أن شاء الله تعالى.

محمد بن إبراهيم بن أحمد بن الواقد أبو عبد الله الخليلي، كريم نبيل نسيب صاحب مروة وجاه ومحبة للعلم وأهله انتهت رياسة الأئمة إليه في عصره وكان يكرم العلماء البلديين والغرباء وينزل الواردين من أهل العلم والأكابر مدرسته وخانقائه ودوره ويرتبطهم، ويسدي إليهم الجميل محمد أقاموا ويسرحهم بإحسان إذا ارتحلوا وفوض تدريس مدرسته إلى والدي رحمه الله وصودر في سنة أربع وخمسين وخمسمائة بأربعين ألف دينار فاداها من غير أن يستخف به أو يشدد عليه واحتفظ بجاهه ومروئته وتوفي في شعبان سنة سبع وخمسين وخمسمائة وكان قد سمع الحديث.
من مسموعه صحيح البخاري سمع بتمامه من الأستاذ الشافعي ابن داؤد المقري سنة إحدى عشرة وخمسمائة ومسند الشافعي سمعه من السيد أبي حرب الهمداني سنة خمس وعشرين وخمسمائة بروايته عن أبي بكر الشيروي عن القاضي أبي بكر عن الأصم عن الربيع عن الإمام الشافعي رضي الله عنه ولما أقعدت في مدرسته مكان والدي رحمه الله في اليوم الثالث أو الرابع من وفاته وقد حضر أعيان البلد وفيهم ابنا صاحب المدرسة إبراهيم والفضل أنشأت في خلال فضل رتبته وألقيته على رسم الدروس:
طوبى له طوبى له طوبى ... قزوين منه ملئت طيبا
بزينة دام له نوره ... وركنه يؤتيه تهذيبا
كان أبو عبد الله يلقب بنور الدين واحد ابنيه بالزين والآخر بالركن.
محمد بن إبراهيم بن أبي نعيم إسحاق أبو بكر الاصبهاني ثقة من أهل الحديث ورد قزوين سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وحدث بها سمع أبا مسعود أحمد بن الفرات وروى عنه سننه وروى عنه علي بن أحمد بن ابن صالح والخضر بن أحمد وغيرهما حدث علي بن أحمد بن صالح عن أبي بكر الأصبهاني هذا بسماعه منه بقزوين، قال ثنا يوسف بن زكريا ثنا يعلى عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول قبل موته بثلاث لا يموتن أحد منكم إلا وهو حسن الظن بالله.
رواه أبو داؤد الطيالسي في سنة عن سلام عن الأعمش وأبو سفيان اسمه طلحة بن نافع، وهو واسطي روى عن جابر وابن عمر وابن عباس وقوله لا يموتن أحد منك إلا وهو حسن الظن بالله، يجوز أن يريد به الترغيب في التوبة والخروج من المظلمة فإنه إذا فعل ذلك حسن ظنه ورجاء الرحمة.
محمد بن إبراهيم بن بندار البصير أبو جعفر التومجيني شيخ صالح خاشع وتومجين من قرى قزوين سمع والدي وأبا بكر محمد بن خليفة الصانعي وأقرانهما، أخبر والدي رحمه الله سنة إحدى وستين وخمسمائة أنبا عبد الخالق بن أحمد بن عبد العالم أنبا أحمد بن الحسن الباقلاني أنبا عبد الملك بن عبد الله بن بشران أنبا أبو بكر الأجري أنبا عبد الله بن صالح أنبا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن الإسلام بدأ غريباً كما بدأ.
رواه ابن ماجه في سننه عن سفيان بن وكيع عن حفص وقال في آخره فطوبى للغرباء قيل ومن الغرباء قال النزاع من القبائل، ورواه عبدان القاضي عن أبي بكر بن أبي شيبة عن حفص مع هذه الزيادة، ثم قال عبدان هم أصحاب الحديث.
قوله بدأ غريباً إن قرئ بغير همزة فهو ظاهر، يقال: بدأ بالشيء يبدو أي ظهر وقد يسبق إلى اللفظ، بدأ بالهزة لأنه ذكر العود على الأثر والابتداء والإعادة متقابلان يقال بدأ الشيء وابتدأ وعلى هذا فالمبتدأ به محذوف كأنه قال ابتدأ الإسلام لصحبة القرن الأول والغريب البعيد عن الوطن يقال اغترب الرجل وتغرب وغرب يغرب غربة فهو غريب وغرب وغربت الشمس تغرب غروباً وغرب الرجل يغرب وتنحى وتباعد.
يقال اغرب عني أي تباعد وغربت الكلمة غرابة وذلك لبعدها عن الفهم، واغترب إذا تزوج إلى غير أقاربه وسمى الإسلام في أول الأمر غريباً لبعده عما كانوا عليه من الشرك، وأعمال الجاهلية ويعود غريباً لفساد الناس آخر وظهور الفتن وبعدهم عن القيام بواجب الإيمان قوله النزاع من القبائل هو جمع نزيع ونازع وهو الغريب الذي نزع عن أهله وعشيرته وصلى الله على محمد وآله.

محمد بن إبراهيم بن الحسن المقرئ الخياط كان صالحاً عارفاً بطرف من علم القراءة سمع الوسيط لأبي الحسن علي بن أحمد الواحدي، أو بعضه من القاضي عطاء الله بن علي مع جماعة كثيفة في الجامع بقزوين، سنة ثمان وستين وخمسمائة، وفيما سمع حديث الواحدي عن سعيد بن محمد العدل أنبا أبو علي بن أبي موسى أنبا جعفر بن محمد بن المغلس ثنا أبو سعيد الأشج حدثني عتبة بن خالد ثنا سعد بن سعيد ثنا عمر بن كثير بن أفلح عن سفينة عن أم سلمة رضي الله عنها.
قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول من قال عند مصيبته، إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف له خيراً منها قالت أم سلمة فلما هلك أبو سلمة قلت من خير من أبي سلمة ثم عزم الله لي فقلتها وأخلفني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة عن سعد.
عقبة هو ابن خالد بن عقبة بن خالد بن مسعود، أبو مسعود السكوني سمع عبد الله بن عمر، وهشام بن عروة وسعد هو ابن سعيد بن ابن قيس بن عمرو الأنصاري، أخو يحيى وعبد الله وبه حدث عن أنس والقاسم بن محمد والزهري، وعمر بن كثير بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري سمع نافعاً مولى أبي قتادة وسفينة وروى عنه يحيى وسعد أنبا سعيد الأنصاري، والحديث يدخل في رواية التابعي عن التابعي ثم الصحابي وفي غير هذه الرواية أن أم سلمة حدثت به عن أبي سلمة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وربما سمعته من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن أبي سلمة أيضاً.
قوله: اللهم أجرني يقال أجره الله يأجره، أي أثابه والأجر الثواب، ويقال أيضاً أجره بأجره أي صار أجيراً له، ومنه قوله تعالى: على أن تأجرني ثماني حجج، وذكر بعضهم أنه قد يقال بالمعنى الأول آجره بالمد أيضاً وإن الأصمعي أنكره فإن جوز فيجوز آجرني بالمد وأما من أجر يأجر فيسكن الهمزة وتضم الجيم.
يقال: أخلف الله عليك أي رد عليك مثل ما ذهب منك ليكون خلقاً عنه واخلف الرجل لنفسه إذا ذهب له شيء فجعل مكانه آخر والاسترجاع عند المصيبة مستحب ورد به القرآن والسنة، وكلمه إنا لله إقرار بأنه المالك يفعل في ملكه ما يشاء، وإنا إليه راجعون إقرار بالفنا والبعث وقيل معناه نرجع إليه ليكشف عنا ما أصابنا.
محمد بن إبراهيم بن حمك ورأيت بخط الراشدي في غير موضع ابن حمدك الرزاز القزويني أبو سعيد الأنصاري، يقال انه من ولد جابر ابن عبد الله الأنصاري، سمع أبا حاتم ويحيى بن عبدك ومحمد بن عبد العزيز الدينوري، روى عنه محمد بن علي بن عمر الختلي وغيره، وذكر الحافظ الخليل في الإرشاد ووثقة وذكر أنه حدثه عنه جماعة ونه مات سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وأن أولاده لم يكونوا من أهل العلم.
حدث أبو عبد الله محمد بن علي بن عمر عن محمد بن إبراهيم هذا قال ثنا محمد بن عبد العزيز بن المبارك ثنا عبد الله بن أمية الفزاري، ثنا يعقوب القمي ثنا حفص بن حميد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه قال ثنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يقول أنا فرطكم على الحوض، الفرط والفارط الذي يسبق القوم إلى الماء فيهيئه لهم بالاستقاء أو الجمع في الحوض، ومنه الدعا في الصلاة على الصبيان اللهم اجعله شفيعاً وفرطاً لأبويه، يقال من فرط القوم يفرطهم أي سبقهم إلى الماء وفرط من القول أي سبق وفرط عليه أي عجل، قال تعالى: إنا نخاف أن يفرط علينا، والحوض منعوت في الأحاديث الصحيحة.
فعن رواية ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إن حوضي ما بين عدن إلى إيلة أشد بياضاً من اللبن وأحلا من العسل، وعدن معروف وأيلة مدينة من بلاد الشام على ساحل البحر يقال هي على نصف الطريق بين فسطاطا مصر ومكة وايلة أيضاً من رضوى، وهو جبل منيع بين مكة والمدينة.
عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمامكم حوضي، وفي بعض النسخ حوض كما بين جربا وأذرح وصورة الخط يقتضي أن يكون جرباء بالمد وكذلك روى في صحيح البخاري وقيل بالقصر من بلاد الشام واذرح بالحاء مدينة من أداني الشام ويقال أنها فلسطين وبينهما على ما حكى عن كتاب مسلم مسيرة ثلاثة أيام.

في رواية أبي سعيد الخدري أن لي حوضاً ما بين الكعبة إلى بيت المقدس، وفي رواية حذيفة أن حوضي لا بعد من أيلة من عدن، وفي رواية أنس ما بين ناحيتي حوضي كما بين صنعاء والمدينة أو كما بين المدينة وعدن، وعن حارثة بن وهب الخزاعي، أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن حوضه ما بين صنعاء والمدينة، وفي رواية عبد الله بن عمرو أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال حوضي مسيرة شهر، وهذا الاختلافات تشعر بأن ذكرها - جرى على التقريب دون التحديد وبأن المقصود بيان بعد ما بين حافيته وسعته لا للتقدير بمقدار معين ويمكن أن ينزل بعضها على طول الحوض وبعضها على عرضه.
قد ورد من رواية أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال طول حوضي ما بين مكة إلى أيلة وعرضه ما بين المدينة إلى الروحاء يقال أنه على نحو أربعين ميلاً من المدينة، وقيل على ستة وثلاثين وقيل على ثلاثين.
محمد بن إبراهيم بن سليمان البزاز القزويني أجاز له علي بن أحمد بن صالح بياع الحديد ولا يخفى سعة روايته ودرايته وشهرته في علوم القرآن في جماعة يذكر أسمائهم في مواضعها وهذا حكاية الاستجازة والإجازة أن رأى الشيخ الفاضل أطال الله بقاه أن يجيزه المطيب بن علي الطيبي وأخويه أحمد ومحمد ومحمد بن الحسن بن جعفر الطيبي وأحمد والخليل ابني عبد الله الخليلي وأحمد بن الحسن بن دلك وأحمد بن عمر الصفار، وعلي بن محمد بن عمران البزار وعلي بن الحسين القطان وأخيه أحمد وعبد الغفار ابن الحسن بن حوالة وعبد الله بن إبراهيم القطان ومحمد بن إبراهيم الخرزي ومحمد بن إبراهيم بن سليمان البزاز فعل يقول علي بن أحمد ابن صالح أجزت لهؤلاء النفر أن يرووا عني جميع ما يصح عندهم من أحاديثي عن مشائخي بعد أن تكون النسخ صحيحة ولا أطلق لأحد منهم أن يروي عني لحنا ولا تصحيفاً أو خطأ وكتبت بيميني في ربيع الأول سلخها سنة سبعين وثلاثمائة.
محمد بن إبراهيم بن عبد الله المغربي، أبو عبد الله الأندلسي القرطبي يعرف بابن الخطاب شاب ورد قزوين متفقها وطالباً للحديث بعد سنة ثمانين وخمسمائة وسمع من الإمام أحمد بن إسماعيل وغيره وسمع بها جامع محمد بن يزيد بن ماجه من بعض رواته في الجامع ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا إسماعيل بن علية عن أبي حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً بارزاً للناس فأتاه رجل فقال يا رسول الله ما الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ولقائه وتؤمن بالبعث الآخر قال يا رسول الله ما الإسلام قال الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكوة المفروضة وتصوم رمضان. قال يا رسول الله ما الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك.
قال يا رسول الله متى الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل، ولكن سأحدثك عن أشراطها إذا ولدت الأمة ربتها بذلك من أشراطها، وإذا تطاول رعاء الغنم في البنيان، فذلك من أشراطها في خمس لا يعلمهن إلا الله فتلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير " أخرجه البخاري عن مسدد عن إسماعيل بن إبراهيم عن أبي حيان واللفظ: فإن لم تكن تراه فإنه يراك وإذا ولدت الأمة ربتها وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان وزاد بعد الآية ثم أدبر فقال ردوه فلم يروا شيئاً فقال هذا جبرئيل جاء يعلم الناس دينهم ورواه مسلم عن أبي بكر ابن أبي شيبة وزهير بن حرب عن ابن علية.
قوله كان يوماً بارزاً للناس أي ظاهراً لا حجاب دونه واللقا في الكتاب والسنة يفسر بالثواب والحساب والموت والرؤية والبعث وليحمل ها هنا على غير البعث لأنه مذكور من بعد حيث قال ويؤمن بالبعث الآخر، وفي الحديث بيان أن الإيمان التصديق والإسلام والانقياد والطاعة ولم يكن المقصد البحث عن حقيقتها وإنما كان المطلوب بيان ما أمر الناس بالتصديق به والانقياد والطاعة فيه.

فانطبق الجوابان على المقصد المبحوث عنه الإحسان في العمل تجويده والإتيان به على أكمل الوجوه ومن يراقب غيره ويعظمه يجود ما يعمل له سيما إذا كان بمرأ منه فعبر عن هذا المعنى بقوله كأنك تراه وبين أن العابد إن لم يكن حاضراً مشاهداً، فالمعبود قريب شاهد بعمله.
أشراط الساعة علاماتها الواحد شرط بفتح الراء كذا ذكره في ديوان الأدب، ويقال أشرط نفسه لكذا أي أعلمه له ومنه الشرط لأنهم جعلوا لأنفسهم علامة يعرفون بها وشروط الأشياء علامات لها وواحد الشروط شرط بسكون الراء وهو في الأصل مصدر.
الرب السيد والربة السيدة وأشهر ما قيل في قوله أن تلد الأمة ربتها أن السبي والغنائم تكثر والناس يبالغون في اتخاذ السراري وعلى هذا فعده من علامات الساعة يجوز أن يكون لأعراض الناس عن سنة النكاح ويجوز أين يكون لظهور الدين واتساع وقعة الإسلام ويلي ذلك قيام الساعة.
آراء المشهور قولان قيل المراد أن يفشو العقوق حتى يقهر الولد أمه قهر السيد أمته وعلى هذا فتخصيص الأمة بالذكر يجوز أن يكون سببه أن العاق لمكان رقها أكثر استحقاراً لها، وقيل المراد أن الناس لا يحتاطون في أمر الجواري، وقد ينتهي التهاون إلى أن تباع أمهات الأولاد ربما تقع في يد ابنها وهو لا يدري أنها أمه وتسمية الولد ربا وربة على الأقوال باعتبار أنه في الحرية والشرف كسيدها أو أنه ولد سيدها وولد السيد قد يسمى سيداً، وقد يثبت له الولاء كالسيد أو أنه سبب عتقها فهو كسيدها المنعم عليها بالعتق كل قد قيل.
الرعاء بكسر الراء والمد والرعاة جمع راع والمعنى أن البلدن يفتح فيترك الرعاة أصحاب البوادي ويسكنون البلاد ويتطاولون في البنيان ومعنى التطاول أن بعضهم يطاول بعضاً يقال: طاول فلان فلاناً من الطول والتطول، ويجوز أن يحمل على أنهم يتغلبون ويستطيلون، على الجيران في أمر الأبنية ومرافقها يقال تطاول عليه واستطال.
قوله في خمس أي وقت الساعة المسؤل عنها يقع في خمس لا يعلمهن إلا الله تعالى وإنما يستدل عليها بعلاماتها.
قوله رعاة الإبل البهم الأشهر من اللفظ في صحيح البخاري إليهم بضم الباء وهو جمع بهيم والبهيم الأسود وقيل ما كان على لون واحد لا شية فيه ومنهم من يفتح الباء هو المشهور في رواية من روى رعا البهم ولم يرو لفظ الإبل والبهم جمع بهمة وهي الصغيرة من أولاد الغنم وهي قريبة من رواية من روى رعا الغنم ويشير إلى زيادة تحقير بأن راعي البهم أضعف وأخس.
ثم الذين ضموا الباء منهم من جعل البهم نعتاً للإبل ومنهم من جعله نعتاً للرعاة ورفع الميم وهو الأظهر، ثم قيل أراد الرعاة السود، وقال الخطابي: أراد المجهولين، ومنه قولهم أمر مبهم، إذا لم يعرف حاله وقيل هم الذين لا شيء لهم ومنه يحشر الناس حفاة عراة بهما.
محمد بن إبراهيم بن العباس يقال له الأبهري فيما أظن سمع بقزوين أبا عبد الله بن محمد بن علي بن عمر، في فوائد العراقيين رواية عبد الرحمن ابن أبي حاتم بسماع أبي عبد الله منه حديث ابن أبي حاتم عن عمار بن خالد ثنا إسحاق الأرزق عن عبد الله، يعني ابن عمر العمري عن أبي الزناد عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة، قال نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الشغار والشغار أن يزوج الرجل أخته على أن يزوجه ابنته.
نكاح الشغار قيل سمى شغاراً من قولهم شغر البلد عن السلطان إذا خلا وذلك لخلوه عن المهر وقيل من قولهم شغر الكلب إذا رفع رجليه ليبول كأن يقول كل واحد منهما لا ترفع رجل موليتي ما لم أرفع رجل موليتك، وقوله والشغار أن يزوج إلى آخره يجوز أن يكون من كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويجوز أن يكون كلام الراوي ويفسره.
في رواية ابن عمر رضي الله عنه وهي مخرجه في الصحيح والشغار أن يزوج الرجل ابنته على أن يزوجه الآخر ابنته وليس بينهما صداق.

محمد بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن علي بن أحمد بن دلف بن عبد العزيز ابن أبي دلف القاسم بن عيسى العجلي أبو بكر الكرجي القزويني شيخ معمر موصوف بالعلم والورع، وفي نيته أئمة مقدمون وإليهم إمامة لجامع العتيق بقزوين سمع أباه والزبير بن محمد وأبا الحسن بن إدريس والقاضي عبد الجبار بن أحمد وروى عنه إسماعيل المخلدي وإسماعيل الحافظ الأصبهاني وغيرهما وكان يروي تفسير هشام ابن الكلبي عن أبيه وعن عمر بلويه المقرئ عن أحمد بن علي الأستاذ عن محمد بن جعفر الأشناني عن محمد بن يوسف الفراء عن هشام.
حدث إسماعيل بن حمزة المخلدي عن محمد بن إبراهيم، قال ثنا القاضي أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد ثنا أحمد بن محمد بن عيسى بن مزيد الخشاب ثنا سمعان بن يحيى العسكري ثنا إسحاق بن محمد القمي ثنا أبي عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس ابن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأس العقل بعد الإيمان التودد إلى الناس، ونصف العلم حسن المسئلة والاقتصاد في المعيشة نصف العيش وصدقة السر تطفئ غضب الرب وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة.
قوله أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة يفسر بمعنيين أحدهما يستمرون على اصطناع المعروف يومئذ فيشفعون للمجرم ويهدون إلى المكرم، والثاني أنهم أهل المعروف والإحسان إليهم في الآخرة.
التودد إلى الناس المذكور في الخبر ينبغي أن يقصد به نفع الناس أو الانتفاع بهم، وأن يحترز عن الافتتان بالناس قد رأيت بخط والدي رحمه الله أن محمد بن إبراهيم الكرجي الذي نحن في ذكره كان يقول لسبط أخيه والناس ينتابون بابه، على طبقاتهم لسؤدده يا أسفي على ابني أبي القاسم سال به السيل أين هو والحالة هذه من دينه وكان يقول إذا خلا به يا بني عليك بدينك فإن خفق النعال خلف الإنسان وعلى باب داره معلول تهدم دينه وعقله.
محمد بن إبراهيم بن علي أبو نصر سمع الشهيد اسكندر بن حاجي بقزوين روى عنه الحافظ يحيى بن عبد الوهاب بن مندة في كتاب الطبقات من جمعه فقال وقد كتب إلينا غير واحد عنه أنبا أبو نصر محمد بن إبراهيم لفظاً أنبا اسكندر بن حاجي بقزوين، روى عنه أنبا عمر بن محمد الزاهد ثنا أبو الدرداء انكمرد بن إسحاق الجيلي ثنا بشر بن أحمد ثنا داؤد ابن الحسين ثنا يحيى بن يحيى ثنا العلاء بن عمرو ثنا محمد بن الفضل ثنا يونس عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من شرب شربة من ماء، فتجرعه في ثلاث جرع، يسمى الله تعالى في أوله، ويحمده في آخره لم يزل الماء يسبح في بطنه حتى يخرج مرسل والتنفس في الإناء ثلاثاً عند الشرب محبوب.
فقد صح عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يتنفس ثلاثا، وعن ابن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا تشربوا واحداً كشرب البعير ولكن اشربوا مثنى وثلاث وسموا إذا أنتم شربتم وإذا أنتم رفعتم كأنه يريد رفعتم رؤسكم من الإناء.
محمد بن إبراهيم بن عامر أبو منصور القزويني سمع بدمشق أبا محمد طلحة بن أسد بن مختار الرقي جزأً من حديثه ومما سمع في ذلك الجزء حديث طلحة هذا عن أبي الحسين محمد بن محمد بن الخصيب ثنا حفص بن عمر بن الصباح أبو عمرو ثنا قبيصة بن عقبة ثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال لما نزلت: يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً.
جاء رجل فقال يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة قال قال: اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد - قرأت الحديث على والدي رحمه الله قال أنبا أبو نصر حامد بن محمد وأنباني حامد أنبا السيد حمزة بن هبة الله أنبا إسماعيل ابن الحسن أنبا أبو الحسن الخفاف أنبا أبو العباس السراج ثنا يوسف بن موسى القطان ثنا وكيع ثنا مسعر وشعبة بن الحجاج عن الحكم عن عبد الرحمن والحديث مخرج في الصحيحين.

قولنا اللهم صلي على محمد قيل في تفسيره عظم محمداً في الدنيا بإعلاء ذكره وإدامة شرعه في الآخرة بتشفعه في أمته واجزال مثوبته وإبداء فضله للأولين والآخرين بالمقام المحمود وتقديمه على كافة المؤمنين الشهود، وهذا أمور أنعم الله تعالى عليه لكن لها درجات ومراتب، وقد يزيدها الله تعالى بدعاء المصلين عليه ويذكر أن أصل الصلاة في اللسان التعظيم وأن هذه العبادة المعروفة تسمى صلاة لأن المصلى ينحني للصلاة وهو وسط ظهره وهذا شيء يفعله الصغير للكبير تعظيماً.
أما الآل فقد يراد به ذات الشخص ونفسه وعليه حمل قوله: لقد أوتي مزماراً من مزامير داؤد، وقد يراد به أتباع الرجل وأشياعه وعليه حمل قوله تعالى: ادخلوا آل فرعون أشد العذاب، وقد يراد به أهل بيت الرجل الأدنون - وفي الحديث، من آل محمد؟ قال عباس وعقيل وجعفر وعلي رضي الله عنهم.
الآل في قولنا اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد فسره الشافعي رضي الله عنه في رواية حرملة ببني هاشم، وبني المطلب ويوافقه ما ورد في الحديث لا تحل الصدقة لمحمد وآل محمد، فيدخل في آله زوجاته ألا ترى إلى قول عائشة رضي الله عنها كنا آل محمد نمكث شهراً ما نستوقد ناراً وأيضاً فاصل آل أهل ولذلك إذا صغر قيل أهيل رداً على الأصل ولا شك في وقوع اسم الأهل على الزوجة وللأصحاب وجه أن كل مسلم يدخل في اسم الآل.
محمد بن إبراهيم بن عمرو سمع أبا الحسن القطان بقزوين جزأً من حديث عبد الله بن يزيد المقرئ بسماع أبي الحسن من يحيى بن عبدك سنة سبعين ومائتين فيه حديث عبد الله ثنا سعيد بن أبي أيوب عن عطاء بن دينار عن عمار بن سعد التجيبي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال من ملاء عينيه من قاعة أو قاعة بيت قبل أن يؤذن له فقد فسق.
القاعة ساحة الدار والقاع المستوي من الأرض والنظر في دار الغير عظيم الموقع ولذلك جاز دفعه من غير تقديم الإنذار.
محمد بن إبراهيم بن الفضل الجيلي، سمع بقزوين القاضي أبا محمد بن أبي زرعة يحدث عن أبي بكر بن داسة عن أبي داؤد ثنا زهير بن حرب أو خثيمة ثنا عبد الرحمن بن مهدي نبا أبو عوانة عن داؤد بن عبد الله الأودي عن عبد الرحمن السلمي عن الأشعث بن قيس عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يسئل الرجل فيما يضرب زوجته.
ضرب الرجل زوجته جائز في الجملة قال تعالى: اضربوهن ويمكن حمل الحديث من جهة اللفظ على أنه يوأخذ بالضرب ولا يسأل عنه في الآخرة وحينئذ فيكون المقصود بيان أن الضرب جائز ولكن المراد من الحديث أنه لا يبحث عن سبب الضرب فقد يستحيي عن الإفصاح به ولا يحسن الدخول بين الزوجين، حينئذ ببينة ما في غير هذه الرواية.
عن يحيى بن حماد عن داؤد عن عبد الرحمن عن الأشعث قال ضفت عمر رضي الله عنه فلما كان في جوف الليل قام إلى امرأته يضربها فحجزت بينهما فلما آوى إلى فراشه قال يا أشعث احفظ عني ثلاثاً حفظتهن من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا تسأل الرجل فيما يضرب امرأته ولا تنم إلا على وتر ونسيت الثالثة.
ضفته نزلت عليه ضيفاً يقال: ضاف يضيفه ضيفاً.
محمد بن إبراهيم بن قليبة الهمداني أبو جعفر الصوفي سمع بقزوين أبا إسحاق الشحاذي سنة تسع وعشرين وخمسمائة، وفيما سمع حديثه عن الواقد بن الخليل عن أبيه ثنا علي بن عمر الفقيه ثنا عمر بن أحمد ثنا عبد العزيز بن حاتم ثنا الحارث بن مسلم ثنا زياد بن ميمون ثنا أنس بن مالك، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنما سمى شعبان لأنه ينشعب فيه خير كثير للصائم فيه حتى يدخل الجنة.
رواه سلمة بن شبيب عن الحارث بن مسلم، بإسناده وقال إنما سمى شعبان لأنه ينشعب فيه خير كثير لرمضان، ومعنى هذه الرواية أن المؤمنين يستعدون فيه للذكر والخير وقراءة القرآن ويتأهبون لمجيء رمضان.
عن ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما إنه سمي شعبان لأن الأرزاق ينشعب فيه وهذا يشير إلى ما روى أنه يقسم فيه رزق السنة وقيل سمي شعبان لأنه ينشعب فيه كل متصدع ويجبر كل كسر يقال شعبت الأمر إذا أصلحته، وقال أبو عمرو بن العلاء وأهل اللغة سمى شعبان لأنه تشعبت فيه القبائل واعتزل بعضها بعضاً ويجمع شعبان على شعبانات.

محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي البكراني أبو جعفر الخطيب القزويني كان هو وجماعة من عشيرته متميزين عمن في درجتهم من خطباء النواحي بمزيد الديانة ومعرفة طرف من الفقه والحديث وسمع محمد هذا الفقيه الحجازي ابن شعبويه سنة ثمان وخمسمائة، وبعد ذلك سنة تسع عشرة وخمسمائة بقرية شرفاباد ومما سمع منه لهذا التاريخ كتاب الأربعين في البسملة من جمع أحمد بن أبي الخطاب الطبري برواية الحجازي عنه.
في الأربعين أنبا إسماعيل بن علي بن أحمد الخطيب أنبا عبد الرحمن ابن محمد السراج أنبا أبو العباس الأصم أنبا الربيع أنبا الربيع أنبا الشافعي ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز عن أبي جريج أخبرني عبد الله بن عثمان بن خثيم أن أبا بكر بن حفص بن عمر أخبره أن أنس بن مالك قال صلى معاوية بالمدينة فجهر فيها بالقراءة فقرأ لأم القرآن ولم يقرأ بها السورة التي بعدها حتى قضى تلك القراءة.
فلما سلم ناداه من سمع ذلك من المهاجرين من كل مكان يا معاوية اسرقت الصلوة أم نسيت فلما صلى بعد ذلك قرأ، للسورة التي بعد أم القرآن، والحديث مدون في الشافعي رضي الله عنه وفيه دليل على استحباب الجهر بالتسمية للفاتحة وللسورة بعدها.
ذكر يوسف بن علي جبارة الهذلي أبو القاسم في كتابه المعروف بالكامل إن نافعاً إمام أهل المدينة في القراءة لما قال أن السنة الجهر بالتسمية سلم له مالك بن أنس على علو رتبته ما قاله وقال كل علم يسأل عنه أهله.
محمد بن إبراهيم بن محمد أبو والحمد الدولابي فقيه من أصحاب أبي حنيفة رحمه الله سمع أبا حاتم بن خاموش وغيره وورد قزوين قبل الخمسمائة، وحدث بها عن أبيه وكان هو وأبوه من المعتبرين عندهم والمعروفين بفقههم حدث الفقيه أبو زرعة عبد الحميد بن عبد الكريم الحنفي سنة خمسمائة في رجب، فقال حدثنا الشيخ الإمام أبو الحمد محمد بن إبراهيم الدولابي بقزوين ثنا والدي أبو الفتح إبراهيم بن محمد أنبا أبو العباس أحمد ابن الحسين الضرير ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن علي بن طرخان ببلخ ثنا سعيد ثنا محمد بن مصعب عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنا سيد ولد أدم وأول من تنشق عنه الأرض وأول شافع وأول مشفع.
قوله أنا أول من تنشق عنه الأرض هو معنى ما روى في حديث آخر رواه أنس رضي الله عنه أنا أول الناس خروجاً إذا بعثوا.
قوله أنا أول شافع وأول مشفع فيه دليل على أن غيره يشفع ويشفع كونه أولاً في الشفاعة والتشفيع يبين علو مرتبته.
محمد بن إبراهيم بن ناصر العمروآبادي القزويني كنت أراه في صغري يتفقه ثم رأيته بأصبهان وعنده طرف من المذهب والخلاف واللغة وكان يورق ويتعيش بأجرة الوراقة، وما يجري له من النظامية بها وأقام فيها على التفلك إلى أن توفى وله إجازة من مشائخها كمحمد بن الحسن ابن الفضل الآدمي وعبد الملك بن الحسين بن عبد الملك ومحمد بن أبي نصر القاشاني وستية بنت إسماعيل بن محمد الحافظ وأحمد بن أبي منصور بن محمد ابن ينال الصوفي وأجاز له من غير الاصبهانين جماعة، منهم علي بن المختار ابن عبد الواحد الغزنوي.
على هذا يرى الصحيح لمحمد بن إسماعيل البخاري عن أبي الفتح ناصر بن نصر بن أبي الفوارس عن أبي نصر محمد بن أحمد المقرئ عن أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي عن الفربري عن البخاري وفي الصحيح في كتاب الجمعة ثنا آدم ثنا ابن أبي ذؤيب عن سعيد المقرئ قال أخبرني أبي وديعة عن سلمان الفارسي قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من الطهر ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته ثم يخرج ولا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى.
أورد الحافظ أبو الحسن الدارقطني الحديث في جملة الأحاديث المعلولة التي أخرجها الشيخان أو أحدهما وقال اختلف علي ابن ذويب في الحديث فقال ابن عجلان عن سعيد عن أبيه عن ابن وديعة عن أبي ذر، وأرسله الدرا وردى فقال: عن عبيد الله عن سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقال الضحاك بن عثمان عن المقبري عن أبي هريرة، وقال أبو معشر عن المقبري عن أبيه عن ابن وديعة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

فيه بيان آداب وهيئات الجمعة، منها الغسل ومنها التطهير بسائر وجوه التنظيف كالاستباك قلم الظفر ومنها الأدهان ومس الطيب، ويمكن أن يكون إدخال كلمة أبو بينهما لأن الأدهان والتطيب ضربان من الترفه والتزيين فقد يكتفي بأحدهما عن الآخر بخلاف التنظيف والتطهر فإنه يراعيه ما استطاع لأن التحرز عن المكروهات لا يقول بعضه مقام بعض.
قوله من دهنه وطيب بيته كأنه أشار به إلى أنه يمس ما عنده ولا يتكلف فوق ذلك أو إلى أنه يستوعب من أنواع ما عنده ومنها أن لا يفرق بين اثنين حاضرين ويتخطى رقابهما أو يحول بالجلوس بينهما من غير ضرورة، ومنها التنفل بقدر ما يتيسر ومنها الإنصات عند الخطبة.
محمد بن إبراهيم أبو جعفر وراق وكيع سبق ذكره في الآثار الواردة في فضائل قزوين وحضوره مسجد التوت مع جماعة من أهل العلم والحديث والظاهر أن وكيعاً المنسوب إليه هو وكيع بن الجراح الكوفي المعروف بين أهل العلم ولا أقف لمحمد بن إبراهيم هذا على حال ورواية ولم أجد ذكره إلا في ذلك الأثر ولا أحب أن تخلو الترجمة عن فوائد.
فأقول فيها سبع كلمات إحديها محمد وهو مفعل من التحميد وهو أبلغ من الحمد يقال: رجل محمد إذا كثرت خصاله المحمودة، قال الأعشى يمدح النعمان بن المنذر:
إليك أبيت اللعن كان كلالها ... إلى الماجد القوم الجواد المحمد
يقال حمدت فلاناً وأتيت موضع كذا فأحمدته أي وجدته محموداً مرضياً كما يقال أبخلته أي وجدته بخيلاً وأحمد الرجل إذا صار أمره إلى الحمد، المحمدة خلاف المدمة ورجل حمدة كهمزة إذا كان يكثر حمد الشيء فوق ما يستحقه، وفلان يتحمده على فلان أي يمتن.
قولهم حماد لفلان أي حمداً له وشكرا بني على الكسر لأنه معدول عن المصدر وقولهم حماداك أن يفعل كذا أي قصاراك وغايتك المحمودة منك، ويحمد بطن من الأزد ومحمود اسم الفيل المذكور بالقرآن في سورة الفيل وفي المثل العود أحمد، يقال إن أول من قاله خداش بن حابس التميمي، وذكر الميداني إن أحمد يجوز أن يكون أفعل من الحامد أي من ابتداء العرف حلب الحمد فإذا أعاد كان أحمد له، أي أكسب للحمد، ويجوز أن يكون أفعل من المفعول أي الابتداء محمود والعود أحق بأن يحمد، وحمدة النار صوت التهابها.
قال أحمد بن فارس في المقايس ليس هو من هذا الباب إنما هو من المقلوب وأصله خدمة ويمكن أن يرد إلى مثل ما رد إليه قولهم حماداك حتى يرجع إلى معنى الحمد، لأن صوت النار من شدة التوقد وغاية الالتهاب.
الثانية ابن وأصله بنو تقديره فعل والجمع أبناء كجمل وأجمال والتصغير بني وتصغير أبناء أبيناء، وللنسبة إلى ابن بنوي وقد يقال ابني وتبنيت فلاناً أي اتخذته ابناً، ويقول: هذه ابنة فلان وبنت فلان والجمع بنات لا غير وقد يزاد في الابن الميم فيقال ابنم وهو معرب من مكانين يقال هو ابنم ورأيت ابنما ومررت بابنم تتبع النون والميم في الإعراب قال حسان:
فأكرم بنا خالا ... وأكرم بنا ابنما
قال الشيخ أبو الحسين ابن فارس في تفسير الابن هو الشيء يتولد عن الشيء كابن الإنسان وغيره وعلى ذلك تسمى العرب أشياء كثيرة ابن كذا كقولهم هو ابن بجدتها أي عالم متقن وبجدة الأمر دخلته وباطنه وكما قالوا ابن ذكاء للصبح وذكاء اسم للشمس غير مصروف، ولا تدخله الألف واللام وابن جمير لليل المظلم وابنا جمير لليل والنهار سميا بذلك الاجتماع يقال هذا جمير القوم أي مجتمعهم، ويقال لهما أيضاً ابنا سمير لأنه يسمر فيهما وابن السبيل المسافر وابن ليلة صاحب السري وابن عمل، صاحب العمل الجاد فيه وابن أقوال المحجاج، وابن ملمة الذي تنزل به الملمات فيكشفها وهذا باب واسع، وقد جمع منه طرفاً صالحاً صاحب البلغة في باب الكنى من كتابه.

الثالثة إبراهيم وهو أسم أعجمي وفيه لغات أخر وهي أبراهام وإبراهم وأبراهم وللقراء فيها اختلاف وتفصيل طويلان وتصغير إبراهيم مختلف فيه فصغره سيبويه على بريهيم وتوم الهمزة زايدة وعن المبرد أنه يصغر على أبيره وأن الألف أصلية لأن بعدها أربعة أحرف أصول والهمزة لا تلحق بنات الأربع في أولها، وإذا كان كذلك فتحذف من الآخر كما يقال في تصغير سفرجل سفيرجل، ومنهم من يقول يريه فيطرح الهمزة، والميم جميعاً وتصغير إسماعيل وإسرافيل كتصغير إبراهيم والبراهمة قوم لا يجوزون بعثة الرسل ويقولون تكفينا عقولنا والبرهمة إدامة النظر وإسكان الطرف.
الرابعة الأب وأصله أبو والدليل على أن الذاهب منه الواو إنك تقول في التثنية أبوان وعن بعض العرب في تثنية أبان والجمع الآباء كقفاء وأقفا، وقد يجمع بالواو والنون، فيقال أبون وعلى ذلك قرأ بعضهم: إله أبيك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق يريد جمع أب على أبين والنون محذوفة، والنسبة إلى الأب أبوي ويقال أبوت أبوة أي صرت أبا وما له أب يأبوه أي يغدوه ويربيه، والأبوة أيضاً الآباء كالخؤلة والعمومة، وقولهم يا أبت أفعل جعلوا علامة التأنيث فيه عوضاً عن ياء الإضافة، وهو كقولهم لأم يا أمه، والوقف في يا أبة بالهاء كما في يا أمه إلا في القرآن بصورة الخط، ولا تسقط الهاء في الأب إذا وصلت، وتسقط في الأم مثل أن يقول يا أم أقبلي لأن الأب أخل به في الأصل فجعلت الهاء لازمة له.
الخامسة جعفر وجعفر النهر الصغير وربما فسر بمطلق النهر - وذكر الشيخ أبو الحسن ابن فارس أنه منحوت من كلمتين من جعف إذا صرع لأنه يصرع ما يلقاه من نبات وما أشبهه ومن الجفر والجفار والأجفر وهي كالحفر وجعفر أبو قبيلة من عامر وهو جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر، وهم الجعافرة والجعفريون اليوم أولاد جعفر الطيار رضي الله عنه.
السادسة الوراق وهو الذي يكتب وينسخ والوراق أيضاً الكثير الدرهم - قال:
جارية من ساكني العراق ... تأكل من كيس امرئ وراق
الوراق الدراهم المضروبة وكذلك الرقة ويقال أيضاَ ورق وورق الورق للكتاب والشجر الواحدة ورقة وشجرة ورقة، ووريقة أي كثيرة الأوراق وورق الشجرة وأورق خرج ورقة وورقت الشجرة ورقاً إذا أخذت ورقة وورق القوم أحداثهم ويقال في القوس ورقة بالتسكين أي عيب والأورق من الإبل الذي في لونه بياض إلى سواد والجمع ورق.
السابعة، وكيع يقال: سقاء وكيع وفرس وكيع أي صلب شديد وقد وكع بالضم وأوكعه غيره وقال: على أن مكتوب العجال وكيع.
والعجال: جمع عجلة وهي السقاء ويقال في جمعها عجل أيضاً كقربة وقرب وبذلك سمى الرجل وكيعاً واستوكعت معدته أي اشتدت طبيعة والوكيع إقبال الإبهام على السبابة من الرجل يقال: منه رجل أوكع وأمرأة وكعاء وعبد أوكع وأمة وكعاء يريدون اللئم وقلت في تركيب هذا الكلمات السبع:
كن ابن من شئت وعش محمداً ... تنج كإبراهيم من كيد العدى
قد خاض آباؤك جعفر الردى ... من مقتر راح ووراق غدا
وتمتطى أنت وكيعاً أجردا ... يوردك اليوم ويرديك عدا
محمد بن إبراهيم الروذباري سمع بقزوين سنة خمس وأربعمائة غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام من أبي الحسن بن جعفر بن محمد الطيبي بروايته عن أبي الحسن القطان عن علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد، وفي الكتاب حدثني حجاج عن شعبة عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فائد حدثني من سمع سعد بن عبادة، يقول قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم من تعلم القرآن ثم نسيه لقي الله أجذم - رواه أبو عبيد في فضائل القرآن من جمعه عن جرير بن عبد الحميد عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى وهو ابن فائد بالفاء.
قوله أجذم قال أهل اللغة أصل الجيم والذال والميم القطع، يقال جذمت الشيء جذماً فانجذم أي انقطع والجذمة القطع من الجبل، وجذم الحائط: قطعه والجذم قطع السياط والأجذام السرعة في السير، وأيضاً الإقلاع عن الشيء وقيل أجذم عني أي انقطع، والجذام العلة المعروفة سمي به لما يتولد منه من التقطع.

فسر أبو عبيد الأجذم بمقطوع اليد واحتج عليه بحديث علي رضي الله عنه من نكث بيعته لقي الله وهو أجذم ليست له يد، ويقال جذمت يده تجذم جذماً واعترض عليه ابن قتيبة في كتاب إصلاح الغلط بأن العقوبة ينبغي أن يتشاكل الذنب ويتعلق بما يتعلق به الذنب كنا قال تعالى: " إن الذين يأكلون أموال اليتامى الآية، وفي الحديث رأيت ليلة أسرى بي قوماً تقرض شفاههم، كلما قرضت وفت فقال جبرئيل هؤلاء خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون.
قال والأجذم ها هنا المجذوم يقال رجل أجزم ومجذوم ومجذم وهو الذي تهافت أعضاؤه من الجذام، وهو داء شامل للبدن، قال وهذا المعنى أشبه كأن القرآن كان يدفع عن جسمه العاهة فلما نسيه نالته الآفة في جميع بدنه ونصر الأكثرون أبا عبيد، منهم ابن الأنباري وأبو الحسين ابن فارس وأبو سليمان الخطابي وغيرهم وذكروا أن سويد بن جبلة الفزاري سبق أبا عبيد إلى تفسيره وأجابوا إلى الاحتجاج لمشاكله.
العقوبة الذنب بأن هذا ليس بقياس مطرد ألا ترى أن القاذف يقذف بلسانه فيجلد ظهره والزاني يزني بفرجه فيغرق الجلد على أعضائه ويجتنب الفرج وسائر المقاتل، قالوا الأجذم في الاستعمال هو الأقطع كما ورد في الخبر: كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه بحمد الله، فهو أجذم، ويروي كل خطبة ليس فيها شهادة كاليد الجذما، ومن أصابه الجذام لا يقال أجذم في الغالب إنما يقال مجذوم.
ثم اختلف هؤلاء فعن ابن الأعرابي أن المعنى من نسى القرآن، لقي الله خالي اليد، من الخير والثواب، كني باليد عما تحويه اليد، كما يقال لمن انقطعت قدرته لا يد له، وللبخيل قصير اليد، ويشهد له ما روى أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: " لا تعجلوا ثواب القرآن في الدنيا فتلقوا الله يوم القيامة وأيديكم مما حملتم صفر، وقيل: اليد ها هنا بمعنى الحجة والبرهان وقد يقول السليم قطعت يدي ورجلي ويريد أبطلت حجتي، وقيل: لقي الله منقطع السبب، وفي الحديث بيان ما في نسيان القرآن من التشديد، وقد يلحق ذلك بالإعراض عن فروض الكفايات بعد الشروع فيها بأن حفظ القرآن من فروض الكفايات.
محمد بن إبراهيم الطالبي شريف يوصف بالفضل وكان مع الحسين الكوكبي الذي تغلب بقزوين، واستخلفه الكوكبي على قصر البراذين فلما هزم موسى بن بغا الكوكبي، وابن حسان بعث قواده في طلب محمد هذا، وقد تحصن ببعض الحصون، فحاربوه وأسروه وحملوه إلى موسى وهو بقزوين فبعثه أسيراً إلى سر من رأى وقصة الكوكبي معروفة في أخبار فزوين.
محمد بن إبراهيم الصائغ الهمداني سمع ميسرة بن علي بقزوين يحدث عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل قال: حدثني كردوس خلف بن محمد بن أبي الحسن الواسطي، ثنا معلى بن عبد الرحمن الواسطي ثنا سفيان عن موسى بن عبيدة الربذي، عن القاسم بن مهران عن عمران ابن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن الله عز وجل يحب عبده المؤمن الفقير المتعفف أبا العيال.
اعتبر بعد الإيمان ثلاث صفات: الفقر والتعفف، وأبوة العيال، أما أبوة العيال والاهتمام بشأنهم، ففضله ظاهر، وفي الحديث: الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله، وأما الجمع بين الفقر والتعفف، فلأن الفقر قد يكون عن ضرورة وصاحبه غير صابر عليه ولا راض به وقد يكون لعجز وكسل في طلب الكفاية من جهات المكاسب، فإذا انضم إليه التعفف أشعر ذلك بالصبر والقناعة والتحرز عن التبعات، وركوب الهوى.
محمد بن إبراهيم الكاكائي القزويني سمع الخليل بن عبد الجبار القرائي جزأ خرجه الخليل هذا في فضائل رجب وشعبان ورمضان وفيه ثنا الفقيه إسحاق بن عبيد ثنا أبو الحسن الصيقلي ثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو داؤد سليمان بن يزيد ثنا أبو عمرو عثمان بن محمد ثنا الحسن بن الصباح ثنا عبيد الله بن عبد الله عن منصور بن زيد ثنا موسى بن عمران، قال أنس قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن في الجنة نهراً يقال له رجب من صام يوماً من رجب سقاه الله من ذلك النهر " .

رواه علي بن الحسين الخواص عن منصور وقال ثنا أبو عمران خادم أنس ويمكن أن يكون أبو عمران كنية موسى بن عمران، ورواه محمد بن المغيرة عن منصور، فقال ثنا منصور بن زيد الأسدي ثنا موسى ابن عبد الله سمعت أنس بن مالك، ومنهم من زاد فقال موسى بن عبد الله ابن يزيد الأنصاري، وأظهر ما قيل في اشتقاق رجب أنه من التعظيم، يقال رجبته بالكسر أي هبته وعظمته فهو مرجوب، والترجيب التعظيم سمي به لأنهم كانوا يعظمونه ولا يستحلون فيه القتال والجمع أرجاب، وربما ضموا إليه شعبان وسموهما رجبين فترجيب العتيرة ذبحها في رجب، والترجيب أيضاً أن تدغم أغصان الشجرة عند كثرة حملها لئلا تنكسر الأغصان ومنه: أنا عذيقها المرجب.
محمد بن إبراهيم الفقيه فزويني وأورد قزوين أنبأنا الحافظ أحمد ابن محمد بن سلفة بالإجازة العامة وغيره عن أبي الفتح إسماعيل بن عبد الجبار أنبا محمد بن علي بن مخلد ثنا أبو بكر بن حمشاد ثنا محمد بن إبراهيم الفقيه بقزوين ثنا محمد بن إسحاق بن يسار ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله " صحيح متفق عليه من حديث مالك عن نافع ورواه الأوزاعي عن نافع مع زيادة فقال من فاته صلاة العصر وفواتها أن تدخل الشمس صفرة فكأنما وتر أهله وماله.
قوله صلى الله عليه وآله وسلم فكأنما وتر أهله وماله لو رفع للأمان من الأهل والمال لكان صحيحاً لكن الحفاظ ضبطوهما بالنصب وقالوا المعنى أنه نقص وسلب منه ذلك فنصب لأنه مفعول ثان، وتر ونقص يتعديان إلى مفعولين يقال وتره حقه وتراً، وقال تعالى: " ولن يتركم أعمالكم " والموتور الذي قتل حميمه، أو أخذ ماله فلم يدرك بثأره يقال منه أيضاً وتره يتره وتراً، والأشهر من معنى الحديث سلب ونقص أهله وما له فبقي وتراً وقيل: إنه من الموتور شبه ما يلحق الذي يفوته العصر بما يلحق الموتور من قتل حميمه وأخذ ماله وتخصيص صلاة العصر بذلك يبين زيادة فضلها.
قوله في رواية الأوزاعي وفواتها أن تدخل الشمس صفرة مع ما ثبت وتقرر أن وقت العصر يبقى إلى غروب الشمس كان المقصود منه بيان المراد من الفوات المذكور في قوله من فاته صلاة العصر وذلك لأنه إذا أصفرت الشمس كان الوقت وقت الكراهية وإن لم يكن الصلاة فيه مقضية والتأخير إلى دخول وقت الكراهية يفوت فضلاً عظيماً وفوات الفضائل الجليلة عند أهل الاعتبار من المصائب.
محمد بن إبراهيم سمع أبا الحسن القطان يحدث عن أبي الحسن خازم بن يحيى، ثنا هاشم بن الحارث ثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الله ابن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إذا كان يوم القيامة كنت أمام النبيين وخطيبهم، وصاحب شفاعتهم غير فخر ولو لا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار " قوله وصاحب شفاعتهم يجوز أن يقال معناه وصاحب الشفاعة العامة بينهم، ويجوز أن يريد، صاحب الشفاعة لهم وفيه بيان فضيلة الأنصار، ومحمد بن إبراهيم هذا يجوز أن يكون أحد المذكورين من قبل وكذلك الذي تلاه محمد هذا.
محمد بن إبراهيم الخرزي من طلاب الحديث، أجاز له علي بن أحمد بن صالح، بياع الحديد وهو أحد المذكورين في الاستجازة التي حكيناها عند ذكر محمد بن إبراهيم بن سليمان البزاز.
محمد بن إبراهيم أبو عبد الله الكردي، نزيل أصبهان، سمع بقزوين علي بن محمد بن مهروية، وروى عنه أبو طاهر الثقفي، حدث الشيخ أبو الفتوح أسعد بن أبي الفضائل العجلي في إملائه، عن الحسين بن عبد الملك الخلال وعبد الواحد بن أحمد بن شيذة وسعيد بن أبي الرجاء الصيرفي إذناً قالوا أنبأ أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكردي في سنة ستة وسبعين وثلاثمائة، أنبا أبو الحسن علي بن محمد بن مهروية البزاز بقزوين، سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، ثنا داؤد ابن سليمان الغازي حدثني علي بن موسى الرضا حدثني أبي موسى عن أبيه جعفر عن أبيه محمد عن أبيه علي عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " الإيمان إقرار باللسان ومعرفة بالقلب وعمل بالأركان "
فصل

محمد بن أحمد بن إبراهيم الخباز أخو كاسوويه القزويني، سمع أبا بكر الجعابي وقرأ عليه الحافظ أبو سعد إسماعيل بن علي السمان، فقال حدثكم أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم الحافظ، وكان القرأة بقزوين، قال: ثنا جعفر بن محمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن محمد النفيلي، ثنا كثير ابن مروان الرملي عن إبراهيم بن أبي عبلة عن عقبة بن وساج عن عمران ابن حصين رضي الله عنه، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: :كفى بالمرء إثماً أن يشار إليه بالأصابع " قالوا: يا رسول الله، وإن كان خيراً قال إن كان خيراً فهو له إلا من رحمه الله وإن كان شراً فهو شر - كذا كان في النسخة وربما كانت اللفظة فهو له شر إلا من رحمه الله والسبب فيه أن المشار إليه قل ما يسلم عن العجب والاغترار.
محمد بن أحمد بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن إبراهيم بن محمد ابن علي بن عبد الله بن جعفر الطيار أبو الحسن بن أبي طاهر كان هو وأخوه أبو القاسم مشغوفين، بالصدقات، وأعمال الخير، وكان إليهما الرياسة بقزوين وكان الصاحب ابن عباد يخصهم بقبول الهدايا اللطيفة نحو مجلدات الكتب والحلاوي، وسمع أبو الحسن الحديث من العليين ابن مهرويه وابن إبراهيم وسليمان بن يزيد وبالري من عتاب الوراميني وغيره.
حج سنة سبع وخمسين وثلاثمائة ففات في تلك السنة الحج لأكثر الناس سبب أعواز الماء وشدة الوباء فبذل ما لا لبعض الأعراب حتى سار به إلى عرفات فحج وفرق هناك أموالاً على الطالبية والبكرية والعمرية ومات سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وكانت ولادته سنة أربع وعشرين وثلاثمائة ولم يعقب هو ولا أخوه ذكراً.
محمد بن إبراهيم الخليل الخليلي أبو علي عم الخليل الحافظ وهو معدود من الحفاظ سمع أباه أحمد ومحمد بن هارون بن الحجاج، علي بن محمد بن مهروية، وعلي بن إبراهيم، وعلي بن جمعة، فمن بعدهم من شيوخ قزوين، وسمع بهمدان عبد الرحمن بن حمدان وبغداد إسماعيل الصفار، وبالكوفة ابن عقدة، ومات وهو شاب سنة سبع وأربعين وثلاثمائة ومما سمع من أبي الحسن القطان ما حدث سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة فقال ثنا يحيى بن عبد الأعظم ثنا عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المقرئ ثنا سعيد بن أبي أيوب عن عمرو بن جابر الحضرمي عن جابر الحضرمي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " من صام رمضان ثم أتبعه بستة أيام من شوال - الحديث.
عمرو بن عامر الحضرمي أبو زرعة يعد في المصريين روى عن جابر، وروى عنه سعيد بن أبي أيوب وبكر بن مضر يروي الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، من رواية أبي هريرة وثوبان، وأبي أيوب الأنصاري، ومن روايته أخرجه مسلم في الصحيح، والسبب في تعديل صوم رمضان وستة أيام من شوال بسنة شهور وهو أن الحسنة بعشر أمثالها فيكون صوم ستة وثلاثين يوماً في معنى صوم ثلاثمائة وستين يوماً وهي تمام السنة.
محمد بن أحمد بن إدريس بن محمد بن زيد بن يونس بن يزيد بن عبد الله بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، أبو بكر العدوي القزويني كان فقيهاً زاهداً ورعاً و محتاطاً وهو ابن أخي جعفر بن إدريس القزويني إمام الحرم، سمع الحديث من علي بن أبي طاهر وأقرانه، وسمع أبا علي الطوسي، إن شاء الله مات سنة نيف وعشرين وثلاثمائة.
محمد بن أحمد بن إدريس الضرير القاري القزويني، شيخ كثير السماع سمع أبا الحسن بن إدريس، وسمع سنن أبي عبد الله ابن ماجه من أبي طلحة الخطيب سنة تسع وأربعمائة، وسمع في الصحيح البخاري من أبي الفتح الراشدي سنة ست، حديث البخاري، عن عبد الله بن محمد قال ثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق عن حميد سمعت أنساً رضي الله عنه يقول: أصيب حارثة يوم بدر وهو غلام فجاءت أمه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: يا رسول الله قد عرفت منزلة حارثة مني فإن يك في الجنة أصبر وأحتسب وإن يكن الأخرى نرى ما أصنع فقال ويحك أو هبلت، أو جنة واحدة؟ هي أنها جنان كثيرة وأنه في جنة الفردوس وحارثة هو ابن سراقة بن الحارث من بني عدي من النجار ابن عمه انس بن مالك وهي الربيع بنت النضر ويقال حارثة بن الربيع.

قوله أو هبلت يقال هبلته أمه أي ثكلته، وفقدته والمصدر الهبل والهابل التي مات ولدها وعن أبي زيد أنه لا يقال ذلك إلا للنساء ويقال إن المقصود أفقدت عقلك وتمييزك من الثكل الذي أصابك حتى جهلت صفة الجنة، والواو مفتوحة في قوله أو هبلت وكذا قوله أو جنة واحدة وهي واؤ الابتداء دخلت عليها ألف الاستفهام والأولى على التوبيخ والثانية على الإنكار.
محمد بن أحمد بن إسماعيل بن يوسف الطالقاني الحاكمي أبو إسماعيل سمع الكثير من أبيه، الإمام أحمد بن إسماعيل ومن غيره وكان رجلاً كافياً ذا جلادة وحسن تدبير في أمور الدنيا مع تعبد وتقشف وكان يذكر ويحفظ أطرافاً من التفسير والحديث، وأجاز له جماع من الشيوخ منهم عبد الهادي بن علي الهمداني والحسن بن أحمد الموسيابادي وإسماعيل الناصحي وتوفي في حياة أبيه رحمهما الله.
محمد بن أحمد بن إسماعيل الطالقاني أبو المناقب، سمع أباه وأجاز له الذي أجازوا لأخيه وعلي بن أبي صادق السعدي وأو الوقت عبد الأول وقد تزهد في حياة أبيه وتولى الاحتساب مدة وزاد في التزهد بعد وفاته ولبس الخشن وهو غائب عن قزوين منذ سنين يسكن الشام مدة والروم أخرى وأذربيجان أخرى وزار الكعبة أعواماً التوالي.
محمد بن أحمد بن إسماعيل أبو بكر الطالقاني أخو الأولين وكان أصغرهم وأعلمهم، وكان له جاه وهمة عالية ومرؤة ومهارة في التذكير وقبول عند السلاطين، وسمع الحديث الكثير من أبيه وغيره ببغداد وقزوين وغيرهما وتقلد القضاء ببلاد الروم مدة ثم خرج منها ثم استدعاه سلطانها فتوفي في الطريق سنة أربع عشرة وستمائة، وأجاز لثلاثتهم محمد بن الحسن بن الحسين المنصوري، سنة ست وسبعين وخمسمائة وذكر أنه من ولد نوح بن منصور وأنه ولد سنة ثمان وسبعين وأربعمائة.
محمد بن أحمد بن أميري بن محمد أبو سعد الرامشبي ثم الأبهري فقيه فاضل صالح تلمذ لوالدي رحمه الله مدة ولازمني بعده وحصل طرفاً من المذهب والخلاف والشروط وغيرها، وسمع الحديث من الإمام أحمد بن إسماعيل و والدي وطبقتهما، وكتب الكثير من كل فن وله سلف من أهل العلم يأتي ذكرهم وسكن قزوين وتوفي بها.
محمد بن أحمد بن الورت القاضي أبو بكر القزويني الفقيه مذكور بالفقه والحديث روى عن أحمد بن جعفر القطيعي وعبد الواحد بن بكر الفريابي، وقال محمد بن الحسين البزار في فوائده أخبرني القاضي أبو بكر محمد بن أحمد بن الورت أنبا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ثنا بشر بن موسى الأسدي ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ حدثني سعيد بن أبي أيوب، حدثني يزيد بن عبد العزيز الرعيني عن يزيد بن محمد القرشي عن علي بن رباح اللخمي عن عقبة بن عامر أنه قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أقرء المعوذتين في دبر كل صلاة.
علي بن رباح اللخمي المصري أبو موسى، سمع أبا هريرة وعمرو ابن العاص وعقبة بن عامر، ويقال هو وعلي على التصغير قال البخاري والصحيح علي.
محمد بن أحمد البراء البغدادي القاضي أبو الحسن ورد قزوين وحدث بها عن علي بن المدني والمعافا بن سليمان وغيرهما، رأيت بخط أبي الحسن القطان ثنا أبو الحسن هذا بقزوين سنة سبع أو ثمان وسبعين ومائتين حدثني علي بن الجعد الجوهري، ثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن حذيفة سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: أنا محمد وأنا أحمد وأنا المقفى وأنا الحاشر وأنا نبي الرحمة " .
محمد بن أحمد بن أبي بكر الأصبهاني سمع طرفاً من أول سنن الصوفية للشيخ أبي عبد الرحمن السلمي من الإمام أحمد بن إسماعيل الطالقاني بقزوين وقال السلمي في صدر الكتاب أنبا محمد بن محمد بن سعيد الأنماطي ثنا الحسن بن علي بن يحيى ثنا محمد بن علي الترمذي ثنا سعيد بن حاتم البلخي ثنا سهل بن أسلم ثنا خلاد بن محمد ثنا أبو حمزة السكري عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس.
قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً على أهل الصفة فرأى فقرهم وجهدهم وطيب قلوبهم فقال ابشروا يا أصحاب الصفة فمن بقي من أمتي على النعت الذي أنتم عليه راضياً بما فيه فإنه من رفقائي.
يزيد النحوي هو ابن أبي سعيد أبو الحسين النحوي مولى قريش روى عن عكرمة ومجاهد وروى عنه حسين بن واقد وأبو حمزة السكري هو محمد بن ميمون المروزي.

محمد بن أحمد بن جابارة أبو سليمان الجاباري القزويني سمع أبا طلحة الخطيب في الطوالات لأبي الحسن القطان بسماع الخطيب منه أنبا أبو محمد الحارث بن محمد بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون أنبا أبان بن أبي عياش قال: سألت أنس بن مالك رضي الله عنه عن الكلام في القنوت، فقال اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير، ولا نكفرك ونؤمن بك ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى، ونحفد ونرجو رحمتك ونخشى عذابك الجد أن عذابك بالكافرين ملحق، اللهم عذب الكفرة والق في قلوبهم الرعب وخالف بين كلمتهم وانزل عليهم رجزك وعذابك.
اللهم عذب الكفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك ويجهدون بآياتك ويجعلون معك إلهاً لا إله غيرك، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وأصلحهم واستصلحهم وألف بين قلوبهم وأصلح ذات بينهم، واجعل في قلوبهم الإيمان والحكمة وثيتهم على ملة رسولك، وأوزعهم أن يشكروا نعمتك التي أنعمت عليهم، وأن يوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه وانصرهم على عدوهم، وعدوك إله الحق قال أنس والله أن أنزلنا إلا من السماء.
أبان بن أبي عياش هو أبو إسماعيل البصري يروي عن شعبة إساءة القول فيه.
محمد بن أحمد بن جعفر أبو الطيب، فقيه قزويني رأيت شهادته على حكومة القاضي أبي سعيد عثمان بن أحمد العباد آبادي في سجل أثبت في رمضان سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، ويشبه أن يكون أبو الطيب هذا هو الذي يوجد سماعه عن أبي منصور القطان وأبو بكر الجعابي وفيما سمع الجعابي سنة خمسين وثلاثمائة، حديثه عن الفضل بن الخباب عن أبي الوليد ثنا همام عن قتادة عن الحسن عن سمرة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العمري جائزة يقال أعمرته داراً أو إبلا إذا أعطيته وقلت له هي لك عمرك أو عمري والاسم العمري مشتقة من العمر.
محمد بن أحمد بن جعفر الزنجاني سمع بقزوين كتاب تعبير الرؤيا لأبي حاتم محمد بن إدريس الحنظلي وهو في جزء واحد خفيف من أبي الحسن القطان بروايته عن أبي حاتم وسمع من أبي الحسن في الطوالات يحدث عن حازم ابن يحيى قال ثنا محمد بن الصباح أنبا عمار بن محمد عن الليث عن المنهال بن عمرو عن زاذان عن البرأ رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: : يكسى الكافر لوحين من نار في قبره، فذلك قوله تعالى: " لهم من جهنم مهاد، ومن فوقهم غواش وكذلك نخزي الظالمين " .
محمد بن أحمد بن حاجي أبو الفوارس الرزاز تفقه مدة وسمع الحديث وأجاز به عامة شيوخ والدي رحمهما الله في أسفاره بتحصيله له.
محمد بن أحمد بن الحسن بن زيد المالك الفقيه، أبو سعد القزويني كان كبير الحمل في الفقه يفضل على المالكيين في أيامه قال الخليل الحافظ ولم نر بقزوين مثله زهداً وديانة وكان ختن محمد بن الحسن بن فتح الصفار، سمع أبا الحسن القطان ومحمد بن هارون الثقفي وعلي بن أحمد ابن يوسف الشيباني، وميسرة بن علي، وعلي بن أحمد بادوية الصوفي، والقاضي أبو بكر الجعابي وسمع ببغداد أبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي، وأحمد بن خلاد النصيبي وبالبصرة فاروق بن عبد الكبير الخطابي، وأجاز له رواية ما صح عنده من حديثه أبو حفص بن شاهين سنة خمس وسبعين وثلاثمائة كذلك أبو الحسن علي بن محمد القزويني القاضي بمصر، وأجاز له أبو الصعاليك محمد بن عبيد الله بن يزيد الطرسوسي، جزأ من حديثه وقال فيه حدثني أبو عبيد الله بن يزيد ثنا أبو علي الحسن بن محمد ثنا إسحاق بن شاهين الواسطي ثنا محمد بن يعلى الكوفي ثنا عمر بن صبيح عن أبي سهل عن الحسن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " تنظفوا بكل ما استطعتم فإن الله بنى الإسلام على النظافة،ولم يدخل الجنة إلا كل نظيف " وروى عنه غير واحد منهم أبو مسعود البجلي، حدث عنه في الأربعين من جمعه بسماعة منه بمكة، وتوفي أبو سعد سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.

محمد بن أحمد بن الحسن السجزي أبو عبد الله المعروف بخوبكار شيخ عزيز قنوع متبرك بسيرته عارف بالفقه والحديث، سمع وكتب وسافر الكثير وجاور بمكة سنين ولقيته بالري وقزوين، وأجاز لي وحدث بقزوين عن القاضي عمر بن محمد بن الفضل بن علي، قال: ثنا والدي ثنا عبد العزيز بن أحمد الحلواني ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن القاسم الفارسي ثنا أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل أنبا علي بن محمد بن مروان السامري ثنا الزبير بن بكار ثنا عبد الله بن نافع المديني ثنا عبد الله ابن مصعب بن زيد بن خالد الجهني عن أبيه عن جده زيد بن خالد.
قال تلقيت هذه الخطبة من في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتبوك، وسمعته يقول " أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأوثق العرى كلمة التقوى، وخير الملل ملة إبراهيم، وخير السنن سنة محمد، وأشرف الحديث، ذكر الله وأحسن القصص هذا القرآن " ، وكان لهذا الشيخ اعتناء بأن يستجيز من الشيوخ لمن أدرك حياتهم.
ممن فعل ذلك باستجازته حمزة بن إبراهيم بن حمزة البخاري وأبو المكارم فضل الله بن محمد بن أحمد النوقاني ومحمد بن ناصر بن سهل النوقاني البغدادي الأصل وأبو بكر بن أبي عبد الله الطرابلسي نزيل مكة والقاسم بن علي بن الحسين بن هبة الله بن عساكر الشافعي.
محمد بن أحمد بن الحسن أبو بكر الشعيري القزويني رأيت بخط بعضهم ثنا أبو بكر الشعيري هذا بالدينور، ثنا أبو حازم محمد بن أحمد بن عبد الحميد الزاهد بآمل ثنا علي بن محمد بن ماهان ثنا عمر بن سعيد بن سنان ثنا حاجب سليمان ثنا محمد بن مصعب ثنا الحسن بن دينار عن الحسن بن جحدر عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: : لا يصلح التملق والحسد إلا في طلب العلم " .
محمد بن أحمد بن الحسين بن مهران القزويني كان يعرف طرفا من الفقه وسمع الحديث وأجاز له الشيخ أبو الوقت عبد الأول سنة اثنين وخمسين وخمسمائة باستجازة أخيه القاضي الحسين بن أحمد وأخوه الحسين وأبوهما وجدهما فقهاء عندهم محصول.
محمد بن أحمد بن الحسين أبو بكر البابي سمع بقزوين من أبي الحسن القطان تعبير الرؤيا لأبي حاتم الرازي بسماع أبي الحسن منه وقد يوجد في بعض الأجزاء محمد بن أحمد بن عيسى البابي أبو بكر وكذلك نسبه محمد بن الحسين بن عبد الملك البزاز وروى عنه، ويمكن أن يكون هذا غير الأول.
محمد بن أحمد بن حمدان، سمع بقزوين تفسير قتادة من محمد ابن الفضل بن موسى بروايته، عن محمد بن عبيد بن حسان عن محمد بن ثور عن معمر.
محمد بن أحمد بن الخضر ابن زيتارة أبو منصور القزويني يعرف بأميركا فقيه جليل سمع علي بن الحسن الصيدناني وأبا طلحة القاسم بن أبي المنذر وسمع أبا عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي، حين قدم قزوين سنة سبع وتسعين وثلاثمائة، جزأ من حديث أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن إسحاق المصري برواية أبي عمر عنه.
فيه ثنا الربيع بن سليمان ثنا عبد الله بن وهب أخبرني سليمان بن بلال حدثني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: " فضلت على الأنبياء بست أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً وأرسلت إلى الناس كافة وختم بي الأنبياء " .
رأيت تعليقة أبي منصور في علم الفرائض وحده في مجلدتين ضخمتين، عن أبي الحسن أحمد بن أحمد بن محمد الفارسي الكازروني علقهما عنه بمدينة السلام، وسمع سنن أبي داؤد السجستاني من أبي عمر الهاشمي بروايته عن اللؤلؤي عن أبي داؤد، روى عنه نظام الملك الحسن بن علي بن إسحاق وأجاز للحافظ إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي سنة ثمان وستين وأربعمائة.
رأيت بخط والدي رحمه الله أن الشيخ أبا منصور بن زيادة أنشد في آل ماك حين خلا مسجدهم عن مشائخهم.
هذي منازل أقوام عهدتهم ... في ظل عيش أنيق ما لهم خطر
صاحب بهم بأبيات الدهر فانقلبوا ... إلى القبور فلا عين ولا أثر

محمد بن أحمد بن الخضر المؤدب، سمع مع أبيه من أبي الفتح الراشدي بقراءة خدا دوست الديلمي سنة اثنين وعشرين وأربعمائة التاريخ الصغير للإمام محمد بن إسماعيل البخاري، أو بعضه وهو يرويه عن جبرئيل ابن محمد بن إسماعيل عن القاضي أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن المعروف بابن لأشقر عن البخاري، وسمع من الراشدي بهذا التاريخ جزأ من حديث أبي القاسم علي بن أحمد بن راشد الدينوري بسماعة منه بها.
قال فيه ثنا أبو حفص عمر بن محمد بن عبد الحكم، حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن الحكم ثنا أحمد بن عمر قال: خرج عمر بن عبد العزيز ذات يوم في مركب له فهاجت ريح شديدة فتقنع عمر بثوبه ثم جلس وهو يقول:
من كان حين تصيب الشمس جبهته ... أو الغبار يخاف الشين والشعثا
ويألف الظل كي تبقي بشاشته ... فسوف يسكن يوماً راغماً جدثه
في قعر مظلمة غبراء مقفرة ... يطيل تحت الثرى في جوفها اللبثا
محمد بن أحمد بن ديزويه المقرئ القزويني، سمع علي بن محمد بن مهرويه، وروى عنه الخليل بن عبد الله الحافظ، وفيها روى عنه حدثه عن ابن مهرويه قال ثنا محمد بن علي ثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يحب الحلو أو العسل ورأيت شهادة ابن ديزويه على عيسى بن أحمد القاضي بقزوين في سجل أنشأ سنة تسع وسبعين وثلاثمائة.
محمد بن أحمد السري أبو بكر القرشي، سمع الحديث بقزوين وكان قاضياً بالديلمان حدث بقاراب منها سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة عن أبي القاسم عبد العزيز بن ماك القزويني قال ثنا أبو علي الحسن بن علي ابن نصر الطوسي، ثنا الحسن بن عرفة ثنا محمد بن مروان الكوفي عن عمرو بن منصور عن الحجاج بن فرافصة عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: : من قرأ القرآن طاهراً أو ناظراً حتى يختمه غرس الله له به شجرة في الجنة لو أن غراباً أفرخ في ورقة منها، ثم نهض يطير لأدركه الهرم، قبل أن يقطع تلك الورقة من تلك الشجرة.
محمد بن أحمد بن سلمة بن عمار العجلي، أبو بكر المقرئ، يعرف بابن كوجك القزويني من المتقدمين، روى عن أبي مصعب المديني صاحب مالك وسمع منه على ابن إبراهيم، وأحمد بن محمد بن ميمون، ذكر الخليل الحافظ أنه مات سنة تسعين ومائتين.
محمد بن أحمد بن سلام الصوفي الرازي، سمع مشيخة ميسرة بن علي سنة ست وخمسين وثلاثمائة، وفي المشيخة ثنا أبو العباس أحمد بن الصلت المغلس ابن أخي حبارة ثنا يحيى بن سليمان بن بصلة المالكي ثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لرد دانق من حرام أفضل عند الله من سبعين حجة مبرورة " محمد بن أحمد بن سهلويه الصيرفي، رأيت في بعض الأجزاء العتيقة، ما أشعر يكونه من الشيعة وبأنه سمع بقزوين، وسمع منه بها أن لم يكن قزويناً وفي الجزء، ثنا محمد بن أحمد بن سهلويه الصيرفي ثنا أبو العباس محمد بن حمكويه الرازي الخطيب، بقزوين، ثنا العباس حمزة النيسابوري ثنا أحمد بن عبد الله ثنا نصر بن ثابت عن الأشعث، عن الحسن قال بلغني أن الله تعالى ملكاً في السماء له ألف ألف رأس في كل رأس ألف ألف وجه، في كل وجه ألف ألف فم في كل فم ألف ألف لسان يسبح الله بكل لسان بلغة.
قال فقال الملك هل خلقت خلقاً أكثر تسبيحاً لك مني قال فقال الرب إن لي في الأرض عبداً أكثر تسبيحاً منك، قال فقال له الملك يا رب أفتأذن فآتيه قال نعم، فأتى الملك ينظر إلى تسبيحه فكان الرجل يقول: سبحان الله عدد ما سبحه المسبحون منذ قط إلى الأبد، أضعافاً مضاعفة أبداً سرمداً، إلى يوم القيامة والحمد لله عدد ما حمده الحامدون منذ قط إلى الأبد أضعافاً كذلك، ولا إله إلا الله عدد ما هلله المهللون منذ قط إلى الأبد، كذلك والله أكبر عددها كبره المكبرون، منذ قط إلى الأبد كذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله عدد ما مجده الممجدون، منذ قط إلى الأبد كذلك.
قال أحمد قال نصر بن ثابت لو أن عبداً تكلم بهذا في السنة مرة لكان من الذاكرين.

محمد بن أحمد بن أبي سهل البيع المروزي سمع بقزوين من الإمام أبي حفص عمر بن محمد بن عمر بن زاذان هبة الله سنة ثمان وأربعين وأربعمائة في مسند أبي إسحاق إبراهيم بن نصر الرازي بروايته عن أبي طالب أحمد بن علي بن أبي رجاء عن سليمان بن يزيد القاضي عن إبراهيم، قال: ثنا الجمابي أنبا جرير بن عبد الحميد عن ليث عن شيخ عن معقل بن يسار قال قال أبو بكر الصديق وشهدته على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال فقال أخفى فيكم من دبيب النمل.
قال أبو بكر يا رسول الله وهل الشرك إلا من دعا مع الله إلهاً آخر، قال: فقال الشرك أخفى فيكم من دبيب النمل ثم قال ألا أعلمك شيئاً يذهب عنك صغاره وكباره، قل اللهم إني أعوذ بك من الشرك بك وأنا أعلم واستغفرك لما لا أعلم.
محمد بن أحمد بن سويد القزويني أبو عبد الله التميمي المعلم، سمع علي بن أبي طاهر، وأبا علي الطوسي وإبراهيم الشهرزوري وعبد الله بن محمد الإسفرائني، قال الخليل الحافظ روى لنا جزأً واحداً عن علي بن أبي طاهر، وذكر أنه ولد سنة أربع وثمانين ومائتين ومات سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة ويقال سنة تسع وسبعين.
محمد بن أحمد بن سوار، سمع أبا علي الحسن بن علي الطوسي بقزوين أجزاء من القراءت لأبي حاتم السجستاني وفيما سمع: سأوريكم داد الفاسقين، قراءة العامة سأريكم من أرى يرى، وحدثني يعقوب حدثني يوسف، صاحب المشاجب، عن عوف عن قسامة بن زهير أنه قرأ سأورثكم وهو حسن لقوله تعالى: وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون، ويقويه إثبات الواو في سأوريكم، وكان الوجه على قرأة العامة أن نكتب سأريكم بغير واو لكنهم كتبوا أوليك بالواو ولا واو في اللفظ.
محمد بن أحمد بن شيبان، سمع أبا الحسن القطان بقزوين في جماعة يقول ثنا حازم بن يحيى ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا إسحاق بن منصور عن أبي رجاء عبد الله بن واقد عن محمد بن مالك عن البراء قال جلس النبي صلى الله عليه وآله وسلم على قبر فبكى حتى بل الثرى، ثم قال إخواني لمثل هذا اليوم فأعدوا.
محمد بن أحمد بن صالح الوراق القزويني، روى عن علي بن محمد ابن مهرويه وسليمان بن يزيد، روى الخليل الحافظ في مشيخته، فقال ثنا محمد بن أحمد بن صالح الوراق ثنا سليمان بن يزيد ثنا أبو حاتم الرازي ثنا قطبة بن العلاء ثنا سفيان عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ارحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء ابن عفان وأقضاهم علي وأفرضهم زيد وأقرأهم أبي وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ، ورأيت بخطه أجزاء من مسند أبي داؤد الطيالسي، وكتب في مواضع منها محمد بن أحمد ابن صالح بياع الحديد فيمكن أن يكون أخا علي بن أحمد بن صالح المعروف.
محمد بن أحمد بن عبد الأعلى بن القاسم الأندلسي أبو عبد الله المقرئ سمع بقزوين علي بن أحمد بن صالح، وذكر الخليل الحافظ في مشيخته أنه قدم قزوين سنة تسع وسبعين وثلاثمائة وأنه حدثهم، فقال ثنا أبو إسماعيل خلف ابن أحمد بن العباس الرامهرمزي ثنا همام بن محمد ابن أيوب العبدي ثنا حفص بن عمر ثنا سعيد أبو عثمان القداح المكي عن ابن جريج عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن أهل الدرجات لينظرون إلى أهل عليين كما تنظرون إلى الكوكب الدري في أفق السماء وأن أبا بكر وعمر منهم وأنعما " قال الحافظ الخيل رأيت الحاكم أبا عبد الله كتبه عن رجل عن خلف قال وأنشدنا أبو عبد الله الأندليسي أنشدنا لؤلؤ القيصري:
كأنه قد سقانا ... بكأسه حيث كانا
ما أقرب الموت منا ... تجاوز الله عنا
ذكر الحاكم أو عبد الله الأندليسي هذا في تاريخه، وروى عنه، وقال: إنه كان متقدماً في علم القرآن، وإنه سمع بمصر والشام والعراق والجبال وأصبهان وأنه ورد بلاد خراسان وتوفي بسجستان سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.

محمد بن أحمد بن عبد الله وتعرف بابن خدا داذ أبو عبد الله الجيلاني ثم القزويني تفقه بقزوين ثم بأصبهان، وسمع الحديث بها، وحصل كتباً نفسية وعنده إجازة الشيخ عبد الأول والحسن بن العباس الرستمي وعبد الجليل ابن محمد كوتاه وأبي الخير الباغيان أجازوا له سنة اثنين وخمسين وخمسمائة، وسمع لهذا التاريخ بأصبهان من أبي مسعود عبد الرحيم بن أبي الوفاء بن أبي طالب، الأربعين على مذاهب المتصوفة للحافظ أبي نعيم بروايته عن أبي علي الحداد عنه.
فيه ثنا عبد الله بن محمد الواسطي ثنا عبد الله بن محطبة ثنا محمد ابن الصباح ثنا الوليد بن موسى عن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده وحشي بن حرب أن رجلاً قال يا رسول الله، إن نأكل وما نشبع قال فلعلكم تفرقون على طعامكم اجتمعوا عليه واذكروا اسم الله يبارك لكم.
محمد بن أحمد بن عبد الله العجلي أبو العباس القزويني سمع سهل ابن زنجلة، وروى عنه ميسرة بن علي قال في مشيخته ثنا أبو العباس العجلي هذا في داره في مدينة المبارك سنة تسع وتسعين ومائتين ثنا سهل بن زنجلة ثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يوتر بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد.
محمد بن أحمد بن عبد الله النيسابوري أبو سعيد الفارسي سمع كتاب اليوم الليلة لأبي بكر بن السني من الشيخ اسكندر الخيارجي في خانقاهه بقزوين سنة اثنين وتسعين وأربعمائة محمد بن أحمد بن عبد الله المؤدب القزويني، سمع أبا الفتح الراشدي سنة أربع عشرة وأربعمائة.
محمد بن أحمد بن عبد الواسع البابائي أبو طاهر القزويني فقيه، سمع مسند الشافعي رضي الله عنه من الشيخ أبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي، بروايته عن السلار مكي وفضائل القرآن لأبي عبيد من أبي زرعة أيضاً بروايته عن أبي منصور المقومي، وسمع أبا سليمان الزبيري، وأبا الفضل الكرجي ووالدي وأقرانهم رحمهم الله وما سمع من أبي الفضل الكرجي أجزاء جمعت من مسموعاته.
فيها ثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي عم جدي ثنا علي بن الحسن القطان ثنا محمد بن يونس بن موسى البصري ثنا المنهال بن حماد ثنا الحسن بن عجلان عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ثلاثة لا يستخف بحقهم إلا منافق، ذو الشيبة في الإسلام والإمام المقسط ومعلم الخير " محمد بن أحمد بن العباس سمع أبا الحسن القطان بقزوين يقول في الطوالات ثنا أبو يعقوب إسماعيل بن محمد بن أبي كثير الفارسي، قاضي المدائن ببغداد سنة إحدى وثمانين ومائتين، أنبا مكي بن إبراهيم ثنا إسماعيل ابن رافع عن محمد بن يزيد عن أبي زياد عن رجل من الأنصار عن محمد ابن كعب القرظي عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ونحن عصابة من أصحابه فينا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما " فقال إن الله عز وجل لما فرغ من خلق السماوات والأرض خلق الصور فأعطاه إسرافيل عليه السلام وهو واضع على فيه، شاخصاً بصره إلى العرش ينتظر متى يومر حديث الصور بطوله.
محمد بن أحمد بن عثمان بن طلحة بن محمد بن خالد بن الزبير بن العوام الزبيري قال الخليل الحافظ سمع إسحاق بن محمد وعلي بن جمع وابن مهرويه وعلي بن إبراهيم وسليمان بن يزيد وأحمد بن محمد بن ميمون وسمعنا منه وانتخبت عليه وعمر حتى نيف على المائة سنة ثمان وأربعمائة ولم يرزق ولداً.

محمد بن أحمد بن عمر الفنجكروي أبو نصر النيسابوري، شيخ من أهل العلم، حسن السيرة والطريقة وكان من المختصين بالإمام عبد الرحمن الأكاف، ورد قزوين غير مرة وسمعت منه بتبريز كتاب الأربعين لعبد الرحمن الأكاف سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة، وسمعت منه بأبهر بقراءة والدي عليه رحمهما الله سنة أربع وستين وخمسمائة، وأخبركم فضل الله بن إسماعيل بن سعد الكبكاني أنبا علي بن منصور الهروي، أنبا أبو علي المظفر بن إلياس السعيدي ثنا أبو بكر محمد بن أحمد الحدادي ثنا أبو معاذ عبد الرحمن بن محمد بن علي ثنا أحمد بن محمد بن علي السعيدي بجرجان ثنا عبد الله بن أحمد ثنا محمد بن المسيب الأرغياني ثنا أحمد بن شيبان الرميلي ثنا عبد الله بن ميمون ثنا جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جابر ابن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " سارعوا في طلب العلم فالحديث من صادق خير من الدنيا وما عليها من ذهب وفضة " محمد بن أحمد بن علي بن أسد البردعي الحافظ المعروف بابن جرادة الأسدي أبو الحسن ورد قزوين وحدث بها قال الخليل الحافظ في الإرشاد هو وأبوه حافظان مذكوران وسمع محمد بن العراق البغوي، وابن أبي داؤد ابن صاعد، بالشام أبا عمير النحاس وآخرين، وروى بالري وقزوين من حفظه سنتين زيادة على ثلاثة آلاف حديث ولم يكن معه ورقة من الأصول وفي أماليه غرايب مستفادة وحدثنا عنه شيوخنا وكهولنا ومات بقزوين سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، وفي مجموع التواريخ سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
أنبأنا محمد بن عمر الحافظ، قال قرأت على أبي نصر أحمد بن الغازي أنبا الواقد بن الخليل بن عبد الله، سنة ثمان وستين وأربعمائة، عن أبيه عن جده أنبأ محمد بن أحمد البردعي، بقزوين أخبرني إسحاق بن محمد بن مروان أن أباه حدثهم ثنا محلد بن شداد ثنا يحيى بن عبد الرحمن الأرزق عن أبان ابن تغلب ومحمد بن خالد الضبي عن أبي إسحاق عن البراء قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قفل من سفر قال: آئبون تائبون لربنا حامدون.
محمد بن أحمد بن علي بن إبراهيم المؤدب، سمع أبا حاتم بن خاموش سنة تسع وأربعمائة بقزوين وأبا الحسن بن إدريس سنة ثمان وأربعمائة، وأبا الفتح الراشدي جزءاً من فوائده سنة إحدى عشرة وأربعمائة. وفي الجزء ثنا علي بن أحمد بن صالح، ثنا أبو بكر الذهبي حدثني عيسى بن أحمد العسقلاني، بأسناده عن عمر بن عبد العزيز، قال حسدت الحجاج على خصلتين حبه للقرآن وإعطائه عليه، وقوله اللهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل، ، وفيما سمع أبا حاتم بن خاموش قوله سمعت أحمد بن علي بن سعدويه الأسفرائني، سمعت إبراهيم بن محمد الفقيه النصرابادي، سمعت أبا علي الرزوباري بمصر يقول: دخل أحمد بن أبي الحواري مصر فاستقبلته جنازة فيها عالم من الناس فسأل عنه فقالوا جنازة فتى سمع قائلاً يقول: كبرت همة عين طمعت في أن تراكا فصرخ ومات.
محمد بن أحمد بن علي بن عامر العامري القزويني الأصل ذكر الشيخ الإمام محمود بن محمد بن عباس الخوارزمي فيما جمع من تاريخ خوارزم، أنه فقيه نبيل من أصحاب الحديث بخوارزم تفقه بها وكان أصله من قزوين دخل أبوه خوارزم مع السلطان محمود قال: رأيت سماعه عن أبي عبد الله الحمديجي.
محمد بن أحمد بن علي السراج، سمع تفسير بكر بن سهل الدمياطي، أو بعضه من أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد الكيساني بقزوين وهذا تفسير يرويه بكر عن عبد الغني بن سعيد الثقفي عن موسى بن عبد الرحمن عن ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس عن موسى بن عبد الرحمن عن مقاتل ابن سليمان الضحاك عن ابن عباس.
محمد بن أحمد بن علي الواعظ المعروف بلام أبو بكر القزويني مذكر محقق حسن الكلام ورأيت له مختصراً سماه بآداب المريدين شرح فيه مقامات السالكين، وقال فيه: سمعت مشائخنا، يقولون إن الرضا استقبال البلاء بالفرح والسرور، وأنا أقول إن ذلك يكون من قرب النفس من انفكاك رق الهوى استنارة القلب من الظلمة وصفاء مشاهدة الغيب بلا كدر فيتلذذ بورود البلاء عليه، سمع هذا المختصر جماعة منه سنة إحدى وأربعمائة.

محمد بن أحمد بن علي بن محمد التميمي أبو عبد الله القزويني، روى عن ابن أبي طاهر وإبراهيم بن محمد بن عبيد، ومحمد بن هارون بن الحجاج، حدث عنه الخليل الحافظ في مشيخته وذكر أنه حدثه سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، فقال هو محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن أسود بن سعيد بن عتاب ابن سليك بن إياس بن حصين بن قيس بن همام بن يربوع بن حنظلة بن عبد مناف ابن قصي بن مرة بن كعب التميمي قال: ثنا علي بن أحمد المعروف بابن أبي طاهر ثنا أحمد بن محمد الأثرم صاحب أحمد بن حنبل ثنا القعنبي ثنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بنى أحمد بن إبراهيم التميمي عن علقمة قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر حديث الأعمال بالنية.
محمد بن أحمد بن علي، أبو عبد الله بن أبي سعد القزويني المقرئ سكن مصر مذكور بها بالقراآت والروايات، وسمع بها وبالشام وبالحجاز وغيرهما، أخبرنا الحافظ أحمد بن سلقة بالإجازة العامة والخاصة أنبأ أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الرازي أنبا محمد بن أبي سعيد القزويني بمصر أنبا الميمون بن حمزة بانتقاء عبد الغني الحافظ ثنا أحمد بن محمد الطحاوي ثنا أحمد بن أبي عمران ثنا إسحاق بن إسماعيل، سمعت أبا معاوية يقول إنما سميت الأكدرية لأن قول زيد بن ثابت رضي الله عنه تكدر فيها.
محمد بن أحمد بن علي بن أحمد، تعرف أبوه بالكيا حاجي الخضري، كان قومه وقبيلته معروفين بالثروة والسادة والجاه، ويُقال أن أصلهم من جيلان، سمع محمد الحديث من أبي منصور المقرئ سنة أربع وسبعين وأربعمائة.
محمد بن أحمد بن لام أبو العباس قزويني، سمع الخضر بن أحمد إعراب القرآن، لأحمد بن يحيى ثعلب بسماعة من أبي الحسن القطان عنه.
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن ميمون بن عون الكاتب، أبو بكر القزويني من بيت العلم والحديث، بقزوين وسيأتي أسماء أقاربه وسلفه في مواضعها إن يسر الله تعالى، سمع إسحاق بن محمد، ومحمد بن هارون بن الحجاج، وعلي بن جمع، وعم أبيه علي بن أحمد بن ميمون، وسمع بالري عبد الرحمن بن أبي حاتم، وكان من المكاثرين، قال الخليل الحافظ: كان أبوه أحمد بن محمد وعمه القاسم بن انتخبنا له عن الشيوخ ألف جزء وحدث عنه الخليل في مشيخته.
قال ثنا إسحاق بن محمد الكيساني، ثنا محمد بن إسحاق الصنعاني ثنا روح بن عبادة ثنا سعيد عن المفضل بن فضالة عن أبي رجاء العطاردي قال خرج علينا عمران بن حصين وعليه مطرف خز ولم نره عليه قبل ولا بعد فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " يقول إن الله تعالى إذا أنعم على عبد نعمة فإنه يحب أن يرى أثر ذلك عليه حسناً " قال الصنعاني: لم يروه عن سعيد غير روح وهو ثقة وحدث عنه الخليل أيضاً قال: ثنا عم أبي علي بن أحمد بن ميمون ثنا أبو حاتم الرازي ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا الشافعي، قال قيل لعمرين بن عبد العزيز ما تقول في أهل صفين قال تلك دماء طهر الله منها يدي فلا أحب أن أخضب بها لساني.
محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق السني، سمع مشيخته ميسرة بن علي سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، وفيها سمعت أبا جعفر أحمد بن كثير الدينوري، يقول: سمعت إسحاق ابن داؤد الشعراني، يقول: سألت أحمد بن حنبل أو سأله رجل عن شرب الفقاع فقال: بلغني عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أنه كان يشرب الفقاع قال فقلت له: فإن قوماً يكرهونه قال: أحدثك عن واثلة صاحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتقول قوماً يكرهون قال أحمد بن كثير ثم لقيت أنا أحمد بن حنبل فقلت له حدثني عنك أبو يعقوب في شرب الفقاع هو كما قال: عن واثلة فقال نعم.

محمد بن أحمد بن محمد بن أمية بن آدم بن مسلم، أبو أحمد الساوي من بيت العلم، جده محمد بن أمية كبير في الحديث، ورد محمد بن أحمد قزوين وحدث بها وروى عنه أبو الحسن القطان حديث الخليل الحافظ عن الحسن بن عبد الرزاق قال ثنا علي بن إبراهيم ثنا محمد بن أحمد بن محمد بن أمية ورد علينا قزوين، ثنا أبي ثنا أبو محمد بن أمية ثنا نوفل ابن سليمان عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن في بعض ما أنزل الله على نبي يقول الله تعالى: " ابن آدم، أخلقك وأرزقك وتعبد غيري، ابن آدم أدعوك وتفرقني، ابن آدم أذكرك وتنساني، ابن آدم اتق الله ونم حيث شئت - رواه أحمد ابن فارس في بعض أماليه عن علي بن إبراهيم كذلك.
محمد بن أحمد بن محمد بن الخضر القزويني ذكر الخليل الحافظ أنه سمع الحسن بن علي الطوسي وإبراهيم الشهزوري ومحمد بن يونس بن هارون ووثقة، مات سنة نيف وستين وثلاثمائة، وهو أخو الخضر بن أحمد بن محمد الخضر الفقيه.
محمد بن أحمد بن راشد أبو بكر بن أبي الوزير القزويني حدث عنه أبو الحسن القطان في الطوالات فقال: ثنا محمد بن أبي الوزير القزويني ثنا أحمد بن محمد بن أبي سلم ثنا محمد بن حسان ثنا أسباط ومالك بن إسماعيل عن أبي إسرائيل عن الحكم قال: شهد مع علي رضي الله عنه ثمانون بدرياً ومائتان وخمسون ممن بايع تحت الشجرة - وبه عن محمد بن حسان ثنا نصر عن عبد الله بن مسلم الملائي عن أبيه عن حبة العرني عن علي رضي الله عنه أنه تقدم على بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الشهباء بين الصفين.
قال فدعا الزبير فكلمه فدنا حتى اختلفت أعناق دابتهما، فقال: يا زبير أنشدك بالله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ستقاتله وأنت ظالم له قال اللهم نعم قال فلم جئت قال جئت لأصلح بين الناس، قال فأدبر الزبير وهو يقول:
ترك الأمور التي تخشى عواقبها ... لله أمثل في الدنيا وفي الدين
أتى علي بأمر كنت أعرفه ... قد كان عمر أبيك الخير مذ حين
فقلت حسبك من عذل أبا حسن ... بعض الذي قلت من ذا اليوم يكفيني
فاخترت عاراً على نار مؤججة ... أتى بقول لها خلقا من الطين
قد كنت أنصره حينا وينصرني ... في النايبات ويرمي من يراميني
حتى ابتلينا بأمر ضاق مصدره ... فأصبح اليوم ما يعنيه يعنيني
محمد بن أحمد بن محمد بن أبي سماعة القزويني، قال الحافظ الخليل: هو من العدول في الرواية سمع عبد الله بن الجراح، وعلينا الطنافسي، وروى عنه العليان ابن مهرويه وابن إبراهيم وسليمان بن يزيد مات بعد ثمانين ومائتين.
محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، سمع مشكل القرآن لابن قتيبة أو بعضه من أبي الحسن القطان بقزوين، بسماعه عن أبي بكر المفسر، عن ابن قتيبة وسمع في غريب الحديث لأبي عبيد من أبي القاسم علي بن عمر الصيدناني بروايته عن علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد ثنا يزيد عن جرير بن حازم عن محمد بن سيرين أن مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان مريد اليتيمين في حجر معاذ بن عفرا فاشتراه معوذ بن عفرا فجعله للمسلمين، فبناه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مسجداً.
المربد كل موضع حبست فيه الإبل ومنه مربد النعم بالمدينة ومربد البصرة وهو سوق الإبل والمربد أيضاً الموضع المهيأ للتمر كالبيد للحنطة وأصل الكلمة الإقامة واللزوم يقال ربد بالمكان أقام به.
محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله أبو جعفر المقرئ الرازي سمع بقزوين أباه العباس، أحمد بن محمد المقرئ سنة سبع وأربعين وخمسمائة الأربعين في الرباعي عن الأربعين تخريج أبي إسحاق المراغي الرازي، برواية أبيه عن أبي غالب الصيقلي الجرجاني عنه.

محمد بن أحمد ابن محمد بن علي بن مردين، أبو منصور النهاوندي، ورد قزوين وحدث بها ذكر أبو نصر حاجي بن الحسين بن عبد الملك أن أبا منصور هذا حدثه بقزوين لفظاً قال ثنا أبي قال أملى علينا أبو حفص عمر بن عبيد بن هارون القطان ابن بنت عمار بن كثير الواسطي بها، ثنا محمد بن علي الوراق ثنا سعد بن شعبة بن الحجاج، سمعت أبي شعبة عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أسر إلى رجل فقال إذا أردت أن تنام فقل: اللهم أني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة لا ملجاء ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت، فقال الرجل برسولك فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنبيك، فإن مات من ليلته مات على الفطرة.
محمد بن أحمد بن محمد بن الفرج بن فروج أبو زرعة بن أبي بكر يعرف بابن متويه القزويني من المشهورين المكثرين قال الخليل الحافظ: كان عالماً بهذا الشأن وارتحل إلى أبي خليفة سنة ثلاثمائة، وسمع بقزوين علي بن أبي طاهر، ومحمد بن مسعود وغيرهما ودخل الشام ومصر سنة ثلاثين فمات عند رجوعه بقرميسين وهو في حد الكهولة.
أنبأنا محمد بن عبد الكريم عن إسماعيل بن عبد الجبار عن الخليل ابن عبد الله، حدثني عبد الله بن محمد ثنا الزبير بن عبد الواحد، حدثني أو زرعة بن متويه ثنا خالي الحسن بن يعقوب ثنا أحمد بن عيسى بن زنجة ثنا القاسم بن الحكم ثنا أبو حنيفة عن حماد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم من كذب على متعمداً فليتبوأ معقده من النار.
قال الخليل غريب من حديث أبي حنيفة بهذا الأسناد إنما المشهور حديث أبي حنيفة عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
محمد بن أحمد بن محمد بن الفضل الخطيبي القزويني، أبو حامد ابن أبي بكر ابن بنت عمتي حصل طرفاً من الخلاف، والفقه وكان له طبع قويم وشعر وجرى في الكلام، وصرف أكثر همه إلى التذكير، وفي سلفه فقهاء وعدول وشروطيون، وسمع الحديث من عطاء الله بن علي ابن ملكويه ومات في أول حد الكهولة.
محمد بن أحمد بن محمد بن ماوا أبو جعفر القزويني سمع ناصر ابن أحمد بن الحسين الفارسي وأبا منصور المقومي سنة تسعة وأربعين وأربعمائة وفيما سمع المقومي ما رواه عن المحسن الراشدي، قال: ثنا علي بن أحمد المقرئ ثنا أبو علي الطوسي ثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي ثنا حفص بن عمر ثنا عبيد الله بن محمد بن عمر بن محمد بن علي عن أبيه عن علي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول " من كثر همه سقم بدنه ومن ساء خلقه عذب نفسه ومن لاقى الرجال سقطت وذهبت كرامته " سمع أبو جعفر بطبرستان سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة أبا الفرج محمد بن محمود بن الحسن القزويني وأبا حامد عبد الواحد بن أحمد بن أبي أحمد المقانعي.
المادابية قبيلة في البلد كان فيهم علماء عباد وأصلهم من الديلم.
محمد بن أحمد بن محمد أبو طالب المذكر القزويني، سمع كتاب الأحكام تصنيف أبي علي الحسن بن علي الطوسي أو بعضه من محمد بن إسحاق بن محمد الكيساني، وسمع الخضر بن أحمد الفقيه، وأحمد بن إبراهيم الإسماعيلي، وروى فيه محمد بن الحسين بن عبد الملك البزاز في فوائده فقال أنبأنا أبو طالب محمد بن أحمد المذكر ثنا أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي أنبا يوسف بن يعقوب بن إسماعيل القاضي، ثنا عارم أبو الربيع ومسدد قالوا ثنا حماد بن زيد عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال " تسحروا فإن في السحور بركة " محمد بن أحمد بن محمد أبو منصور القومساني حدث بقزوين فقال ثنا أبو أحمد يحيى بن محمد بن يحيى القاضي، بنهاوند سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة ثنا علي بن سعيد العسكري ثنا محمد بن القاسم النيسابوري ثنا عبد الملك بن دليل ثنا أبي عن السدي عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من أراد أن يتمسك بقضيب الياقوت الأحمر الذي غرسه الله في جنة عدن فليتمسك بحب علي بن أبي طالب " .

محمد بن أحمد بن محمد أبو طاهر بن أبي علي الجعفري، السيد ذو الشرفين شريف معروف صاحب ثروة وأمرة ومال وجاه عظيمين، ومحبة للعلم وأهله، وكان أبوه مشهور بالصيانة والديانة، وأمه فاطمة بنت الشريف أبي الحسن محمد بن أحمد بن إبراهيم الجعفري الذي تقدم ذكره وهو والد الأمير شرفشاه، وتولى هو وأخوه أبو طيب رياسة قزوين ولهما يقول الشيخ الإمام أبو الفضل يوسف بن أحمد الجلودي:
إلى السيدين الحفيين بي ... أبي طاهر وأبي الطيب
إلى الراجعيين ليوم الفخار ... إلى النسب الأشرف الأطيب
إلى جعفر بن أبي طالب ... شقيق الرسول وصنوا النبي
كان السيد أبو طاهر معتنياً بسماع الحديث سمع صحيح البخاري من أبي الفتح الراشدي، سنة سبع وأربعمائة والطوالات لأبي الحسن القطان في مجلدات من أبي طلحة الخطيب القاضي عبد الجبار بن أحمد سنة ثمان وأربعمائة حين ورد قزوين ونزل في داره وخرج إلى الحج في هذه السنة وهو الذي بنى دار الكتب على باب الجامع، ووقف عليها أوقافاً، وكان ابتداء وبنيانها سنة خمس عشرة وأربعمائة، وكان يعرف الأدب والتاريخ والشعر ورأيت هذه القطعة منسوبة إليه في غير موضع:
أقول لمن أمسى وأصبح لاهياً ... وإني بما قد قلته لأمين
على الخير لا تندم إذا ما فعلته ... وبادر به إن الزمان خؤون
تصير حديثاً سائراً فاجتهد تكن ... من أحسنه أن أدركتك منون
فكم من كريم نابه الدهر نوبة ... فخيب آمال له وظنون
ألا إنما الدنيا جميعاً بأسرها ... هبوب رياح بعدهن سكون
رياحك يا بن الجعفري غنيمة ... فخذها وللدنيا عليك عيون
رأيت بخط القاضي عبد الملك بن المعافا أن السيد أبا طاهر كتب إلى جده محمد بن عبد الملك من قلعة شروين في صدر كتاب له.
كأن لم يكن بين وبين أحبتي ... سلام ولا حال ولا متعارف
ولد السيد أبو طاهر سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وذكر أنه توفي سنة خمس وأربعين وأربعمائة، لكن رأيت في جزء من حديث أبي طلحة الخطيب سمعه منه أبو طاهر سماع جماعة عليه سنة ست وأربعين وأربعمائة - والله أعلم.
محمد بن أحمد بن محمد الجعفري الرئيس أبو الطيب أخو أبي طاهر كان شجاعاً جواداً وخرج إلى الحج سنة أربع عشرة وأربعمائة، وسمع أبا طلحة الخطيب في الطوالات لأبي الحسن القطان حديثه، عن يحيى بن عبد الأعظم وعمرو بن سلمة الجعفي، قالا ثنا عبد الله بن الجراح ثنا جرير عن ليث عن عبد الرحمن ابن سابط عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ترآبي ربي في أحسن صورة، فقال يا محمد فقلت لبيك وسعديك قال فيم يختصم الملاء الأعلى الحديث " محمد بن أحمد بن أبي بكر محمد الزنجاني أبو بكر، سمع بقزوين التلخيص في القرأآت لأبي معشر عبد الكريم ابن عبد الصمد الطبري من الأستاذ أبي إسحاق الشحاذي سنة إحدى وعشرين وخمسمائة بسماعه منه.
محمد بن أحمد بن محمد القارئ الرازي، سمع فضائل الصحابة لأحمد بن محمد الزهري بقزوين تطرأة علي بن عبيد الله بن بابويه سنة سبع وأربعين وخمسمائة عن عبد الرحيم بن الشافعي بن محمد الرعوني.
محمد بن أحمد بن المرزبان القاضي روى عنه محمد بن سليمان بن يزيد أنبأنا الإمام أحمد بن حسنويه عن أبي الفتح إسماعيل بن عبد الجبار عن الحافظ الخليل ثنا محمد بن يزيد ثنا محمد بن أحمد المرزبان القاضي بقزوين سنة ثمان وثلاثمائة، ثنا سلمة بن شبيب ثنا عبد الرزاق ثنا سفيان الثوري عن عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار " محمد بن أحمد بن مزيد بن نبهان، أبو الثناء الأسدي الأبهري، فقيه قاض وابن قاض سمع الحديث بقزوين، من الإمام أحمد بن إسماعيل سنة خمس وأربعين وخمسمائة.

======

ج2. كتاب : التدوين في أخبار قزوين الرافعي


محمد بن أحمد بن مكي أبو العباس العبدي القزويني، روى عنه علي ابن أحمد بن صالح، فقال ثنا أبو العباس هذا ثنا الحسن بن الفضل ثنا محمد بن عبد الرحمن بن غزوان البغدادي ثنا الأصمعي ثنا مالك بن مغول عن الشعبي عن ابن عباس قال لطم أبو جهل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فشكت إلى أبيها فقال ائتني أبا سفيان فأتته فأخبرته فأخذ بيدها وقام معها حتى وقف على أبي جهل وقال لها الطميه كما لطمك ففعلت فجأت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخبرته فرفع يديه وقال اللهم لا تنسها لأبي سفيان، قال ابن عباس: ما شككت أن كان إسلامه إلا لدعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
محمد بن أحمد بن منصور أبو منصور القطان الفقيه القزويني، عالم مشهور، كان يقال له أسد السنة، سمع أبا يعلى الموصلي وعبد الله بن أبي سفيان بالموصل، والبغوي والباغندي، وابن عبد الجبار الصوفي وأقرانهم ببغداد وابن عقدة، وعبد الله بن زيدان بالكوفة وأحمد بن كثير الدينوري وعلي بن أبي طاهر، ويوسف بن عاصم، ومحمد بن مسعود بقزوين، وكان كثير العلم والرواية وأملى خمس عشرة سنة في الجامع على الصحة والاستقامة، وتوفي سنة ست وستين وثلاثمائة.
أنبأنا القاضي عطاء الله بن علي، عن كتاب الخليل بن عبد الجبار ثنا داؤد ابن المختار المقرئ ثنا عبد الرحمن بن أحمد ثنا أبو منصور القطان ثنا علي بن سليمان ثنا محمد بن عبد العزيز ثنا يحيى بن سليمان عن عبيد الله عن بن عمر عن نافع ابن عمر، قال سافرت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فكانوا يصلون الظهر ركعتين ولا يصلون قبلها ولا بعدها.
حدث أبو منصور في بعض أماليه عن محمد بن القاسم الأنباري النحوي، قال ثنا أبي ثنا عامر بن عمران أبو عكرمة الضبي، قال: خاصم أبو دلامة إلى عافية القاضي فأنشأ يقول:
لقد خاصمتني دهاة الرجال ... وخاصمتها سنة وافية
فما أدحض الله لي حجة ... ولا خيب الله لي قافية
فمن كنت أحذر من جورهم ... فلست أخافك يا عافية
فقال والله لأشكونك إلى أمير المؤمنين قال ولم قال لأنك هجوتني قال إذاً والله يعز لك قال لم قال لأنك لا تعرف المدح من الهجو ولقي أبو منصور أبا العباس بن شريح ولعله تفقه عليه.
قال أبو عبد الرحمن السلمي في تاريخ الصوفية: ثنا أبو علي أحمد ابن سعيد النهاوندي، ثنا أبو منصور القطان القزويني، قال قلت لأبي العباس ابن شريح ما هذا الذي يتكلم به الجنيد، قال لا أدري غير أن للقايه صولة ما هي بصولة بطل، وبلغني أبا منصور القطان، كان يرقى فيضع يمناه على موضع الوجع، ويقول: أعوذ بالله السميع العليم، الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، وبعزة الله، وقدرته من شر ما نجد، ومن شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد، فتعالى الله الملك الحق، لا إله إلا هو رب العرش الكريم، إلى آخر السورة. ويقرأ الحمد لله سبع مرات فيبرأ العليل بإذن الله تعالى.
محمد بن أحمد بن منصور الفقيه، أبو المنذر القزويني القطان أخو أبي منصور، وهو أصغر منه سمع من الحسن بن علي الطوسي، وإسحاق بن محمد وببغداد المحاملي وابن زياد النيسابوري وبمصر أبو القاسم عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني القاضي، وروى عن محمد بن أحمد بن حماد زعبة، وروى عنه أبو بكر بن لال وتوفي سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة وقيل سنة سبع وصلى عليه أخوه أبو منصور.
حدث الحافظ أبو الفتيان الدهستاني، عن محمد بن الفضل بن جعفر الشاهد أنبا أبو بكر بن لال ثنا أبو المنذر محمد بن أحمد بن منصور القزويني ثنا الحسين بن يوسف بمصر ثنا يحيى بن محمد بن خشيش ثنا عبد الرحمن ثنا أبي ثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " اصنع المعروف إلى أهله وإلى غير أهله، فإن أصبت أهله، أصبته وإن لم تصب أهله كنت أهله " محمد بن أحمد بن منصور أبو الزبير القطان أخو الأولين، خرج مع أبي الحسن القطان إلى صنعاء ومكة ومات وهو شاب لم يبلغ الرواية.

محمد بن أحمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار بن أحمد بن محمد السمعاني المروزي، أبو المعالي بيته من البيوت الرفيعة، وكان عزيز النظر في التذكير لطيف العبارة، ورد قزوين وأكرم أهلها مورده، وذكر بها وأحضرت مجلس تذكيرة للنظارة لصغرى وأنا أتذكره روى الحديث عن أبيه.
محمد بن أحمد بن مهدي القزويني، توطن أبوه بالري وولده بها، وكان له ثروة ومروة وتفقه مدة وكان يعرف طرفاً من الحساب، وسمع معي الحديث بالري، أخبرني وإياه القاضي أبو علي الحسين بن محمد ابن الحسين بن محمد القاضي الحسين المروروزي سنة سبع وثمانين وخمسمائة، وقد قدم الري حاجاً.
أبنا السيد علي بن يعلى بن عوض، أنبا محمود بن القاسم الأزدي، أنبا عبد الجبار بن محمد أنبا محمد بن أحمد بن محبوب ثنا محمد بن عيسى الحافظ ثنا قتيبة بن سعيد ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي إدريس الخولاني عن عبادة بن الصامت، قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مجلس فقال بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تسرقوا ولا تزنوا ثم قرأ عليهم الآية، فمن وقى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب عليه، فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئاً فستره الله عليه، فهو إلى الله تعالى إن شاء عذبه وإن شاء غفر له.
محمد بن أحمد بن موسى المروزي أبو الحسين التاجر قدم قزوين، غازياً سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، وحدث بها روى عنه الخليل الحافظ في مشيخته، فقال ثنا أبو الحسين هذا ثنا عبد الله بن عمر الجوهري المروزي ثنا محمد بن إبراهيم بن سعد أبو شنجى، ثنا أحمد بن حنبل ثنا علي بن المديني ثنا هشام بن يوسف وحدثني عبد الله بن بجير أنه سمع هانياً مولى عثمان، يذكر عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا فرغ من دفن الميت، قال استغفروا الله وسئلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القبر أول منزل من منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر وإلا فما بعده أشد منه.
محمد بن أحمد بن ميمون بن عون الكاتب، أبو بكر جد محمد بن أحمد بن محمد الذي سبق ذكره، سمع بقزوين إسماعيل بن توبة وأقرانه وبمكة محمد بن إسماعيل الصائغ، وابن أبي ميسرة رأيت بخط بعضهم، سمعت أحمد بن محمد بن ميمون، يقول: سمعت أبي يقول: ما جلست منذ علقت على غير وضوء إلا مرتين وفي كلتيهما أغتممت.
محمد بن أحمد بن أبي المظفر أبو سعيد، سمع علي بن أحمد بن صالح، بقزوين سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، ومما سمع منه حديث ابن صالح عن محمد بن عبد بن عامر، قال: ثنا مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إبراهيم بن عبيد الله عن أبيه عن جده أبي رافع أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا توضأ وضوء للصلاة ترك خاتمه.
محمد بن أحمد بن ناصح الوزان، سمع أبا الحسن القطان في الطوالات يحدث عن أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن سليمان الصنعاني، وذكر أنه حدثه بصنعاني سنة خمس وثمانين ومائتين، ثنا صابر بن سالم ابن حميد بن يزيد بن عبد الله بن ضمرة بن مالك، أبو أحمد البجلي، وكان ينزل في طرف البصرة، وحدثني أبي سالم حدثني أبي حميد حدثني أبي يزيد حدثتني أختي أم القصاب بنت عبد الله، قالت حدثني أبي عبد الله أنه كان قاعداً عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فطلع جرير بن عبد الله البجلي، فبسط له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رداءه وقال هذا كريم قوم فإذا أتاكم كريم قوم فأكرموه.
محمد بن أحمد بن عبد الله القزويني، أبو عبد الله، سمع ببغداد أبا الحسن سعد الله بن محمد علي الدقاق، سنة ثمان وخمسين وخمسمائة في رجب، حديثه عن أبي القاسم، علي بن أحمد بن بيان أنبا القاضي أبو العلاء الواسطي أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد السقا الحافظ ثنا موسى هو ابن سهل بن عبد الحميد ثنا هشام هو ابن عمار، عن حاتم ابن إسماعيل ثنا صالح ابن محمد بن زائدة عن أبي سلمة عن عائشة.
قالت قلت يا رسول الله، إن ابن جدعان كان يضيف الضيف ويطعم الطعام، ويفعل ويفعل، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا عائشة ولم يقل قط ساعة من ليل أو نهار رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين " أنبأنا الحديث والدي رحمه الله بقرأته على سعد الله سنة تسع وثلاثين وخمسمائة.

محمد بن أحمد بن الوزير أبو بكر الوراق، روى عنه ميسرة بن علي، وروى عن إسماعيل بن توبة، وإبراهيم بن محمد بن يوسف المقدسي، قال ميسرة في مشيخته ثنا محمد بن أحمد بن أبي الوزير وسهل بن سعد، قالا ثنا إسماعيل بن توبة ثنا بشر بن ميمون سمعت جعفر بن محمد عن أبيه قال تولوا أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فما أصابكم من شيء فهو في عنقي.
محمد بن أحمد بن يعقوب أبو بكر المرزوي ثقة، ولد بقزوين وأقام بالري، سمع محمد بن أيوب وعلي بن الحسين الجنيد، قال الحافظ الخليل: سمعت أبا حاتم اللبان يروي عنه ويثني عليه، أنبأنا أبو الفضل الكرجي أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الكرجي أنبا القاضي عبد الجبار بن أحمد ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب المرزي بالري ثنا محمد بن أيوب البجلي ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا إسماعيل بن زكريا عن أبي رجاء عن برد بن سنان عن مكحول عن واثلة بن الأسقع عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " كن ورعاً تكن أعبد الناس وكن قنعاً تكن اشكر الناس وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلماً وأقل الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب.
محمد بن أحمد بن يعقوب، أبو عبد الله المرزي كان ينزل قزوين، وربما أقام بالري، روى عن أبي يعلى الموصلي وزنجويه بن خالد، وسمع بمكة من أبي ميسرة وببغداد من الكديمي وأقرانه وحدث عنه علي بن أحمد بن صالح، وعلي بن محمد المرزي المرزيون جماعة كثيرة من أهل الفقه والحديث تأتي أسماؤهم في مواضعها إن شاء الله تعالى.
محمد بن أحمد بن يوسف بن أبي الليث القزويني، أبو الحسين الفقيه، سمع صحيح البخاري أو بعضه من أوله من أبي الفتح الراشدي سنة ست وأربعمائة.
محمد بن أحمد المعسلي أبو منصور، سمع أبا عبد الله الحسين بن حلبس، وفيما سمع منه ورواه ابن حلبس عن أبي علي الحسين بن حمدان الصيدناني، ثنا محمد بن عبد العزيز أنبا الفضل بن موسى عن الفضل بن دلهم عن الحسن في قوله تعالى: " يحبهم ويحبونه، قال هو أبو بكر وأصحابه.
محمد بن أحمد الفارسي، سمع أبا الحسن القطان حدث عن حازم ابن يحيى ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " ليس من الإنسان إلا يبلى إلا عظماً واحداً قال وهو عجب الذنب، ومنه قوله يركب الحق يوم القيامة " محمد بن أحمد الدربكي، سمع تفسير بكر بن سهل الدمياطي، أو بعضه من محمد بن إسحاق بن محمد الكيساني ويمكن أن يكون منسوباً إلى المحلة بواقعة بطريق دزج المنفصلة عن العمارات فإنها تدعى دربك.
محمد بن أحمد الهروي، حدث بقزوين، أخبرنا عن كتاب أبي علي الحداد، أن الحافظ الخليل كتب إليه من قزوين، قال حدثني عبد الواحد بن محمد بن أحمد ثنا جعفر بن محمد بن حماد، إمام جامع قزوين سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، ثنا محمد بن أحمد الهروي بقزوين ثنا يحيى بن خذام السقطي بالبصرة ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا مالك بن دينار عن أنس بن مالك قال.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خبرني جبرئيل عن الله تعالى أنه قال: وعزتي وجلالي ووحدانيتي وارتفاع مكاني، وفاقة خلقي إلى واستواي على عرشي أني لأستجى من عبدي وأمتي يشبان في الإسلام ثم اعذبهما فرأيت رسول صلى الله عليه وآله وسلم تبكي عند ذلك فقلنا ما يبكيك يا رسول الله قال بكيت لمن يستحي الله منه ولا يستحي من الله، خذام - بالخاء والذال المعجمتين.
محمد بن أحمد أبو بكر الشعيري، سمع علي بن أحمد بن صالح سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، وأنا عبد الله محمد بن إسحاق الكيساني وأبا القاسم عبد العزيز بن ماك وغيرهم، وكان من الفقهاء المذكورين، ويمكن أن يكون هو محمد بن أحمد بن الحسن الشعيري الذي مر ذكره، وسمع محمد بن علي بن عمر المعسلي في فوائد العراقين رواية عبد الرحمن ابن أبي حاتم برواية المعسلي عنه، ثنا موهب بن يزيد الرملي ثنا ضمرة بن ربيع عن زيد بن حسن نسيب أيوب السختياني عن العلاء بن يزيد السلمي عن أنس سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً يقول:

يا ذا الجلال، يا ذا البهجة والجمال يا حسن الفعال، أسألك أن تعينني على ما ينجيني مما خوفتني منه وأن ترزقني شوق الصادقين، إلى ما شوقتهم إليه، فقال يا أنس أتيه فقل له إني رسول الله، وقل فليستغفر لي فقال غفر الله لي ولأخي أبلغه مني السلام وأخبره إن الله قد فضله على الأنبياء كما فضل ليلة القدر على سائر الليالي ثم قال يا أنس تعرفه قال لا قال ذاك أخي الخضر عليه السلام.
محمد بن أحمد التميمي الطبري، أبو جعفر، سمع أبا الفتح الراشدي بقزوين سنة ست عشرة وأربعمائة صحيح البخاري أبو بعضه.
محمد بن أحمد أبو منصور الأستاذي القزويني، سمع أبا الفتح الراشدي في صحيح البخاري، حديثه عن أبي نعيم ثنا مسعر عن سعد عن ابن شداد، قال سمعت علياً رضي الله عنه يقول ما سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم جمع أبوه لأحد غير سعد يريد قوله صلى الله عليه وآله وسلم لسعد بن أبي وقاص إرم فداك أبي وأمي.
محمد بن أحمد المتكلم القزويني، سمع محمد بن علي بن عمر الصيدناني مع أحمد بن علي المعسلي والخليل الحافظ وجماعة.
محمد بن أحمد أبو بكر القزويني، روى عنه محمد بن سعيد الخفاف أنبا عن علي بن عبيد الله إجادة عن كتاب عبد الرحيم بن الشافعي بن محمد بن إدريس عن أبيه أنبا أبو الفتح الراشدي ثنا أبو نصر أحمد بن الحسن النيسابوري أنبا الحسين بن الحسن بن عامر بالكوفة ثنا محمد بن سعيد بن عبد الجبار الخفاف الزنجاني ثنا محمد بن أحمد أبو بكر القزويني ثنا محمد بن عبد العزيز ثنا محمد بن يحيى الكوفي عن سفيان الثوري عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس بن مالك عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن الفاقة لأصحابي سعادة أن الغنى للمؤمن في آخر الزمان سعادة " محمد بن أحمد العجلي أبو نعيم القزويني، رأيت أجزاء من حديثه وفيها ثنا أبو نصر منصور بن عبد الملك بن إبراهيم ثنا أبو الفضل العباس ابن الحسين بن أحمد الصفار ثنا أبو علي الحسن بن إبراهيم الهاشمي ثنا إسحاق بن إبراهيم المدبري عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أتاني جبرئيل فقال: يا محمد الإسلام عشرة أسهم وخاب من لا سهم له: أولهما شهادة أن لا إله إلا الله، والثاني الصلاة وهي الطهر، والثالث الزكوة وهي الفطرة، والرابع الصوم وهو الجنة، والخامس الحج وهو الشريعة، والسادس الجهاد وهو الغزو، والسابع الأمر بالمعروف وهو الوفاء، والثامن النهي عن المنكر وهو الحجة، والتاسع الجماعة وهي الإلفة، والعاشر الطاعة وهي العصمة.
سمع أبو نعيم هذا أبا حاتم بن خاموش جزأً من الحكايات جمعه وفي سمعت عبيد الله بن محمد بن محمد المؤدب يقول: قرأت على قبر عمرو ابن معدي كرب بنهاوند مكتوباً.
كل حي وإن بقي فمن العمر يستقي ... فاعمل اليوم واجتهد واحذر الموت يا شقي
محمد بن أحمد البستي، سمع ربيعة بن علي العجلي بقزوين في شعبان سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، أحاديث منها حديث ربيعة عن أبي علي الحسين القاضي ثنا محمد بن عبد بن خالد ثنا الليث بن خزيمة العابد ثنا منصور بن عبد الحميد عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أيما رجل أطعم جائعاً أطعمه الله من طعام الجنة، وأيما رجل آمن خائفاً آمنه الله يوم القيامة من الفزع الأكبر " .
محمد بن أحمد أبو عنان الغواس، سمع الصحيح البخاري، أبو بعضه من الشيخ أبي الفتح الراشدي في الجامع بقزوين سنة أربع عشرة وأربعمائة.
محمد بن أحمد الخياط، سمع أبا الفتح الراشدي، سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، في كتاب الزهد لأبن أبي حاتم بروايته عن أبي الحسن علي بن القاسم بن محمد السهروردي عن ابن أبي حاتم حديثه عن إسماعيل بن إسرائيل أبي محمد قال ثنا الفريابي ثنا سفيان عن الربيع عن يزيد بن أبان عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من كانت نيته طلب الدنيا شتت الله عليه أمره وجعل الفقر بين عينيه ولم يؤته منها إلا ما كتب له، ومن كانت نيته طلب الآخرة جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه، وآتته الدنيا وهو راغمة " .

محمد بن أحمد الزبيري، أبو بكر، سمع أبا الحسن القطان في إملاء له من الطوالات ثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي سنة اثنتين وسبعين ومائتين، ثنا عبد الله بن الحسن أنبا عبيد الله بن إسحاق بن حماد ثنا محمد ابن طلحة الطويل عن عبد الحليم بن سفيان بن أبي ثمر عن أبي نمر، وكان أبو نمر ممن يرعى الإبل في الجاهلية، ويأتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفد من بني أسد، عليهم مماطر مزررة بالذهب وفيهم رجل هو رأسهم يدعى قد بن مالك.
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمعك من القرآن شيء قال: نعم فقرأ: عبس وتولى، حتى أتى على آخرها فزاد فيها، وهو الذي أنعم على الحبلى فأخرج منها نسمة تسعى بين صفاق وحشا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لا تزد في القرآن ما ليس فيه " ، الصفاق جلدة البطن.
محمد بن أحمد الهادي، أبو عبد الله البغدادي، سمع أبا منصور المقومي بقزوين، سنة سبع وسبعين وأربعمائة، وسمع منه أبو أحمد الكوفي بها سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، حديثه عن أبي الفتح المظفر بن حمزة الجرجاني ثنا أبو معمر المفضل بن إسماعيل الإسماعيلي أنبا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ، ثنا محمد بن سليمان بن علي المالكي بالبصرة ثنا محمد ابن مسكين ثنا أبو سعيد أسد بن موسى ثنا يزيد بن أبي الزرقا ثنا عبد الله ابن أبو سلمة عن يونس بن بكر العبدي عن قرة بن خالد السدوسي عن مورق العجلي.
قال لما حضرت عبيد الله بن شداد بن الأزهر العبدي الوفاة وكان مهاجراً دعا ابنه محمداً في مرضه، فقال يا بني أني أرى داعي الموت لا يقلع ومن مضى لا يرجع، ومن بقي فإليه ينزع، وإني أوصيك بتقوى الله، وليكن أولى الأمور بك الشكر لله مع حسن النية في السر والعلانية، واعلم أن الشكر مستزاد والتقوى خير زاد، وكن يا بني كما قال الحطيئة:
ولست أرى السعادة جمع مال ... ولكن التقى هو سعيد
وتقوى الله خير الزاد ذخراً ... وعند الله للأتقى مزيد
وما لا بد أن يأتي قريب ... ولكن الذي يمضي بعيد
ثم قال يا بني كن جواداً بالمال في مواضع الحق بخيلاً بالأسرار عن جميع الخلق فإن أحمد جود الحر الأنفاق في وجه البر والبخل بمكنون السر كما قال قيس بن الخطمر الأنصاري:
أجود بمضنون التلاد وإنني ... بسرك عمن سألني لضنين
إذا جاوز الاثنين سر فإنه ... ينث وتكثير الحديث فمين
وإن ضيع الإخوان سراً فإنني ... كتوم لأسرار العشير أمين
النث كالبث ويروي وتكثير الوشاة قمين.
محمد بن أحمد الحنبلي، سمع بقزوين غريب الحديث لأبي عبيد من أبي محمد الطيني سنة خمس وأربعمائة، وسمع أبا الحسن الراشدي، حديثه عن أبي طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا جدي ثنا بندار ثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال لم يقص على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى عهد أبي بكر ولا على عهد عمر ولا على عهد عثمان رضي الله عنهم إنما كان القصص حيث كانت الفتنة.
محمد بن أحمد الأخويني البيع، ويعرف بمحمد بن أبي محمد، سمع أبا الفتح الراشدي في تفسير، من صحيح البخاري، ثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير الأعمش عن إبراهيم عن علقمة بن عبد الله قال لما نزلت هذه الآية: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقالوا أينا لم يلبس إيمانه بظلم، فقال رسول لله صلى الله عليه وآله وسلم: " أنه ليس بذلك ألا تسمع إلى قول لقمان: إن الشرك لظلم عظيم.
محمد بن أحمد أبو البغوي، سمع بقزوين جزأً من السيد أبي طاهر محمد بن أحمد الجعفري، فيه حديثه من شيوخه سنة نيف وأربعين وأربعمائة.
محمد بن أبي أحمد الناطقي، سمع الحديث بقزوين من أبي عبد الله القطان سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.
فصل

محمد بن إدريس بن منذر بن داؤد بن مهران أبو حاتم الحنظلي الرازي إمام متفق عليه مرجوع إليه، سمع بالري عبد الصمد بن عبد العزيز وإبراهيم بن موسى وبالكوفة عبد الله بن موسى وأبا نعيم وقبيصة وبالبصرة، محمد بن عبد الله الأنصاري وأبا زيد سعيد بن أوس النحوي وببغداد عاصم بن علي، وهوذة بن خليفة وبمكة محمد بن بكار بن بلال، وبالمدينة إسمعيل بن أبي أويس، وبالشام آدم بن أبي أياس، وبمصر عبد الله بن يوسف، ويروي عنه أنه قال كتبت عن أبي شيخ عن أبي حاتم اللبان أنه قال جمعت من روى عنه أبو حاتم فبلغوا قريباً من ثلاثة آلاف.
عن عبد الرحمن بن أبي حاتم قال سمعت أبي يقول: أحصيت ما مشيت على قدمي في طلب الحديث فلما زد على ألف فرسخ تركت الإحصاء، وعن علي بن إبراهيم بن سلمة أنه قال ما رأيت مثل أبي حاتم بالعراق، ولا بالحجاز ولا باليمن فقيل له قد رأيت إسمعيل القاضي وإبراهيم الحربي وغيرهما من علماء العراق فقال ما رأيت أجمع من أبي حاتم ولا أفضل منه روى عنه يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان، وهما أكبر سناً منه، وأحمد بن منصور الرمادي وأبو بكر بن أبي الدنيا ومحمد بن مخلد الدوري، ورد قزوين سنة ثلث عشرة ومائتين وتوفي سنة خمس وسبعين ومائتين، كذا ذكره الخليل الحافظ وحكى أبو بكر الخطيب الحافظ أنه توفي سنة سبع وسبعين.
فصلمحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي المروزي أبو الحسن يعرف أبوه براهويه، وهو الإمام المشهور ورد قزوين سنة ثمان وسبعين ومائتين، مع رافع بن هرثمة، وكان قاضي العسكر وردوها لغزو الديلم، وبنوا بها مسجداً قال أبو بكر الخطيب: وكان أبو الحسن عالماً بالفقه مستقيم الحديث قتلته القرامطة في رجوعه من الحج سنة أربع وتسعين ومائتين ولد بمرو ونشأ بنيسابور وكتب الحديث بخراسان والعراق والحجاز والشام ومصر،وروى عنه من أهل قزوين علي بن محمد بن مهرويه وعلي بن إبراهيم القطان وآخرون.
قال أبو الحسن القطان في الطوالات، ثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن راهويه، ثنا الحسن بن عرفة ثنا يعقوب بن الوليد المدني، ثنا يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب، قال وضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه للناس ثمان عشرة كلمة حكمة كلها قال ما عاقبت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك منه ما يغلبك، ولا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شراً وأنت تجد لها في الخير محملاً، ومن كتم سره كانت الخبرة بيده، ومن عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء الظن به وعليك بإخوان الصدق فإنهم زينة في الرخاء، وعدة في البلاء ولا تهينوا بالحلف بالله فيهنكم الله، ولا تسأل عما لم يكن فإن فيما كان شغلاً عما لم يكن ولا تعرض فيما لا يعنيك وعليك الصدق وإن قتلك الصدق، ولا تطلب حاجتك إلى من لا يحب نجاحها لك، واعتزل عدوك واحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا من خشى الله ولا تصحب الفجار لتتعلم من فجورهم، وذل عند الطاعة واستعص عند المعصية وتخشع عند القبور استشر في أمرك الذين يخشون الله فإن الله تعالى يقول: إنما يخشى الله من عبادة العلماء.
قد سمع محمد بن إسحاق، هذا أباه وأحمد بن حنبل، وسويد بن نصر، وأبا سعيد الأشج ويونس بن عبد الأعلى، وعلي بن حجر ومحمد ابن رافع، ومحمد بن يحيى الذهلي، وعلي بن المديني وأبا مصعب الزهري وغيرهم محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن المؤمل الجوهري، أبو الفتح المراغي البزار حديث بقزوين رأيت في فوائد محمد بن الحسين البزار، ثنا أبو الفتح محمد بن إسحاق الجوهري، في خان سندول ثنا أبو بكر المفيد ثنا محمد بن مخلد ثنا أبو العباس عيسى بن إسحاق بن موسى بن عبد الله الأنصاري الحظمي ثنا الحسن بن حرب بن طليب الهاشمي عن أبيه عن داؤد بن أبي هند عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: كزرع أخرج شطأه فآذره.
قال أصل الزرع عبد المطلب، أخرج شطأه محمد صلى الله عليه وآله وسلم فآزره بأبي بكر الصديق فاستغلظ بعمر بن الخطاب فاستوى على سوقه بعثمان يعجب الزرع بعلي بن أبي طالب، ليغيظ بهم الكفار ببغضهم.
محمد بن إسحاق بن أبي تيمار البيع، أبو الحسن القزويني كان من الفقهاء بها، توفي سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.

محمد بن إسحاق بن الشافعي ابن أبي الفتح القزويني، أبو اليمان السليماني ويعرف بالشافعي الواعظ شيخ كان فيه خير وعفة ومحبة للعلم ونسبة إليه، وجمع وكتب بخطه كتباً ووقفها وسمع بنيسابور كتاب معرفة السنن والآثار، للحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، من أبي محمد عبد الجبار بن البيهقي بقرأة الإمام أبي منصور العطاري سنة خمس وعشرين وخمسمائة، وسمع الحافظ شهردار بن شيرويه الديلمي، بهمدان من أول كتاب حلية الأولياء لأبي نعيم الحافظ رحمه الله إلى ترجمة أبي سليم الداراني، سنة اثنين وخمسين وخمسمائة، وأجاز له الباقي وكان لا يزال يسمع ويكتب، ويجمع وكان حلو التذكير، مقبولاً عند الناس وسمعت غير واحد أنه قال في آخر مجلس للقاري بين يديه، وقد استملى قراآته هكذا فاقرأ أمام جنازتي يوم كذا فوافق قوله الحال.
محمد بن إسحاق بن محمد بن إسحاق ابن يزيد بن كيسان القزويني، أبو عبد الله الكيساني من المزكين والمحدثين، بقزوين وقد سبق ذكر جده يزيد بن كيسان في التابعين، سمع بقزوين أباه وأبا الحسن القطان وأحمد بن محمد بن ميمون، ومحمد بن صالح الطبري، ومحمد بن مسعود ابن مهرويه، وعلي بن جمع، وبالري عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن عيسى الوسقندي وأبا العباس الشحام، وبهمدان أحمد بن محمد بن أوس المقرئ، وببغداد القاسم بن إسماعيل، والحسين بن إسماعيل المحامليين، ويزداد بن عبد الرحمن الكاتب وأبا بكر بن مجاهد، وبمكة أبا سعيد ابن الأعرابي ومحمد بن الربيع بن سليمان الجيزي وبالكوفة ابن عقدة، وهناد بن السري التميمي، وبقرميسين محمد بن موسى بن أحمد السرخسي وبزنجان أحمد بن إبراهيم بن محمد بن سعيد.
قال الخليل الحافظ، وكان ثقة كبيراً مرحولاً إليه توفي في ذي قعدة سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، وقد نيف على التسعين وروى عنه الخلق الكثير.
أخبرنا الخليل بن عبد الجبار، أنبا أبو القاسم عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن إبراهيم عم والدي ثنا أبو عبد الله بن إسحاق ثنا الحسن ابن علي الطوسي ثنا محمد بن عمرو بن حيان ثنا بقية بن الوليد عن عبد الملك ابن عبد العزيز عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " من حمل من أمتي أربعين حديثاً، فهو من العلماء " محمد بن إسحاق بن محمد أبو الحسين الأنصاري القزويني، من ولد البراء بن عازب رضي الله عنه، وذكر أن جده هو محمد بن يونس ابن عثمان بن عبيد الله بن يزيد بن البراء بن عازب، والله أعلم روى عنه الخليل الحافظ في مشيخته.
فقال أنبا أبو الحسين الأنصاري، هذا في سنة ست وسبعين وثلاثمائة، ثنا إبراهيم بن محمد الشهرزورى، سنة سبع وتسعين ومائتين، ثنا محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ ثنا سفيان بن عيينة ثنا مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس قال: دخلت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودعاه رجل من الأنصار فقدم إليه قصعة فيها مرق وفيه دبا فرأيته يتتبع الدبا فلا أزال أحبه لحب النبي صلى الله عليه وسلم.
الدبا بالمد والتشديد وضم الدال القرع، الواحدة دباة.
محمد بن إسحاق بن محمد، سمع أبا عبد الله محمد بن إسحاق الكيساني بقزوين تفسير بكر بن سهل الدمياطي أو بعضه.
محمد بن إسحاق بن مهران أبو بكر القزويني، روى عن إسماعيل بن توبة، وروى عنه ميسرة بن علي وأبو عبد الله الكيساني، وفيما حدث عنه أبو عبد الله، عن إسماعيل بن توبة، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله العمري عن أبيه عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى أن يتلقى السلع قبل أن تصل إلى الأسواق.
محمد بن إسحاق بن يزيد بن كيسان جد أبي عبد الله الكيساني، سمع علي بن محمد بن الطنافسي، وعبد الله بن الجراح القهستاني ومحمد ابن مهران الحمال، وروى عنه ابنه إسحاق وغيره، وذكر أنه كان من خيار عباد الله عز وجل رأيت بخط الخليل الحافظ ثنا محمد بن إسحاق الكيساني ثنا أبي إسحاق ثنا أبي محمد بن إسحاق ثنا موسى بن محمد البكاء القزويني ثنا عمرو بن أبي المقدام عن سماك بن حرب، وعبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " نضر الله امرأ سمع منها حديثاً، فبلغه كما بلغ فإنه رب مبلغ أوعى من سامع " .

محمد بن إسحاق الوراق، سمع أبا علي الحسن بن علي الطوسي، في القراآت لأبي حاتم السجستاني، اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يعني أبويه وقرأ سعيد بن حبير ولوالدي يعني أباه.
فصلمحمد بن أسد بن طاؤس الراميني سمع كتاب الأحكام أو بعضه من أبي سليمان محمد بن سليمان بن يزيد الفامي، بقزوين بسماعه من أبي علي الطوسي مصنفه.
فصلمحمد بن أسعد بن أحمد الزاكاتي القزويني، أبو عبد الله خالي فقيه مدرس مذكر مناظر، مفسر شروطي، حسن المنظر والمخبر، والخط تلمذ له جماعة من خواص الفقهاء وكان له جاه وقبول عند العوام، تفقه بقزوين مدة على والده وعلى والدي رحمهم الله، ثم بأصبهان وسمع بهما الحديث، وسافر آخراً إلى همدن وناب في قضائها وقبله أكابرها وحمدوه وتوفي بها سنة تسع وثمانين وخمسمائة، ونقل منها إلى قزوين.
مما سمع بقزوين فضائلها سمعه من أبي الفضل الكرجي، ومجلدتان أو أكثر من الطوالات لأبي الحسن القطان، سمعهما من أبي سليمان الزبيري، وسمع الكثير من والدي ومن خاله الإمام أحمد بن إسماعيل، وأجاز له من مشائخ بغداد ابن البطي وعبد الله بن محمد بن النقور، ويحيى ابن ثابت النقال وعبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف، ومن مشايخ إصبهان الحسن بن العباس الرستمي، وأبو طاهر ابن هاجر وعثمان بن نصر الحللي، وآخرون ومن مشايخ نيسابور إسماعيل ابن عبد الرحمن العضايدي وعبد الكريم بن الحسن الكاتب، وعبد الخالق ابن زاهر الشحامي، وأحمد بن أبي الفضل الشقاني ومن غيرهم صاعد بن عبد الكريم بن شريح، وعلي بن أبي صادق السعدي وأبو القاسم الناصحي والمرتضى بن الحسن بن خليفة.
محمد بن أسعد بن محمد بن عثمان العاقلي أبو سليمان فقيه مناظر تفقه بقزوين، وهمدان وأصبهان وكان له طبع قويم وشعر جيد، ومعرفة بصناعة الشعر وبالعربية وحذق، وجرى في الكلام ودرس بقزوين مدة ثم انتقل إلى أبهر وكان في سلفه معارف ومياسير مذكورون وسمع الحديث بقزوين من والدي رحمه الله ومن علي بن المختار الغزنوي، ومن جده لأمه أبي الفضل محمد بن عبد الكريم الكرجي، وسمع بهمدان من الإمام أبي القاسم عبد الله بن حيدر القزويني، وأبي الحياة محمد بن عبد الله بن عمر الظريفي البلخي، وسمع الكثير بإصبهان من مشائخها.
محمد بن أسعد بن المشرف بن نصر أبو بكر بن أبي الفضائل بسبب جماعة من القضاة والفقهاء تأتي أسماؤهم في مواضعها وأجاز لمحمد هذا الشيخ أبو الوقت عبد الأول السجزي مسموعاته وأجازاته.
فصلمحمد بن إسماعيل بن أحمد بن محمد بن داؤد أبو الفرج النساج الواعظ هو وأبوه وجده علماء مكثرون متقنون ووعاظ محسنون ورأيت أجزاء من تعليق أبي الفرج هذا في المذاهب على الأستاذ أبي سعد الحسن بن أحمد بن صالح وعلى الأستاذ أبي محمد عبد الله بن عمر بن عبد الله بن زاذان.
سمع ببغداد الدارقطني وابن شاهين، وبأصبهان ابن المقرئ، وبقزوين أحمد بن محمد بن أبي رزمة، وأبا منصور القطان، وأبا عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد، ومما سمع منه مسند أبي داؤد الطيالسي سمعه منه سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، بروايته عن أبيه عن يونس بن حبيب عن أبي داؤد، وروى عن أبي الفرج هذا الخليل الحافظ في مشيخته ومحمد بن الحسين بن عبد الملك بن البزاز في فوائده والحافظ أبو سعد السمان في معجم شيوخه.
فقال: ثنا أبو الفرج، محمد بن إسماعيل المذكر النساج في داره بقزوين بطريق الري ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي حماد الأسدي، ثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن ساكن الزنجاني ثنا الحسين بن أبي كبشة ثنا إبراهيم بن زكريا ثنا همام عن قتادة عن قدامة بن وبرة عن الأصبغ ابن نباته عن علي قال كنت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ببقيع الغرقد في يوم مطير دجن إذ أقبلت امرأة على حمار ومعها مكار فهوت يد الحمار في هوة من الأرض، فأعرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم بوجهه، فقال يا رسول الله: أنها متسرولة فقال: يرحم الله المتسرولات ثلاثاً أيها الناس البسوا السراويلات وخصوا بها نساءكم فإنها أستر لثيابكم.
الدجن الغيم وأصله الظلمة والهوة من الأرض الموضع المنخفض

محمد بن إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم الماهاباذي أبو أحمد الأصبهاني المقرئ، سمع بقزوين فضائل القرآن لأبي عبيد الله من أبي عبد الله الزبير بن محمد الزبيري سنة سبع وأربعمائة، بروايته عن علي بن مهروية عن علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد، وفي الكتاب ثنا أبو الأسود المصري عن أبي لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر الجهني، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " لو كان القرآن في إهاب ثم ألقى في النار ما احترق " قال أبو عبيد، وجه هذا عندنا أن يكون أراد بالإهاب قلب المؤمن الذي قد وعى القرآن.
محمد بن إسماعيل بن إسحاق أبو عبد الله الزهري قزويني، سمع بقزوين عبد الله بن الجراح روى عنه ميسرة بن علي الخفاف، في مشيخته فقال: ثنا أبو عبد الله هذا ثنا عبد الله بن الجراح، ثنا هشيم عن كوثر بن حكيم عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " يا ابن أم عبد هل تدري ما حكم الله تعالى فيمن بغى من هذه الأمة قال: قلت الله ورسوله أعلم قال لا يجهز على جريحها ولا يتبع مدبرها، ولا يقتل أسيرها " الإجهاز على الجرح التذفيف.
محمد بن إسماعيل بن حمشاذ الصفار ممن أثنى عليه وتبرك به ووصف بالعلم، كان يؤم الناس في المسجد المقابل لمسجد أبي الحسين الصفار في الصفارين بقزوين.
محمد بن إسماعيل بن أبي الربيع الواسطي منسوب إلى قرية من قرى قزوين تدعى واسطة، سمع الإمام أبا الخير أحمد بن إسماعيل الطالقاني، يحدث عن محمد الفراوي عن الحفصي عن الكشميهني عن الفربري عن البخاري ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن حصين بن عبد الرحمن عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " سموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي فإنما أنا قاسم أقسم بينكم " محمد بن إسماعيل بن محمد بن حمزة المخلدي أبو سليمان بن أبي القاسم القزويني، يوصف أبوه بالحفظ والجمع، وسمع محمد بأسداباد، أحمد بن محمد النعالي، سنة خمس عشرة وخمسمائة، وسمع أباه أبا القاسم، سنة ست وخمسمائة، في كتاب التائبين عن الذنوب تأليف أبي العباس أحمد ابن إبراهيم بن تركان الهمداني بسماعه من أبي علي أحمد بن طاهر القومساني عن أبي الحسن علي بن حميد الهمداني عن ابن تركان ثنا عبد الله بن محمد ابن عبدك ثنا أبو حاتم الرازي ثنا المسيب بن واضح السلمي ثنا بقية عن عبد العزيز الوصابي عن أبي الجون قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " افرح بتوبة التائب من الظمآن الوارد، ومن العقيم الوالد، ومن الضال الواجد، فمن تاب إلى الله توبة نصوحاً أنسى الله عز وجل حافظيه وجوارحه وبقاع الأرض كلها خطاياه وذنوبه " .
محمد بن إسماعيل بن محمد المؤدب، سمع من إبراهيم الشحاذي سنة تسع عشرة وخمسمائة كتاب الأربعين للقاضي أبي علي عبد الله بن علي الطبري والشحاذي يرويه عن محمد بن أحمد الأنماطي عن محمد بن الحسين الفراء للطبري عن القاضي أبي علي وفي الأربعين، ثنا أبو بكر محمد بن الفضل ثنا الحسين بن علي بن داؤد الجعفري من ولد جعفر الطيار ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني سليمان بن بلال عن عبد الرحمن بن حبيب أنه سمع عطاء بن أبي رباح يقول: أخبرني يوسف بن ماهك أنه سمع أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " ثلاث جدهن جد، وهزلهن جد، الطلاق والنكاح والعتاق " - والله أعلم محمد بن إسماعيل بن المؤذن الأردبيلي، أبو بكر العبسي القطان روى عن أبي الفضل الزهري وورد قزوين، فحدث بها رأيت لأبي نصر حاجي بن الحسين الصرام أخبرني أبو بكر محمد بن إسماعيل، هذا بقزوين، ثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري ببغداد ثنا جعفر بن محمد ابن المستفاض الفريابي ثنا إسحاق ابن راهويه ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أول زمرة من أمتي يدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الثانية على أشد نجم في السماء إضأة أمشاطهم الذهب ومجامرهم الألوة ورشحهم المسك، أخلاقهم على خلق رجل واحد لا يتغوطون ولا يبولون، ولا يتمخطون ولا يتفلون، على صورة أبيهم آدم عليه السلام ستون ذراعاً " .

الألوة بفتح الهمزة وضم اللام قال الأصمعي: هي العود الذي يبخر به، وذكر أن الكلمة فارسية معربة وقوله لا يتفلون الرواية بكسر الفاء يقال تفل يتفل تفلا بزق، والتفل بفتحتين هو البزاق نفسه وكذلك الريح الكريهة، ويقال: في معنى الرائحة تفل يتفل تفلاً فهو تفل ومنه وليخرجن تفلات، فقوله لا يتفلون أي لا يبصقون، كما قال لا يمتخطون ولو روى لا يتفلون لكان المعنى لا يتغير روائحهم.
محمد بن إسماعيل الفقيه، سمع الصحيح للبخاري، أبو بعضه بقزوين، من أبي الفتح الراشدي سنة ست وأربعمائة.
محمد بن أبي الأسوار ابن محمد أبو جعفر الفشتدي الطالقاني - طالقان الديلم، ثم الأسفقناني الخطيب، رأيت بخطه مجموعة فيها ثواب الأعمال لأبي العباس الناطفي كتبها سنة تسع وعشرين وخمسمائة ودلت كتابته على أنه يرجع إلى معرفة وفقه.
فصلمحمد بن إصبهان، سمع طرفاً من أول مسند عبد الرزاق بن همام الصنعاني بقزوين، من أبي عبد الله الحسين بن علي بن محمد بن زنجويه القطان بروايته، عن أبي القاسم علي بن عمر الصنعاني عن الدبري عن عبد الرزاق.
محمد بن البنان أبو عبد الله الجيلي شيخ صوفي متعبد متبتل متبرك بأوقاته أمار بالمعروف ورد قزوين غير مرة وكان قد تفقه في ابتداء أمره، وسمع الحديث من محمد بن نصر الحسن الخلاطي، وتوفي بالري سنة ست وتسعين وخمسمائة.
فصلمحمد بن أميركا ابن اللجيم العجلي، أبو جعفر القزويني، شيعي كان معتداً به فيما بين طائفته، وسمع الحديث وكتب وجمع من كل فن.
محمد بن أميركا الخينكي المقرئ، كان جيد الحفظ حسن الصوت بالقرآن وقرأت عليه الثلث الأول من القرآن، وكان له تردد إلى والدي رحمه الله وأجاز له أبو علي الموسيابادي مسموعاته وأجازاته، سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
محمد بن أميركا المقرئ الدلال، سمع من الإمام أحمد بن إسماعيل الأربعين للصوفيه جمع أبي عبد الرحمن السلمي سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة.
فصلمحمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس البجلي الرازي، أبو عبد الله محدث وبنفسه بآبائه مكثر صاحب تصانيف، سمع بمكة سعيد بن منصور وبالمدينة، إسماعيل بن أبي أويس وببغداد علي بن الجعد وبالبصرة القعنبي، وبالكوفة الحماني وبالري إبراهيم بن موسى ومحمد بن مهران، وبقزوين محمد بن سعيد بن سابق وعلي بن محمد الطنافسي، سمع منه القدماء ثم عمر وبقي إلى سنة ست وتسعين ومائتين، فسمع منه الأحاديث وآخر من روى عنه بقزوين ميسرة بن علي وأبو زكريا يحيى بن يعقوب.
قال ابن أبي حاتم كتبت عنه وكان ثقة صدوقاً، وفي معرفة علوم الحديث للحافظ أبي نعيم أن محمد بن أيوب مات سنة أربع وتسعين ومائتين، وقال أخبرت عن محمد بن أيوب الرازي ثنا مسدد ثنا معتمر ابن سليمان عن أبيه عن الحضرمي قال قرأ رجل عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لين الصوت أو لين القراءة فما بقي أحد من القوم إلا فاضت عينه، غير عبد الرحمن بن عوف فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لم يكن عبد الرحمن بن عوف فاضت عينه فقد فاض قلبه.
حرف الباء في الآباءمحمد بن بختيار بن أحمد الخبازي، من طلبة العلم، سمع أبا الخير أحمد بن إسماعيل، يقول أنبا عبد الرزاق القشيري أخبرتنا جدتي فاطمة بنت أبي علي الدقاق، أنبا أبو عبد الرحمن السلمي أنبا عبد الرحمن بن محمد ابن علي ثنا علي بن سعيد العسكري ثنا عمرو بن علي ثنا علي بن مسلم، وإسحاق بن وهب الواسطي، قالا ثنا أبو داؤد ثنا صدقة بن موسى ثنا مالك بن دينار عن عبد الله بن غالب عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خصلتان لا يجتمعان في مؤمن البخل وسوء الخلق.
محمد بن بختيار المتفقه، سمع السيد إسماعيل بن علي بن محمد الجعفري بقزوين سنة عشرين وخمسمائة، كتاب الأربعين، المعروف بشعار أصحاب الحديث، للحاكم أبي عبد الله الحافظ، وهو يرويه عن أبي بكر بن خلف عنه.
فصل

محمد بن برد أبو بكر الأبهري، من الشيوخ المتبرك بهم، وهو صاحب الشيخ أبي بكر بن طاهر المختص به ورد قزوين وفوض إليه إمامة المسجد الجامع، حين وردها توفي سنة إحدى وستين وثلاثمائة وحكى لي القاضي محمد بن خالد الخفيفي، أنه رأى بخطه يقول محمد بن برد سألت الشيخ عبد الله بن طاهر، قبل موته بمدة أن يجيز لي، وبجميع أهل السنة والجماعة، جميع ما صنف من الكتب فأجازني ولهم روى عنه أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد الخبازي وغيره.
فصلمحمد بن بكر سمع أبا الحسن القطان بقزوين، في الغريب، لأبي عبيد ثنا هشيم أنبا داؤد بن أبي هند عن نعيم بن عبد الرحمن الأزدي، يرفع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم تسعة أشعار الرزق في التجارة والجزء الباقي في السابيا ويروي تسع أعشار الرزق والعشر الباقي في السايبا والسابيا النتاج وقيل المواشي وإذا كثر نتاج الغنم فهي السابيا ويقال بنو فلان تروح عليهم سآبيا من مالهم، والجمع السوابي وقيل السابيا الإبل والنتاج للشاء.
محمد بن أبي بكر بن أحمد الإسفرائيني أبو الحسن الإندقاني الصوفي، توطن قزوين وأعقب بها وكان له قبول عند الأكابر والعوام، وحظ من التفسير والحديث والفقه والخلاف وكتب بخطه على ردائته الكثير من كل فن لحرصه على الجمع وروى صحيح البخاري عن الشريف الزيني عن كريمة المروزية وغريب الحديث لأبي عبيد عن أبي علي بن نبهان الكاتب عن أبي علي بن شادان عن دعلج عن علي بن عبد العزيز عنه وتنبيه الغافلين لأبي الليث عن أبي العباس أحمد بن موسى الأشنهي عن أبي جعفر محمد بن أحمد البخاري، عن تميم بن قرينام عنه مسند الشهاب القضاعي عن عبد الوهاب بن المؤمل المصري عنه.
سمع بقزوين صحيح مسلم من الأستاذ إبراهيم الشحاذي سنة ست وعشرين وخمسمائة، والأحاديث الخمسة والخمسين المنتخبة من كتاب المصافحة لأبي بكر البرقاني، سنة أربع وعشرين وسمع الطب لأبي العباس المستغفري من الأستاذ ملكداد بن علي سنة تسع وعشرين وخمسمائة، بروايته عن الحافظ الحسن السمرقندي عنه وسمع من أبي الحسن هذا الإمام أحمد بن إسماعيل وغيره.
محمد بن أبي بكر بن روشنائي الزنجاني، من الطلبة سمع بقزوين، الإمام أحمد بن إسماعيل في المتفق للجوزقي أنبأ أبو العباس الدغولي ومكي ابن عبدان، قالا: ثنا عبد الله بن هاشم ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني أشعث بن سليم عن أبيه عن مسروق عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يعجبه الدائم من العمل فقلت أي الليل كان يقوم قالت إذا سمع الصارخ يعني الديك.
محمد بن أبي بكر بن عبد الواحد الجرباذقاني فقيه سمع بقزوين من أبي سليمان الزبيري بقرأة والدي رحمهما الله سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
محمد بن أبي بكر بن عثمان الهروي الصوفي، سمع طرفاً من أول سنن الصوفية لأبي عبد الرحمن السلمي من الإمام أحمد بن إسماعيل بقزوين.
محمد بن أبي بكر بن علي المروروذي، سمع مسند الشافعي رضي الله عنه بقزوين سنة اثنين وسبعين وخمسمائة، من علي بن مختار الغزنوي القاضي عطاء الله علي بن بلكويه.
محمد بن أبي بكر بن علي الشبلي الهمداني فقيه ماهر في كتبه الشروط والوثائق، عارف بالحيل الفقهية المتعلقة بالمعاملات، وحكومات القضاء، ورد قزوين وحدثني بها سنة أربع وتسعين وخمسمائة، وقال هذا لفظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا سمعته مني فكأنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثنا أبو زكريا يحيى بن عبد الرزاق ابن علي الكرماني وقال هذا لفظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا سمعته مني فكأنل سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثنا أبو السادات أحمد بن الحسن بن أحمد، وقال ذلك أنبا أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشروى أنبا القاضي أبو بكر الحيري أنبا أبو العباس الأصم أنبا الربيع أنبا الشافعي أنبا مالك عن نافع عن ابن عمر، وكل قال ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قال: نضر الله أمراً، سمع مقالتي، فوعاها كما سمعها فرب حامل فقه إلى من ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، وسمع محمد هذا من عبد الوهاب بن صالح بن محمد المعزم وغيره، وكان يراجعني مدة بالري فيما يحتاج إليه من الفقهيات وقرأ على طرفاً من الحديث وغير الحديث.

محمد بن أبي بكر بن محمد اللوزي، تفقه مدة على جدي أسعد بن أحمد الزاكاني، وكان بالآخرة يعرف في البلد، وكان حافظاً للقرآن كثير القراءة، والذكر سمع الخائفين من الذنوب لابن أبي زكريا الهمداني من أبي سليمان الزبيري، سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، وسمع الإمام أحمد بن إسماعيل ووالدي وأقرانهما وأجاز له المسموعات، والإجازات عبد الهادي بن عبد الخالق الأنصاري، ومحمد بن هبة الله بن محمد بن كوشيذ الكرجي وأبو علي الموسياباذي وآخرون.
محمد بن أبي بكر بن موسى المشاط الفقيه سمع السيد محمد بن المطهر العلوي عوالي الفراوي، سنة سبع وخمسين وخمسمائة بسماعه منه.
محمد بن أبي بكر بن موسى أبو عبد الله المشكاني، سمع فضائل قزوين للخليل الحافظ من القاضي عطاء الله بن علي بن بلكويه، سنة ثمان وستين وخمسمائة.
محمد بن أبي بكر القومسي أو القوسي ورأيت بخط علي بن الحسين الرفا بدلهما القرشي، شيخ قدم قزوين قديماً وحدث عن الحسن بن عيسى عن أبي داؤد الحفري عن سفيان الثوري، وحدث عنه أبو سعيد أحمد بن محمد بن مهدي.
محمد بن أبي بكر أبو جعفر الطبري، سمع بقزوين أبا الحسن القطان يحدث عن أبي عبد الله الحسين بن علي الطنافسي، ثنا أبي ثنا محمد ابن فضيل ثنا ليث عن عبيد الله عن الربيع بن أنس عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أنا أول الناس خروجاً إذا بعثوا وأنا خطيبهم، إذا نصتوا، وأنا قائدهم إذا وفدوا، وأنا مبشرهم إذا أبلسوا وأنا شافعهم إذا حبسوا لواء الكرم يومئذ بيدي، ومفاتيح الجنة يومئذ بيدي، وأنا أكرم ولد آدم، على ربه تعالى ولا فخر أطوف على ألف خادم كأنهم لؤلؤ مكنون.
فصلمحمد بن بلك بن أزهر الصوفي القزويني، سمع أبا محمد بن زاذان سنة عشر وأربعمائة، بقراءة الخليل الحافظ في مسند أحمد بن حنبل بروايته عن القطيعي عن عبد الله عن أبيه ثنا وكيع عن سفيان عن إسماعيل بن أمية عن رجل عن ابن عمر، قال لم يصمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا أبي بكر، ولا عمر، يعني يوم عرفة روى في غير هذه الرواية عن نافع عن ابن عمر.
فصلمحمد بن بجير ابن بجير الهمداني الصوفي، شيخ سمع بقزوين إبراهيم الشحاذي، سنة تسع وعشرين وخمسمائة جزأً من حديث أبي بكر النقاش رواه الشحاذي، عن أبي معشر الطبري عن علي بن محمد الشريف عن النقاش أنبا دران ثنا القعنبي ثنا أبي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن زمعة أخبره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في خطبته: " وذكر الناقة التي عقرها قوم صالح، فقال صلى الله عليه وآله وسلم إذا انبعث أشقاها انبعث لها رجل عزيز منيع في رهطه مثل أبي زمعة أبو زمعة عم الزبير بن العوام " محمد بن بجير بن الحسن الصوفي القصبري شيخ بكاء خاشع قال لكتاب الله كان يؤم بعض المساجد بقزوين، سمع أكثر أسباب النزول للواحدي سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، من عطاء الله بن علي بروايته عن أبي نصر الأرغياني عن المصنف وكتاب يوم وليلة لأبي بكر السني من الإمام أحمد بن إسماعيل.
فصلمحمد بن بندار بن أحمد البيع أبو سعد المعدل القزويني كان من الفقهاء والعدول المعتبرين، سمع أبا القاسم علي بن عمر الصيدناني، وأبا الحسن القطان وغيرهما، وحدث عنه أبو نصر حاجي بن الحسين البزاز في فوائده، فقال أبنا جدي أبو سعد محمد بن بندار بن أحمد البيع ثنا علي بن معاذ بن يحيى ثنا محمد بن أيوب ثنا هلال بن العلاء ين هلال الرقي ثنا أبي ثنا طلحة بن زيد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي قتادة، قال قدم وفد النجاشي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقام بخدمتهم، قال أصحابه نحن نكفيك يا رسول الله: قال إنهم كانوا لأصحابي مكرمين وإني أختار أكافيهم، وكان أبو سعد هذا يعرف بابن بويان.
رأيت في بعض السجلات شهادته على حكومة للقاضي أبي موسى عيسى بن أحمد، والسجل أنشئ سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، وذكر محمد بن إبراهيم صاحب التاريخ أن أبا سعد بن بويان توفي سنة تسع وتسعين وثلاثمائة

محمد بن بندار بن علي القزويني، سمع الإمام أبا القاسم عبد الله بن حيدر مشيخته أو بعضها، وفيها أنبأ الأستاذ الشافعي بن داؤد المقرئ ثنا الإمام هبة الله بن زاذان عن عمه عبد الله بن عمر أنبا القاضي أحمد بن محمد السني ثنا محمد بن عبد العزيز الفرغاني حدثنا أحمد بن بديل المحاربي ثنا عمر بن شمر عن أبيه، سمعت يزيد بن مرة، سمعت سويد بن غفلة سمعت علياً رضي الله عنه، يقول قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا علي ألا أعلمك كلمات إذا وقعت في ورطة قلتها قلت جعلني الله فداك كم من خير علمتنيه قال إذا وقعت في ورطة فقل بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فإن الله يصرف بها ما شاء من أنواع البلاء.
محمد بن بندار بن المعالي أبو عبد الله الكلامي شيخ ورع بهي، حسن السيرة، قنوع موقر لقيته في صباي وكان يعرف الفقه والكلام، ويدرس بالفارسية للعوام، وصلح به أقوام وسمع صحيح البخاري أو بعضه من أبي سلمان الزبيري بروايته، عن الأستاذ الشافعي وسمع مع والدي رحمها الله بأسدآباذ من أبي الفضل عبد الملك بن سعد بن عنتر التميمي، كتاب الأربعين لأبي عثمان بن ملة بروايته عنه.
في الكتاب ثنا عبد الله بن محمد بن الحسين ثنا محمد بن علي بن الجارود ثنا أحمد بن محمد بن الحسين بن حفص ثنا خلاد بن يحيى ثنا أبو عقيل يحيى بن المتوكل عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم " إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق، ولا تبغض إلى نفسك عباد الله، فأن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى " محمد بن بندار، سمع أبا الفتح الراشدي، سنة ثمان عشر وأربعمائة وفيما سمع منه، حديثه عن أبي طاهر، محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق ابن خزيمة ثنا جدي أبو بكر بن إسحاق ثنا يونس بن عبد الأعلى أنبا ابن وهب أن مالكاً أخبره عن يحيى بن سعيد عن واقد بن سعد بن معاذ الأنصاري عن نافع بن جبير بن مطعم عن مسعود بن الحكم عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقوم على الجنازة ثم جلس بعد.
محمد بن المؤذن المقري، سمع الأستاذ الشافعي في الجامع سنة عشر وخمسمائة.
حرف التاء في الآباءمحمد بن تبع شيخ سمع مع أبي الحسن القطان من أبي بكر أحمد بن محمد بن سهل اللحياني، طرفاً من مغازي محمد بن إسحاق، برواية اللحياني عن محمد بن حميد عن سلمة بن عن الفضل محمد بن إسحاق.
حرف الجيممحمد بن جعدوية الخلقاني المتكلم القزويني رأيت له كتاباً في الكلام في قدر مجلدة سماه كتاب التوحيد والمعرفة، وحكى عنه أبو عبد الله الحسين ابن نصر المعروفي في كتابه المعروف بكفاية المسؤل في الكلام، والمعروفي وابن جعدويه بخاريان.
فصلمحمد بن جعفر بن عمرو بن أحمد، سمع بقزوين أبا علي الطوسي في القراآت لأبي حاتم السجستاني قرأ يوسف ويونس بالكسر طلحة وعاصم والحسن والأعمش واختلف عنها قال أبو حاتم هما اسمان أعجميان والضم فيهما قرأة الفصحاء ومن كثرهما فإنه يهمز الواوين ويتوهما هما سميا بالفعل من أنس يونس، وأسف يوسف، إن ترك الهمز فعلى التخفيف قال أبو زيد من العرب من يهمز ويفتح النون والسين، وهو صواب أيضاً.
محمد بن جعفر بن محمد بن طرخان أبو بكر القزويني، قال الخليل الحافظ: ثقة متفق عليه وكان من الأجلاء المزكين، وله أوقاف ورحى ينسب إليه، سمع إسماعيل بن توبة ويحيى بن عبد الأعظم وهارون بن هزاري، وأبا زرعة وأبا حاتم وروى عنه محمد بن علي بن عمر، وغيره مات سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة وثلاثمائة، ورواه عن إسماعيل بن توبة عن إسماعيل بن جعفر بن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي على راحلته حيث توجهت في السفر.

محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الكريم بن بديل الجرجاني أبو الفضل الخزاعي المقرئ، ويعرف بكميل مشهور بالقراءة صنف في علمها كتباً ككتاب المنتهي في القرأت والواضح في أداء ألفاظ القراآت الثمان ورد قزوين وقرأ على علي بن أحمد بن صالح المقرئ، وقال في الواضح في أسناد قراأة الكسائي برواية أبي المنذر نصير بن يوسف النحوي قرأت القرآن كله على أبي الحسن علي بن أحمد بن صالح بن حماد القزويني، بقزوين سنة اثنتين وستين وثلاثمائة وأخبرني أنه قرأ على أبي عبد الله الحسين بن علي بن حماد الأزرق، وقال قرأت على أبي جعفر علي بن أبي نصر النحوي قال قرأت على نصير قال قرأت على الكسائي.
محمد بن جعفر البردعي أبو الحسن الصابوني المقري، نزيل شروان قدم قزوين سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وحدث بها عن محمد بن أحمد ابن علي الأسدي أنبأنا غير واحد عن كتاب أبي علي الحداد أنبا الخليل ابن علي الأسدي أنبأنا غير واحد عن كتاب أبي علي الحداد أنبأ الخيل الحافظ كتابه ثنا محمد بن جعفر البردعي بقزوين ثنا محمد بن أحمد الأسدي، ثنا الحسين أبي عاصم ثنا بشر بن عمرو بن بسام بمكة، حدثني أبي حدثني سلمان التيمي عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " الأئمة ضمناء والمؤذنون أمناء، اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين " .
محمد بن جعفر الفقيه أبو بكر الأشناني الرازي روى عنه ميسرة بن علي في سباق يفهم أنه حدثه بقزوين قال حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي الكوفي ثنا محمد بن بشر العبدي ثنا عبد الرحمن بن زياد ثنا عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " إنما الدنيا متاع وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة " .
وكان الأشناني من أهل الحديث والفقه وصنف فيها كتباً حسنة.
محمد بن جعفر الأديب، أبو جعفر الفضاض من الأدباء والفضلاء بقزوين كتب إليه أبو المعالي هبة الله بن الحسن الوكيلي القزويني، قال صاحبي وقد قلت أنشدت قريضي بحضرة الفضاض:
كيف عريت فيه نفسك ... برد حياء لبسته فضفاض
أتداوي المرضى بمشهد عيسى ... بك في العقل أخوف الأمراض
قلت دعني بذرع عذري لا ... يعمل فيه سيف الملام الماضي
إنما جئت من نبا بفضولي ... بعد علمي بفضله في التقاضي
لا أبالي وعنده أبرة الإصلا ... ح إن كان مخطئاً مقراضي
رجل قد علا به كوكب الفضل ... بقزوين بعد طول إنخفاض
حبه ارتز في سويداء قلبي ... كارتتاز السهام في الأغراض
بعت منه وباع مني تبينا ... وكان افتراقنا عن تراضي
فليكن شاهداً بذاك نهانا ... وليسجل به من الفضل قاضي
محمد بن أبي جعفر القاسم، سمع أبا عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي جزء رواه بقزوين سنة سبع وتسعين وثلاثمائة عن عبد الله بن أحمد بن إسحاق وفيه ثنا بكار بن قتيبة ثنا موئل بن إسماعيل ثنا سفيان عن الأعمش، عن أبي سفيان عن جابر قال قيل يا رسول الله: أي الصلاة أفضل قال: طول القنوت.
فصلمحمد بن جمع بن زهير بن قحطبة الأزدي أبو الحسين القزويني قال الحافظ الخليل: كان ثقة عالماً زاهداً يقال أنه محمد الأبدال، سمع يحيى ابن عبد الأعظم وروى عن عيسى بن حميد الرازي عن الحارث بن مسلم، عن بحر بن كنيز السقا نسخة كبيرة رواها عنه أبو الحسن القطان وسليمان بن يزيد، وابنه محمد بن سليمان وعلي بن أحمد بن صالح وقال الخليل الحافظ ثنا محمد بن سليمان بن يزيد، ثنا محمد بن جمع بن زهير بقراءتي عليه سنة سبع وثلاثمائة.
ثنا عيسى بن حميد ثنا الحارث بن مسلم ثنا بحر بن كنيز السقا عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره " مات محمد بن جمع سنة ثمان وثلاثمائة.
حرف الحاء في لآباء

محمد بن حاجي بن علي المؤذني الصوفي القزويني، سمع أبا زيد الواقد ابن الخليلي سنة ست وسبعين وأربع مائة بعض الطوالات لأبي الحسن القطان وسمع إسماعيل بن محمد الطوسي سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة جزأً من حديث أبي عمر الهجري بروايته عن أبي عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري، عن أبيه أبي عمرو محمد بن أحمد وفيه، ثنا أحمد بن جعفر الرصافي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي ثنا حماد بن خالد، ثنا مالك بن أنس ثنا زياد بن سعد، عن الزهري عن أنس قال سدل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ناصيته ماشا الله أن يسد لها ثم فرق بينهما بعد وسمع تسمية الضعفاء والمتروكين لأبي عبد الرحمن النسائي من إسماعيل الطوسي أيضاً بروايته عن أبي عبد الله الكامخي عن أبي بكر البرقاني، عن أحمد بن سعيد وكيل دعلج، عن أبي موسى عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي عن أبيه المصنف.
فصلمحمد بن حامد بن الحسن بن حامد بن محمد بن كثير أبو بكر الكثيري القزويني سمع إبراهيم الحميري وأبا الفتح الراشدي سنة خمس عشرة وأربعمائة وسمع منه أبو الفضل الكرجي وعلي بن الحسن القصاري وقرأ عليه صحيح البخاري منه سنة تسعة وثمانين وأربعمائة فسمعه الجم الغفير وكان أبو بكر من الفقهاء والشيوخ المعتبرين وفي قومه وقبيلته غير واحد من أهل الفقه والعلم.
محمد بن حامد أبو جعفر الخرقي، سمع أبا الحسن القطان بعض الطوالات من جمعه وسمع جزء من مسموعاته، وفيه ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسن الهمداني ثنا مسدد بن مرهد ثنا حماد الأشج عن ثابت البناني عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال إن مثل أمتي مثل المطر لا يدري أوله خير أم آخره.
محمد بن الحجاج بن إبراهيم البزاز القاضي أبو عبد الله، سمع منه أبو الحسن القطان، سنة ثلاث وثمانين ومائتين وميسرة بن علي وقال في مشيخته ثنا أبو عبد الله محمد بن الحجاج البزاز القاضي، بقزوين أملاء في مسجده، ثنا محمود بن غيلان ثنا أبو داود ثنا عمران عن قتادة عن نصر بن عاصم عن معاوية الليثي إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " يصبح الناس مجديين فيرزقهم الله من عنده فيصبحون مشركين فيقولون مطرنا بنؤ كذا وكذا " .
محمد بن الحجاج أبو بكر، روى عن أبي الحسن القطان، إسماعيل ابن توبة، وحدث عنه أبو داود سليمان بن أحمد بن محمد بن داود الواعظ، فقال ثنا محمد بن الحجاج ثنا إسماعيل بن توبة ثنا إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار أنه سمع ابن عمر يقول سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الضب فقال لست بآكله ولا محرمه.
فصلمحمد بن الحجازي ابن شعبوية بن غازي، أبو المحاسن سمعه أبوه الحديث فسمع الأحاديث الخمسة والخمسين لأبي بكر البرقاني من الأستاذ إبراهيم الشحاذي بروايته عن الشيخ أبي إسحاق الشيرازي وفيها قرأت على أبي بكر بن مالك، حدثك بشر بن موسى المقرئ وهو عبد الله ابن يزيد، ثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني، عياش بن عباس عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " القتل في سبيل الله يكفر كل شيء إلا الدين " وكان قد أجاز له جماعة من الأئمة منهم أبو نصر محمود بن محمد بالسرخسي المعروف بسره مرد وسمع منه الأحداث بتلك الإجازات.
فصلمحمد بن أبي حجر العجلي الأستاذ الرئيس، من بيت النبل والرياسة موصوف بالفضل والخصال الشريفة ورأيت في التاريخ لمحمد بن إبراهيم أنه كان من الأخيار الصالحين وأنه حج حجات ولم يشرب قط.
فصلمحمد بن أبي حرب بن محمد الحسيني أبو جعفر، كان يعرف طرفاً من فقه الشيعة ويكتب الوثائق لهم وكان سهلاً سليم الجاني وقرأ النهاية لأبي جعفر الطوسي على علي بن الحسن الداعي الحسيني الأسترابادي بالري سنة خمس وخمسين وخمسمائة وهو يرويها عن أبي عبد الله الحسين عن شيخه أبي علي الحسن بن محمد عن أبيه المصنف.
فصلمحمد بن أبي الحارث بن عبد الرحمن بن موسى بن الحسين الطبري أبو المحاسن البزازي قرأ التلخيص، لأبي معشر علي أبي إسحاق الشحاذي بقزوين، سنة إحدى وتسعين وأربعمائة بروايته عن أبي معشر.
فصلمحمد بن الحسن بن أحمد بن حسان الفرائضي، سمع إسحاق بن محمد والحسن بن علي الطوسي مات في حد الكهولة أبوه عالم مشهور يذكر في موضعه.

محمد بن الحسن بن أحمد الخياط، شيخ صالح، سمع الأربعين لأبي الحسن الفارسي، من علي بن محمد البيهقي بقزوين، سنة ثمان وأربعين وخمسمائة بروايته عن المصنف.
محمد بن الحسن بن أيوب بن مسلم، سمع أباه ويحيى بن عبدك وأقرانهما وكان حجازي الأصل سكن أبوه قزوين، قال الخليل الحافظ في الإرشاد وله وقف على أهل بيته في قرية يقال لها جبوران وكان من الكبار المزكين، مات في حد الكهولة، ولم يكن في أولاده من يروي وسيأتي ذكر أبيه في موضعه.
محمد بن الحسن بن جعفر بن أحمد بن شمة الدهخدا، أبو عبد الله القزويني، روى عن أبي الحسن محمد بن أحمد البردعي، وروى عنه أبو سعد السمان الحافظ فقال ثنا أبو عبد الله هذا بقراءتي عليه في شارع طريف بقزوين، ثنا أبو الحسن محمد بن أجمد بن علي بن أسد الأسدي البردعي ثنا محمد بن أبي عمران ثنا يعقوب بن حميد ثنا عبد الله بن عبد الله الأموي عن الحسن بن الحراء عن يعقوب بن عتبة عن سعيد بن المسيب، قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول من اعتز بالعبيد أذله الله.
محمد بن الحسن بن جعفر بن محمد بن عبدك بن ثابت بن زيد الطيبي، أبو الفرج بن أبي محمد، سمع القاضي أبا بكر الجعابي، وأباه أبا محمد وعلي بن أحمد بن صالح وغيرهم، ومما سمع من أبيه مشكل القرآن لأبن قتيبة، وروى عنه الحافظ أبو سعد السمان، فقال ثنا أبو الفرج هذا ويعرف بابن أبي الطيب بقراءتي عليه بقزوين على باب دكانه أنبأ علي بن أحمد بن صالح المقرئ، ثنا جعفر بن عامر أبي الليث ثنا أحمد بن عبد الرحيم الضبعي ثنا حماد بن سلمة بن ثابت البناتي، عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ثلاث يصحبن الرجل إلى قبره، أهله وولده وعمله، فأما أهله وولده فيذهبان وعمله يبقى معه " .
محمد بن الحسن حمكويه القزويني، سمع أبا طلحة القاسم بن أبي المنذر في الطوالات لأبي الحسن القطان بسماعه منه، أنبا أبو الحسن علي بن عبد العزيز ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا أبو إسحاق عن بريد، عن أبي الحوراء عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت إنك يقضي ولا يقضى عليك، وأنه لا يذل من واليت تباركت وتعاليت تقوله أو تقول في القنوت في الوتر " يريد بالباء المضمومة، وهو ابن أبي مريم، مالك ابن الربيع وأبي الحوراء بالحاء واسمه ربيعة أبا منصور.
محمد بن الحسن بن ديزويه أبو التقى القزويني، سمع أبا منصور محمد بن أحمد الفقيه، وأبا محمد بن أبي زرعة وغيرهما، حدث أبو الحسن علي بن القاسم بن نصر عن أبي التقى محمد بن الحسن، هذا قال: ثنا أبو منصور محمد بن أحمد الفقيه ثنا حامد بن بلال البخاري ثنا أحمد بن مسلم ثنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عبد الله بن عباس، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينما أنا نائم ذات ليلة بين الصفا والمروة، وذكر حديثاً طويلاً في المعراج قال في صحاح اللغة ابن أبي العروبة بالألف واللام وهذا غير مسلم عند أصحاب الحديث.
محمد بن الحسن بن سليمان أبو بكر القزويني، أورده الحافظ أبو بكر الخطيب في تاريخه وذكر أنه حدث عن جعفر بن محمد الفريابي، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وأبي القاسم البغوي، ومحمد بن صالح العكبري، قال وروى لنا عنه علي بن محمد بن الحسن المالكي، فحدثنا عنه قال: ثنا الفريابي ثنا هشام بن عمار الدمشقي ثنا صدقة بن خالد ثنا عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة الباهلي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " عليكم بهذا العلم قبل أن يقبض وقبل أن يرفع ثم جمع بين إصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام، ثم قال العالم والمتعلم شريكان في الأجر ولا خير في سائر الناس بعد قال وذكر المالكي أنه مات هذا الشيخ سنة خمس وسبعين وثلاثمائة وكان عند المالكي عنه جزؤ واحد في أكثر أحاديثه تخليط في الأسانيد والمتون.

محمد بن الحسن بن طاهر، سمع أبا الحسن القطان بقراءة أحمد ابن فارس، بقزوين، حديثه عن إبراهيم بن نصر ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد ثنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي حدود الأسلمي عن أبيه قال موسى مرة عن ابن أبي حدرد الأسلمي عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وسلم بعثه، وأبا قتادة ومحلم بن جثامة في سرية فلقيهم عامر بن الأضبط الأشجعي فحياهم بتحية الإسلام فكفأ عنه وحمل عليه محلم، فقتله فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبر أو أخبر بذلك فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " أقتلته؟ بعد ما قال آمنت بالله، ونزل القرآن: " يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً.
محمد بن الحسن بن عبد الرزاق بن محمد بن علي بن خسرو ماه أبو الحسن الكرومى القزويني، المعروف بمدوار سمع ميسرة بن علي وأبا منصور القطان، قال الخليل ولم يكن ينشط للرواية وروى عنه الحافظ أبو سعد السمان فقال: ثنا أبو الحسن هذا بقراءتي عليه في جامع قزوين ثنا القاضي أبو بكر محمد الجعابي ثنا الفضل بن الحباب ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن منصور والأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " .
محمد بن الحسن بن عبد الملك بن العباس بن خالد الخالدي أبو علي القزويني، ولد سنة أربعة وسبعين وثلاثمائة، وتفقه سنين، وسمع الحديث من أبي طالب أحمد بن علي بن أبي رجاء وأبي عمر بن مهدي وتوفي في الغربة وكان في آبائه وأقاربه فضلاً يذكرون في مواضعهم.
محمد بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن سلمى القطان أبو سعيد، سمع جده أبا الحسن، وروى عنه أبو سعد السمان الحافظ فقال ثنا أبو سعيد هذا في داره بقزوين، ثنا جدي على بن إبراهيم ثنا يحيى بن عبد الأعظم ثنا عبد الصمد بن عبد العزيز العطار ثنا عتاب بن أعين عن سفيان الثوري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن الني صلى الله عليه وآله وسلم، قال: " لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس " .
محمد بن الحسن بن علي بن عمر بن محمد بن يزيد الصيدناني، أبو نعيم القزويني، من بيت العلم والحديث، قال الخليل الحافظ: حمله أبوه إلى نيسابور فسمع بها أبا العباس الأصم والأخرم وغيرهما، ومما سمع مع أبيه من أبي العباس الأصمّ معاني القرآن لأبي زكريا يحيى بن زياد الفراء بروايته عن محمد بن الجهم عن الفرآء.
محمد بن الحسن بن علي بن محمد أبو الحسن الطنافسي زاهد علام بالقراآت، سمع الحديث من عمه الحسين بن علي بن محمد، ومن علي بن أبي طاهر وبالري من أبي حاتم، روى عنه علي بن أحمد بن صالح، وميسرة ابن علي، وسمع أبو الحسن حروف أهل مكة جمع أبي محمد إسحاق بن أحمد الخزاعي منه بمكة، واستشهد الخزاعي في ذلك الكتاب في ترك همز القرآن بأن شاعر خزاعة أنشد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يطلب نصرته.
يا رب إتي ناشد محمدا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا
إنا ولدناك فكنت ولداً ... ثمت أسلمنا فلم ننزع يدا
يتلو القرآن ركعاً وسجدا
ولأبي الحسن أسلاف من أهل العلم والحديث مشهورون.
محمد الحسن بن أبي عمارة، أبو بكر القزويني، قال الخليل الحافظ: سمع هارون بن هزاري ثقة قديم الموت، لم يحدثنا عنه إلا بكر ابن أحمد البغدادي القزويني، وذكر أنه مات قبل العشرين يعني والثلاثمائة، وقال في مشيخته، ثنا بكر بن أحمد بن عمر البغدادي سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، ثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن أبي عمارة القزويني بها، ثنا هارون بن هزاري ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان، سمع عمر بن الخطاب يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنا لا نورث ما تركناه صدقة.

محمد بن الحسن بن فتح الصفار، أبو عبد الله الصوفي القزويني المعروف بكيسكين، قال الخليل: شيخ معمر سمع بقزوين محمد بن مسعود الشهرزوري، وأقرانه وارتحل إلى العراق سنة سبع عشرة فسمع عبد الله ابن محمد البغوي وابن صاعد وأبا بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث، وسمع بحران أبا عروبة وبيت المقدس زكريا بن يحيى قال: وسمعنا منه سنة أربع وسبعين وقد نيف على التسعين، ومات آخر سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، وصلى الله على محمد المصطفى وآله.
محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني مولاهم، أبو عبد الله صاحب الإمام أبي حنيفة رضي الله عنهما ذكر الأئمة أن أصله من دمشق وأنّ أباه قدم العراق فولده بواسط ونشأ بالكوفة وتفقه بها، وسمع الحديث من أبي حنيفة والثوري، وأبي يوسف ومسعر بن كدام ومالك بن معول، وروى عنه الشافعي وأبو سليمان الجوزجاني وأبو عبيد القاسم بن سلام وإسماعيل بن توبة وهشام الرازي.
كان الرشيد قد ولاه القضاء وخرج معه فمات بالري سنة تسع وثمانين ومائة وقيل سنة إحدى وثمانين، ورأيت على حاشية التاريخ لمحمد بن إبراهيم القاضي بخط من ألحق بكتابه فوائد أن في سنة تسع وثمانين ومائة دخل هارون الرشيد قزوين ومعه ابنه المأمون وجميع القواد ومحمد بن الحسن رحمه الله، أنه قال ترك أبي ثلاثين ألفاً فأنفقت خمسة عشر ألفاً على النحو والشعر وخمسة عشر ألفاً على الحديث والفقه.
عن الربيع بن سليمان أن رجلاً سأل الشافعي رضي الله عنه، من مسألة فأجابه، فقال له الرجل خالفت الفقهاء فقال له الشافعي: وهل رأيت فقيها قطّ اللهم إلا أن يكون رأيت محمد بن الحسن فإنه كان يملأ العين والقلب، وما رأيت مبدناً قط أذكى من محمد بن الحسن.
عن هشام بن عبد الله الرازي قال حضرت موت محمد بن الحسن في منزله بالري، وكان يبكي بكاء شديداً فقلت أتبكي مع عملك فقال: دعنا يا هشام من هذا أرأيت إن أوقفني الله فقال: ما أقدمك الريّ الجهاد في سبيل الله أم لابتغاء مرضاتي والله لو قال ذلك لا أستطيع أن أقول نعم، وأنشد اليزيدي لنفسه يرثي محمد بن الحسن والكسائي وقد ماتا في يوم واحد بالري:
أسيت على قاضي القضاة محمد ... فأذريت دمعي والعيون تجود
وكان إذا ما الخطب أشكل من لنا ... بإيضاحة يوماً وأنت فقيد
وأقلقني موت الكسائي بعده ... فكادت بي الأرض القضاء تميد
هما عالمانا أوذيا وتخر ما ... فما لهما في العالمين نديد
محمد بن الحسن بن قدامة الوزان سمع أبا الحسن القطان بقزوين أجزاء انتخبها أبو الحسن من مسموعاته ومما فيها ثنا أبو بكر أحمد بن داؤد السمناني بمكة في المسجد الحرام سنة ثمانين ومائتين، ثنا محمد بن مرزوق، ثنا عبد الله ابن حرب ابن الليثي ثنا معمر بن المثنى أبو عبيدة، ثنا رويه ابن العجاج عن أبيه العجاج أنه سأل أبا هريرة رضي الله عنه ما تقول في هذا.
طاف الخيالان فهاجا سقماً ... خيال تكنى وخيال تكتما
قامت تريك خشية أن تصرما ... ساقاً بخنداة وكعباً أدرما
قال أبو هريرة كان يتحدّى بهذا أو نحو هذا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلا يعيبه، تكنى وتكتم من أسماء النساء، والبخنداة التامة القصب والدرم في الكعب أن يواريه اللحم حتى لا يوجد حجمه.
محمد ابن ماجة القزويني، سمع أبا بكر أحمد بن محمد الذهبي، سنة تسع وتسعين ومائتين، يقول ثنا بندار، ثنا مخلد بن يزيد ثنا مجالد عن الشعبي قال نديدم وندانم هزار سالي.
محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد الاسترابادي أبو عبد الله قاضي الريّ وابن قاضيها ووالد قضاتها، ولبيتهم رفعة وقد ثبات قدم في العلم والرياسة، ورد قزوين غير مرة وكان قد تفقه بالرّي، وبغداد وسمع بها الزهد لهناد ابن السرّي من أبي طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف بروايته، عن أبي إسحاق البرمكي عن محمد بن صالح العكبري، عن محمد بن عبد الله بن خيت عن المصنف، وجزء ابن عرفة عن ابن بيان عن ابن مخلد.

روى جامع أبي عيسى الترمذي عن محمد بن علي المضري عن أبي عامر الأزدي، بإسناده وفوائد أبي بكر محمد بن عبد الله الشافعي المعروف بالغيلانيات عن أبي سعد أحمد بن عبد الجبار للصيرفي بروايته عن ابن غيلان ولد القاضي أبو عبد الله ببغداد سنة خمسمائة وتوفي سنة خمس وستين وخمسمائة.
محمد بن الحسن بن محمد بن خالد الخشاب أبو العباس البغدادي، روى عن جعفر بن محمد بن نصير وأقرانه وأكثر الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي الرواية عنه ورد أبو العباس هذا قزوين قال الشيخ أبو عبد الرحمن فيما جمع من حكايات المشائخ وأشعارهم أنشدنا محمد بن الحسن البغدادي أنشدنا أحمد بن حسين الهمداني بقزوين:
أحسن من نور كلّ زهر ... ومن وصال بعقب هجر
خل رأى خلة بحر ... فسدها من خفى ستر
محمد بن الحسن بن محمد بن زيد بن محمد بن الحسين بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه من الأشراف المذكورين، ذكر محمد بن إبراهيم الفامي في تاريخه أنه ولد بقزوين وأن أباه ولد بطرسوس ثم أتى بغداد في السنة التي استولى فيها الطاغية على طرسوس.
محمد بن الحسن بن زياد بن هارون بن جعفر النقاش، أبو بكر الموصلي المفسر صاحب شفاء الصدور في التفسير، وله تصانيف في القراآت وغيرها ويقال إنه مولى أبي دجانة سماك بن خرشة الأنصاري، وكان كثير العلم والرواية ورد قزوين، وسمع بها من أبي عبد الله الحسين بن علي بن حماد الأزرق الرازي، وسهل بن سعد القزويني، ورأيت روايته عنهما بسماعه بقزوين في مختصر له في القراآت السبع منتزع من الكتاب الكبير من تأليفه.
ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب فقال سافر الكثير وكتب بالكوفة والبصرة ومكة ومصر والشام والجبال وبلاد خراسان وما ورأ النهر، وفي حديثه مناكير بأسانيد مشهورة وحكى عن أبي بكر البرقاني أنه تكلم فيه وعن أبي الحسين بن الفضل القطان أنه قال حضرت أبا بكر النقاش وهو يجود بنفسه سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، فجعل يحرك شفتيه لشيء لا أعلم ما هو ثم نادى بصوت رفيع لمثل هذا فليعمل العاملون ثم خرجت نفسه.
أنبأنا غير واحد سماعاً وإجازة أنبأ إبراهيم الشحاذي أنبأ أبو معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري أنبأ أبو القاسم علي بن محمد الشريف أنبأ أبو بكر محمد بن الحسن النقاش ثنا الحسن بن علي ثنا يزيد بن هارون عن داؤد بن أبي هند عن الشعبي عن ابن أبي ليلى عن أبي أيوب الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله علي وآله وسلم: " مسئلة واحدة يتعلمها المؤمن خير له من عبادة سنة وخير له من عتق رقبة من ولد إسماعيل وإن طالب العلم والمرأة المطيع لزوجها والولد البار بوالديه يدخلون مع الجنة مع الأنبياء بغير حساب " .
محمد بن الحسن بن محمد بن علي الأزغندي أبو طاهر بن أبي خليفة القزويني فقيه مناظر حصل سفراً وحضراً ولقي الأئمة والمشائخ وكان يتوكل في دار القضاء، سمع الوسيط في التفسير للواحدي من عبد الجبار ابن محمد البيهقي سنة ثمان وعشري وخمسمائة، بسماعه من المصنف والأربعين من رواية المحمدين تخريج عبد الرزاق الطبسي من مسموعات محمد القزويني بسماعه من الفراوي، وسمعته من لفظه سنة خمس وستين وخمسمائة، وسمع هبة الله بن سهل السيدي سنة ثمان وعشرين أيضاً، وسمع أبا يحيى حسنويه بن حاجي الزبيري بقزوين سنة ست وعشرين، بإجازته عن الواقد بن الخليل عن أبيه قال أنشدنا أبو يعقوب إسماعيل بن يوسف الصوفي أنشدني شيخ اسكندراني بالاسكندرية للحسين بن منصور الحلاج:
متى سهرت عيني لغيرك أو بكت ... فلا أعطيت ما منيت وتمنت
وإن أضمرت نفسي سواك فلا رعت ... رياض المنى من جنتيك وجنت
أجاز لأبي طاهر الأزغندي عبد الكريم بن سهلويه وجماعة من أئمة طبرستان، مسموعاتهم باستجازة أبي الحسن الشهرستاني منهم سعد ابن علي العصاري، ومحمد بن الحسين بن أميركا الطبري.
محمد بن الحسن بن محمد أبو منصور الطيبي القزويني، الصحيح أو طرفاً صالحاً من أول الكتاب من أبي بكر محمد بن حامد بن الحسن ابن كثير سنة تسع وثمانين وأربعمائة.

محمد بن الحسن بن مخلد المخلدي أبو الحسن القزويني سمع، كتاب الأحكام لأبي علي الحسن بن علي الطوسي، من علي بن أحمد بن صالح، بياع الحديد، ومن محمد بن سليمان الفامي بروايتهما عن المصنف، والمخلديون جماعة فيهم فقهاء وشروطيون يأتي أسماؤهم في تراجمها.
محمد بن الحسن المرجي الناتلي أبو جعفر الطبري كثير الحديث حدث بقزوين عن محمد بن هارون الأرزق الواسطي وغيره رأيت بخط بعض أهل الانفاق من المتقدمين ثنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن المرجي الناتلي بقزوين ثنا محمد بن هارون الواسطي ثنا عبد الحميد بن بيان، ثنا خالد عن يحيى بن عبيد الله بن موهب، عن أبيه عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " عمل قليل في سنة خير من كثير في بدعة " .
محمد بن الحسن بن يزيد أبو الحسين روى عنه ميسرة بن علي، وغالب الظن أنه قزويني، قال ثنا محمد بن شاذان الجوهري ثنا المعلى بن منصور أخبرني ابن لهيعة ثنا عيسى بن موسى بن حميد، عن أبي سعيد عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله أصبت أهلي ولم أقدر على الماء قال أصب أهلك وإن لم تقدر على المآء عشر سنين.
محمد بن الحسن بن يوسف بن لالأ الزنجاني الصوفي شيخ عزيز سكن هو وأخوه علي بن الحسن قزوين، وكان يتوليان أمر الخانقاه المعروف ببرش انكوران بطريق أبهر، وهما من مريدي الشيخ الفرج الزنجاني المعروف باخي.
محمد بن الحسن بن يوسف، سمع أبا منصور ناصر بن أحمد الفارسي جزأ من مسموعاته بقزوين، وفيه ثنا أبو حفص عمر بن محمد بن عيسى العدل، ثنا ميسرة بن علي، ثنا عبد الرحمن بن إدريس الرازي، ثنا أبو الزبير النيسابوري بمكة، ثنا هارون بن يحيى بن هارون، حدثني سعيد بن عبد الله عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي، عن علي بن أبي طالب قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا أبا حسن أيما أحب إليك خمسمائة شاة ورعاؤها أو خمس كلمات أعلمكهن تدعو بهن.
قال علي: أما من يريد الآخرة فليرد الكلمات وأما من يريد الدنيا فيريد خمسمائة شاة ورعاؤها قال فما تريد يا أبا حسن قال: أريد الكلمات قال تقول اللهم اغفر لي ذنبي وطيب لي كسبي ووسع لي في خلقي وقنعني بما قضيت لي ولا تذهب نفسي إلى شيء صرفته عني.
محمد بن الحسن المالكي أبو عبد الله الوراق القزويني، سمع إبراهيم بن المنظر الخرامي وأبا مصعب صاحب مالك، وسمع بمصر حرملة ويونس بن عبد الأعلى، وبقزوين أبا حجر وإسماعيل بن توبة، قال الخليل وكان ثقة، سمع منه إسحاق بن محمد، وعلي بن إبراهيم وعلي بن مهرويه وسليمان بن يزيد وروى عنه ميسرة بن علي في مشيخته، فقال: ثنا أبو عبد الله محمد بن الحسن المالكي، في خان سندول بباب الجامع، ثنا أبو مصعب حدثني مالك عن نعيم بن عبد الله المجمر، أن محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري أخبره عن أبي مسعود.
قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة، فقال بشير بن سعد أمرنا الله عز وجلّ أن نصلي عليك فسكت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى تمنينا أنه لم نسأله قال قولوا اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد كما باركت على إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد والسلام كما قد علمتم توفي أبو عبد الله المالكي سنة نيف وسبعين ومائتين، وكان يعرف بابن مأمون وكان قد سمع موطأ مالك عن أبي مصعب سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
رأيت بخطه إجازة كتبها لجماعة منهم أبو علي الكرابيسي سلام عليكم، بعد فإن أبا الحسن علي بن أحمد بن ميمون سألني أن أكتب إليكم بإحازة الموطأ فقد كتبت لكم فارووه عني، وليقل أحدكم، حدثني محمد بن الحسن المالكي والحجة فيه حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين كتب لعبد الله بن جحش، في غزوة غزاها، فقال إذا بلغت موضع كذا وكذا فاقرأ كتابي واعمل به فقرأ الكتاب وقال أمرني النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكذا وكذا.
محمد بن الحسن أبو جعفر البيلقاني سمع بقزوين الكثير من أبي الحسن القطان، وكان من الطلبة المكثرين، وفيما سمع منه، ثنا أبو بكر أحمد بن محمد الذهبي، حدثني إسماعيل بن قتيبة، ثنا عبد الرحمن بن دبيس الكوفي، ثنا أبو زياد الفقيمي عن أبي جناب قال لما قتل الحسن بن علي رضي الله عنهما سمعوا في نوح الجن عليه.

مسح النبي جبينه ... فله بريق في الخدود
أبواه في عليا قريش ... وجده خير الجدود
محمد بن الحسن القصيري، سمع منه محمد بن اسحاق الكيساني في بيته تفسير بكر بن سهل الدمياطي أو بعضه.
محمد بن الحسن الطالقاني أبو عبد الله المؤدب شيخ صالح، سمع النصف الأول من تفسير مقاتل بن سليمان من الأستاذ الشافعي ابن داؤد المقرئ سنة ثمان وتسعين وأربعمائة بروايته عن أبي الفرج حمدان بن عمران الخطيب عن أبي زرعة.
محمد بن الحسن أبو الفتح الطيب القزويني، سمع صحيح البخاري أو بعضه من القاضي إبراهيم بن حمير الخيارجي سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
محمد بن الحسن الخيارجي، سمع أبا منصور نصر بن عبد الجبار القرائي سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، حديثه، عن أبي طالب العشاري، ثنا أحمد بن محمد بن عمران ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا أبو نصر التمار ثنا كوثر بن حكيم، عن نافع عن ابن عمر أن أبا بكر الصديق قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: " من أغبرت قدماه في سبيل الله حرمهما الله على النار " .
محمد بن الحسن الديالابازي أبو شجاع الصوفي، سمع بقزوين، محمد بن أبي الربيع الغرناطي، سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة وأبا إسحاق الشحاذي لهذا التاريخ الأحاديث الخمسة والخمسين لأبي بكر البرقاني.
محمد بن أبي الحسن بن شاهين، سمع القاضي عبد الجبار بن أحمد فيما أملاه بقزوين سنة ثمان وأربعمائة يقول أنبأ أبو الحسن القطان ثنا يحى بن عبدك ثنا مكي بن إبراهيم ثنا عبيد الله بن أبي زياد، عن شهر، عن أسماء بنت يزيد أنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من ذب عن لحم أخيه بالمغيبة كان حقاً على الله عز وجل أن يعتقه من النار " .
محمد بن حسنوية بن عبد الله المعروف بحاجي بن القاسم بن عبد الرحمن الزبيري، أبو سهل القزويني سمع أباه أبا يحيى ومن مسموعاته منه جزء من فوائد الحافظ الخليل بحق إجازة الواقد بن الخليل له قال أنبانا والدي أنشدنا محمد بن سليمان بن يزيد أنشدنا الفضل بن السري الدكيني أنشدنا أبو الهميدع العبقسي.
ولست بهياب لمن يهابني ... ولست أرى للمرء ما لا يرى ليا
كلانا غني عن أخيه حياته ... ونحن إذا متنا أشد تغانيا
فإن تدن، مني تدن منك مودتي ... وإن تنأ عني تلقني منك نائيا
رأيت بخط والدي رحمه الله أن أبا سهل الزبيري توفي في صفر سنة ثلاث وثلاثين.
محمد بن حسنوية بن نوح أبو الوزير القزويني، سمع والدي رحمه الله أخلاق العلماء لأبي بكر الآجري من عبد الصمد بن عبد الرحمن الحنوي ببغداد سنة ست وثلاثين وخمسمائة وكان فقيهاً يرجع إلى محصول وسافر إلى نيسابور وسمع مع والدي من مشايخها وحصل على أئمتها لكنه استقر اسمه آخراً على أحمد والله أعلم.
فصلمحمد بن حسين بن إبراهيم الصرام أبو بكر القزويني المعروف بحاجي، سمع أبا بكر بن لال وأحمد بن فارس وربيعة بن علي العجلي وأبا حاتم بن خاموش وكان من المكثرين، روى عنه محمد بن الحسين ابن عبد الملك البزاز وغيره أنبانا القاضي عطاء الله بن علي أنبأ أبو المحد عبد المجيد بن عبد الرحمن ابن عبد العزيز الأبهري بها سنة ست وعشري وخمسمائة أنبأ والدي أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين بن إبراهيم القزويني المعروف بحاجي الصرام أنبأ أبو القاسم عمر بن يوسف بن محمد الليثي العدل، وأبو القسم الخضر بن الحسين بن جعفر بن الفضل المقرئ، قالا أنبأ أبو الحسن القطان ثنا أبو حاتم ثنا محمد بن الوزير الدمشقي ثنا الوليد ابن مسلم ثنا، خالد بن يزيد عن عثمان بن أيمن عن أبي الدرداء.
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " من غدا يريد العلم بتعلمه فتح له باب إلى الجنة، وصلت عليه ملائكة السموات وحيتان البحور وللعالم على العابد الفضل كفضل القمر ليلة على أصغر كوكب في السماء ورأيت خط أبي بكر الصرام بإجازة الحديث لبعضهم سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.

محمد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم القزويني أبو منصور المقومي الهيثمي شيخ مشهور عارف بالحديث واللغة والشعر، وقد سمع وكتب الكثير وانتشر من روايته سنن أبي عبد الله بن ماجة سمعه من أبي طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب، سنة تسع وأربعمائة وسمع منه الكبار بالري وقزوين وسمع أبا الحسن على بن الحسن بن إدريس ومن مسموعه منه كتاب السنة لأبي الحسن القطان بروايته ابن إدريس عنه الزبير بن الزبيري ومن مسموعه منه الصحيفة التي يرويها داؤد بن سليمان الغازي عن علي بن موسى الرضا بروايته عن ابن مهرويه عن داؤد وأبي الفتح الراشدي وأبي محمد الزاذاني وعبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم الصوفي وغيرهم.
أنبانا غير واحد عن كتاب أبي منصور المقومي أنبأ أبو الفتح الراشدي سنة سبع عشرة وأربعمائة، ثنا علي بن أحمد المقري ثنا أبو علي الحسن بن علي الطوسي ثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي ثنا حفص بن عمر ثنا عبيد الله بن عمر بن محمد بن علي عن أبيه عن علي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " من كثر همه سقم بدنه ومن ساء خلقه عذب نفسه ومن لاحى الرجال سقطت مروته وذهبت كرامته.
عن أبي منصور أنبأ أبو الفتح الراشدي سنة ثمان وأربعمائة، ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله البجلي، سمعت أبا العباس بن عطاء يقول رأيت الجنيد في النوم فقلت ما فعل الله بك، فقال تذكر السنة الفلانية، وقد احتبس على الناس المطر، فقلت بلى فقال قلت مع الناس ما أحوج الناس إلى المطر فوبخني الله على ذلك فقال يا جنيد ما يدريك أن الناس يحتاجون إلى المطر، وأنا أدبر الخليقة بعلمي إني عليم خبير اذهب فقد غفرت لك - وعن أبي منصور، أنبأ الراشدي أنشدني أبو سعد الإدريسي الحافظ أنشدني محمد بن جعفر بن الحسين أبو بكر البغدادي، أنشدني وشاح بن الحسين أنشدنا علي بن محمد الخراز.
دنيا تدور بأهلها في كلّ يوم مرتين ... فغدوها لتجمع ورواحها تشتيت بين
توفي أبو منصور سنة سبع أو ثمان وثمانين وأربعمائة.
محمد بن الحسين بن أحمد الصوفي، سمع أبا الحسن بن إدريس بقزوين، أنبانا الحافظ شهردار بن شيرويه عن أبيه أنبأ محمد بن الحسين الصوفي هذا كتابه أنبأ أبو الحسين علي بن الحسن بن أحمد بن إدريس القرشي بقزوين أنبأ علي بن إبراهيم القطان ثنا أبو العباس جعفر بن سعد، حدثني أبو جعفر الخواص قال قال عبد الله بن المبارك أردت الحجّ فمررت في بعض طرقات الكوفة فإذا أنا بامرأة تجرشاة مية وذكر حكاية معروفة.
محمد بن الحسين بن عبد الله، سمع أبا علي الطوسي بقزوين في قراآت أبي حاتم السجستاني، قوله تعالى: " ويذرك وآلهتك " - قراءة العامة وآلهتك جمع الإله وقرأ الأعمش وقد تركك وآلهتك قيل للحسن وهل كان فرعون يعبد شيئاً قال نعم ويقال أنه كان يعبد البقر، وعن ابن عباس والضحاك بن مزاحم ويذرك وآلهتك يعني عبادتك قال ابن عباس: وكان فرعون يعبد ويقال للرجل إذا نسك وتعبد تأله قال رؤبة:
سبحن واسترجعن من تألهي
أي حين رأينني نسكت ويروي عن ابن عباس مع ذلك ويذرك بالرفع وهذا على القطع من الأول كأنه قال وهو يذرك ويمكن أن يكون معطوفاً على أتذر موسى.
محمد بن الحسين بن عبد الملك بن العباس بن عبد الله القزويني أبو نصر المعروف بحاجي البزاز كثير الشيوخ وله فوائد منتقاة خرجها من سماعاته بقزوين والريّ وهمدان وهي في الحقيقة معجم شيوخه، سمع أبا طالب أحمد بن علي بن رجاء وأبا بكر بن لال، وأبا الحسن الصيقلي، وأبا الفتح الراشدي، وجده من قبل الأم أبا سعيد محمد بن أحمد بن بندار البيع منه أبو سعد السمان الحافظ.
قال في مشيخته أنبأ أبو نصر محمد بن الحسين هذا بقراءاتي عليه في جامع قزوين أنبأ أحمد بن علي بن عمر بن محمد بن أبي رجاء، ثنا سعيد ابن محمد بن نصر، أبو عمرو ثنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم ثنا محمد بن عثمان ثنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي كبشة عن ثوبان، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صاحب الصفّ وصاحب الجمع لا يفضل هذا على هذا ولا هذا علي هذا كأنه يريد صفّ القتال.

محمد بن الحسين بن أبي القاسم الخالدي البخاري المؤدب، سمع بقزوين أبا إسحاق الشحاذي سنة ثمان وتسعين وأربعمائة، جزأ من حديث، أبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري المقرئ برواية الشحاذي عنه، وفي الجزء، ثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحسين بن محمد المعروف بابن مأمون أنبأ أبو القاسم بكير بن الحسن بن عبد الله الرازي. ثنا بكار ابن قتيبة القاضي ثنا صفوان بن عيسى ثنا محمد بن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة.
قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إنما أنا لكم مثل الوالد فإذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها، فإذا استطاب فلا يستطبّ بيمينه " وكان يأمر بثلاثة أحجار وينهانا، عن الروث والرمة قال فخرج الجزء، أخرجه مسلم عن أحمد بن الحسن بن خراش، عن عمر بن عبد الوهاب، عن يزيد بن زريع عن روح، عن سهيل عن القعقاع فأبو معشر في محل مسلم.
محمد بن الحسين بن أبي القاسم الجالوسي أبو بكر ورد قزوين، وكان من أهل العلم والحديث. وسمع مسند الشافعي رضي الله عنه منه جماعة بقزوين سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، بسماعه من نصر الله الخشنامي عن الحيري عن الأصمَّ ولد سنة سبع أو ثمان وسبعين وأربعمائة، وصنف كتباً منها كتاب الكشف في معجم الصحابة رضي الله عنهم.
محمد بن الحسين بن محمد بن عبيد الله بن صالح الشعيري أبو بكر المؤدب القزويني سمع علي بن أحمد بن صالح والحسن بن علي بن عمر الصيدناني، ومحمد بن علي بن عمر المعسلي وغيرهم، وروى عنه الحافظ أبو سعيد السمان في مشيخته فقال ثنا أبو بكر الشعيري المؤدب بقزوين في مكتبه بقراآتي عليه، ثنا علي بن أحمد المقرئ، بياع الحديد ثنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن حماد بن مهران الجمال الأزرق المقرئ ثنا أحمد بن يزيد الحلواني ثنا المعسلي بن هلال عن سليمان التيمي عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن ملكاً موكل بالقرآن فمن قرأ منه شيئاً لم يقومه، قومه الملك ورفعه " .
محمد بن الحسين بن محمد بن العباس الفقيه المالكي، روى عنه الخليل في مشيخته، فقال حدثني محمد بن الحسين المالكي هذا بقزوين، ثنا علي بن عمر بن محمد بن يزيد المذكر، ثنا محمد بن علي بن بطحا ثنا بشر ابن آدم ثنا أبو عقيل يحيى بن المتوكل ثنا القاسم بن عبيد الله بن عبد الله ابن عمر عن عمه سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه عبد الله بن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لا تأكلوا بشمالكم ولا تشربوا بها فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله " .
محمد بن الحسين بن محمد الأسكاني، ويقال ابن الإسكاف أبو بكر العالم القزويني، روى عن أبي الحسن القطان وعبد الله بن السري الاسترابادي والقاضي أبي الحسن محمد بن محمد بن يحيى بن زكريا، وحدث عنه الخليل الحافظ وأبو الفتح الراشدي وفيما روى الراشدي ثنا أبو بكر محمد بن الحسين العالم ثنا القاضي أبو الحسن محمد بن يحيى بن زكريا ثنا أبو عمر محمد بن جعفر القرشي ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا سفيان عن الأعمش عن سفيان عن عبد الله بن مسعود، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن أول ما يقضي بين الناس في الدماء " .
في تاريخ محمد بن إبراهيم القاضي أن أبا بكر محمد بن الحسين الإسكاف الفقيه توفي بقزوين سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
محمد بن الحسين بن محمد الطوسي، سمع بقزوين الخطيب أبا زيد الواقد بن الخليل بن عبد الله جزأ من مسموعات أبيه بسماعه منه وفيه ثنا عبد الواحد بن محمد ثنا علي بن محمد ابن مهرويه ثنا أحمد بن خيثمة ثنا ابن الأصبهاني، ثنا شريك عن عمرو بن عبد الله بن يعلى بن مرة عن أبيه، عن جده قال رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر بشجرتين متفرقتين فقال اذهب فمرهما فلتجمعا، قال فاجتمعا فقضى حاجته ومضى.
محمد بن الحسين بن محمد الخفاف من فقهاء قزوين رأيت له مجموعاً في الفرائض ومن أسباط ابنه محمد بن حامد بن الحسن بن محمد بن كثير وقد توجد في طبقات السماع عن أبي الحسن القطان ذكر محمد بن الحسين الخفاف وغالب الظن أنه هو.
محمد بن الحسين بن محمد بن عيسى البياع القزويني كان من أهل الثورة وحصل طرفاً من اللغة على الإمام أبي محمد النجار وقرأ عليه كتباً وكان يعرف شيئاً من الحساب والشعر.

محمد بن الحسين بن هلال بن إسحاق الخدامي أبو عمر الثغري ورد الري وقزوين مستتراً، وسمع أبا بكر عبد الله بن حبان بن عبد العزيز القاضي بالموصل وأبا هاشم محمد بن أحمد بن سنان بن طالب روى عنه أبو سعد السمان والخليل الحافظ، وغيرهما وفيها حدث بقزوين أبو عمر سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، أنبأ أبو بكر عبد الله بن حبان ثنا إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، ثنا عبد الرحمن بن عمان بن إبراهيم عن أبيه عن أمه عائشة بنت قدامة بن مظعون، قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " عزيز، على الله تعالى أن يأخذ كريمتي عبد مسلم ثم يدخله النار " .
يقال عز علي كذا أي شقّ وتعذر والله سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء ولا يشق عليه لكن من شق عليه شيء تركه وأعرض عنه، فالمعنى أن الله تعالى لا يجمع بين سلب كريمتي العبد وإدخاله النار.
محمد بن الحسين بن وارين القاري، سمع أبا عمر بن مهدي سنة سبع وتسعين وثلاثمائة، ويشبه أن يكون محمد بن الحسين أبو بكر الواريني الذي سمع مشكل القرآن لابن قتيبة من أبي محمد الحسن بن جعفر الطيبي سنة إحدى وأربعمائة بسماعه من أبي الحسن القطان هو هذا القاري.
محمد بن الحسين بن يزدينيار، أبو جعفر السعيدي، سمع بقزوين من أبي الحسن بن إدريس أنبانا الحافظ أبو منصور الديلمي، عن أبيه شيرويه قال: أنبأ القاضي أبو جعفر محمد بن الحسين السعيدي هذا ثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد بن إدريس بقزوين، ثنا أبو بكر أحمد محمد بن الرازي الحافظ ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا الحسن ابن عرفة سمعت عبد الله بن المبارك يقول رأيت ليلة الجمعة وكانت ليلة مظلمة وذكر حكاية طويلة في أن القرآن غير مخلوق.
محمد بن الحسن الشافعي النسوي، سمع بقزوين ربيعة بن علي العجلي سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، وفيما سمعه أبو الحسن علي بن أحمد بن موسى الدمشقي بحلوان ثنا إبراهيم بن زهير بن أبي خالد ثنا مكّي بن إبراهيم ثنا موسى بن عبيدة عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " بعث الله ثمانية آلاف نبي، أربعة آلاف منهم إلى بني إسرائيل وأربعة آلاف منهم إلى سائر الناس " .
محمد بن الحسين القاضي قلده أمير المؤمنين المقتدر قضاء بلاد منها قزوين ورأيت نسخة عهده وفيها أن عبد الله جعفر المقتدر أمير المؤمنين ولاه قضاء الري ودنباوند وقزوين وزنجان وأبهر.
محمد بن الحسين الزجاجي أبو الحسين، سمع أبا الفرج حمدان بن ابن عمران الخطيب يحدث عن أبي طالب بن أبي رجاء عن سلمان بن يزيد الفامي ثنا إبراهيم بن مضر ثنا أبو نعيم ثنا عبد السلام عن يزيد بن عبد الرحمن عن يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أمه عبيدة أو حميدة وعن عمه عمر بن عبد الله بن أبي طلحة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، رهان الخيل طلق يعني حلال.
محمد بن الحسين السمرقندي أبو جعفر المقري، سمع ناصر بن أحمد الفارسي بقزوين في الجامع.
فصلمحمد بن حفص التميمي القزويني من المتقدمين، روى عن روح ابن عبادة وأبي أحمد الزبيري، والوليد بن القاسم قال عبد الرحمن بن أبي حاتم، سمع منه أبي بقزوين.
فصلمحمد بن حماد بن الفضل الهروي، أبو الفضل ورد قزوين سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وحدث بها على المصلى وغيره، وسمع منه من أهلها محمد بن سليمان بن يزيد، وميسرة بن علي، ومحمد بن إسحاق بن محمد أبو عبد الله وغيرهم، قال ميسرة في مشيخته قرأ علي أبو الفضل محمد بن حماد الهروي بقزوين على المصلى في جمادى الأولى، سنة سبع عشرة وثلاثمائة، ثنا أحمد بن حيويه أبو الحسن ثنا أبو رجاء قتيبة بن سعيد ثنا عبيد الله بن الحارث، حدثني عنسبة عن محمد بن زاذان عن أم سعد عن زيد بن ثابت، قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبين يديه كاتب يكتب فسمعته يقول ضع القلم على أذنك، وحدث الخليل الحافظ عن محمد بن سليمان بن يزيد، قال أنشدني محمد ابن حماد الهروي أنشدنا ثعلب:
وإنك لا تدري بأعطاء سائل ... أأنت بما تعطيه أم هو أسعد
عسى سائل ذو حاجة إن منعته ... من اليوم سؤلاً أن يكون له غد

محمد بن حماد الرازي أبو عبد الله الطهراني قال الخليل الحافظ ثقة متفق عليه، قدم قزوين مراراً للرباط وللرواية، سمع عبد الرزاق ابن همام الصنعاني والسيدي بن عبدويه وأبا عاصم النبيل وحفص بن عمر القدفي وسمع منه بالري عبد الرحمن بن أبي حاتم، وبقزوين محمد ابن هارون بن الحجاج، وبالشام أحمد بن عمير بن جوصا، وذكر الخطيب أبو بكر الحافظ أنه مات بعسقلان سنة إحدى وسبعين ومائتين، وقال أنبأ البرقاني أنبأ علي بن عمر الحافظ، أخبرنا القاضي أحمد بن عبد الله بن نصر بن بحير ثنا محمد بن حماد الطهراني أنبأ عبد الرزاق قراءة عليه عن سفيان عن الثوري عن أبي معشر عن المقبري عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: دعوة المظلوم مستجابة، وإن كانت من فاجر ففجوره على نفسه، وذكر غير الخطيب أنه مات سنة سبع وستين ومائتين.
فصلمحمد بن حمدان بن إسحاق الرازي، أبو بكر البزار حدث بقزوين عن المنذز بن شاذان قال ميسرة بن علي في مشيخته ثنا أبو بكر هذا بقزوين ثنا منذر بن شاذان ثنا موسى بن داؤد ثنا حسام بن معتك عن محمد بن سيرين عن ابن عباس عن أبي بكر الصديق قال نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من كتف ولم يتوضأ.
فصلمحمد بن حمدون بن خالد بن يزيد بن زياد النيسابوري أبو بكر ورد قزوين، وحدث بها وروى عنه أبو الحسن القطان، في الطوالات فقال ثنا أبو بكر محمد بن حمدون هذا بقزوين في المحرم سنة تسع وسبعين ومائتين، حدثني أبو إسحاق عبد الجبار بن كثير بن سيار الرقي ثنا محمد بن بشر، لقيته باليمن عن أبان البجلي، عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال حدثني علي بن أبي طالب قال: لما أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم أن يعرض نفسه على قبائل العرب، خرج وأنا معه وأبو بكر الصديق حتى دفعنا إلى مجلس من مجالس العرب فتقدم أبو بكر يسلم وكان أبو بكر مقدماً في كل خير وكان رجلاً نسابه وذكر الحديث الطويل.
قال أبو بكر أحمد بن محمد الذهبي، عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس هو أبان بن عثمان الأحمر وأخطأ قوم فحسبوه أبان ابن عبد الله البجلي.
فصلمحمد بن حمزة بن إبراهيم فقيه، سمع عطاء الله بن علي سنة إحدى وسبعين وخمسمائة، بقزوين أسباب النزول لعلي الواحدي بسماعه، عن أبي نصر الأرغياني عنه.
محمد بن حمزة بن الحسن بن يزيد بن ماجة أبو العباس القزويني، من بيت العلم والحديث والحسن، هو أخو أبي عبد الله بن ماجة، ورأيت بخط الإمام هبة الله بن زاذان وصف أبي العباس، هذا بالعلم والفضل، سمع القاضي أبا محمد بن أبي زرعة سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وأبا عمرو عبد الواحد بن محمد بن مهدي البغدادي، بقزوين سنة سبع وتسعين وثلاثمائة، ومما سمعه منه حديثه عن عبد الله بن أحمد بن إسحاق عن بكار ابن قتيبة ثنا موئل بن إسماعيل ثنا سفيان عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قيل يا رسول الله: أي الصلاة أفضل، قال طول القنوت، وسمع أيضاً أبا عبد الله الحسين بن علي القطان وأبا الفتح الراشدي سنة أربع عشرة وأربعمائة.
محمد بن حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب الحسيني أبو سليمان الزيدي كان من كبار الأشراف علماً وعفة وخلقاً وجوداً سمع بقزوين العليين ابن مهروية وابن إبراهيم وابن عمر وسليمان بن يزيد، وبآذربيجان حفص بن عمر الأردبيلي الحافظ وغيره، وروى عنه ابنه أبو يعلى حمزة وغيره، توفي أبو سليمان في رمضان سنة إحدى وستين وثلاثمائة، وقيل سنة خمس وستين، وحدث أبو نصر القاسم بن حسان الحساني قال أنشدني أبو سليمان محمد بن حمزة الزيدي لبعضهم:
فويحكما يا واشئ أم مالك ... بمن والى من جئتما تشيان
بمن لو أراه عانياً لفديته ... ومن لو رآني عانياً لفداني
فمن مبلغ عني الحبيب رسالة ... بأن فؤادي دائم الخفقان
وأني ممنوع من النوم مدنف ... وعيني من وجدبها تكفان
محمد بن حمزة الداؤدي فقيه كان معروفاً بالصلاح وحسن السيرة وأحياء المساجد وإقامة الجماعات، وكان أبوه محتسباً في البلد وجده من الصوفية وكان في قومه فقهاء توفي سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.
فصل

محمد بن حمويه سمع أبا عمر بن مهدي بقزوين في جم غفير سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.
فصلمحمد بن حمكويه أبو جعفر العطار القزويني، روى الحديث عن محمد بن حميد وموسى بن نصر، وروى عنه أحمد بن إبراهيم بن الخليل، وأبو داؤد سليمان بن يزيد، مات قبل سنة ثمانين ومائتين، ذكره الخليل الحافظ في التاريخ.
محمد بن حمكويه الخطيب أبو العباس الرازي، حدث بقزوين، وروى عنه محمد بن أحمد بن سهلويه الصيرفي وقد أوردت له رواية عند ذكر الصيرفي هذا.
فصلمحمد بن حنظلة الجرجاني، سمع بقزوين علي بن أحمد بن صالح سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
فصلمحمد بن حيدر بن إبراهيم الخباز شيخ، سمع أبا منصور ناصر ابن أحمد الفارسي المقرئ في جامع قزوين سنة ست وسبعين وأربعمائة، جزأ من حديثه وفيه ثنا أبو حفص عمر بن محمد بن عيسى ثنا أبو بكر أحمد بن علي الأستاذ ثنا محمد بن مسعود ثنا أبو مصعب عن الدراوردي عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر " .
محمد بن حيدر بن جعفر المحمدي العلوي، أبو البركات من الأشراف المعروفين بالسنة، سمع أبا سليمان الزبيري سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
محمد بن حيدر بن عبد الملك الشروطي فقيه، كتب الوثائق كثيراً في حدود سنة ستين وأربعمائة، والظن أنه من المخلديين.
محمد بن حيدر بن أبي القاسم القزويني، فقيه محصل مناظر حاذق واعظ سافر، وكتب الكثير من كل فن وسمع أخاه الإمام أبا القاسم بن حيدر وأبا الحياة محمد بن عبد الله البلخي، وسمع منه سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة وأبا عامر، سعد بن علي ابن أبي سعد الجرجاني، وفيما سمع منه حديثه عن أبي مطيع، محمد بن عبد الواحد المصري أنبأ أبو بكر ابن مردويه ثنا محمد بن محمد بن شاذان المقابري ثنا أبو غسان عبد الله ابن محمد بن يوسف القلزمي ثنا أبي ثنا سيف عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، قالت كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكتحل كلّ ليلة ويحتجم كل شهر ويشرب الدوا كل سنة.
محمد بن حيدر بن محمد بن علي بن مخلد، أبو منصور المخلدي سمع جده أبا الحسن محمد بن علي بن محمد، ومحمد بن الحسن وجعفر الطيبي، وفيما سمع منه سنة خمس وثلاثين وأربعمائة، حديثه عن أبيه أبي محمد الحسن بن جعفر، قال ثنا القاضي أبو بكر محمد بن عمر الجعابي ثنا الفضل ابن الحباب ثنا عثمان بن الهيثم ثنا أبو الهيثم بن جهم عن عاصم عن زرّ عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من غشنا فليس منا والمكر والخدع في النار " .
حرف الخاء في الآباءمحمد بن خرشيد بن يزي بن بابا الديلمي أبو بكر الأقطع، حدث بقزوين والظن أنه قزويني روى عن محمد بن يعقوب بن مقسم المصري، وعبد الله بن إسماعيل بن برية الهاشمي، وروى عنه الخليل الحافظ في مشيخته، قال ثنا محمد بن يعقوب بن مقسم ثنا عبد العزيز بن محمد الفارسي ثنا هاشم بن الوليد ثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن ابن مسعود، أنه إذا كان في جنازة ووضع السرير قبل أن يصلي عليه استقبل الناس بوجهه.
ثم قال: يا أيها النسا إنكم شفعاء جئتم شفعاء لميتكم فاشفعوا فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " أربعون رجلاً أمة ولم يخلص أربعون رجلاً في الدعاء لميتهم إلا وهبه الله لهم وغفر له " ، وقال الخليل: حدثني أبو بكر عن ابن مقسم ثنا موسى بن علي ثنا زكريا ابن يحيى ثنا الأصمعي.
قال كان لأبي عمرو بن العلاء كل يوم من غلة داره فلسان، فلس يشتري به كوزاً وفلس يشتري به ريحاناً يشم الريحان يومه ويشرب من الكوز يومه، فإذا أمسى تصدق بالكوز وأمر الجارية أن تجفف الريحان وتدقه في الأسنان، وحدث عن أبي بكر الأقطع أبو نصر محمد بن الحسين البزاد في فوائده.
فصلمحمد بن خسرو شاه بن عبد الكريم الروجكي القزويني، سمع أبا زيد الواقد بن الخليل الحافظ، فضائل القرآن لأبي عبيد سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، بقرأة الحافظ إسماعيل بن محمد الأصبهاني، وهو يرويه عن الزبير بن محمد بن علي بن مهرويه، عن علي بن عبد العزيز عنه، والروجكيون جماعة فيهم طائفة من أهل العلم يأتي ذكرهم.

محمد بن خسرو سمع الأحاديث الخمسة والخمسين من المصافحة لأبي بكر البرقاني من الأستاذ أبي إسحاق الشحاذي بروايته عن الإمام أبي إسحاق الشيرازي عنه.
فصلمحمد بن الخضر، سمع أحمد بن إبراهيم بن سمويه بقزوين حديثه عن أحمد بن منصور الرمادي، فقال: ثنا عبد الله بن صالح، حدثني فرقد بن أبن عمران، وابن لهيعة عن عقبة بن مسلم عن عقبة بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " إذا رأيت الله عز وجلّ يعطي العبد ما يحب وهو مقيم على معاصيه، فإنما ذلك منه استدراج " ، ثم قرأ هذه الآية " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء، حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا، والحمد لله رب العالمين " .
فصل: محمد بن خالد بن أبي منصور، وهو كما ذكر محمد بن خالد بن عبد الغفار بن أبي منصور إسماعيل بن أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خفيف الضبي الخفيفي، الشيرازي الأصل أبو المحاسن الأبهري، دخل قزوين مراراً كثيرة وسمع بها، وسمع منه، وكانت له معرفة بالحديث، والفقه والشروط والأدب وسرعة في الكتابة، وعبادة لا بأس بها وجمع أربعينيات ومجاميع وله إجازات عالية وسماعات كثيرة.
أنبأنا القاضي محمد بن خالد، أنبأ أبو النجم المظفر بن سيدي بن المظفر الساماني ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن خشنام بن إسحاق الباكوي ثنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد ثنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أحمد بن محمد بن عبدويه الجصاص ثنا الحسن بن أحمد الزعفراني ثنا محمد بن عبد الرحمن الهروي ثنا يزيد بن إبراهيم عن ابن سيرين عن أبي هريرة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله " . قال: وأنشدني المظفر أنشدني والدي أنشدني أبو محمد الحمداني:
ولا تجزع إذا ما سد باب ... فأرض الله واسعة المسالك
ولا تفزع إذا ما ضاق أمر ... فإن الله يحدث بعد ذلك
محمد بن خالد البزاز، سمع علي بن أحمد بن صالح بقزوين سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، حديثه عن محمد بن عبد بن عامر، قال ثنا قتيبة ابن سعيد ثنا مالك سعير عن الأعمش عن أبي وائل عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الدينار والدرهم اهلكا من كان قبلكم وهما مهلكاكم.
فصلمحمد بن خليفة بن المعالي بن أبي سهل المتوي أبو بكر الصائغي القزويني فقيه جليل بارع ورع جميل السيرة، حميد الأخلاق تفقه بقزوين ونيسابور وغيرهما وسمع بقزوين مسند الشافعي رضي الله عنه من السيد أبي حرب الهمداني، بروايته عن الشيروي عن الحيري وبنيسابور الترغيب، لحميد بن زنجويه عن الفراوي والوسيط في التفسير للواحدي عن عبد الجبار البيهقي عن المصنف والرسالة للأستاذ أبي القاسم عن أبي المظفر عبد المنعم عن أبيه وهذه مسائل مستفادة رأيتها في معلقاته رحمه الله.
رجل قبل النكاح لابنه بالوكالة عنه، ثم أنكر الابن التوكيل، فأقيمت البينة عليه يرتفع النكاح باتكاره، ويلزمه نصف المهر ثم لو كذب نفسه وصدق الشاهدين يشترط نكاح جديد، على قول أبي إسحاق الشيرازي وعند الفقال ترد المرأة إليه ولا يشترط نكاح جديد.
عن القاضي أبي المحاسن الطبري: إمام سريع القرأة ركع والمأموم لم يتم الفاتحة عليه إتمامها ثم إن أدرك الإمام في الركوع أو الاعتدال منه جازت صلاته، وكان مدركاً للركعة وإن علم أنه لا يقدر على إتمامها حتى يسجد الإمام تبعه، قبل إتمامها ويعيد الركعة، وإن علم أن يتكرر ذلك في كل ركعة فارقه وصلى منفرداً.
إن تحرم المأموم واشتغل بدعا الاستفتاح، وركع الإمام قبل أن يتم الفاتحة، فإن قدر على أن يتمها، ويدركه في الركوع أو الاعتدال فعل، وإلا تبعه وأعاد الركعة ولو تبعه حين ركع وأعاد الركعة جاز، ولو أشتغل بإتمامها، وهو عالم بحكمه، حتى سجد الإمام بطلت صلاته لأن الإمام سبقه بركنين ورأيت بخطه:
تأوبني همّ ببيضاء نابتة ... لها لوعة في مضمر القلب ثابتة
ومن عجب أني إذا رمت نتفها ... نتفت سواها وهي تضحك شامتة
يقال تأوبه هم أي جآه.
فصل

محمد بن الخليل بن القاسم المعروف بحاجي، سمع ربيعة بن علي العجلي غريب الحديث لأبي عبيد بروايته عن أبي الحسن محمد بن هارون الزنجاني، سماعاً وعلي بن إبراهيم القطان إجازة بروايتهما عن علي بن عبد العزيز عنه، وكان سماعه من ربيعة في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة أو نحوها.
محمد بن الخليل بن ملكا القزويني، ثم البروجردي سمع الرياضة للشيخ أبي محمد جعفر بن محمد الأبهري، المعروف ببابا، من الشيخ أبي علي الموسياباذي بقزوين.
محمد بن الخليل بن الواقد الخليلي الخطيب أبي جعفر من بيت الخطابة والحديث، وسيأتي ذكر سلفه وكان فيه خشوع و اخبات وأقام للتفقه مدة ببغداد وسمع الحديث من مشائخها ومن الطارئين، منهم أبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن بحا بن شاتيل وإسماعيل بن نصر بن نصر العكبري، وأبو القاسم عبد الواحد بن القاسم الصيدلاني الأصبهاني والإمام أحمد بن إسماعيل وغيرهم، وأجاز له أبو الفضل منوجهر بن محمد بن تركانشاه وقال أنبأ أبو بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني أنبأ أبو محمد الحسن بن علي الجوهري أنشدنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسين بن محمد بن شاذان البزاز أنشدنا أبو بكر محمد بن الحسين بن دريد الأزدي لنفسه:
ضمان الله يكنف من تولى ... وقلبي من تذكره مريض
ضننت وكيف لا يضنى مريض ... يشرد قومه دمع يفيض
ضميري مرتع الأحزان دهري ... وطرفي عن سوى حبي غضيض
ضرام الشوق في أثناء قلبي ... وبين جوانحي جمر فضيض
محمد بن خمار تاش بن عبد الله الصوفي، التركي شيخ سمع الحديث بالري وآمل، ودهستان، وقزوين وروى عن القاضي أبي المحاسن وغيره، روى عنه المرتضى بن الحسن بن خليفة وابنه علي وعطاء الله بن علي بن بلكويه أنبأن القاضي عطاء الله، هذا أنبأ الأمير الزاهد محمد بن خمارتاش، سنة ثلاثين وخمسمائة، أنبأ الإمام أبو المحاسن الروياني ثنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن جعفر ثنا هبة الله بن موسى ثنا أبو يعلى أحمد ابن علي بن المثنى ثنى شيبان بن فروخ ثنا سعيد الضبي حدثين أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن الله عز وجل يطلع في العيدين إلى الأرض فابرزوا من المنازل تلحقكم الرحمة " .
أنبانا القاضي أنبأ الأمير أنبأ أحمد أبي سعد أبو العباس الأسفرائني، بقزوين ثنا الحافظ أبو الفتيان الرواسي ثنا أبو بكر محمد بن أبي نصر بن إبراهيم ثنا عبد الكريم بن عبد الرحمن الكلاباذي ثنا خالد بن إسماعيل الخيام ثنا أبو بكر محمد التنوخي حدثني نصر بن محمود البلخي ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، قال جاء رجل إلى داؤد الطائي فقال: أوصني.
فقال: انظر أن لا يراك الله عنه ما نهاك ولا يفقدك حيث أمرك، قال زدني قال: كما ترك لكم الملوك الحكمة، يعني العلم، فاتركوا لهم الدنيا قال: زدني قال أرض باليسير من الدنيا مع سلامة الدين كما رضي أهل الدنيا بالكثير مع خراب الدين، قال زدني قال، فرّ من الناس فرارك من الأسد، ولا تفارق الجماعة، قال زدني قال أجعل عمرك يوماً فواحداً، فصمه عن شهواتك واجعل فطرك الموت.
فصلمحمد بن خيران، سمع أبا الحسن القطان بقزوين في الطوالات، حديثه عن أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الدبري، بسماعه بصنعآء عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري، قال أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام عن أسماء بنت عميس، قالت أول ما أشتكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بيت ميمونة فاشتدّ مرضه حتى أغمي عليه فتشآور فساءه في لده فلدوه - الحديث.
حرف الدال في الآباءمحمد بن داؤد الأبهري الغازي ورد قزوين وأجاز له أبو الحسن القطان، وناوله الكتاب الطوالات أو بعضه، وفيما ناوله، ثنا القاضي إسماعيل بن إسحاق ثنا يحيى بن محمد السكن ثنا حبان بن هلال ثنا مبارك حدثني عبيد الله بن عمر عن خبيب عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال لما خلق الله تعالى آدم عطس، تألهمه ربه تعالى أن قال الحمد لله، فقال له ربه: رحمك ربك، فلذلك سبقت رحمته على غضبه.

قال: ثم قال إن الله تعالى قال ايت الملأ من الملائكة فسلم عليهم، فأتاهم، فقال: السلام عليكم قالوا: السلام عليك ورحمة الله - حبان بالباء وفتح الحاء بصرى ومبارك يشبه أن يكون مبارك بن فضالة بن أبي أمية الذي سمع الحسن وعبد الله بن عمر.
محمد بن درستويه بن محمد الهمداني، أبو طاهر العصاري معروف بالتقدم والتورع، وحسن السيرة، والسريرة والحظ الجزيل من علوم الطريقة والحقيقة، دخل قزوين وأقام بها مدة يعظ ويذكر وينتفع الناس بوعظه، وكان قد درس الكلام على الإمام أبي نصر القشيري وصنف في التذكير وعلوم المشائخ كتاباً كثير الفائدة لقبه بالغنيمة للقلوب السقيمة، وروى فيه عن الكياشيرويه بن شهردار، وأبي القاسم عبد الملك ابن عبد الغفار الفقيه، وأبي القاسم يوسف بن محمد بن عثمان الخطيب وغيرهم.
قال فيه: أخبرني أبو بكر أحمد بن عمر بن أحمد بن علي ثنا الحافظ أبو الحسين خدا دوست بن أسفهفيروز ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين البشتي نزيل قاشان أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن شاذان الرازي ثنا أبو مطيع مكحول بن الفضل النسفي ثنا علي بن جرير ثنا علي ابن الحسين الشعيري عن مالك بن سليمان عن إبراهيم بن طهمان والهياج ابن بسطام عن أبان عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " ثلاثة أعين لا تمسها النار، عين فقئت في سبيل الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله، وعين دمعت من خشية الله، ورأيت بخط والدي رحمه الله، سمعت أبا طاهر ينشد على المنبر:
وكم من عائب قولاً صحيحاً ... وآفته من الفهم السقيم
سمعت والدي يقول: سمعت أبا طاهر رحمه الله ينشد: في مرض موته:
لولا بناتي وسيأتي ... لطرت شوقاً إلى الممات
وقد أورد البيت أبو سليمان الخطابي في كتاب العزلة ونسبه أبي منصور بن إسماعيل الفقيه، واللفظ لذبت شوقاً وبعده.
لأنني في جوار قوم ... يبغضني قومهم حياتي
كتب أبو طاهر إلى بعض أصدقائه بقزوين:
أتاني كتاب منك يا من أوده ... فهيج أحزان الفؤاد وشوقا
وذكرني عهد الوصال وطيبه ... وأضرم في الأحشاء ناراً وأقلقا
فنزهت طرفي في بدائع لطفه ... وسليت قلباً كان بالبعد محرقا
إني أن قال:
أبيت أراعي النجم في غسق الدجى ... أردد طرفي مغرباً ثم مشرقا
ولو أن ما بي بالحديد إذا به ... وبالحجر الصلد الأصمّ تفلقا
توفي بقزوين سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، ودفن بها وقبره معروف تسأل الحاجات، بينه وبين قبر الإمام ملك داد بن علي رحمهما الله بباب المشبك.
محمد بن دلك أبو عبد الله القزويني، من عباد الله الصالحين المستورين عن الناس، كان ينزل سكة لبّ رأيت بخط أبي الحسين القطان ذكره ويشبه أن يكون هو الذي صحب الشيخ علك القزويني في بعض أسفاره وحكى علك عنه أحوالاً عجيبة جليلة نوردها عند ذكر الشيخ علك إن شاء الله تعالى.
محمد بن ديزك، سمع بقزوين أبا علي الطوسي في القراآت لأبي حاتم السجستاني فمن جاءه موعظة من ربه أبو عمر والعامة على ما في الإمام وكذلك يقرأ وقرأها فمن جآءته موعظة " بزيادة تآء الحسن رحمه الله.
حرف الراء في الآباءمحمد بن رامين، سمع أبا إسحاق الشحاذي الأحاديث الخمسة والخمسين من المصافحة لأبي بكر البرقاني.
محمد بن الربيع، سمع بقزوين تاريخ أحمد بن حنبل من أبي الحسن أحمد بن الحسن بن ماجة، أو من أحمد بن محمد بن أحمد بن ميمون وهما يرويانه، عن علي بن أبي طاهر عن أبي بكر أحمد بن محمد الأثرم عن أحمد بن حنبل.
محمد بن ربيعة بن علي بن محمد بن عبد الحميد العجلي أبو الماجد القزويني، ولد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وسمع أباه وأبا الحسن علي بن أحمد بن صالح المقرئ، ومما سمع منه سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، يقول: ثنا أبو عمر محمد بن عبد الوهاب المرزي ثنا إسماعيل بن توبه الثقفي ثنا عبد الرحمن بن عبد الله العمري عن أبيه وعبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من أعتق شركائه في عبد عتق عليه كله إن كان له مال قوم عليه قيمة العبد، ثم دفع إلى شركائه أنصباءهم وإن يكن له ملك عتق منه ما أعتق " .

محمد بن رجاء بن أحمد بن رجاء بن جرير اليماني، سكن آباؤه قزوين، وكانوا من أهل العلم والحديث وذكر الخليل الحافظ في الإرشاد، أن محمدا هذا كان يتزهد ولم يسمع الحديث.
محمد بن رستم الفامي المقرئ، شيخ صالح خير، سمع شرح الغاية للفارسي، من محمد بن آدم الغزنوي اللهاوري، بروايته المثبتة في ترجمته.
محمد بن روشنائي بن أبي اليمين أبو اليمن المرداسي القزويني ويعرف بالفقيه بابويه، كان من أهل العلم والدراية لطيف المحاورة، وكان كثير التردد إلى والدي، وأئمة ذلك العصر رحمهم الله، ويؤنسهم وينسخ لهم الكتب عن ضبط ومعرفة، وكار يدعى فهرست الكتب لممارسته لها ووقوفه على نسخها، ملكاً ووقفاً، وكان والدي يرتاح بدخوله عليه سمع أبا أحمد عبد الله بن هبة الله الكموني، سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.
مما سمعه منه كتاب يوم وليلة لأبي بكر السني وسمع أبا اليمين ابن علي بن محمد الصوفي الدشتكي فضائل قزوين للخليل الحافظ، سنة اثنين وسبعين وخمسمائة. بسماعه عن أبي إسحاق الشحاذي عن الواقد بن الخليل عن أبيه، وسمع معظم الصحيح للبخاري أو جميعه من الأستاذ محمد بن الشافعي بن داؤد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة، بسماعه من أبيه وغيره، وأجاز له الشيخ أبو سعد الحصيري، وأبو علي الموسياباذي وناصر بن أبي نضر الخدامي، وعبد الجليل بن محمد المعروف بكوتاه وأبو الخير الباغبان وعبد الأول وغيرهم.
سمع الإمام أحمد بن إسماعيل، ونصر بن محمد الخواري وعبد الواحد بن عبد الماجد القشيري، ومحمد بن محمد البروي وعبد الملك ابن محمد أبا شجاع الهمداني وغيرهم، وقرأ على أبي الفتوح سعد بن سعيد ابن مسعود الرازي الحنفي بقزوين سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
أنبأ أبو طاهر عبد العزيز بن إبراهيم الزعفراني، بالري سنة عشرين وخمسمائة، أنبأ أبو علي الحسن بن علي بن الحسن الصفار، أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن حمير القزويني، ثنا محمد بن عبد الله بن نعيم ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عمرويه المذكر بمرو ولم نكتبه إلا عنه ثنا أحمد بن الصلت الحماني ثنا بشر بن الوليد القاضي ثنا أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم، سمعت أبا حنيفة يقول: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " طلب العلم فريضة على كل مسلم " ولد محمد ابن روشنائي سنة أربع عشرة وخمسمائة.
محمد بن روشنائي، أبو بكر بن أبي الفرج الهمداني، سمع بقزوين سنة تسع وستين وخمسمائة، من الإمام أبي محمد النجار جزأ من الحديث فيه، روايته عن السيد أبي حرب العباسي، ثنا محمد بن الحسين البردائي أنبأ إبراهيم بن محمد الخطيب أنبأ أبو جعفر محمد بن أبي حفص العمراني أنبأ أبو جعفر محمد بن إبراهيم النائلي ثنا أبو جعفر محمد بن المفضل الزاهد، أتت عليه مائة وثلاثون سنة أنبأ أبو العباس هرمزدان الكرماني الجيرفتي، ثنا انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها " .
حرف الزاء في الآباءمحمد بن الزبير القراء فقيه، سمع القاضي إبراهيم بن حمير الخيارجي سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
محمد بن أبي زرعة بن أبي أحمد الصباغ أبو أحمد المتكلم القزويني، سمع الواقد بن الخليل الخطيب سنة أربع وثمانين وأربعمائة.
محمد بن زكريا بن يحيى بن عبد الأعظم القزويني، هو وأبوه من أهل العلم والحديث، وجده يحيى كبير مشهور، وسمع محمد الحسين بن علي الطنافسي، وأقرانه.
محمد بن زكريا السمان المقرئ، سمع الواضح في القراآت العشر لأبي الحسن أحمد بن رضوان المقرئ، من أبي محمد سعد بن الفضل بن النائي المقرئ بقزوين، سنة تسع وخمسمائة، بروايته، عن عبد السيد بن عتاب بن محمد الضرير المقرئ عن المصنف.
محمد بن زنجويه بن خالد المقرئ، أبو الحسن القزويني ذكر الخليل الحافظ أنه كان ثقة، يقرئ في الجامع وأنه سمع محمد بن أيوب وعلي ابن أبي طاهر وأبا يعلى الموصلي وأنه توفي بآذربيجان، سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، وأبوه زنجويه، وعمه الحسن بن خالد مقريان ثقتان يأتي ذكرهما.

محمد بن زنجويه بن علي القزويني، أبو الحسن أورده الحافظ شيرويه بن شهردار في تاريخ همدان، وذكر أنه روى عن أبي يعلى محمد ابن زهير وأحمد بن محمد الوهبي، ومحمد بن صالح الخولاني المصري، وأبي القاسم البغوي وأنه روى عنه صالح بن أحمد الحافظ، وأبو بكر ابن لال وغيرهما وفي تاريخ بغداد لأبي بكر الخطيب، إن أبا عبد الله مكي بن بندار بن مكي الزنجاني روى عن ابن زنجويه هذا.
محمد بن زياد أبو عبد الله المعروف بابن الأعرابي من مشهوري علماء اللغة حكى أبو محمد بن قتيبة أنه كان، ربيب المفضل الضبي وذكر الحافظ أبو بكر الخطيب أنه حدث عن أبي معاوية الضرير وروى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي وأبو العباس ثعلب، وأبو شعيب الحراني وأنه كان ثقة وأنه توفي بسر من رأى، سنة إحدى وثمانين ومائتين، وقد ذكر أنه ورد قزوين رأيت في دار البطيخ جمع علي بن الحسين الرفا القصيري أنه اجتمع أبو عبد الله بن الأعرابي وأبو تمام في خان بقزوين، وأحدهما لا يعرف الآخر فانشد أبو تمام قصيدة من شعره استحسنها ابن الأعرابي ثم سأله عن اسمه ونسبه فلما تبين له أنه أبو تمام هجنها وعابها ووقعت بينهما وحشة شديدة.
محمد بن زيد الجعفري أبو الحسن من الأشراف الفضلاء. ويعرف بالعراقي، سمع بقزوين القاضي عبد الجبار بن أحمد سنة تسع وأربعمائة، وسمع أبا الحسن محمد بن عمر بن زاذان حديثه عن أبي بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي كتابة ثنا الفضل بن الحباب بالبصرة ثنا القعنبي ثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير أن رجلاً وقع في علي بن أبي طالب بمحضر من عمر رضي الله عنهما فقال له عمر تعرف صاحب هذا القبر هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب فلا تذكر علياً إلا بخير فإنك إن أبغضته آذيت هذا في قبره صلى الله عليه وآله وسلم.
محمد بن زيدان بن الوليد بن يحيى بن سلام الدينوري حدث بقزوين، وروى عنه أبو علي الخضر بن أحمد الفقيه، وعبد الواحد بن محمد وغيرهما أنبأ غير واحد عن الحافظ إسماعيل بن محمد التيمي، أنبأ واقد بن الخليل بن عبد الله أنبأ أبي، سمعت عبد الواحد بن محمد، سمعت محمد بن زيدان بن الوليد الدينوري بقزوين، سمعت محمد بن يونس البصري يقول: قلت لشداد بن علي الهزاني وكان من عباد البصرة، قد قتلت نفسك بالصوم فقال: إني أخاف حرّ النار. ثنا عبد الواحد بن زيد عن الحسن عن أنس قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحوض فقال: فيه قدحان كعدد نجوم السماء قالوا يا رسول الله! فمن أول من يشرب من أمتك قال: السائحون قال شداد قال عبد الواحد بن يزيد: هم الصائمون.
حرف السين في الآباءمحمد بن سعد بن محمد أبو جعفر بن أبي الفضائل المشاط الرازي هو وأبوه وقومه مشهورون بعلم الكلام وبالصلابة في الدين كان فيهم أئمة لهم جموع في الكلام، وما يقاربه، وجاه عند العوام والخواص وصيت وسمع أبو جعفر الحديث من أبيه وغيره وورد قزوين وذكر بها محترماً كما يليق بحاله.
محمد بن سعيد بن سابق الأثرم القزويني، قال الإمام عبد الرحمن ابن أبي حاتم هو رازي الأصل سكن قزوين، روى عن عمرو بن أبي قيس وأبي جعفر الرازي ويعقوب بن عبد الله القمي، وعن أبيه سعيد بن سابق، وسمع منه أبو زرعة محمد بن مسلم بن وارة، ويحيى بن عبدك، وكثير بن شهاب، وعمرو بن سلمة الجعفي وآخر من روى عنه بقزوين، يعقوب بن يوسف أخو حسيبكا.
أخبرنا غير واحد عن كتاب أبي بكر بن خلف عن الحاكم أبي عبد الله أنبأ أبو إسحاق الفقيه أنبأ يعقوب بن يوسف القزويني ثنا محمد ابن سعيد بن سابق ثنا عمرو بن قيس عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير في قوله: فلنحينيه حياة طيبة قال: القنوع قال وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعو، يقول: " اللهم قنعني بما رزقتني وبارك لي فيه واخلف علي كل غاية لي بخير " ، مات محمد بن سعيد سنة إحدى وعشرين ومائتين، بقزوين هكذا ذكره أبو عبد الله بن ماجة في تاريخه حكاية عن علي بن محمد الطنافسي وفي الإرشاد للخليل الحافظ أنه مات سنة ست عشر ومائتين.

محمد بن سعيد بن سالم القزويني، روى عن أبيه وأبو الفضل النسوي رأيت في كتاب عقلاء المجانين، تأليف الإمام أبي القاسم الحسن ابن محمد بن حبيب المفسر، سمعت أبا الفضل أحمد بن محمد بن حمدون الفقيه النسوي، بها سمعت محمد بن سعيد بن سالم القزويني، يقول سمعت أبي سمعت محمد بن إسماعيل بن أبي فديك يقول رأيت بهلولاً في بعض المقابر وقد دلى رجليه في قبر، وهو يلعب بالتراب فقلت له: ما تصنع هاهنا، قال أجالس أقواماً لا يؤذونني، وإن غبت عنهم لا يغتابوني، فقلت قد غلا السعر فهل تدعو الله تعالى، فيكشف فقال: والله ما أبالي ولو حبة بدينار، إن لله علينا أن نعبده كما أمرنا وأن عليه أن يرزقنا كما وعدنا ثم صفق يده وأنشأ يقول:
يا من تمتع بالدنيا وزينتها ... ولا تنام عن اللذات عيناه
شغلت نفسك فيما لست تدركه ... تقول لله ماذا حين تلقاه
محمد بن سعيد بن عبد الله الصوفي السجستاني سمع بقزوين طرفاً من أول سنن الصوفية لأبي عبد الرحمن السلمي.
محمد بن سعيد الفامي الخطيب، سمع محمد بن إسحاق الكيساني، وسمع أبا الحسن القطان في غريب الحديث، حدثني علي بن ثابت عن عبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هوذة الأنصاري عن أبيه عن جده رفعه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر بالاثمد المروح عند النوم وقال ليتقة الصائم.
محمد بن سعيد الصاغاني، سمع التصحيف والتحريف لأبي أحمد العسكري من القاضي عبد الملك المعافى، سنة ست وعشرين وخمسمائة، بقزوين والقاضي يرويه عن السيد أبي محمد الحسني عن المصنف.
محمد بن سعيد القزويني الصوفي أبو سعيد، روى عنه أبو القاسم ابن حبيب في تفسيره فقال: أنشدني أبو سعيد محمد بن سعيد القزويني الصوفي:
ألا بالله جاهي واعتزازي ... وما أحد سواه به أباهي
وفي عصيانه ذلي وحيني ... وعزي في مجانبة المناهي
محمد بن أبي سعيد أبو النجيب الصائغ، سمع الإمام أحمد بن إسماعيل سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
محمد بن سليمان بن حمدان البزاز الخوزي أبو الحسين القزويني، ذكر الخليل الحافظ أنه ابن بنت يحيى الحياني: وأنه كان من المعمرين، سمع بقزوين الحسن بن علي الطوسي، والعباس بن الفضل بن شاذان، وبالري ابن أبي حاتم والحزوري وأنه حدثهم، سنة ست وسبعين وثلاثمائة، قال ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب ثنا عمرو بن الحارث وابن لهيعة والليث بن سعيد عن يزيد ابن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو عن أبي بكر الصديق.
قال قلت يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً وأنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وأرحمني إنك أنت الغفور الرحيم، مات سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
محمد بن سليمان بن داؤد بن عقبة بن رؤبة بن العجاج القزويني، أبو جعفر حدث عن يحيى بن عبدك، وروى عنه أبو يعقوب بن مندة الكرجي المقرئ رأيت بخط القاسم بن نصر الحساني في كتاب مصنف في الوقف والابتداء، حدثني أبو يعقوب إسحاق بن منده المقرئ الكرجي ثنا أبو جعفر محمد بن سليمان بن داؤد بن عقبة ثنا أبو زكريا يحيى بن الأعظم القزويني ثنا أبو الحسن الجوسقي المقرئ ثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن أبان القرشي المقرئ مولى عثمان بن عفان ثنا أبو جعفر المقرئ مؤدب جعفر بن سلمة عن عبد الملك بن جريج عن عطاء عن ابن عباس في قول الله تعالى: بلسان عربي مبين، قال بلسان قريش ولو كان غير عربي ما فهموه.
محمد بن سليمان بن مادا أبو بكر، سمع أبا الفتح الراشدي، صحيح البخاري أو بعضه سنة أربع عشرة وأربعمائة، ورأيت بخط الشيخ أبي منصور المقومي أنشدني أبو بكر محمد بن سليمان بن مادا لبعضهم:
إذا هجر العلم يوماً هجر ... ومرّ فلم يبق منه أثر
كماء تحادر فوق الصفا ... إذا انقطع الماء جفّ الحجر

محمد بن سليمان بن محمد أبو يعلى الزاذاني القزويني، سمع صحيح البخاري من إبراهيم بن حمير الخيارجي بتمامه، سنة اثنين وثلاثين وأربعمائة، بقراءة هبة الله بن زاذان، والزاذانية جماعة يأتي أسماءهم في مواضعها، وروى عن أبي يعلى الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المراغي، في ثواب الأعمال من جمعه كتابة أنبأ أبو الحسن علي بن أحمد بن صالح، ثنا محمد بن مسعود الأسدي ثنا أبو سعيد ثنا أبو خالد عن ابن عجلان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من وقاه الله شرّ ما بين لحييه وما بين رجليه دخل الجنة " .
محمد بن سليمان بن محمد: بن سليمان بن حمدان البزاز، سبط الذي قدمنا ذكره قال الخليل الحافظ، سمع معنا من ابن صالح، وعمر بن زاذان، مات سنة خمس وأربعين وأربعمائة، ولم يكن له نسل.
محمد بن سليمان بن يزيد بن سليمان بن سليمان بن يزيد بن أسد الفامي، أبو سليمان القزويني، قال الخليل الحافظ: سمع محمد بن جمعة بن زهير، والحسن بن حمد الرياش وأحمد بن المرزبان والحسن ابن علي الطوسي، والعباس بن الفضل بن شاذان، وإسحاق بن محمد وبالري عبد الرحمن بن أبي حاتم، وأحمد بن خالد الحزوري، وكان حديثه منتقى بانتخاب أبيه ولد سنة سبع وثمان وتسعين ومائتين، ومات سنة ست وثمانين، قال الخليل: قد أكثرت السماع منه، وكان أبوه من كبار محدثي قزوين.
مما سمع أبو سليمان من أبي علي الطوسي كتاب الأحكام من جمعه، وسمع أبا بكر عبد الله بن محمد بن خالد الحبال ومما سمعه منه جزء من حديث محمد بن جحادة بن جرعب الوالبي البصري تأليف الحبال هذا ومما فيه ثنا علي بن إسماعيل الطنافسي، والفضل بن الربيع بن تغلب ثنا الربيع بن تغلب ثنا يحيى بن عقبة عن محمد بن جحادة عن أنس بن مالك، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لا تطرحوا الدر في أفواه الكلاب " - يعني الفقه، وأيضاً ثنا أحمد بن يحيى الحلواني، أخو حازم ثنا الحسن بن حماد الوراق ثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد عن مسعر عن محمد بن جحادة قال: كان الشعبي من أولع الناس بهذا البيت:
ليست الأحلام في حين الرضا ... إنما الأحلام في حين الغضب
محمد بن سهل بن أبي سهل الخياط الرازي، أبو جعفر المعروف أبوه بسهل بن زنجلة، قال الخليل الحافظ: ثقة كبير عالم سمع محمد بن سعيد ابن سابق وارتحل إلى العراق ومصر، فسمع أبا صالح كاتب الليث، وإسماعيل بن أبي أويس، ويحيى بن بكير وعمرو بن خالد الحراني، وقدم قزوين سنة خمس وستين ومائتين، ونزل في خان سندول، وسمع منه بقزوين إسحاق بن محمد الكيساني، وعلي بن محمد بن مهرويه وأحمد بن إبراهيم بن سمويه، وسمع منه بالري عبد الرحمن بن أبي حاتم، وروى عنه أبو العباس محمد بن إسحاق السراج النيسابوري.
ثم قال حدثني علي بن أحمد بن إبراهيم أنبأ علي بن محمد بن مهرويه ثنا محمد بن سهل بن زنجلة ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا محمد بن عبد الرحمن الجدعاني عن سليمان بن مرقاع عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن ابن عباس. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سورة الكهف تدعى في التوراة الحائلة، تحول بين قاريها وبين النار.
ممن روى عن محمد بن سهل من أهل قزوين، عثمان بن محمد بن الطيب، توفي سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
محمد بن سهل بن محمد القرميسيني الصوفي يعرف ببهلول، سمع الشيخ أبا محمد الشافعي بن الحسين بن محمد الأستاذي في رباط شهرهيزه، وسمع تلخيص أبي معشر الطبري المقرئ في القراآت من الأستاذ أبي إسحاقي الشحاذي، سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
محمد بن سوتاش بن عبد الله الصوفي القزويني، كان عفيفاً حسن الخلق خدوماً، وخلوطاً للعلماء والخواصّ، سمع أبا سليمان الزبيري، جزأ من الحديث بقراآة ولدي رحمهما الله، وسمع صحيح البخاري أو بعضه، من علي بن المختار الغزنوي، وعطاء الله بن علي.
حرف الشين في الآباء

محمد بن الشافعي بن داؤد بن المختار التميمي أبو سليمان المقرئ القزويني، عريق في علم القراآة، ودراسة القرآن وتعليمه سمع صحيح البخاري من أبيه الأستاذ الشافعي، ومن أبي بكر محمد بن حامد بن الحسين ابن كثير، ومسند الشافعي من نصر بن عبد الجبار القرائ بسماعه، عن أبي ذر أحمد بن محمد الأسكاف عن القاضي الحيري، والإرشاد للخليل الحافظ، من القاضي أبي الفتح إسماعيل بن عبد الجبار، سنة ست وتسعين وأربعمائة، والغاية لأبي بكر بن مهران وشرحها لأبي علي الفارسي، من محمد بن آدم الغزنوي واعتصام العزلة من الفقيه أبي عمرو المينقاني والأنوار في القراآت من أبيه عن جده المصنف، وسمع منه والدي والأئمة.
محمد بن الشافعي بن روشنائي أبو بكر الصوفي القزويني. شيخ عزيز سافر الكثير، وكان لا يأكل من الخانقاهات مع كونه في ذي الصوفية، ومعرفة أربابها إياه بل كان يعلم على سبيل المضاربة لمن يرى ماله بعيداً عن الشبهات، ثم ما يحصل له يصل به وأقاربه ويحسن إلى الفقراء في أسفاره سماه الإمام أحمد بن إسماعيل محمداً وكان يشهر بأبي بكر، وسمع الحديث منه ومن غيره من الشيوخ معي، وكان صاحبني في السفر والحضر. فأحمدت أخلاقه.
محمد بن شجاع القزويني، روى عن عبد الله بن وهب الدينوري أخبرنا الحافظ أبو موسى المديني وغيره كتابة أنبأ إسماعيل بن محمد أنبأ أبو بكر محمد بن السمسار ثنا أبو طاهر الريحاني ثنا محمد بن شجاع القزويني ثنا عبد الله بن وهب الدينوري حدثني عبيد الله بن يوسف ثنا إسماعيل بن حكيم الهزاني ثنا الفضل بن عيسى الرقاشي عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما الشوم؟ قال: " سوء الخلق " .
محمد بن شريفة من مشائخ الصوفية، ذكر أبو عبد الرحمن السلمي في تاريخ الصوفية أنه من الطالقان، بين الري وقزوين، وأنه من أصحاب أبي عبد الله السندي الطالقاني، والطالقان إلى قزوين أقرب وأكثر انتساباً.
محمد بن شيرازاد، سمع أبا عبد الله محمد بن إسحاق الكيساني، وأبا الحسن القطان، ومما سمع منه في الغريب لأبي عبيد، حدثين أبو حفص الابار عن منصور والأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه جاء إلى البقيع ومعه مخصرة فجلس ونكت بها في الأرض ثم رفع رأسه وقال: ما من نفس منفوثة إلا وقد كتب مكانها من الجنة والنار، وذكر حديثاً طويلاً في القدر.
محمد بن شيرزاد بن الحسن بن شيرزاد السراجي ابن عمتي كان عفيفاً قنوعاً حمولاً عارفاً بطرف من الفقه، حافظ للقرآن قرأه بقراآت وكان يقرئ الناس مدة سمعت أخاه أبا بكر بن شيرزاد يقول رأيت في المنام محمد بن عمر الخفاف وكان من جيراننا الصلحاء المنكسرين، أقبل عليّ يهنيني فقلت بم تهنيني فأعاد التهنئة فأعدت السؤال فقال قد ازددت بكثرة ما تقرأ آية الكرسي عمراً وقد كدت تأتينا ثم أمهلت لبناتك الصغائر.
ثم قال لم يأتينا أحد يبكي بكاء أخيك محمد، فقلت ما فعل به قال وقف يومين أو ثلاثة وشدد عليه ثم عفى عنه هذا معنى ما حكاه توفي سنة ثلاث وستمائة وكان قد سمع الكثير من والدي رحمه الله.
مما سمعه منه إملاء حدثه عن أبي جعفر محمد بن الشافعي المقرئ، أنبأ والدي أنبأ أبو بدر محمد بن علي الفرضي أنبأ أبو الفضل بن أبي الفضل الفراتي، أنبأ عبد الله بن يوسف بن بابويه أنبأ عمران بن موسى أنبأ محمد بن المسيب ثنا محمد بن النعمان عن يحيى بن العلاء عن عبد الكريم، عن مجاهد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من زار قبر أبويه أو أحدهما في كل جمعة غفر له وكتب براً به " .
عن ابن بابويه سمعت أبا بكر الحافظ سمعت بشر بن الحارث، يقول رأيت علي بن أبي طالب في المنام فقالت يا أمير المؤمنين تقول شيئاً لعل الله أن ينفعني به فقال ما أحسن عطف الأغنياء على الفقراء رغبة في ثواب الله وأحسن منه تيه الفقراء على الأغنياء ثقة بالله عز وجل قلت يا أمير المؤمنين تزيدنا فولى وهو يقول:
قد كنت ميتاً فصرت حيا ... وعن قريب تصير ميتا
عزّ بدارا لهوان بيت ... فابن بدار البقاء بيتا
حرف الصاد في الآباء

محمد بن أبي صابر بن عبد الجليل القزويني، أبو عبد الله تفقه مدة على والدي رحمه الله وعلى غيره، بقزوين، ثم تفقه بهمدان وعلق تعاليق الفقه ثم أقبل على التذكير والنظم، والنثر بالعجمية في كل فن وجمع وكتب الكثير وكان له ذهن وحفظ جيد، وسمع الحديث من والدي ومن القاضي عطاء الله بن علي ومما سمع منه فهم المناسك لأبي بكر النقاش، وسمع والدي في فهرست مسموعاته سنة ثلاث وستين وخمسمائة.
أنبأ أبو البركان عبد الله بن محمد الصاعدي أنبأ الرئيس أبو عمرو عثمان بن محمد المحمي، ثنا أبو نعيم أنبأ أبو عوانة ثنا محمد بن عبد الملك الواسطي ثنا يزيد بن هارون أنبأ أبو مالك الأشجعي، عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " من وحد الله وكفر بما يعبد من دونه، حرم ماله ودمه وحسابه على الله " .
محمد بن صاعد بن محمد الغزنوي الصوفي، سمع بقزوين كتاب يوم وليلة لأبي بكر السني الدينوري، من الشيخ الشهيدي اسكندر بن حاجي الخيارجي.
محمد بن صالح بن عبد الله أبو الحسين الطبري ويعف بالصيمري لأنه كان نزيل الصيمرة، وذكر الخليل الحافظ في التاريخ أنه ورد قزوين سنة عشر وثلاثمائة وأنه سمع أبا الأشعث أحمد بن المقدام العجلي، وإسماعيل بن موسى وأبا بكر بن محمد بن العلا ونصر بن علي الجهضمي، وأبا موسى، وبندارا وأنه كان له معرفة وحفظ وجمع الأبواب، والشيوخ لكن لينوه لروايته عن بعض القدماء، قال وكان جوالاً روى عنه شيوخيا القدماء، وأدرك ممن روى عنه عبد العزيز ابن ماك الفقيه، ومحمد بن إسحاق الكيساني، وعلي بن أحمد بن صالح وغيرهم.
رأيت في بعض الأجزاء محمد بن إسحاق الكيساني حدّث عنه فقال ثنا أبو الحسين الصيمري بقزوين ثنا أبو يوسف محمد بن يوسف ثنا أبو قرّة، موسى بن طارق قال قال ابن جريج، أخبرني يحيى بن سعيد، عن الزهري، عن عباد بن تميم، عن عمه أنه أبصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم مستلقياً في المسجد على ظهره، رافعاً إحدى رجليه على الأخرى.
محمد بن صالح الأندلسي، سمع بقزوين أبا الحسن القطان حدثيه عن الحارث بن محمد ابن أبي أسامة، قال ثنا سليمان بن حرب ثنا أبو هلال، ثنا غيلان بن جرير بن عبد الله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة أن عمر رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن صوم يوم الاثنين، فقال ذاك يوم ولدت فيه ويوم أنزلت علّى فيه النبوة.
محمد بن أبي صالح الطوسي أبو الفتح فقيه مناظر ورد قزوين وجرت له مناظرة مع أبي بكر محمد بن المزيدي، وسمع الحديث بقزوين من الأستاذ الشافعي بن داؤد المقرئ في الجامع سنة سبع وخمسمائة وروى في الأربعين من جمعه عن أبي الحسن علي بن أحمد بن يوسف القرشي بسماعه منه بأصبهان سنة أربع وثمانين وأربعمائة.
قال ثنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد القزويني ببغداد، ثنا أبو حفص عمر بن محمد الزيات ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم السراج، ثنا عبيد الله بن عمر، ثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي عن قتادة عن أبى إسحاق الكوفي، عن البراء بن عازب، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إن الله وملئكته يصلون على الصف المقدم والمؤذن يغفر له مد صوته ويصدقه من سمعه من رطب ويابس، وله مثل أجر من صلى معه " أنبأنا الأربعين أبو الفضل الكرحي بسماعه منه.
محمد بن أبى صالح أبو الفضل البقال المقرئ، سمع الصحيح للبخاري بتمامه من أبى بكر محمد بن حامد بن الحسن بن كثير، سنة تسعين وأربعمائة، والتلخيص لأبي معشر الطبري من الأستاذ أبي إسحاق الشحاذي سنة إحدى وتسعين.
محمد بن أبي صالح، أبو صالح الإيلاقي، ويعرف ببا صالح سمع أبا الفتح الراشدي في الصحيح البخاري، حدثه عن أبي نعيم، ثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن عمر رضي الله عنه بينما هو يخطب يوم الجمعة إذ دخل رجل فقال عمر لم يحبسون عن الصلاة، فقال رجل ما هو إلا أن سمعت النداء توضأت فقال: ألم تسمعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " إذا راح أحدكم إلى الجمعة فليغتسل " .
حرف الطاء في الآباء

محمد بن أبي طالب، ويقال ابن طالب بن ملكويه الأستاذ أبو بكر المقرئ الضرير الجصاصي القزويني، شيخ ماهر في القرآن عالم بالقراآت، بحوث عن طرقها أقرأ الناس القرآن مدة على عفة، وسداد وقناعة، وسمع صحيح البخاري من الأستاذ الشافعي وتفسير مقاتل بن سليمان من إسماعيل المخلدي سنة اثنتين وخمسمائة يرويه عن أبي المعالي الحسن بن محمد بن شاذي، عن أبي بكر محمد بن أحمد بن وصيف، عن أبي محمد عبد الخالق بن الحسن، عن عبد الله بن ثابت عن أبيه، عن الهذيل عن مقاتل.
تفسير الثعلبي من السيد أبي الصمصام ذي الفقار بن محمد بن معبد البصير الحسني سنة ثلاث عشرة وخمسمائة بروايته عن أبي عبد الله محمد بن علي المرزى، عن أبي إسحاق الثعلبي، ومسند الشهاب القضاعي عن الخليل القرائ عنه والمنتهي في القراآت، لأبي الفضل الخزاعي عن محمد بن المبارك اليماني عن أبي منصور محمد بن عبد الملك القرائي عن محمد بن علي البغدادي عن إبراهيم بن الحسن البيهقي عن الخزاعي لقيت الأستاذ أبا طالب وسمعت منه كتاب الخائفين من الذنوب لابن أبي زكريا الهمداني، يقرأاة والدي رحمه الله وتوفي سنة أربع وسبعين وخمسمائة سلخ جمادى الآخرة.
رأيت بخط الأديب صالح بن عمر أنشدنا الأستاذ أبو بكر محمد بن أبي طالب البصير المقرئ عن الشيخ أحمد الغزالي ورحمه الله:
سقى الغيث بالبطحاء سعد بن عامر ... ومعهد سرب كنّ فيه هويننا
تبدد ذاك لمشعل حتى لو أنه ... يعود زمان الوصل لم ندر أينتا
حمايم نجدكنّ يهتفن حولنا ... فلما بكينا ساكنيه بكيننا
أنسنا زمانا فيه والوصل جامع ... فلما أمنا فوق الدهر بيننا
محمد بن طاهر، سمع بقزوين أبا الحسن القطان في الطوالات يقول: ثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ثنا أبو العلاء ثنا أسد بن عمرو ثنا مجالد بن سعيد عن الشعبي عن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب عن أبيه قال: بعثت قريش عمرو بن العاص وعثمان بن الوليد بهدية إلى النجاشي وذكر القصة.
محمد بن طاهر أبو جعفر الأصبهاني، سمع جزأ من حديث الشيخ أبي منصور ناصر بن أحمد بن الحسين الفارسي، منه بقزوين في جامعها، سنة ست وسبعين وأربعمائة وفي الجزء ثنا أبو حفص عمر بن محمد بن عيسى العدل ثنا أبو منصور محمد بن أحمد القطان ثنا أحمد بن الحسين الموصلي ثنا علي بن مسلم ثنا أبو حوالة إمام مسجد الكوفة حدثني مسلمة ابن جعفر حدثني عمرو بن قيس الملايي في قوله تعالى: " لو أردنا أن نتخذ لهوا " قال المرأة " لاتخذناه من لدنا " يعني الحور العين " إن كنا فاعلين " قال ما كنا لنفعل قال الشيخ أبو منصور فعلى هذا يحسن الوقف على من لدنا والابتداء بأن كنا فاعلين ومن جعل أن كنا بمعنى لو كنا فوقفه على فاعلين وتأويله ولكنا لا نفعله.
محمد بن أبي طاهر أبو الفرج القرأئي القزويني، سمع أجزاء من أول الرسالة من أستاذ أبي القاسم القشيري، من ابي الفضل إسماعيل بن محمد الطوسي، سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.
محمد بن الطيب بن محمد الطيبي أبو الفضل القزويني، سمع الإرشاد للحافظ الخليل بقراءته على ابنه الوافد بن الخليل سنة ست وأربعين وأربعمائة، والطيبون قبيلة كانوا موسومين بالعلم والعدالة وكتبة الوثائق ورأيت من نسلهم نفراً ينتحلون مذهب أبي حنيفة رحمه الله والأشبه أنّ سلفهم كانوا كذلك.
محمد بن أبي الطيب الخياط، سمع أبا الحسن القطان أجزاء انتخبها من مسموعاته عن شيوخه، وفيها ثنا يعقوب بن يوسف أبو عمر بقزوين سنة ستة وسبعين ومائتين، ثنا محمد بن سعيد بن سابق ثنا عمرو عن المغيرة عن الشعبي عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " مثل المؤمنين في تراحمهم كمثل رجل اشتكى بعض جسده يألم بسائر جسده " ، روى الحافظ أبو نعيم عن سليمان بن أحمد الطبراني قال رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسألته عن صحة هذا الحديث فأشار بيده صحيح صحيح صحيح.
حرف الظاء في الآباء

محمد بن ظفر بن إسماعيل القرائي أبو جعفر أجاز له أبو علي الموسياباذي وأبو الوقت، وعبد الأول وسمع الصحيح للبخاري، سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، وسمع بها لهذا التاريخ من أبي الفضل المعروف بسيدومه، نسخة علي بن حرب، ونسخة أبي جعفر الدقيقي وهما معروفتان، من مسموعات هذا الشيخ.
حرف العين في الآباءمحمد بن عامر بن مرداس بن هارون السغدي، ويقال له السمرقندي أبو بكر التميمي، روى عن عصام بن يوسف وأخيه إبراهيم وقتيبة بن سعيد وغيرهم، وروى عنه أبو الحسن القطان وأبو منصور الفقيه وأحمد ابن علي بن صالح، وحدث ببغداد وهمدان وغيرهما، وكان بقزوين، سنة ثلاثمائة، وتكلموا فيه، فقال أبو بكر الجعابي يجب أن لا يروي الحديث عن مثله، قال الخليل الحافظ: كان يضع الحديث على الثقات وذكره الخطيب في التاريخ فقال: قدم بغداد وحدث بها وبغيرها عن يحيى بن يحيى النيسابوري، وقتيبة بن سعيد ومحمد بن سلام البيكندي وإسحاق بن راهويه أحاديث منكرة: روى عنه أحمد بن عثمان الآدمي، وأبو بكر الشافعي أنبا محمد بن الحسين بن الفضل القطان أنبأ احمد بن عمير بن العباس القزويني، قدم علينا ثنا محمد بن عبد بن عامر ثنا قتيبة بن سعيد ثنا مالك بن انس عن نافع عن ابن عمر قال.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " دع ما يربيك إلى ما لا يربيك فإنك لن تجد فقد شيء تركته لله عز وجل " ثم قال: هذا الحديث باطل عن قتيبة عن مالك إنما يحفظ من حديث عبد الله بن أبي رومان الاسكندراني، عن ابن وهب عن ابن مالك تفرد به ابن أبي رومان وكان ضعفاً والصواب عن مالك قوله، وذكر الخليل الحافظ، في هذا الحديث أنه موقوف على ابن عمر مات محمد بن عبد، سنة ثلاث وثلاثمائة.
محمد بن عبد كان سمع أبا علي الطوسي، بقزوين في القراآت لأبي حاتم السجستاني، تبتغون عرض الحياة الدنيا متحرك الرآء كذا القراأة والعرض متاع الدنيا أجمل والعرض ما سوى الدراهم والدنانير.
محمد بن عبد بن علي الشيرازدي القزويني، كان محب للعلم، وأهله ويتردد إلى العلماء سمع الإمام أحمد بن إسماعيل، يحدث إملآء عن وجيه ابن طاهر عن عبد الحميد بن عبد الرحمن البحتري عن الحاكم أبي عبد الله ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق البصري ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه يحدث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لا يزال ناس من متى منصورون لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة.
محمد بن عبدك بن غانم الغانمي، تفقه بقزوين ثم ببغداد وكان ماهراً في الحساب، حاذقاً في وجوه الدهقنة، وسمع صحيفة جويرية بن أسماء من الإمام أحمد بن إسماعيل، سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
فصلمحمد بن عبد الأعظم القزويني، سمع أبا الحسن للقطان في جماعة كثيرة يقول ثنا أبو علي الحسن بن علي الطوسي بقزوين، سنة سبع وثلاثمائة، ثنا الزبير بن أبي بكر الزهري حدثني محمد بن حسن عن إبراهيم بن محمد عن صالح بن إبراهيم عن يحيى بن عبد الله بن سعد بن زرارة عن حسان بن ثابت قال أنى لغلام يفعة ابن سبع سنين أو ثمان إذا يهوديّ بيثرب يصرخ ذات غدة يا معشر يهود، فلما اجتمعوا قالوا مالك ويلك قال طلع نجم أحمد الذي ولد في هذه الليلة قال فأدركه اليهودي فلم يؤمن به.
فصلمحمد بن عبد الباقي بن عبد الجبار الجرجاني أبو بكر بن أبي نصر القزويني، من أهل الفقه والحديث سمع بالري الأحاديث الألف التي جمعها القاضي الشهيد أبو المحاسن الروياني أو بعضها منه سنة سبع وسبعين وأربعمائة، وبقزوين صحيح البخاري أو بعضه من الأستاذ الشافعي ابن داؤد سنة تسع وتسعين وأربعمائة، ومسند الشافعي رضي الله عنه من نصر ابن عبد الجبار القرائي سنة خمسمائة. بروايته عن أحمد بن محمد بن الإسكافي عن القاضي أبي بكر الحيري.
فصلمحمد بن عبد الدبار القرشي المعروف بسندول الهمداني، روى عن يزيد بن هارون وسفيان بن عيينة وداؤد بن المحبر، وروى عنه إبراهيم ابن مسعود وعلي بن أبي طاهر القزويني، وكان من الثقات، ويقال أنه حج نيفا وأربعين حجة، وكان له مجلس بمكة، يعرف باسطوانة سندول وكانت له داران بقزوين بجنب الجامع موقوفتان على السابلة والغزاة.

محمد بن عبد الجبار المؤدب، سمع عطاء الله بن علي بن ملكويه، صحيفة جويرية بن أسماء بروايته عن زاهر الشحامي عن أبي سعد الكنجروذي عن أبي عمرويه الحيري عن الحسن بن سفيان وأبي يعلى الموصلي عن عبد الله بن محمد بن أسماء عن عمه جويرية عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه.
محمد بن عبد الجبار أبو بكر الميانجي، سمع بقزوين الأشجيات من لفظ السيد أبي الفضل محمد بن علي الحسني، سنة تسع وخمسين وخمسمائة، وكذا الأربعين المعروف بالمحمدي بروايته عن محمد الفراوي.
محمد بن عبد الجليل بن محمد بن أبي يعلى القزويني، أجاز له عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد العلاف رواية مسموعاته خاصة غريب الحديث، لأبي عبيد ، ومنه أحمد بن حنبل ومعجم القاضي ابن قانغ، سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.
فصلمحمد بن عبد الحميد بن عبد العزيز الماكي أبو جعفر القاضي أحد الأخوة السنة الذين لقيناهم يتولون القضاة بعضهم أصالة وبعضهم نيابة، وبيتهم معروف بعمل القضاء، وكان في سلفهم قضاة وعدول، وفقهاء ومحدثون يذكرون في تراجمهم ومحمد هذا كان كثير التردد إلى والدي رحمه الله للتفقه، وسمع عليه كثيراً من كتب الحديث بقراأته وقراأة غيره ومما سمعه منه مشيخته سمعها عليه سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
فصلمحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الثابتي المروروذي، فقيه سمع بقزوين مسند الإمام الشافعي رضي الله عنه من أبي بكر محمد بن الحسين بن أبي القاسم الشالوسي في جماعة سنة ثمان وعشرين وخمسمائة.
محمد بن عبد الرحمن بن جميل، سمع أبا الفتح الراشدي في الجامع بقزوين صحيح البخاري أو بعضه، وفيما سمع حديثه عن يحيى بن سليمان حدثني ابن وهب حدثني عمر أن أباه حدثه عن عبد الله بن عمر، وذكر الحرورية فقال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية " .
محمد بن عبد الرحمن بن المعالي بن منصور بن الحسين بن أحمد الورائني أبو عبد الله بن أبي مسلم كان فقيهاً أذيباً شروطياً، ذكياً قويم الطبع، بقي بعد أقرانه سنين محترماً مرجوعاً إليه، سمع سنن أبي عبد الله ابن ماجة من الشيخ ملكداد بن علي العمركي بقراأة أبي سليم الزبيري، سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، وسمع بأصبهان أبا مسعود عبد الجليل بن كوتاه سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة وسمع أبا خليفة الفضل بن إسماعيل ابن عبد الجبار بن ماك حديثه عن أبيه قال: أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن يوسف المعبر القزويني، أنبأ أبو منصور محمد بن أحمد بن محمد القطان في مجلس إملاء له.
ثنا أبو يعلى الموصلي ثنا أبو طالب عبد الجبار بن عاصم حدثني عبيد الله بن عمر عن أبى زيد بن أنيسة عن علي بن ثابت الأنصاري عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله يقضي فريضة من فرائض الله كانت خطوته إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة " ، وكان عنده إجازة الإمام محمد الفراوي وجماعة من مشائخ خراسان وسمع منه الكثير الغرباء والبلديون وسمعت منه وابتلى بوفاة بنين كبار متوجهين وأنشد في مرثية ابنين له:
العيش من بعد الأحبة يحتوي مر المذاق ... موت مع الأحباب أحلى من حياة في فراق
تعس الطبيب وطبه ما من قضاء الله واق ... وإذا دنا أجل فما يغنيك من آس وراق
الدهر ينزل كل راكبة ويهبط كل راق ... يا صاحب الأمل الفسيح وطالب المآء المراق
دنياك إن عزت عليك فإنها دار امتحان ... المرء مكبول بما في الأسر مشدود الوثاق
بعد الها من دار هلك ما بها أحد بباق ... يا نازلاً مترجلاً والليث مقدار الفواق
يا جامعاً متكاثراً بالمكر والحيل الدقاق ... تباً لدنيا لا تنال بغير زور واختلاق
وبها الزيادة في انتقاص والجموع إلى افتراق
وله أيضاً مشياً على تصنيف لبعضهم:
هذا الكلام فدع ما دونه وذر ... لو استطعنا حملناه على البصر
بدت به لرسول الله معجزة ... من البيان إلى آياته الأخر
ما في البسيطة من مثل لصاحبه ... وإن هذا لمن آياته الكبر

حلى المعاني والألفاظ رايعة ... رشيقة كالنجوم الزهر والدرر
ما في الأئمة أهل الفضل منقصة ... لكنه فيهم كالنضر في مضر
كم صنفوا فيه لكن لا ترى أحد ... لا يعرف الفرق بين الشمس والقمر
يا قائساً بصحيح القول فاسدة ... هيهات ليس يقاس الدر بالبعر
ولد سنة عشرين وخمسمائة في المحرم وتوفي آخر يوم من سنة إحدى عشرة وستمائة.
محمد بن عبد الرحمن القصيري، سمع مسند عبد الرزاق بن همام من سليمان بن يزيد القزويني بها سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، وسمع أبا الحسن القطان في الطوالات يقول: ثنا أبو الحسن خازم بن يحيى ثنا مسلم بن عبد الرحمن الجرمي ثنا الوليد بن مسلم عن أبي رافع المديني عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة قال سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قوله تعالى: " ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء " من استثنى ربنا جل جلاله، فقال: " الشهداء يا أبا هريرة الشهداء يا أبا هريرة " .
محمد بن عبد الرحمن أبو جعفر يشهر بممك القزويني، سمعم الكثير من أبي الحسن القطان وفيما سمع ما أملاه في الطوالات، فقال ثنا أبو الحسن علي بن الحسن الهسنجاني بالري ثنا مسدد ثنا أمية بن خالد ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن زهير بن الأقمر قال: خطب الحسن بن علي بعد موت علي رضي الله عنهما فقام رجل من أزدشنؤة فقال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذا في حياته فقال: اللهم إني أحبه فأحبه ليبلغ الشاهد الغائب ولولا عزمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما حدثتكم.
فصلمحمد بن عبد الرحيم بن الخليل الصرامي القزويني، سمع الغاية في القراءة وشرحها من محمد بن آدم الغزنوي سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، والخماسيات لابن النقور من محمد بن إسماعيل بن عبد الله مخاطرة الساوي بها سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، بروايته عن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الجبار الأسدي عن ابن النقور.
محمد بن عبد الرحيم بن سليمان بن الربيع بن عبد الله المازني الأندلسي أبو حامد بن الربيع الغرناطي وغرناطة بلدة بالأندلس، يقال أنها بلدة دقيانوس صاحب أصحاب الكهف كان من المحدثين الجوالين في البلاد المكثرين، ورد قزوين وسمع بها وسمع منه، سمع مسند أحمد ابن حنبل من الرئيس بن الحصين عن ابن المذهب، وصحيح محمد بن إسماعيل البخاري، من أبي صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني، بسماعه منه بمصر بروايته عن كريمة المروزية.
والتاريخ الكبير للبخاري عن أبي بكر محمد بن الوليد الفهري عن القاضي أبي الوليد الباجي عن أبي ذرّ الهروي عن أبي بكر بن عبدان الشيرازي عن أبي الحسن محمد بن سهل المقرئ عن البخاري والكني والأسماء لمسلم ابن الحجاج عن الفهري عن الباجي عن أبي ذر عن محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا عن مكي بن عبدان عن مسلم وجدت له بخطه:
قد اختلف الروافض في علي ... كما اختلف النصارى في المسيح
وكلهم على التحقيق يهذي ... وما عثروا على المعنى الصحيح
وكان له معرفة بالعربية ونظم لا بأس به وخط كما يكون للمغاربة رأيت بخطه أن محمد بن الوليد الفهري الطرسوسي أنشده بمصر لنفسه:
أفعاله تنبئك عن أعراقه ... والفعل يخبر عن حدود الفاعل
انظر إلى أفعال من لم تدره ... فهي الدليل ودع سؤال السائل
محمد بن عبد الرحيم الشافعي الروعي أبو اليمان القزويني، سمع التلخيص لأبي معشر الطبري، من الأستاذ أبي إسحاق الشحاذي المقرئ، بقراأته عليه سنة سبع وخمسمائة، وسمع تفسير مقاتل بن سليمان من الحافظ إسماعيل بن محمد المخلدي سنة اثنين وخمسمائة.
محمد بن عبد الرزاق المقدسي سمع جزأ كبيراً من حديث ناصر بن أحمد الفارسي عن شيوخه منه بقزوين، سنة ست وسبعين وأربعمائة، وفيه ثنا أبو حفص عمر بن محمد بن عيسى العدل ثنا دحيم ثنا ابن فديك عن ابن أبي ذئب عن شرحبيل عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لأن يقدم أحدكم ثلاثة دراهم، في حياته خير له من أن يتصدق بمائة بعد موته " .
فصل

محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن القاضي الهشجردي كان يقضي ويذكر بقريته وقرى سواها وآباءه ذكروا بالعلم والسنة تفقه بقزوين مدة وسمع الحديث وسمع مشيخة الإمام عبد الله بن حيدر منه وفيها، أنبأ الأستاذ الشافعي بن داؤد المقرئ أنبأ الإمام أبو حفص هبة الله بن محمد بن عمر عن عمه أبي محمد عبد الله بن عمر بن زاذان أنبأ القاضي أبو بكر السني ثنا محمد بن عبد العزيز الفرغاني ثنا أحمد بن بديل ثنا المحاربي ثنا عمرو بن شمر عن أبيه قال سمعت يزيد بن مرة، سمعت سويد بن غفلة سمعت علياً رضي الله عنه يقول: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " يا علي ألا أعلمك كلمات إذا وقعت في ورطة قلتها " ، قلت جعلني الله فداك كم من خير علمتنيه قال: " إذا وقعت في ورطة وقل بسم الله الرحمن الرحيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فإن الله يصرف بها ما شاء الله من أنواع البلاء " .
محمد بن عبد السلام الصوفي، سمع صحيح البخاري بتمامه من القاضي إبراهيم بن حمير الخيارجي بقراأة هبة الله بن زاذان، سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
فصلمحمد بن عبد العزيز بن البر الزاذاني كان فقيهاً، ذكياً لسناً سمع الحديث من أبي سليمان الزبيري ومن والدي رحمهما الله.
محمد بن عبد العزيز بن عبد الجبار القرائي، سمع كتبا الاستنصار في الأخبار من جمع الخليل القرائي منه سنة سبع وثمانين وأربعمائة، وفيه ثنا القاضي أبو الحسن عليّ بن أحمد بن هلة ثنا عبد الله بن محمد ابن عبد كان، القارئ ثنا أحمد بن جابر، ثنا محمد بن أحمد ثنا يزيد بن هارون رفعه إلى أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " ليأتينّ على الناس زمان لا يبالي المرء بما يأخذ المال من حلال أو حرام " .
محمد بن عبد العزيز بن عبد الملك بن الفضل الرافعي أبو جعفر كان أبوه ووالدي رحمه الله ابني عمّ وكان له ولأبيه دخول في عمل السلطان وجاه أفضى الأمر بهما إلى أن قتلا مظلومين ودرس محمد كتباً في اللغة، وحفظ أكثر القرآن وحصل طرفاً من الفقه والفرائض والحساب، وسمع الأربعين من روايات المحمدين تخريج عبد الرزاق بن محمد الطبسي من صحيح البخاري للإمام محمد الفزاري من والدي ومن أبي طاهر محمد بن الحسن الأزغندي سنة خمس وستين وخمسمائة، وأجاز له جماعة من أبيه ببغداد وقزوين، وكان كثير الذكاء والدعاء والتلاوة.
محمد بن عبد العزيز بن ماك الفقيه، في الإرشاد للخليل الحافظ أنه سمع من ميسرة بن علي وابن رزمة، ومات قبل أن يبلغ الرواية وأبوه محدّث وفيه مشهور يأتي ذكره.
محمد بن عبد العزيز بن ماك المعروف بالمشرف سمع التاريخ الصغير للبخاري أو بعضبه من الحافظ الخليل بن عبد الله سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة، بروايته عن عبد الرحمن بن محمد الشيباني عن ابن الأشقر عن البخاري وصحيح البخاري، من إبراهيم بن حمير بقراأة هبة الله بن زاذان وتفسير مقاتل بن سليمان من الحافظ الخليل وأجاز له محمد بن أحمد بن زيتارة سنة خمس وأربعين وأربعمائة، رواية جميع مسموعاته.
محمد بن عبد العزيز بن المبارك القيسي الدينوري، ذكر الخليل الحافظ في التاريخ أنه سمع شيوخ العراق كأبي نعيم، بالكوفة والقعنبي بالبصرة وأنه قدم قزوين سنة نيف وستين ومائتين، وأنه روى عنه أحمد بن إبراهيم بن سمويه وإسحاق بن محمد وعلي بن محمد بن مهروية وأنه لم يكن بذاك القوي، ثم قال ثنا محمد بن إسحاق بن محمد ثنا أبي ثنا محمد بن عبد العزيز الدينوري ثنا بشر بن عبد الملك الكوفي ثنا قرة بن سليمان ثنا هشام بن حسان عن مطر الوراق عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة وأم سلمة، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يصبح جنباً من غير احتلام، ثم يصوم ذلك اليوم.
محمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الملك أبو عبد الله الشحاذي من الأئمة الذين لقيناهم تفقه بقزوين، ثم ببغداد ثم بنيسابور على الإمام محمد بن يحيى، وكان مع والدي رحمهما الله، مصحبين في أسفار التحصيل ولما رجع إلى قزوين قبل الأئمة وأقبلت عليه المتفقهة يتلمذون له ويحصلون عليه وكنت ألقاه في صغري في مجالس النظر فصيحاً جهوري الصوت ذا صولة.

ثم تراجعت به الأيام وأثرت فيه السنون وكان سليم الجانب سهل الخلق صاحبته سفراً وحضرا واستأنست به. وسمعت منه صدراً من صحيح البخاري بروايته عن أبي الأسعد القشيري عن الحفصي وسمع عم أبيه أبا إسحاق الشحاذي وغيره بقزوين ومشائخ بغداد ونيسابور توفي سنة سبع وثمانين وخمسمائة، بهمدان ونقل منها إلى قزوين.
محمد بن عبد العزيز بن محمد أبو العلاء القزويني، مقرئ تتبع علوم القرآن وحصل كثيراً من القراآت، ورأيت بخطه كتباً منها المختصر الرافعي في قراأة الأئمة السبع المشهورين ألفه أبو بكر محمد بن علي القطان الهذاني باسم الوزير أبي بكر محمد بن عبد العزيز بن محمد بن رافع ورسمه.
فصلمحمد بن عبد الغفار بن أحمد بن عيسى الصفار، أبو الفتح القزويني من قوم مذكورين بالعلم والحديث، يروي عن محمد بن هارون الثقفي، وعلي بن محمد بن عيسى الصفار، وروى عنه محمد بن الحسين البزاز، والخليل والحافظ في مشيخته، فقال حدثني محمد بن عبد الغفار هذا ثنا محمد بن هارون الثقفي ثنا بشر بن موسى ثنا خلاد بن يحيى عن سفيان الثوري عن أسلم المنقري عن زهير أبي علقمة الثقفي، قال رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم رجلاً سيء الهيئة قال الك مال قال: نعم من كل نوع، قال فلير عليك، فإن الله يحب أن يرى أثره على عبده حسناً ولا يحب البؤس والتباؤس.
محمد بن عبد الغفار بن الحسن بن سهل المعدل البزاز، أبو عبد الله السمار القزويني كان يقرأ عليه الحديث في خانه سمع أبا الحسن القطان، وروى عنه الخليل الحافظ وحدث عنه محمد بن عبد الملك البزاز في فوائده فقال أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الغفار البزاز أنبأ علي بن إبراهيم بن سلمة أنبأ علي بن عبد الله بن عبد الصمد، حدثني محمود بن خداش الطالقاني ثنا سيف بن محمد ثنا مسعر وسفيان عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري، قال كانت مريم تصلي حتى تورم قدماها قال وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي حتى تورم قدماه فقيل له يا رسول الله! قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال: أفلا أكون عبداً شكوراً.
محمد بن عبد الغفار بن سهل القزويني، سمع من القاضي إبراهيم ابن حمير صحيح البخاري أو بعضه.
فصلمحمد بن عبد القديم بن مسعود المروزي أبو غياث القزويني، فقيه أجاز له عيسى بن يوسف المغربي المالكي، رواية تجريد الصحاح لبي الحسن رزين ابن معاوية الأندلسي بسماعه من المصنف، وهو كتاب مفيد، جمع فيه أحاديث المؤطا والصحيحين وسنن أبي داؤد وجامع الترمذي وسنن النسائي.
فصلمحمد بن عبد الكريم بن أحمد بن عبد الكريم بن أحمد بن طاهر ابن أحمد بن إبراهيم بن الحسن أبو عبد الله بن أبي سعد بن أبي العباس بن الوزان التميمي صدر أئمة الأصحاب وسالك طريق الصواب، كان إليه وإلا آبائه رياسة أهل العلم وغيرهم، من أصحاب الشافعي رضي الله عنهم بالري وغيرها وأنه تولاها مدة في عفة ونزاهة وتحرز عن الفتنة، وما يوغر الصدور، وإقامة لسوق العلم وتربية لأهله ثم أنه أعرض عن كثير من الرسوم المعتاد وانزوى مقبلاً على العبادة.
حج وجاور بمكة مدة وكان فقيهاً متكلماً مدرساً مذكراً صوفياً مكرماً للعلم وأهل خائفاً من الله تعالى، معظماً لدينه، محذراً من الفتن محباً لمعالي الأمور محسناً إلى الضعفاء والمساكين ذا مصابة وصلابة وثبات وصبر وقوة قلب بحوثاً عن العلم منصفاً توطن بالري مدة وأكرم موردي، ومقامي وإذا حضرت في مجلس تذكير للعامة، وسئل من بعض المسائل الفقهية فربما كان يراجعني من رأس المنبر ويحيل السائل على لشدة احتياطه ولا يبالي مما يقول الناس في مثله.
تفقه على الإمام حامد بن محمود المآوراء النهري، وغيره وسمع الحديث منه ومن الحافظ محمد بن علي الجياني ومن القاضي أبي عبد الله الاسترآبادي، وأجاز له الإمام محمد بن يحيى، وعبد الرحمن الاكاف وأبو البركات الفراوي وعبد الخالق الشحامي وجماعة من أئمة طبرستان وغيرهم وخرجت من مسموعاته ومجازاته أربعينيات وقد أخبرنا بقراأتي عليه رحمه الله. أنبأ هبة الله بن الحسين بن عمر النيسابوري، أنبأ عبد الباقي ابن يوسف الحافظ، أنبأ أبو محمد عبد الله بن يوسف بن ماسي ثنا أبو مسلم الكجي ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا عبد الله بن عون عن الشعبي، سمعت النعمان بن بشير يقول:

سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إن الحلال بين وأن الحرام بين وأن بين ذلك أموراً مشتبهات وربما قال مشتبه وسأضرب لكم في ذلك مثلاً أن الله حمى حمى، وأن حمى الله ما حرم وأنه من يرع حول الحمى، يوشك أن يخالط احمى الحمى وربما قال من يخالطه الريبة يوشك أن محر ورد قزوين مراراً فيها ما قصد فيه زيارة الشيخ أبي بكر الشاذاني رحمه الله ومرض أياماً قليلة.
توفي في ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين وخمسمائة رحمه الله ومن عجيب الاتفاقات أنه في أيام مرضه يذكر الموت، ولا أوصى بشيء مع أنه قلما كان يجلس مجلساً إلا هو يذكر الموت أو يتذكره، وكان الله تعالى سهل الأمر عليه بإخفآء الحال والله لطيف بعباده.
محمد بن عبد الكريم بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن علي بن أحمد الكرجي أبو الفضل إمام مشهور مرجوع إليه، مقبول عند الخواص والعوام منتجب، وكانت إمامة الجامع إليه في عهده، سمع عم جده أبا بكر محمد بن إبراهيم بن علي الكرجي وسمع صحيح محمد بن إسماعيل البخاري، من محمد بن حامد بن كثير سنة تسع وثمانين وأربعمائة، ومن الأستاذ الشافعي أبن داؤد سنة تسع وتسعين وأربعمائة، ومسند الشافعين رضي الله عنه، من نصر بن عبد الجبار القرائي سنة خمسمائة بروايته عن أبي ذرّ عن أحمد بن محمد الاسكافي عن أبي بكر الحيري عن الأصم والإرشاد للخليل الحافظ، من القاضي أبي الفتح إسماعيل بن عبد الجبار سوى القدر الضائع منه وهو مضبوط سنة تسع وستين وأربعمائة.
وتفسير أبي إسحاق الثعلبي عن السيد ذي الفقار بن محمد بن معبد عن محمد بن علي عن الثعلبي واعتصام العزلة لأبي سليمان الخطابي عن الشيخ أبي عمر الميقاني عن أبي القاسم سعد بن علي الزنجاني عن أبي محمد جعفر بن علي المروروذي عن المصنف، ومسند الشهاب لأبي عبد الله القضاعي، عن الرئيس ابن عبد الوارث الأبهري، والكيا أحمد بن علي ابن أحمد الخضري، والخليل القرائي بروايتهم عن المصنف، وقد لقيته وسمعت منه فضائل قزوين، للخليل الحافظ بقراأة والدي عليه رحمهما الله تعالى بروايته عن القاضي إسماعيل بن عبد الجبار عن الخليل وأجاز لي جميع مسموعاته.
أنبأنا أبو الفضل الكرجي ثنا الشيخ أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن أحمد الكرجي في مسجده بقزوين، سنة أربع وثمانين وأربعمائة، ثنا القاضي أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد الأسدآبادي قدم علينا سنة تسع وأربعمائة، ثنا أبو الحسن القطان بقزوين، ثنا أبو حاتم الرازي ثنا محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي ثنا يزيد ثنا زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن أبي البختري، عن أبي سعيد الخدري، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " لا زكاة في شيء من الحرث نخله وكرمه، وزرعه حتى يبلغ خمسة أو ساق، فما بلغ خمسة أو ساق، ففيه الزكاة فما كان منه بالدوالي والأيدي، والنواضح ففيه نصف العشر " .
ما كان فيه مما يسقيه السماء والأنهار ففيه العشر، والوسق ستون صاعاً، ولا زكاة في شيء من الفضة حتى يبلغ خمسة، أواق ففيه الزكاة والوقية أربعون درهماً إذا بلغ مائتي درهم، ففيه خمسة دراهم وأجاز له رواية مسموعاته الشيخ الرئيس أبو عمرو عثمان بن محمد بن عبد الله المحمي سنة إحدى وثمانين وأربعمائة وقرأت على علي بن عبيد الله الحافظ بحق قرائته على الإمام أبي الفضل.
أنبأ الرئيس أبو عمرو المحمي إجازة أنبأ الحاكم أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا أحمد بن النضر بن عبد الوهاب ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا شعبة عن عبد الحميد صاحب الزيادي، سمع أنس بن مالك، يقول قال أبو جهل: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة، من السماء أو أتنا بعذاب أليم، فنزلت " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " أخرجه البخاري في الصحيح عن أحمد بن النضر، توفي أبو الفضل الكرجي سنة ست وستين وخمسمائة.
محمد بن عبد الكريم بن أبي الفتح فقيه سمع علي بن حيدر الزريري وغيره.

محمد بن عبد الكريم بن الفضل بن الحسن بن الحسين بن رافع أبو الفضل الرافعي القزويني، الإمام والدي قدس الله روحه، حق الوالد على الولد عظيم وإحسانه إليه قديم، ولن يجزي الوالد المولود، وإن بذل فيه المجهود، وكنت قد عزمت على أن أجعل من شكر فواضله جمع مختصر في نشر فضائله اسميه بالقول الفصل في فضل أبي الفضل فرأيت من الصواب أن أدرجه في هذا الكتاب فمن أراد إفراده فليكتب.
بسم الله الرحمن الرحيم، قال العبد الضعيف أبو القاسم الرافعي غفر الله له هذه وبالله اعتصم قوة وحولاً وأحمده هو بالحمد أجدره وأولى واشكره على ما ابتدى من الجميل وأولى وأبداك من النعمة إفضالاً وطولاً، وأصلى على رسوله محمد المختار، خلقاً وخلقاً، وعملاً وقولاً فصول ضمنها، نبدأ من سير والدي وأحواله تغمده الله برحمته وإفضاله.
فصل في وقت ولادتهكانت ولادته رحمه الله سنة ثلاثة عشرة أو أربع عشرة وخمسمائة، أو نحوهما لأني سمعته رحمه الله يقول في مرضته التي توفي فيها هذا آخر العهد وإني لأستحيي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منذ ثلاثة أعوام، لزيادتها على أعوام عمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان صلى الله عليه وآله وسلم، حين توفي في الرواية المشهورة ابن ثلاث وستين سنة وسنذكر من بعد وقت وفاته، وأيضاً فإنس سمعته يقول: سمعت ابن عمي عبد العزيز بن عبد الملك الرافعي، وكان أكبر مني بسنتين إلى ثلاث يقول لي أتذكر أني كنت أحرك مهدك.
قد خرجنا مع الناس إلى شارع المحلة، وضربنا القباب وأرخينا الستور لزلزلة عظيمة، كانت بقزوين في ذلك الوقت، وحدثت تلك الزلزلة ليلة الأربعاء لخامس خلون من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، وكانت تعود إلى مدة سنة كاملة، وأيضاً فإنه كان يقول لي ولدتك بعد ما جاوزت الأربعين، وولدت في أواخر العاشر من شهور سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
فصل في كنيته واسمهكناه أبواه بأبي الفضل رعاية لأسم جده الفضل وأما الاسم فرأيت في آخر مختصرات كتبها في سنة سبع وعشري وخمسمائة وكتب رافع بن عبد الكريم بن افضل، موافقة لاسم الجد الأكبر ثم بدله بأحمد ورأى موافقة اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أولى فرأيت في سماعاته وتعاليقه القديمة أحمد بن عبد الكريم، ثم استقر اسمه بعد ثلاث سنين أو أربع من أول تفقهه على محمد وكان يلقب في صغره ببابويه على ما يعتاده أهل قزوين من التلقيب ببابا وبابويه، يعنون أنه سمى جده ويحبون ذكر الجدّ بالحافد وبقي عليه ذلك إلا أنه رحمه الله كان يكرهه ويذكر أنّ عمة له كانت ترقصه به في صغره فاشتهر به.
فصل في نسبهسمعت الخطيب الأفضل محمد بن أبي يعلى السراجي. يحكى عن أشياخ له أن الرافعية من أولاد العرب الذين توطنوا هذه البلاد في عهد التابعين والأتباع، وسمعت غير واحد أن آخرين من ولد رجل من العرب إسمه رافع أو كنيته أبو رافع سكن أحدهما قزوين والآخر همدان وأعقب كل واحد فيهما.
فقيل لأولادهما الرافعية. وهناك يعدّ جماعة من العدول والقضاة بهذه النسبة، وورد علينا فقيه منهم مجتازاً منذ سنين وادعى هذه القرابة، ويقع في قلبي أنا من ولد أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفي التواريخ ذكر جماعة من ولده منهم إبراهيم بن علي الرافعي ولم أسمع ذلك من أحد ولا رأيته إلى الآن في كتاب والله أعلم بحقائق الأحوال.
كان في آباء والدي رحمه الله جماعة من أهل العلم، بقزوين كذلك حكاه والدي عن الإمام أبي سليمان الزبيري وعن الإمام ملك داد بن علي حين أحضر للتفقه بين يديه ثم لم يبق فيهم مترسم بالعلم أن أحيى الله بوالدي الميت وقد قيل:
كل نهر فيه ماء قد جرى ... فإليه الماء يوماً سيعود
سمعت شيخاً من شيوخ الديلم من محلتنا مراراً، يقول كان في آبائكم جماعة استوزرهم ملوك الديلم، وخاصة بناحية الفشكل وكان لهم جاه وقدر، في هذه النواحي، والذين عملوا للسلطان من بني عمومتكم حذوا حذوهم العرق نزاع.
فصل حضانته وترشيحه للتعلم

توفي أبواه وهو صغير، واحتضنه جده من قبل أمه الشيخ الزاهد أبو ذر رحمه الله، وكان من عباد الله الصالحين، المشهورين بالصيانة وحسن السيرة من محلة آبائه طريق الصامغان، إلى داره في المدينة العتيقة وقام بتسليمه إلى المكتب وتعليمه وتأديبه ورباه أحسن تربية، بأطيب مكسب، وكان له حنين إلى تلك الدار التي نشأ فيها، وأتذكر أنه تملك بعضها وربما همّ بالانتقال إليها ثم لم يتفق له ذلك.
لما خرج من الكتاب وهو في حد الصغر بعد ذهب به جده إلى مفتي البلدة وإمام أئمتها أبي بكر ملكداد بن علي العمركي رحمه الله وعرضه على عرض أم سليم أنساً رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وسأله أن يعلمه ما يحتاج إليه ويأذن له في ملازميه في البيت وخارج البيت.
ذكر له قومه وقبيلته فتقبله بقبول حسن احتراماً لذلك الشيخ وسعادة قضيت له فعلق عليه المذهب، والخلاف وسمع عليه الحديث الكثير وكانت شفقته عليه شفقة الوالد على ولده، أو حافده الواحد كل خلق حسن وأدب محمود فتخرج عنده وتوجه.
فصل في أسفار تحصيلهلما تخرج واتنفخت عينه فيما كان مقبلاً عليه من العلوم كان يعرض له عزم السفر على ما يتشوف إليه الأحداث من المحصلين ويعلمه، عليه الجوالون الواردون من البلاد التي يتفق فيها ازدحام الطلبة في كل عصر ولم يكن تسمح نفسه بذلك محاماة على جانب أستاذه ملكذاد بن علي ورعاية بخاطره فلم يسافر حتى انتقل الشيخ إلى جوار رحمه الله تعالى نعم كان مع ملازمته لدرسه يتردد إلى غيره من أئمة ذلك العصر ويحصل بالمباحثة وغيرها، ورأيت أجزأ من تعليقه على جماعة منهم الأستاذ علي ابن الشافعي بن داؤد والإمام أبو سليمان الزبيري.
ثم سافر إلى الري سنة خمس وثلاثين وخمسمائة في صفرها واشتغل بتعليق الخلاف على الإمام أبي نصر حامد بن محمود الخطيب، وسمع الحديث منه، ومن غيره كالحسن بن محمد الغزال البلخي والقاضي الحسن بن محمد الاسترأبادي وغيرهما ثم عاد إلى قزوين في آخر شوال السنة، ثم خرج إلى بغداد في رمضان سنة ست وثلاثين وخمسمائة، وعلق طريقة الشيخ أسعد الميهني على جماعة من فقهائها.
منهم يوسف الدمشقي، وأبو مشهور الرزاز وأبو نصر المبارك ابن المبارك وأحمد بن يحيى الزهري وتعليقته على ضخامتها باقية عندنا، وسمع بها الحديث الكثير وحصل من كل فنّ وحج منها سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة وعقد المجلس في التاجية، في صفر سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة.
خرج منها على قصد نيسابور في شهر ربيع الأول، من هذه السنة، وبقي في الطريق أشهراً ودخل نيسابور في رمضان السنة وأقام مدة عند الِإمام محمد بن يحيى، وكانت له الدولة، وقتيذ وعليه إقبال الطلبة، وكان يعد الكمال في تلامذمته والشريف من حضر درسه، والرشيد من فاز بلقائه، وسمع بها الحديث من مشائخها، وسمع بطوس وآمل وغيرها على ما سيظهر عند ذكر شيوخه وعاد إلى قزوين في صفر سنة تسع وأربعين وخمسمائة.
فصل في إبتداء أمره بعد العود من السفراغتنم الأقارب والأباعد قدومه وأكرموا مورده، وخرج بعضهم لاستقباله إلى الريّ وكانوا يظنون أنه يقيم بغيرها من البلاد لأنه طالت غيبته وكان لا يملك بقزوين عقاراً، واعتنى بشأنه الأكابر سيما رئيس الأئمة حينئذ أبو عبد الله الخليلي رحمه الله، وفوض إليه تدريس مدرسته وعينت له الحظيرة المنسوبة إليه في الجامع وابتدأ بالتفسير فيها في أواخر ربيع الأول من السنة، وأقبلت عليه المتفقهة وأولاد المعارف واستتب أمره، وكان ينتابه جماعة من صلحاء المحترفة، وأهل السوق زرافاتاً ووجداناً يتلفقون منه الفقه والكلام بالفارسية.
رأيت منهم في صغري كهلاً من الصالحين يقال له: عثمان الحلاج يأتيه كل يوم وقت العصر، بعد ما يحصل قوته من الحلج لدرس المهذب للشيخ أبي إسحاق الشيرازي، إلى أن ختم الكتاب فكأن يقال أنه سرد فقه المهذب بتمامه بالفارسية حفظاً ورغب في مصاهرته الإمام أبو الرشيد الزاكاني فتزوج منه والدتي حفظها الله، وكان زفافها إليه في صفر سنة ثلاث وخمسين.
فصل في معرفته بالفنون

كان رحمه الله فقيهاً مناطراً فصيحاً حسن اللهجة صحيح العبارة جيد الإيراد، يستعين في المناظرة بالأمثال السائرة، ويأتي بالاستعارات المليحة وكان مفتياً، مصيباً محتاطاً في الفتيا متكلماً محققاً في قواعد الكلام، ماهراً في تطبيق المنقولات، وحكايات المشائخ التي يشكل ظاهرها على قواعد الأصول، وأما علوم الكتاب والسنة فهي فنه لا ينكر حفظه وتبحره فيها، فكان جيد الحفظ في كل باب حتى في الأمثال والأشعار والتواريخ والنوادر.
سمعته رحمه الله صيحة يوم كان قد سهر ليلتها يقول كنت أريد أن أشغل نفسي عما كان يسهرني، فتذكرت ما تعلق يحفظني من الأشعار، فبلغ كذا ألف بيت، ذكر عدداً كثيراً، وكان أساتذته يعتمدون قوله، ويرجعون إليه فيما يقع من التصحيفات في أسامي الرجال، ومتون الأحاديث.
بلغني أن الإمام محمد بن يحيى رحمه الله كان يورد في درسه في مسائل الجنين حديث حمد بن مالك بن النابغ أنه قال كنت بين أمرأتين فرمت إحديهما الأخرى بمسطح فقتلها وقتلت جنينها، فقضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الجنين بفره أمه وأمر أن يقتل بها فصحف بها بجمل، فنبهه الوالد رحمه الله فتبسم وقال الأمر إليك كنت أكبره فصغرته.
فصل في ذكر شيوخه في الحديث وجمل من مسموعاتهتقدم في المحمدين محمد بن آدم أبو عبد الله الغزنوي اللهاوري، سمع منه الغاية لابن مهران وشرحها بالفارسي بالأسناد المذكورين عند ذكر الغزنوي.
محمد بن أحمد بن محمد الخليلي، أبو سعيد النوقاني، سمع منه مسند الشافعي بروايته عن أبي حسن المديني عن أبي بكر الحيري والمرض بالكفارات لابن أبي الدنيا بروايته عن محمد بن أحمد العارف عن محمد بن موسى الصيرفي عن محمد بن عبد الله الصفار عن ابن أبي الدنيا ،والشفقة والوجل لأبي عبد الله بن منجويه عن أبي الحسن المديني عنه و الأربعين للحسن بن سفيان بروايته عن أبيه ،وأبي سعيد الفرخزادى ،عن خلف ابن أحمد الأيبوردي ، عن أبي عمرو الحيري عن الحسن بن سفيان .
محمد بن أحمد الطرائفي أبو عبد الله ، سمع منه صفة المنافق لجعفر أبن محمد الفريابى بروايته عن أبي جعفر بن المسلمة عن أبي الفضل الزهري ، عنه والرقائق لأبي بكر الخطيب بإجازته عنه .
محمد بن أحمد البندنيجي ،سمع منه في النظاميه ببغداد المختار من فضائل الإمام الشافعي رضى الله عنه لأبي علي البناء بسماعه منه ، ولم يذكر رحمه الله هذا الشيخ في مشيخته ، ولا أورد الكتاب في فهرست مسموعاته.
محمد بن أسعد بن محمد أبو منصور العطاري ،سمع منه أحاديث ، هشام بن ملاس بروايته عن أبي بكر الشيروى، عن أبي سعيد الصيرفي ،عن أبي العباس الأصم عنه.
محمد بن إسماعيل بن أحمد أبو سعيد المقرىء، سمع منه جزأ من حديث أبي العباس السراج الثقفي بروايته عن أبي القاسم المحب عن أبي الحسين الخفاف عن أبي العباس.
محمد بن إسماعيل بن سعيد أبو منصور اليعقوبي الهروي، سمع منه أجزاء وفوائد.
محمد بن جامع بن أبي نصر الضراب أبو سعيد خياط الصوف، سمع منه الكثير، ومنه سنن الصوفية لأبي عبد الرحمن السلمي بروايته عن أبي بكر بن خلف عنه وكيفية صلاة الضحى للحاكم أبي عبد الله بروايته عن ابن خلف عنه.
محمد بن الشافعي بن داؤد أبو جعفر المقرئ القزويني وسمع منه أحاديث من رواية أبي محمد بن نامويه الأصبهاني بسماعه عن أبيه عن أبي بدر النهاوندي عن أبي الفضل الفراتي، عن ابن نامويه.
محمد بن الطراد بن محمد أبو الحسن الزينبي، سمع منه أحاديث رواها عن والدي أبو الفوارس طراد.
محمد بن طاهر بن عبد الله بن علي أبو بكر الرئيس، سمع منه أحاديث من رواية أحمد بن محمد بن سليم بروايته، عن أبي منصور بن شكرويه عن أبي إسحاق بن خرشيد، قوله عن ابن سليم.
محمد بن أبي طالب بن بلكويه المقرئ القزويني، أبو بكر سمع منه الخائفين من الذنوب لابن أبي زكريا الهمداني، بروايته عن إسماعيل المخلدي عن سعيد بن الحسن القصري عن علي بن إبراهيم البزاز عن المصنف.
محمد بن عبد الرحمن بن محمد، أبو طالب الجيزباراني، سمع منه سنن أبي داؤد السجستاني، بروايته عن أحمد بن عبد الرحيم الإسماعيلي عن الحسن ابن داؤد السمرقندي عن ابن داسة عن داؤد.
محمد بن عبد الصمد بن أحمد أبو منصور المنصوري، سمع منه جزءأً من الحديث رواه عن الحافظ الحسن السمرقندي.

محمد بن عبد العزيز بن محمد العييي أبو رشيد الطبري، سمع منه ذم البغضاء وبغض الشقاء للحافظ أبي نعيم بسماعه من حمد بن أبي المحاسن الطبري، عن أبي علي الحداد عنه والأخبار المروية في الديك بهذا الأسناد.
محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون أبو منصور الدباس، سمع منه نسب قريش للزبير بن بكار، بروايته عن أبي جعفر بن المسلمة عن أبي طاهر المخلص عن أبي عبد الله أحمد بن سليمان الطوسي عن الزبير.
محمد بن عبد الكريم بن الحسن الكرجي، أبو الفضل، سمع منه فضائل قزوين بروايته عن إسماعيل بن عبد الجبار عن الخليل الحافظ.
محمد بن علي بن محمد الطوسي أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن الفضل البار ثنا أبو عبد الله الطوسي سمع منه الأربعين لأبي علي الفارمذي بسماعه منه، سمع منه جزأ من الحديث.
محمد بن علي بن هارون الموسوي أبو جعفر، سمع منه جزءاً رواه عن أبي الفتيان الدهستاني.
محمد بن أبي علي القائني أبو المظفر، سمع منه أخلاق النبي لأبي الشيخ بروايته عن أبي الفضل الشقاني وأبي بكر عتيق بن عبد العزيز عن أبي بكر التميمي، عن أبي الشيخ.
محمد بن عمر بن يوسف الأرموي، أبو الفضل سمع منه إفراد الدارقطني بروايته عن أبي الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون عنه، وكتاب المصاحف لأبي بكر بن أبي داؤد السجستاني بروايته عن أبي جعفر ابن المسلمة عن أبي عمر الآدمي عن المصنف.
محمد بن الفضل بن علي أبو زيد الفزاري، سمع منه تسمية الضعفاء، والمتروكين لأبي عبد الرحمن النسائي، بروايته عن حمزة بن هبة الله الحسني إجازة عن أبي بكر أحمد بن منصور المغربي عن أبي علي الحسن بن حفص القضاعي عن أبي الحسن بن رشيق المصري عن المصنف.
محمد بن الفضل بن محمد، المعتمد أبو الفتوح الأسفرائي، سمع منه مسند أبي داؤد الطيالسي. بروايته عن عبيد الله بن محمد عن أبي بكر البيهقي عن أبي بكر بن فررك عن عبد الله بن جعفر، عن يونس بن حبيب عن أبي داؤد.
محمد بن القاسم بن محمد بن جعفر الطبري، سمع جزءاً من حديث أبي الحسن علي بن عمر الصيرفي، بروايته عن الشريف، أبي البركات عمر بن إبراهيم الحسيني عن أبي الحسين بن النقور عن الصيرفي.
محمد بن المحسن بن الحسن أبو المحاسن القشيري، سمع منه الوسيط في التفسير لأبي الحسن الواحدي بروايته عن أبي الفضل الميداني عنه.
محمد بن منصور بن عبد الرحيم، أبو نصر الحرضي: سمع منه أجزاء من الحديث.
محمد بن يحيى بن منصور أبو سعد، سمع منه الأحراز والرقي لأبي الحسن محمد بن محمد البغدادي بروايته عن أبي نصر المعروف بسرمرد عنه وفضائل الصحابة لأبي عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل، بروايته عن ابن عبدوس الحذاء عن عبد الرحمن بن همدان عن أبي بكر القطيعي عنه والأربعين لأبي مسعود البجلي، بروايته عن أبي الفتيان عنه، والأربعين المخرجة من مسموعاته عنه وأما غير المحمدين فهم هؤلاء.
إبراهيم بن عبد الملك بن محمد الشحاذي أبو إسحاق القزويني، سمع منه الأحاديث الخمسية والخمسين، والمستخرجة من المصافحة، لأبي بكر البرقاني، بسماعه عن الإمام أبي إسحاق الشيرازي عن البرقاني.
أحمد بن إسماعيل بن أبي سعد أبو افضل الجيزباراني، ويكنى بأبي عبد الله أيضاً، سمع منه معرفة علوم الحديث للحاكم أبي عبد الله بروايته عن ابن خلف عنه.
أحمد بن الحسن بن أحمد الكاتب أبو عبد الرحمن الواعظ، سمع منه الأربعين لإمام الحرمين أبي المعالي الجوبني بروايته عنه.
أحمد بن حسنويه بن حاجي أبو سليمان الزبيري القزويني، سمع منه الصحيح للبخاري، بروايته عن الأستاذ الشافعي عن الخيارحي عن الكشميهني.
أحمد بن طاهر بن سعيد بن فضل الله بن أبي الخير أبو الفضل، سمع منه الأربعين: للحاكم أبي عبد الله بسماعه عن ابن خلف عنه.
أحمد بن عبد الغافر بن إسماعيل أبو الحسن الفارسي، سمع منه فوائد عبدان الأهوازي بروايته عن جده إسماعيل عن أبي العباس إسماعيل ابن عبد الله بن محمد بن ميكال عنه.
أحمد بن أبي القاسم بن أبي الليث أبو نصر النيسابوري، سمع منه جزءاً رواه عن زاهر الشحامي.
أحمد بن محمد بن أبي سعد أبو سعد البغدادي الحافظ، سمع منه مجالس إملاء له.

أحمد بن محمد بن عبد الله المقرئ أبو العباس الرازي، سمع منه الأربعين لأبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الله الرازي بروايته عن أبي غالب الصيقلي عنه.
إسماعيل بن إبراهيم الشباي الجرجاني، سمع منه أحاديث رواها عن أبي عمرو وظفر بن إبراهيم بن عثمان الخلابي.
إسماعيل بن أحمد بن محمد الصوفي أبو البركات بن أبي سعد، سمع منه الأربعين المخرجة من مسموعاته.
إسماعيل بن عبد الرحمن بن سعيد العضائدي أبو عثمان، سمع منه موطأ مالك بن أنس من رواية يحيى بن بكير، بروايته عن الفضل بن أبي حرب الجرجاني عن أبي عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي عن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي عن عثمان بن سعيد عن يحيى بن بكير.
إسماعيل بن أبي الفضل بن محمد الناضحي أبو القاسم التميمي، سمع منه أجزاء من الحديث.
إسماعيل بن يوسف بن محمد بن العباس الطالقاني القاضي أبو سعد سمع منه الأحاديث الألف للقاضي أبي المحاسن الروياني بسماعه منه.
جامع بن أبي نصر بن أبي إسحاق السقاء أبو الخير، سمع منه الأربعين لأبي علي الفارمذي بسماعه منه.
الحسن بن أحمد بن محمد أبو علي الموسياباذي، سمع منه معظم حلية الأولياء لأبي نعيم بروايته عن أبي علي الحداد عنه.
الحسن بن علي بن الحسن أبو علي الأنصاري المغربي، سمع منه أحاديث من رواية أبي القاسم البغوي بروايته عن أبي القاسم الأبيوردي عن أبي نصر الأسفرائني عن ابن بطة العكبري عن البغوي.
الحسن بن محمد بن أحمد أبو علي السنجبستي، سمع منه أحاديث من رواية يحيى بن محمد بن صاعد بسماعه من أبي منصور البوشنجي كلار عن أبي محمد الأنصاري عن ابن صاعد.
الحسن بن محمد بن أحمد الاسترآبادي أبو محمد القاضي سمع منه جزأ من الحديث.
الحسن بن محمد بن عثمان الغزال أبو علي البلخي، سمع منه شمائل النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأبي عيسى الترمذي بروايته عن أحمد ابن محمد الخليلي عن علي بن أحمد الخزاعي المعروف بابن المراغي عن الهيثم بن كليب عن أبي عيسى.
الحسين بن نصر بن خميس أبو عبد الله الموصلي، سمع منه الأربعين لأبي نصر بن وذعان بسماعه منه.
حامد بن أبي الفتح بن أبي بكر الحافظ أبو عبد الله المديني، سمع منه فضائل القرآن لعبد الرزاق بن همام الصنعاني، بروايته عن أبي نهثل العنبري عن هارون بن محمد بن أبي أحمد عن سليمان بن أحمد الطبري عن إسحاق الدبري عن عبد الرزاق.
حامد بن محمود علي الماوراء النهري، سمع منه أجزاء وكتبا منها الأربعين لمحمد الفراوي تخريج ابنه أبي البركات بسماعه من الفراوي.
سعد بن علي بن أبي سعد بن الفضل العصاري، أبو عامر الجرجاني، سمع منه أحاديث رواها عن أبي مطيع محمد بن عبد الواحد المصري.
سعد الخير بن محمد بن سهل المغربي أبو الحسن الأنصاري الأندلسي، سمع منه سنن أبي عبد الرحمن النسائي بروايته عن أبي محمد الدوني عن أحمد بن الحسن الكسار عن أحمد بن محمد بن إسحاق السني عن المصنف وغريب الحديث لأبي عبيد بروايته عن النقيب طراد بن محمد، عن أبي الحسن علي بن أحمد عن دعلج بن أحمد عن أبي عبيد، وسنن الدارقطني بروايته عن المبارك بن عبد الجبار الصيرفي عن القاضي أبي الطيب الطبري عنه وقرأ عليه المختلف والمؤتلف، ومشتبه النسبة، لعبد الغني بن سعيد بروايته عن محمد بن أبي نصر الحميد عن أبي زكريا المحاربي عنه.
سعد الله بن محمد بن علي بن طاهر المقرئ أبو الحسن الدقاق، سمع منه اقتضاء العلم العمل لأبي بكر الخطيب بروايته عن أبي الحسن محمد ابن مرزوق الزعفراني عنه.
سعيد بن علي بن مسعود الشجاعي أبو بكر، سمع منه أحاديث.
سعيد بن محمد بن عمر بن الرزاز، أبو منصور، سمع منه كتاب برّ الوالدين، لأبي محمد الحسن بن محمد الخلال، بروايته عن أبي الحسين أحمد بن عبد القادر بن يوسف عنه.
شافع بن علي أبو الفتوح الشعري، سمع منه أحاديث.
شهريوش بن أبي الحسن بن محمد أبو الحسن الطبري، سمع منه أحاديث.
صاعد بن سعيد بن محمد أبو طاهر العطاري، سمع منه الأربعين لمحمد بن أسلم الطوسي بروايته عن أبي الفتيان، عن أبي مسعود البجلي عن أبي علي زاهر عن محمد بن وكيع عنه وغريب الحديث لأبي سليمان الخطابي بروايته عن أبي نصر القشيري وغيره، عن عبد الغافر بن محمد الفارسي عن أبي سليمان.

طغرل بن عبد الله التركي أبو الفتح الحاجب، سمع منه أحاديث رواها عن القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي البزاز.
طاهر بن أحمد بن محمد أبو محمد النجار القزويني، سمع منه الأبحيات سنة ست وثلاثين وخمسمائة بروايته عن أبي المعالي إبراهيم بن محمد بن علي بن نفيس الأنصاري عن الأشج.
طاهر بن هبة الله بن طاهر أبو عمر القومساني، سمع منه تفضيل الأنبياء على الملائكة لأبي الحسن الصيقلي، بروايته عن عمه أبي علي أحمد بن محمد بن طاهر الصيقلي.
عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف أبو الفرج البغدادي، سمع منه من أول التاريخ لمحمد بن إسماعيل البخاري إلى باب الحاء بروايته عن أبي الغنائم محمد بن علي النرسي عن أبي أحمد الغندجاني عن أبي بكر بن عبدان عن محمد بن سهل عن البخاري.
عبد الخالق بن زاهد بن طاهر، أبو منصور الشحامي، سمع منه بحر الفوائد للكلاباذي، بروايته عن الحسن بن أحمد السمرقندي عن علي ابن أحمد بن خنياج عنه.
عبد الرحمن بن عبد الصمد بن أحمد الأكاف أبو القاسم، سمع منه أخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم لابن حيان، بروايته عن أبي الفضل العباس بن أبي العباس الشقائي عن أحمد بن محمد التميمي عنه.
عبد الرحمن بن عبد الصمد المقرئ أبو سعيد الصوفي، سمع منه أحاديث.
عبد الرحمن بن المعالي بن منصور أبو مسلم الواريني القزويني، سمع منه أجزاء من الحديث.
عبد الصمد بن عبد الرحمن الحسنوي الشامي أبو صالح، سمع منه تنبيه الغافلين لبي الليث السمرقندي، بروايته عن محمد بن أحمد البخاري عن تميم بن فرينام البلخي عن أبي الليث.
عبد الصمد بن عبد الله العراقي أبو البركات، سمع منه الوسيط في التفسير لأبي الحسن الواحدي بروايته عن أبي الفضل الميداني عنه.
عبد الكريم بن محمد أبو منصور الخيام، سمع منه أحاديث.
عبد الله بن محمد بن الفضل الصاعدي أبو البركات الفراوي، سمع مه مسند أبي عوانة الاسفرائني بروايته، من أول الكتاب إلى باب فضائل المدينة عن عثمان بن محمد المحمي، ومنه إلى باب فضائل القرآن عن محمد بن عبيد الله الصرام، ومنه إلى آخر الكتاب، عن فاطمة بنت الأستاذ أبي علي الدقاق بروايته عن أبي نعيم عن أبي عوانه.
عبد الملك بن سعد بن أحمد ببن عنتر التميمي، أبو الفضل الأسدآبادي سمع منه الأربعين لأبي عثمان المحتسب الأصبهاني بسماعه منه.
عبد الملك بن عبد الواحد بن عبد الكريم أبو صالح القشيري، سمع منه فرائد الفوائد، للحاكم أبي عبد الله بسماعه عن ابن خلف عنه.
عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل أبو الفتح الكروخي، سمع منه جامع أبي عيسى الترمذي بروايته عن أبي عامر الأزدي، وغيره عن عبد الجبار بن محمد عن المحبوبي عن الترمذي.
عبد المنعم بن عبد الله بن محمد الفراوي أبو المعالي، سمع منه أحاديث.
عبد الوهاب بن إسماعيل بن عمر الصيرفي أبو الفتوح، سمع منه آداب الصحبة لأبي عبد الرحمن السلمي برايته عن أبي بكر التفليسي، إجازة عنه وفضائل الصحابة للحافظ أبي الحسن الدارقطني، بروايته عن أبي سعيد القشيري عن محمد بن بشران منه.
عبد الوهاب بن محمد بن الحسين الصابوني أبو الفتح المقرئ سمع منه أجزاء.
عبيد الله بن اسكندر بن سليمان أبو اليسر التبريزي، سمع منه أحاديث.
العباس بن محمد بن أبي منصور الطوسي أبو محمد الواعظ، سمع منه تفسير أبي إسحاق الثعلبي بروايته عن أبي سعيد الفرخزادي عنه.
عطاء بن محمد بن عطاء أبو القاسم النيسابوري، سمع منه أحاديث علي بن أحمد بن حاتم بن برهان الدينوري، سمع منه شمائل النبي صلى الله عليه وآله وسلم. لأبي عيسى الترمذي، بروايته عن محمد بن عمر بن أمبرجه عن الخليلي عن ابن المراغي عن الهيثم عنه.
علي بن نبهان بن عبد الواحد الحديقتيني أبو الرشيد الهمداني، سمع منه أحاديث رواها عن أبي غالب أحمد بن محمد المقرئ.
علي بن أبي بكر الواعظ اليزدي أبو الحسن، سمع منه أحاديث علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب الطريثيثي، سمع منه أحاديث رواها له عن أبيه عن أبي عثمان الصابوني.
علي بن الشافعي بن داؤد أبو الحسن، سمع منه مسند الشهاب للقضاعي، بروايته عن الخليل القرائي عنه.
علي بن أبي صادق السعدي الطبري، أبو الحسن، سمع منه أحاديث.

علي بن عزيز بن أبي القاسم الجويني، سمع منه أحاديث عن أبي سعيد القشيري.
علي بن محمد بن جعفر بن علي بن أحمد الكاتب أبو الحسن الحافظ الشهرستاني، سمع منه كتاب الآداب للحافظ أبي بكر البيهقي بروايته عن عبد الجبار الخواري عن المصنف، ولم يورد في مشيخته.
علي بن محمد بن جعفر الرباطي، سمع منه أحاديث.
علي بن محمد بن الحسين أبو الحسين البرخذ أبلاي الطوسي، سمع منه أحاديث رواها له عن أبي الفتيان.
علي بن محمد بن المطرز، أبو الحسن، سمع منه أحاديث رواها عن صخر بن عبيد الطوسي.
عمر بن أحمد بن محمد الشاشي أبو حفص، سمع منه تحفة العام للسيد أبي الحسن الحسيني بروايته عن علي بن الحسين الثيقذئجي عنه.
عمر بن أحمد بن منصور الصفار، أبو حفص، سمع منه صحيح مسلم بروايته عن محمد الفراوي وإسماعيل بن عبد الغافر الفارسي عن الجلودي عن الفقيه عن مسلم.
عمر بن عبد المؤمن بن يوسف أبو حفص البلخي، سمع منه أحاديث من رواية محمد بن عبد الملك الماسكاني بسماعه من أبي جعفر محمد بن محمد الجالي عن الماسكاني.
عمر بن علي بن سهل الدامغاني، أبو سعد السلطان، سمع منه طب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأبي العباس المستغفري بروايته عن الحسن بن أحمد السمرقندي عنه.
المبارك بن أحمد بن عبد العزيز أبو المعمر، سمع منه أحاديث من رواية أحمد بن سليمان العباداني، بروايته عن أبي البطر عن أبي علي بن شاذان عنه.
المبارك بن الحسن بن أحمد الشهرزوري أبو الكرم، سمع منه أجزاء.
محمود بن إسماعيل بن محمد الطريثيثي أبو القاسم الترشيزي، سمع منه أحاديث رواها عن أبي بكر الشيروي.
المرتضى بن الحسن بن خليقة أبو الفتوح روى له عن أبي علي الحداد عن أبي نعيم.
مسعود بن أحمد بن محمد أبو المعالي الخوافي، سمع منه أحاديث رواها عن أبي سعيد إسماعيل بن عمرو البحتري.
المطهر بن علي بن المحسن العباسي أبو حرب، سمع منه مسند الشافعي رضي الله عنه بروايته عن أبي بكر الشيروي عن أبي بكر الحيري عن الأصم.
ملكداد بن علي بن أبي عمرو أبو بكر العمركي القزويني، سمع منه الكثير ومنه سنن محمد بن يزيد ماجة بروايته عن محمد بن الحسين المقومي عن أبي طلحة الخطيب عن أبي الحسن القطان عن المصنف.
منصور بن محمد بن أبي نصر الهلالي، أبو نصر الباخرزي، سمع منه أحاديث رواها عن أبي سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم القشيري.
الموفق بن إبراهيم المؤذن أبو عبد الله الطوسي، سمع منه أحاديث رواها عن أبي عبد الله إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي.
الموفق بن يحيى بن منصور أبو الفتح، سمع منه أحاديث.
ناصر بن زهير بن علي الحذامي أبو الفتح، سمع منه أحاديث.
ناصر بن سلمان بن ناصر أبو الفتح الأنصاري روى له أحاديث عن شيوخه.
هبة الرحمن عبد الواحد بن عبد الكريم أبو الأسعد القشيري، سمع منه الصحيح للبخاري بروايته عن أبي سهل الحفصي عن الكشميهني عن الفربري عن البخاري، وسمع منه كثيراً من أماليه وغيرها.
هبة الكريم بن خلف بن المبارك بن أحمد بن عبد الله بن البطر أبو نصر الحنبلي لقبا، سمع منه أحاديث رواها عن أبي الخطاب بن البطر.
يوسف بن صديق الأرموي الواعظ أبو القاسم، روى له بالمراغة عن نعمة الله العبدولي.
يوسف بن طاهر بن يوسف الخوني أبو يعقوب ، سمع منها الشمائل لأبي عيسى الترمذي بروايته عن إسماعيل بن محمد الخليلي عن أبي طاهر محمد ابن علي الزراد عن علي بن أحمد عن الهيثم عن أبي عيسى.
يوسف بن عبد الله بن بندار أبو المحاسن الدمشقي، سمع منه بعض الأجزاء الغيلانيات بروايته عن أبي البركات.
هبة الله بن محمد بن علي البخاري عن أبي طالب بن غيلان رحمهم الله وهذا الفصل يحوي أكثر ما في مشيخته وفهرست مسموعاته رحمه الله.
فصل في روايتهرأيت أن أورد من رواياته حديثاً منعوتاً فوقع الاختيار على حديث أمّ زرع الطويل ذيله الجزيل نيله ومن أراد من الناظر من إفراد الحديث بشرحه فليكب.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله مبدع الأصل والفرع الممتنع بعد الإبداع بالضرع والزرع والصلاة على رسوله محمد المخصوص بأوسع الذرع واتبع الشرع، وبعد فهذه درة الضرع لحديث أم زرع أسأل الله أن ينفع بها من يراجعها ويقف عليها ويطالعها قرأت على الإمام والدي رحمه الله ، سنة ثلاث وستين وخمسمائة، أخبركم الحسن الغزال، أنبأ أحمد ابن محمد الزيادي أنبأ علي بن أحمد الخزاعي أنبأ الهيثم بن كليب ثنا محمد ابن عيسى ثنا بن حجر أنبأ عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن أخيه عبد الله بن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت جلست إحدى عشرة امرأة تعاهدن، وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبرا أزواجهنّ شيئاً.
قالت الأولى: زوجي لحم جمل غثّ على رأس جبل وعر لا سهل فيرتقي ولا سمين فينتقي أو ينتقل.
قالت الثاني: زوجي لا أبثّ خبره إني أخاف أن لا أذره أن أذكره، عجره وبحره.
قالت الثالثة: زوجي المشنق إن أنطق أطاق وإن سكت أعلق.
قالت الرابعة: زوجي كليل تهامة لا حر ولا قرّ ولا مخافة ولا شامة.
قالت الخامسة: زوجي إن دخل فهد وإن خرج أسد ولا يسأل عما عهد.
قالت السادسة: زوجي إن آكل لف وإن شرب اشتف وإن اضجع التف ولا يولج الكف ليعلم البث.
قالت السابعة: زوجي عيايا أو غيايا باطنا كل داء له داء شجك أو فلك أو جمع كلالك.
قالت الثامنة: زوجي المس مسّ أرنب، والريح ريح زرنب.
قالت التاسعة: زوجي رفيع العماد عظيم الرماد طويل النجاد قريب الميت من الناد.
قالت العاشرة: زوجي فالك وما مالك مالك خير من ذلك له إبل كثيرات المبارك قليلات المسارح إذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك.
قالت الحادي عاشر: زوجي أبو زرع، وما أبو زرع، أناس من حلي أذني وملاء من شحم عضد بي وبجحني فبجحت إلى نفسي، وجدني في أهل غنيمة بشق فجعلني في أهل صهيل، وأطيط ودابس ومتق فعنده أقول، فلا أقبح، وأرقد فأتصبح، وأشرب فأتقمح أمّ أبي زرع وما أمّ أبي زرع، عكومها رواح وبيتها فياح ابن أبي زرع وما ابن أبي زرع، مضجعة كمسل شطبة، وبشبع ذراع الجفرة بنت أبي زرع وما بنت أبي زرع، طوع أبيها وطوع أمها، ومل كسائها وغيظ جارتها، جارية أبي زرع وما جارية أبي زرع، لا تبث حديثاً تبثيثاً ولا تنقث ميرتنا تنقيثاً ولا تملا بيتنا تغششاً.
قالت خرج أبو زرع والأوطاب تمخض فلقي امرأة، معها ولدان كالفهدين يلعبان من تحت خصرها برمانتين فطلقني ونكحها فنكحت بعده رجلاً سرياً ركب شرياً وأخذ خطياً وأراح عليّ نعماً ثرياً، وأعطاني من كل رائحة زوجاً وقال كلي أم زرع وميري أهلك فلو جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع.
قالت عائشة: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كنت لك كأبي زرع لأم زرع، وقرأ عليه رحمه الله في غريب الحديث لأبي عبيد أخبركم الحافظ سعد الخير بن محمد المغربي، أنبأ أبو محمد السراج أنبا أبو علي بن شاذان عن دعلج عن علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد، ثنا حجاج عن أبي معشر عن هشام بن عروة وغيره، من أهل المدينة عن عروة عن عائشة وكلام النبوة كما في الرواية الأولى لا يختلفان إلا في ألفاظ يسيرة والحديث صحيح بالاتفاق.
أخرجه البخاري في كتاب النكاح عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي وعلي بن حجر ومسلم عن علي بن حجر وأحمد بن جناب بروايتهم عن عيسى بن يونس ورواه سعيد بن سلمة عن أبي الحسام وسويد ابن عبد العزيز عن هشام وأدخل بين هشام وبين أبيه عروة أخاه عبد الله، كما أدخله عيسى بن يونس وآخرون رواه عن هشام عن أبيه من غير إدخال عبد الله بينهما، كما ذكرنا في رواية أبي عبيد منهم أبو معاوية وأبو أويس وعقبة بن خالد وعبد الرحمن بن أبي الزناد وعبد العزيز الدراوردي وإدخاله بينهما أصحّ وكما وقع الاختلاف في الإسناد وقع في المتن.
فمنهم من وقف بعضه على عائشة، ورفع بعضه كما في الرواية المسبوقة أولا ومنهم من رفع الجميع فعن موسى بن إسماعيل عن سعيد بن مسلمة بن أبي الحسام عن هشام بن عروة عن أخيه عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كنت لك كأبي زرع لأم زرع ثم أنشأ يحدث بحديث أم زرع، وصواحبها وحكى أولا قول التي قالت زوجي عيايا والتي قالت زوجي لحم جمل غث والتي قالت زوجي الأشنق والتي قالت زوجي إذا شرب أشنف والتي زوجي لا أبث خبره قال عروة هؤلاء خمس يشكون.

في غير هذه الرواية اجتمع نسوة ذوامّ ونسوة موادح لأزواجهن بمكة وكان الموادح ستا والذوام خمساً.
عن الزبير بن بكار بروايات مختلفة قال حدثني محمد بن الضحاك الخزامي عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعندي بعض نسائه. فقال يا عائشة أنا لك كأبي زرع لأم زرع قلت يا رسول الله! وما حديث أبي زرع لأم زرع قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن من قرية من قرى اليمن كان بها بطن من بطون أهل اليمن، وكان منهنّ إحدى عشرة امرأة وأنهن خرجن إلى مجلس من مجالسهنّ فقال بعضهن لبعض تعالين، فلنذكر بعولتنا بما فيهم، ولا نكذب فقيل للأولى تكلمي فقالت: الليل ليل تهامة والغيث غيث غمامة و لا حرّ ولا قرّ.
قالت الثانية وهي عمرة بنت عمر وفي اسم الرابع فهذه بنت أبي هزومة وزاد فقال اسم أم زرع عاتكة.
وأعلم أنه حكى عن ابن دريد، أسماؤهن مرتبة على رواية عيسى ابن يونس المذكورة أولا و في ترتيبهن في الروايتين تفاوت بين التي قالت زوجي لحم جمل غث هي الأول، في تلك الرواية، والرابع في الرواية الأخيرة والتي قالت زوجي لا أبث خبره هي الثانية في تلك الرواية، والتاسعة في الرواية الأخيرة فلا يصح أخذ أسمائهن على ذلك الترتيب، من المذكور في الرواية الأخيرة، بل ينبغي أن يقال اسم واحدة منهن كذا وواحدة كذا أو ينظر في الترتيبين، فيطبق أحدهما على الأخرى ويقضي بموجبه.
قولها لحم جمل غث: أي مهزول، يقول غثثت يا جمل تغث وغثثت تغث غثاثة وغثوثة وأغث اللحم أيضاً.
الوعر الذي لا يوصل إليه إلا بتعب ومشقة والانتقاء استخراج النقي من العظم، وهو المخّ وذكر أن المقصود هاهنا هو الشحم وأنه يجوز أن يكون المعنى أنه يرعب فيه ويختار يقل انتقيت الشيء أي تخيرته والانتقال بمعنى التناقل كالاقتسام، بمعنى التقاسم وقيل انتقل ونقل واحد أي ليس بسمين، يرغب الناس فيه ويتثاقلونه إلى بيوتهم وينتقي وينتقل روايتان مشهورتان وقد يجمع بينهما على الشك.
غرض المرأة بوصف زوجها بقلة الخير وبعده مع القلة وشبهته، باللحم الغث الذي لا نقي فيه أو الذي لا ينتقله الناس إلى بيوتهم، لزهدهم فيه ومع ذلك هو على رأس جبل صعب لا يوصل إليه إلا بتعب وقولها لا سهل فيرتقي، من صفة الجبل وقولها ولا سمين فينتقي أو ينتقل من صفة اللحم.
ذكر الخطابي أنها أشارت، ببعد خيره إلى سوء خلقه وترفعه بنفسه فيها وأرادت أنه مع قلة خيره يتكبر على عشيرته وأهله، وبقولها ولا سمين فينتقل إلى أنه ليس في جانبه طرف وفائدة يحتمل بذلك سوء عشيرته ويروي بدل لحم جمل غث لحم جمل قحر وهو المسن المهزول.
قال أبو بكر بن الأنباري ويروى على رأس قوز وعث القوز رمل مرتفع يشبه الرابية، والجمع أقواز والوعث الذي لا تثبت القدم فيه لسيلانه وسهولته.
ذكر في الصحاح أن القوز الكثيب الصغير ويروى مع ذلك ليس بلبد فيتوقل واللبد المستمسك الذي ليس هو بسائل ولا منهال والتوقل الإسراع إلى المشي، يقال توقل الوعل في الجبل.
قول الأخرى زوجي لا أبث خبره أي لا أظهره ولا أشيعه والعجر جمع عجرة، وهي العقد في الأعصاب والعروق المجتمع تحت الجلد والبجر: جمع بجرة، وهي انتفاخ يحصل في البطن والصرة يقال منه رجل أبجر وامرأة بجراء وقيل العجر في الظهر خاصة والبجر في البطن، وقيل العجر في الجنب والبطن والبجر في السرة وغرضها أني لا أنشر خبره كيلا يفتضح واللام يرجع الكناية في قولها أن لا أذن فيه قولان.
أحدهما أنها ترجع إلى الخبر والمعنى إني أخاف أن لا أقطع لكثرة عيوبه، وسعة مجال المقال، وقيل معناه لا أترك منه شيئاً.
الثاني أنها ترجع إلى الزوج أي هو مع كونه حقيقاً بالمفارقة أخاف أن لا أفارقه لما بيننا من العلق والأسباب، وبالأول قال ابن السكيت ويشهد له ما روى في بعض الروايات أنها قالت بعده ولا أبلغ قدره، وأرادت بالعجر والبجر عيوبه الباطنة وأسراره.
يروى أن علياً رضي الله عنه لما رأى طلحة رضي الله عنه صريعاً قال إلى الله أشكو عجري وبجري يريد همومي وأحزاني.

قول الثالثة: زوجي العشنق العشنق: الطويل وقيل: الطويل العنق، يريد أن له طولاً بلا نفع ومنظراً بلا مخبر فإن نطقت بما فيه طلقها وإن سكتت تركها معلقة لا كذوات الأزواج ولا كالأيامى، ويروى بعد ذلك على حد سنان مذلق، والمذلق: المحدد أي لقيت معه على حد سنان.
عن إسماعيل بن أبي أويس، غيره أن العشنق المقدام الشرس وعلى هذا فما بعده بيان له، وحكى أبو بكر بن الأنباري عنه أن العشنق: القصير ونسب فيه إلى التصحيف وذكر أنه إنما قال: الصقر المقدام الجريء.
قول الرابعة: زوجي كليل تهامة، إلى آخره تهامة ما نزل عن نجد من بلاد الحجاز والقر والقرة: البرد ويقال قررت أي أصابني البرد، والسامة الملال وليل تهامة طلق لا تؤذي بحر ولا برد فشبهته به في خلوه من الأذى والمكروه.
وقولها ولا حر ولا قر قيل معناه ولا ذو حر ولا قر كما يقل فلان عدل أي ذو عدالة وقيل يحتمل أن تريد لا حر فيها ولا قر.
قولها : ولا مخافة ولا سامة أي ليس فيه خلق أخاف بسبه منه، أو ساء مني أو أساء منه ويروى ولا مخافة ولا وخامة، والوخامة: الثقل يقال: طعام وخيم أي ثقيل، وزاد بعضهم ولا يخاف خلفه ولا أمامه.
قال ابن الأنباري معناه إن ساكني تهامة ولا يخافون من خلفهم ولا أمامهم لامتناعهم بالجبال وتحصنهم فيها.
قول الخامسة: زوجي إن دخل فهد أي كان كالفهد قيل وصفته بلين الجانب لأن الفهد لين المس كثير السكون وقيل: وصفته بالنوم والتغافل والفهد كذلك، والمعنى أنه يتغافل عن أحوال البيت وإن وجد فيها خللاً استحق اللوم به أغضى، وأسد واستأسد أشبه الأسد في الإقدام.
قولها ولا يسأل عما عهد أي هو كريم لا يسأل عما ترك في البيت من زاد وطعام ويروى بعده ولا يرفع اليوم لغد، وهو من القوة والكرم أيضاً، وعن إسماعيل بن أبي أويس أنها أرادت بقولها إن دخل فهد أنه يثب وثبة الفهد وسريع الوثب.
قال الشارحون: وعلى هذا فهذه المرأة ذمت منه شيئاً ومدحت شيئاً ويجوز أن يقال كنت به عن قوة مجامعته أو سرعة رغبته فيها وفي معاشرتها ويروى إن دخل أسد وإن خرج فهد، على العكس مما سبق قالوا وهذا ذم وعلى هذا فقد روى ولا يسأل عما عهد أي لا يكلم لسوء خلقه ويجوز أن يحمل إن دخل أسد على شدة طلبه لها وتعلقه بها وإن خرج فهد على غفلته عن غيرها فيخرج عن أن يكون ذماً.
قول السادسة: زوجي إن أكل لف أي ضم وخلط صنوف الطعام بعضها ببعض، إكثاراً من الأكل يقال: لف الكتيبة بالأخرى إذا خلط ويروى أن أكل رف، قال ابن الأنباري يقال: رف يرف أي أكل ورف يرف أيضاً امتص والوجه الحمل على المعنى الثاني، وفيه وصف بالشره والخسة وقيل رف أي أكل كثيراً.
قولها: وإن شرب، اشتف أي استقصى ولم يشئينء والشفافة: بقية الشراب، في الإناء فالاشتفاف شرب تلك البقية تصفه بالشره وقلة الشفقة عليها.
قولها وإن اضطجع التف أي ينام ناحية ملتفاً بثوبه لا يضاجعني ولا يتحدث معي.
أما قولها: ولا يولج الكف ليعلم البث فالبث أشد الحزن الذي تباثه ثم فيه قولان، قال أبو عبيد أحسبها كان ببعض جسدها داء أو عيب تكتئب منه فقالت إنه لا يدخل اليد ليتعرض له كرماً منه ولم يساعده الأكثرون منهم ابن الأعرابي وابن قتيبة وأبو سليمان، وقال أول كلامها ذم فكيف تمدحه على الأثر وتصفه بالكرم، وقد عدها عروة ابن الزبير من الذامات.
ثم منهم من قال أرادت أنه لا يضاجعني ولا يتعرف ما عندي من حب قربه ويوافقه ما روى وإذا اضطجع التف وقيل أرادت لا يدخل يده في أموري يعرف ما أكرهه ويصلحه وقيل أرادت أني إذا كنت عليلة لم يجئني، ولم يدخل يده تحت ثيابي ليعرف مالي ونصر ابن الأنباري أبا عبيد، فقال إن النسوة تعاقدن على أن لا يكتمن شيئاً من أخبار أزواجهن فلا يبعد أن يكون فيهن من يذم شيئاً من زوجها، ويمدح شيئاً وإنما عدها عروة من الذامات لابتدائها بالذم.
قول السابعة: زوجي عيايا غيايا، الشك في اللفظتين، منسوب إلى عيسى بن يونس والذي صححه أبو عبيد، والمعظم العين، وعدو الغين في الكلام تصحيفاً والعيايا فعالا من العي وهو من الإبل والناس الذي عيي بالضراب ترميه بالعنة وانطباقاً المعجم الذي انطبق عليه الكلام أي انغلق وقيل هو الأحمق الذي انطبقت عليه الأمور فلا يهتدي إلى الخروج منها، وقيل هو الذي لا يأتي النساء وقيل هو الثقيل الصدر عند المباضع.

جوز الزمخشري أن يكون اللفظ غيايا بالغين من الغياية وهي السحابة ويقال غاينيا عليه بالسيوف أي أظللنا وهو العاجز الذي لا يهتدي لأمر كأنه في ظلمة، وغياية أبداً، وقيل يجوز أن يكون من الغي وهو الانهماك في الشر، وأيضاً الخيبة، وقد فسر به قوله تعالى: " فسوف يلقون غياً " .
قولها: كل داء له داء، الدآء العيب والمرض والمعنى أن العيوب المتفرقة في الناس مجتمع فيه وعلى هذا، فقولها له: داء خبرا لقولها كل دآء، وفي الفائق أنه يحتمل أن يكون له صفة لدآء ودآء خبر الكل كل داء فيه بليغ، متناه كما يقال إن زيد الرجل ويراد وصفه بالكمال.
قولها: شجك، أو فلك الشج: الجرح في الرأس والوجه، والفل الكسر قيل: أرادت كسر العظام من الضرب وقيل كسر القلب بأخذ المال والأثاث، وقيل كثير الحجة بالخصومة، والعذل، منهم من قال أردت بالفل الطرد، والإبعاد والمعنى أنه سيء الخلق يضرب امرأته بحيث يشج أو يفل أو يجمعهما معاً والسماع في شجك وفلك وكلالك كسر الكاف، لأن المحاورة كانت بين النسوة فكأنها قالت إن كنت زوجته أيتها المخاطبة شجك أو فلك.
وقول الثامنة: المس مس أرنب حملوه على الوصف بحسن الخلق، ولين الجانب، كما أن الأرنب لين عند المس، ويجوز أن تريد لين بشرته ونعومتها، والزرنب قيل هو نبات طيب الريح وقيل شجر طيب الريح، وقيل الزعفران وقد يقال ذرنب بالذال، وهما لغتان كزبر وذبر وأرادت طيب ذكره في الناس، وثناؤهم عليه أو طيب عرفه، ويروى بعد الكلمتين أغلبه، والناس يغلب وفيه وصفه بالقوة والشجاعة وحسن الخلق مع الأهل.
قول التاسع: زوجي، رفيع العماد، العماد: عود الخباء، كنت بارتفاعه عن شرفه، وارتفاع بيته والنجاد: حمالة السيف، وهو ما يتقلد به كنت، به، عن امتداد قامته، وحسن منظره.
قولها: عظيم الرماد كناية عن كثرة ضيافته، وقد تشير به إلى طبخه اللحوم والأطعمة التي يحوج طبخها إلى النيران العظيمة، وذكر أن أهل البلاغة يسمون مثل هذه الصنعة الأرادف، وهو التعبير عن الشيء ببعض لواحقه.
قال أبو سليمان الخطابي: يحتمل أن تريد، أنه لا يطفئ ناره، لئلا يهتدي بها الضيفان فيعشونه والنادي، والندى، والمنتدى، مجلس القوم، ومجتمعهم، وقد يجعل النادي اسماً للقوم وفسر به بعضهم قوله تعالى " فليدع ناديه " والكريم يقرب بيته من النادي ليظهر ويعرف فيغشى، وقد يقصد الشريف به تسهيل إتيانه على القوم ويروي بعد هذه الكلمات لا يثبع ليلة يضاف، ولا ينام ليلة يخاف، وأرادت بالأول أنه يؤثر الفيضان بطعامه، وبالثاني أنه يستعد ويتأهب للعدو ويأخذ بالحذر.
قول العاشرة: زوجي مالك وما مالك أرادت به تعظيمه والتعجب من أمره قولها مالك خير من ذلك أي هو فوق ما يوصف به من الجود والأخلاق الحسنة وقد تريد إشارة إلى الذين، مدحنهم من قبل، وتقول هو خير منهم وذكر والقول لها له إبل كثيرات المبارك، قليلات المسارح معاني أشهرها وبه قال أبو عبيد وابن السكيت: أنه يتركها ترك بفنائه ليكون معدة للضيفان فيطعمهم من لحومها وألبانها، وقل ما يسرحها لئلا يتأخر القرى لبعدها، والثاني وبه قال ابن أبي أويس إنه يكثر منها النجر لأضياف بعدما بركت، فتكون قليلة إذا سرحت، وإن كانت كثيرة عنه البروك.
الثالث إن كثرتها عند البروك لكثرة من تبعها، وانضم إليها طمعاً في رفقها فإذا ظفروا بما يبغون تفرقوا عنها فكانت قليلة إذا سرحت.
الرابع قيل أرادت بكثرة المبارك أنها محبوسة للأضياف، فتقام للحلب مرة بعد أخرى، فيتكرر بروكها بعد الإقامة، والمعزف: العود والمقصود أن إبله قد اعتادت منه، إكرام الضيفان بالنحر لهم وبسقيم وإتيانهم بالمعارف فإذا سمعت صوت المعزف أيقنت بالنحر.
في الفائق أنه قد قيل أن أن المزهر الذي يزهر النار، يقل زهر النار وأزهرها أي أوقدها أي إذا سمعن صوت موقد النار ويروى في آخر كلامها وهو أمام القوم في المهالك، أي مقدّ مهم في الحرب لشجاعته.
قول أم زرع، زوجي أبو زرع وما أبو زرع قيل تكنية الزوجين بزرع كان على عادة العرب في تكنية الأبوين باسم من ولد بينهما كأم الدرداء وأبي الدرداء وأم الهيثم وأبو الهيثم في الصحابة، وقولها: أناس من حلي أذني أي حركها بما حلاهما به من القرطة والنوس تحرك الشيء المتدلي وإلا ناسة تحريكه.

قولها ملا من شحم عضدي أي سمنني بحسن التعهد، واكتفت بالعضد عن سائر الأعضاء فإنهما إذا سمنا سمن سائر البدن وقولها: وبجحني فبججت إلى نفسي، قال ابن الأنباري أي عظمني، فعظمت عند نفسي وقال أبو عبيد فرحني ففرحت وعظمت عند نفسي ويروي فبحجت إلى نفسي يقال بحبح بالشيء وبحبح به أي فرح.
قولها: ووجدني في أهل غنيمة يثق فجعلني في أهل صهيل، وأطيط، قيل شق موضع بعينه ثم أبو عبيد فتح الشين، وكسرها غيره وذكر الهزوي أن الصواب الفتح، وقال ابن أبي أويس: المعنى بشق جبل لقلتهم وقلة غنمهم، وهذا يصح على رواية الفتح أي بشق في الجبل كالغار ونحوه وعلى رواية الكسر أي في طرف منه وناحية.
قال آخرون: المعنى بجهد ومشقه يحتملونها في معيشتهم كما في قوله تعالى " إلا بشق الأنفس " والمقصود أني كنت في قوم قليلي العدد والمال فلم يأنف من فقر قومي وضعفهم، فنكحني ونفاني إلى قومه، وهم أهل خيل وابل والأطيط ههنا صوت الإبل وقد يسمى صوت غير الأبل أطيطا.
قوله: ودائس ومنق فقد قيل الدائس البيدر، والمنق الغربال، وقيل: الدائس الذي يدوس الطعام بعد الحصاد تريد أنهم أصحاب زرع أيضاً، ويروي منق بكسر النون من النقيق، وفسر بالمواشي والأنعام وقيل: أرادت الدجاج أي هم أصحاب طير.
قولها: فعنده أقول فلا أقبح، أي لا يرد قولي ولا يقال لي قبحك الله، والتصبح نوم الصبحة، وهو أن تنام بعد ما تصبح تريد أنها مخدومة مكفية المؤنة لا تحتاج إلى البكور وقيل أرادت لا أنبه ولا أزعزع حتى أقضي وطري من النوم.
قولها: وأشرب، فأتقمح أي أرفع رأسي عن الإناء للري والاستغناء عن الشرب من قولهم بعير قامح إذا رفع رأسه من الحوض فلم يشرب، ويروي فأتقنح بالنون أي أقطع الشرب من الري وقيل أشرب على الري وذلك مع عزة الماء عندهم، وقيل هما بمعنى واحد، كما يقال امتقع لونه وانتقع والمعنى أشرب حتى أني لأرى المشروب فاصرف وجهي عنه لغاية الري وزيد في بعض الروايات وآكل فأمنح أي أعطي عن تمام الشبع.
قولها: عكومها رداح العكوم، الأحمال والأعدال التي فيها الأمتعة، الواحد عكم، والرداح العظيمة الممتلئة وقيل الثقيلة، قال في الفائق وتكون صفة للمؤنث كالرحال والثقال يقال جفنة وكتيبة وامرأة رداح، ولما كانت جماعة ما لا يعقل في حكم المؤنث جعلت صفة لها قال ولو جاءت الرواية بفتح العين لكان الوجه على أن يكون العكوم الجفنة التي لا تزول عن مكانها لعظمها أو لأن القرى متصل دائم، من قولهم مر ولم يعكم، أي لم يقف ولم يتحبس أو التي كثر طعامها وتراكم من قولهم، اعتكم الشيء وارتكم، أو التي يتعاقب فيها الأطعمة، من قولهم للمرأة المعقاب عكوم، والرداح حينئذ يكون واقعة في نصابها وجوز بعضهم أن يقال كنت بالعكوم عن الكفل والفياح والأفيح الواسع يقال فاح يفيح إذا اتسع، ويروي بدل الفياح، فاح بتخفيف السين والفساح والفسيح الواسع أيضاً.
قولها: كمسل شطبه المسل، مصدر كالسل وهو مقام مقام المسلول والمعنى كمسلول شطبة والشطبة: ما ينزع من القضبان الدقاق من جريد النخل، ينسج منها الحصر، وقد يشق الجريد فيجعل قضباناً دقاقاً أي هو صوب اللحم خفيف الخصر والعرب تمدح بذلك، ويستدل به على الشجاعة وقيل: الشطبة السيف شبهته بسيف سل من غمده، والجفرة الأنثى من ولد الضان والذكر جفر.
في الفائق أن الجفر الماعزة إذا بلغت أربعة اشهر وفصلت وأخذت في الرعي والذراع يذكر ويؤنث والرواية تشبعه بالتاء ويروي وترويه فيقة اليعرة ويميس في حلق النثرة والفيقة ما يجتمع من اللبن بين الحلبتين وهي الفواق أيضاً، واليعرة: العناق وقيل الجدي تصفه بالإقلال من الطعام والشراب وهو محمود عندهم، ويميس يتبختر، والنثرة الدرع القصيرة.
قولها: ملء كسائها أي تملاءه بكثرة اللحم، وهي مستحبة في النساء ويروي صغر ردائها، وملء إزارها، وفيه وصف بالضمور وعظم الكفل، لأن طرف الردآء يقع على معقد الإزار.

قولها: وغيظ جارتها، الجارة، الضرة أي يغيظ الضرة، ما يرى من عفتها وجمالها ويرو بدله عبر جارتها، وفسره ابن الأنباري بوجهين أحدهما أنها ترى منها ما يعتبر عينها ويبكيها من الغيظ والحسد، والآخر أنها ترى من عفتها ما يعتبر به الأول من العبرة والثاني من العبرة ويروي وعقر جارتها بفتح العين والقاف وهو الدهش يقال منه عقر فادن ويروي وعقر جارتها، وهو الجرح، ومنه قولهم: كلب عقور أي تجرح قلبها، ويروي وعقر جارتها، أي يعطل الزوج الجارة لرغبته في هذه الممدوحة فلا تحبل فتصير كأنها عاقر، ويروي وغير جارتها والغير والغار الغيرة ويروي قبل قولها طوع أبيها وطوع أمها وفي الالّ كريم الخل برود الظل، والال العهد أي هو وافية بعدها، وبرد الظل مثل، لطيب العشرة.
قولها: كريم الخلّ قيل معناه أنها تكرم على من يعاشرها، فخليلها يعاشر بعشرته إياها كريماً وقيل المعنى أنها لا تتخذ أخدان السوء، وإنما قال: وفيّ وكريم في صفة المؤنث على تأويل أنها إنسان أو شخص وفي الاءلّ.
قولها: لا تبثث حديثنا تبثيثاً، ويروي بالباء والنون وهما متقاربان يقال: بث الخبر أي نشره وأشاعه، ونث الحديث ينثه نثاً أفشاه ويقال نث اغتاب واطلع على الشر، وهما متقاربان والمقصود أنها لا تخرج سراً ولا تظهره، ولقرب اللفظتين في المعنى روى بعضهم الفعل بالباء والمصدر بالنون ومخالفة المصدر الفعل كما في قوله تعالى: " وتبتل إليه تبتيلاً " ونظايره.
قولها: ولا ينتقل ميرتنا تنقيتاً، الميرة: الطعام والميرة أيضاً ما يمتاره البدوي، من الحاضرة والتنقيت: الإسراع في السير، والمعنى أنها لا تنقل طعامنا ولا تذهب ولا تفرقه مسرعة تصفها بالأمانة، ويروي ولا ينقث، وهو بمعناه ويروي ولا تنفث، وحينئذ يكون المصدر والفعل متفقين، ورواه بعضهم لا تبث بالباء، وبعضهم لا تنفث بالفاء ولا صحة لهما.
قولها: ولا تملاء بيتنا تغششاً روى بالغين المعجمة من الغش أي لا تغشنا وقيل أرادت النميمة، ورواه الأكثرون بالعين، ثم قيل هو مأخود من عش الطائر وذكر على هذا ثلاثة اوجه أحدها أنها تهتمّ بشأن البيت وتطهيره، فلا تدع الكناسات هاهنا وهاهنا كعشيشة الطيور، والثاني أنها لا تدع متغيراً مستقذراً كعش الطائر والثالث أنها لا تخون في الطعام فتخبأه هنا وهنا كما يعشّ الطير في مواضع شتى.
قال أبو سليمان الخطابي: وهو من قولهم عش الخبز إذا تكرج وفسد يريد أنها تحسن مراعاة الطعام، وتعهده وتطعم منه الشيء بعد الشيء طرياً ولا يغفل عنه فيفسد، وجوز أبو القاسم الزمخشري أن يكون ذلك من قولهم شجرة عشة أي قليلة السعف وعش المعروف يعشه، إذا أقله وعطية معشوشة قليلة أي لا تملاء البيت اختزالاً وتقليلاً، لما فيه، ويروي في صفة الجارية لا تنجث عن أخبارنا تنجيثاً ولا تغث طعامنا تغثيثاً والتنجيث الاستخراج والإشاعة والاغثاث والتغثيث إفساد الطعام والكلام وغيرهما.
في بعض الروايات طهاة أبي زرع وما طهاة أبي زرع، لا تفترّ ولا تعدي تقدح قدراً، تنصب أخرى، يلحق الآخرة الأولى، والطهاة: الطباخون وأرادت أنهم لا يفترون عن الطبخ ولا يصرفون عنه والقدح الغرف ويقال للمغرفة مقدحة، والقدور يلحق بعضها بعضاً، فلا ينقطع الطعام عن الضيفان ويروي ضيف أبي زرع وما ضيف أبى زرع في شبع وريّ ورنع أي لهو وتنعم وأيضاً مال أبي زرع وما مال أبي زرع، على الجمم محبوس وعلى العفاة معكوس.
الجمم جمع جمة، وهم القوم الذين يسألون في الدية، ويقال الجمة: الدية وأجم أعطى الدية والعفاة السائلون، والمعكوس المعطوف يريد أن ماله وقف على تسكين الفتن ودفع حاجات الناس.
قولها: والأوطاب تمخض، الأوطاب جمع وطب، وهو سقاء اللبن خاصة والأفعال في جمع فعل قليل والأغلب الفعال وقد ورد في بعض الروايات والرطاب تمخض على وفق الغالب وتمخض تحرك لاستخراج الزبد، قيل إشارته بذلك إلى كثرة اللبن عندهم.
قولها: كالفهدين شبهتهما بالفهدين في كونهما فارهين ممتلئين حسني الصورة.

قولها: يلعبان من تحت خصرها برمانتين قال ابن أبى أويس أرادت بالرمانتين ثدييها، وقال أبو عبيد وغيره وصفتها بعظم الكفل، تريد أنها إذا استلقت نبابها الكفل عن الأرض حتى يصير تحتها، فجوة تجري فيها الرمان، والسري السيد الشريف، ويجمع على سريين وأسريا وسراة، والفرس السري الذي يسري في عدوه أي يلج ويتمادى، ويقال هو الفائق المختار من قولهم: لخيار المال، سرانه وشرانة واسترى واشترى: اختار والخطى: الرمح المنسوب إلى الخط وهو موضع على ساحل البحر تنتقل إليه الرماح الهندية ثم ينقل منها وقيل هو ساحل البحر.
قولها: وأراح عليّ أي ردها من المرعى نعماً ثرياً، الثري الكثير يقال أثرت الأرض إذا كثر ترابها، وأثرى بنو فلان كثرة أموالهم والثروة: المال الواسع والثراء كثرة المال يقال رجل ثروان وامرأة ثروى، وتصغيرها ثريا وذكر ثريا حملا على اللفظ.
قولها: من كل رايحة زوجاً أي ماشية تروح ويروي من كل سائمة وهي الماشية الراعية، يقال سامت هي أي رعت وأسمتها أنا ويروي من كل آبدة وهي المتوحشة، والجمع الأوابد.
قولها: زوجاً قيل الزوج يقع على الاثنين كما يقع على الفرد ثم يقال زوجان وقد روى من كل سائمة زوجين: وقيل: الزوج الفرد، إذا كان معه آخر، وذكر بعضهم أنه يجوز أن يريد أنه أعطاها من كل رائحة صنفاً وقد يعبر عن الصنف بالزوج، وقد قيل ذلك في قوه تعالى: " وكنتم أزواجاً " ثلاثة.
قوله: وميري أهلك أي خذي الطعام، واذهبي به إليهم تريد أنه وسع عليها وعلى أهلها.
قولها: أصغر آنية أبي زرع يروي أصفر بالفآء من الصفر، وهو الخالي يريد أن الذي نكحته، وإن كانت بالصفات المذكورة فإن قدره لا يبلغ قدر أبي زرع، وفي بعض الروايات فاستبدلت بعده أي بعد أبي زرع وكل بدل أعور، وهذا مثل معروف أي البدل قاضر، من الأصل غالباً نسبته إليه كنسبة لأعور إلى ذي العينين.
قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعائشة: " كنت لك كأبي زرع لأم زرع " زيد في بعض الروايات، إلا أن أبا زرع طلق، وأنا لا أطلق وفي بعضها، كنت لك كأبي زرع لأم زرع في الألفة والرفاه لا في الفرقة والخلاء، قال ابن الأنباري: والرفاء، الاجتماع من قولهم رفأت الثوب أرفاه ويقرب منه: قول من يقول الرفا: الموافقة والمواصلة والخلاء في الإبل كالحيوان في الخيل والبغال.
يروى عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قلت يا رسول الله! بل أنت لي خير من أبى زرع لأم زرع، وهذا هو اللائق لحسن أدبها، وأعلم أن حديث أم زرع قد تكلم في تفسيره ومعانيه جماعة من المتقدمين، والمتأخرين من علماء الحديث وأصحاب اللغة وفيما أوردناه ما يحوي معظمه.
قال الإمام أبو سليمان الخطابي، وفيه العلم وحسن العشرة مع الأهل واستحباب محادثتهن بما لا إثم فيه وفيه أن بعضهن قد ذكرن عيوب أزواجهن، ولم يكن ذلك غيبة لأنهم لم يعرفوا بأعيانهم وأسمائهم وزاد تاج الإسلام أبو بكر السمعاني، فقال فيه دلالة على جواز ذكر أمور الجاهلية واقتصاص أحوالهم، وعلى فضل عائشة رضي الله عنها ومحبته لها بملاطفته إياها، وعلى أن السمر بما يحلّ جائز، ولمعنى حسن العشرة مع الأهل ونحوه أورد البخاري الحديث في كتاب النكاح ولإشعاره بفضل عائشة أورده مسلم في الفضائل، ولمعنى السمر أورده أبو عيسى الترمذي في أخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم في باب ترجمة بكلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في السمر وليس في اللفظ ما يدل على أن ذلك كان في السمر لكن القصة تشبه الأسمار وربما ورد نقل، وكان والدي رحمه الله يرغبني في حفظ هذا الحديث في صغير لكثرة فوائده، وحسن ألفاظه - وأختم الآن الحديث وشرحه بقولي:
نفسي من جانب طاعاتها ... حلت بواد غير ذي زرع
لكن ربي واسع فضله ... إن اعتنى بي لم يضع ذرع
وصرت ارتاح بإحسانه ... كأم زرع بأبي زرع
أحسن الله بنا وحقق المنى بجوده وسعة رحمته.
فصلفي ذكر طائفة من الذين تفقهوا عليه أو سمعوا منه الحديث أو جمعوا بينهما.

فممن درس عليه وسمع منه بقزوين بنوه الثلاثة جامع الكتاب عبد الكريم ومحمد وعبد الرحمن وخالاهم محمد وعمر، أنبأ سعد بن أحمد الزاكاني والقضاة عمر وعلي ومحمد وسعد وعبد العظيم، بنو عبد الحميد ابن عبد العزيز بن إسماعيل الماكي، ومحمد بن أسعد بن محمد العاقلي ومحمد بن شيرزيل بن الحسن السراجي، والفضل بن عبد الرحمن ابن الفضل أبو خليفة الماكي وعبد الأول بن أبي بكر بن أحمد أبو القاسم الخواري، المعروف بجهار ماهه.
صالح بن عمر بن نوح بن الحسن المعلمي أبو عبد الله الأديب، ومحمد بن أبي صابر بن عبد الجليل وأبوه أبو صابر أحمد بن علي بن أحمد الحاجي أبو بكر وأبو اليمين بن خوامذ محمود وأحمد بن عبد العزيز بن محمد الشحاذي ومحمد بن أبي الفوارس بن المختار القرائي وأبو جعفر وعمر وعبد الله أبو القاسم وأبو حامد ابنا عبد العزيز بن الخليل الخليلي.
عبد الرحيم بن إبراهيم بن يوسف الهشتجردي وأبو بكر بن عبدويه ابن عبد الكافي البلاذري، وإبراهيم والفضل أبو إسحاق وأبو محمد، ابنا محمد بن إبراهيم الخليلي، وإقبال بن عبد الله الحبشي، عتيق الخليلية، وأحمد بن محمد بن عبد الكريم الكرجي، أبو الفضل وابناه إبراهيم ومحمد ومحمد بن أبي يعلى مداد بن عبد البر الكويمي ومحمد بن محمد بن القاسم الممالحي أبو حامد ومحمد بن إسماعيل أبو إسماعيل السراجي، وسعد بن الحسن بن أبي العلاء أبو المكارم الكرماني، وابنه أسعد وأبو غانم ابن أبي ذر، البيع ويوسف بن أحمد بن إبراهيم أبو يعقوب الحافظ البغدادي.
محمد بن علي بن المطهر الجرباذقاني أبو منصور ومحمد بن عبد العزيز ابن عبد الملك الرافعي، وفضيل بن مسعود بن المختار القرائي، أبو سعيد وعثمان بن علي بن إبراهيم البوزياني أبو عمرو، وعمر بن محمود بن خليفة المتكلم، أبو حفص، ومحمد بن إبراهيم بن بندار البصير، وعمر بن أبي بكر ابن الفرج المقرئ، ومحمد بن أحمد بن أميري بن محمد أبو سعد الرامشيني، وحامد بن أبي العميد بن أميري الزراد وحمزة بن محمد بن حمزة الداودي ومحمد بن المؤيد بن الحسين بن محمد والعباس ومحمد ابنا عبد الواحد بن إلياس وعلي بن الحسن بن علي الكثيري أبو الحسن.
موسى بن عيسى بن موسى المشكاني، ومحمد بن عبد الواحد بن أبي الفتوح بن عمران وعبد الرشيد وعبد الحميد وعبد العظيم بنو عبد القديم ابن أبي الفتوح بن عمران ومحمد بن عبد العزيز بن عبد البر الزاذاني وحيدر، وأحمد، ونصر وحمد وظفر وعبد الرزاق بنو أبي بكر بن حيدر وعبد الله بن أبي الفتوح بن عمران وابنه محمد أبو الفتوح ومحمود بن محمد ابن نصر الخلفاني أبو المكارم والقاضي الحسين بن أحمد بن الحسين بن بهرام والحسين محمد بن الهمداني، أبو عبد الله ومحمد بن القاسم الطبري، أبو بكر ومحمد ومحمود ابنا منصور الطبري ويوسف بن علي بن أثال الشيباني البسطامي ومحمد بن المأمون الرشيد المطوعي.
العراقي وعبيد الله ابنا محمد بن العراقي الطاوسي وأبو بكر بن ناصر الصوفي وإبراهيم بن محمد مدوار الشامهاني وعبد الكافي بن أبي علي بن محمد ومحمد بن محمود بن أبي زرعة السوادي وحيدر بن عبد الواحد بن حيدر الشابوري وعبد المجيد بن سعد الله بن عبد المجيد بن ناصر الأبهري ومحمد ابن أحمد بن إسماعيل أبو إسماعيل الطالقاني وعبد الواسع بن عبد الكافي ابن عبد الواسع الخليلي وأبو بكر بن عمر بن يعلى، وأبو بكر بن محمود ابن محمد بن الرافعي، ومحمد بن أحمد بن عبد الواسع البابائي.
أحمد بن محمد بن روشنائي الفقيه، ومحمود بن عبد السلام بن أبي العباس الخزنيني، ومحمد بن أبي الوفاء المثيلي، وإبراهيم بن أبي المعتمر ابن الحسن أبو العز العصاري، وأحمد بن موسى بن بادويه، الخطيب ومحمود بن محمد الأشتريني وعبد الرحمن بن أبي الفوارس أبو الحارث الزاكاني، وعلي بن عبد الواحد الفقيه الفارسي، والخليل بن إبراهيم التومكي ويحيى بن أبي منصور والرشيد الإسماعيلي وبرغش بن عبد الله عتيق الطاوسية ومحمد بن الحسن بن محمد الغزنوي، ثم الزنجاني وعطاء الله بن عبد الرشيد بن أبي عنان الطاؤسي أبو النجيب وأخوه أبو عنان سعد.

أحمد بن الحسين بن أحمد الأصبهاني، والحسن بن شيرويه البيع وعزيزي بن الوفاء وعبد الرشيد بن شيرزاد المؤدب، والقاضي محمد بن عمر بن عبد الحميد الماكي، وأبو بكر بن أحمد بن عثمان الأجيني وأبو عبد الله نصر بن علي بن أبي القاسم الخيارجي، ومحمد بن الحسن بن عبد الكريم الرافعي، وأبو الفرح أحمد بن أبي القاسم الحسن المقرئ الزنجان وأبو زرعة الحسن بن عبد الكريم المقرئ ومحمد بن أبي بكر اللوزي وأبو حنيفة محمد ابن أبي الفرح بن أحمد الديلمي، وأبو العشائر بن محمد بن ناصر الديواني وأبو الوزير بن بابا بن بشار الحامدي والشبلي بن مسعود بن محمد، وعبد الصمد بن أبي الفوارس بن المظفر الجبلي، وأبو بكر بن محمد بن عبد الله الخواري الصوفي وإبراهيم بن أبي سعد المعلمي ومسعود بن شاه خسرو بن خليفة الجيلي الننسكي، سمع منه بنيسابور سنة ست وأربعين وخمسمائة، ثم بقزوين.
وممن سمع منه بأبهر، بشار بن عثمان بن بشار وأحمد بن عبد الرحيم العبشمي أبو جعفر، وعربشاه بن المشرف بن مالك الأسدي وعلي بن أبي نعيم الرازي وأبو المعالي بن محمد بن الفضل الرافعي ومحمد بن هبة الله ابن أبي محمد الأحمد كالي.
ممن سمع منه بزنجان محمد بن القاسم بن أبى الفرح بن أبي نصر الزنجاني، وأبوه وأبو المظفر سعد بن محمد بن أبي الفوارس المعروف بكندمه وأسفنديار بن حاجي الفهاد وأبو المجد بن الماجد بن المهتدي العبشمي الأبهري.
ممن سمع منه بتبريز عثمان الغزالي، وعمر بن أبي المعالي أبو المكارم البرطلي وعثمان بن سليمان بن الوفاء أبو عمر البروجردي، وأبو الكرم ابن أبي المعمر بن عثمان وإبراهيم بن أبى الحسن بن أبي طاهر وعمر وأحمد ابنا أبي البدر التبريزي وعمر بن محمد بن عمر أبو الفضائل المستوفى ومحبوب بن الوحيد الشرواني ومحمد عمر بن أقبوري ومحمد بن علي بن أبي القاسم الحصري وأسعد بن مسعود بن الحسن الخوارزمي.
عبد المحسن بن شفا بن أبي المعالي، أبو المحاسن التراسي المراغي، وعلي بن أبي بكر بن أبي محمد بن المظفر، وأبو الفضل بن أبي الخير بن عدنان وأحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني، وموسى بن إبراهيم بن موسى ومولاه مبشر ويونس بن سفاء بن علكان الفقيه وعمر بن محمد المجندي وداؤد بن أبي المعالي، وجلدك مولى الإمام أبي منصور المعروف بحفذة وأبو الكرم بن الفرح بن محمود.
ممن سمع منه بخلاط أبو بكر بن عبد الله الأسدآباذي وعلي بن زيد المراغي وأبو طاهر أحمد بن محمد النسائي، ومحمد بن زكريا الكازروني وأبو المكارم عبد الصمد بن أحمد الزنجاني والحسن بن إسماعيل بن علي الخوئي وعبد الرحيم بن الحسين بن المؤمل الخلاطي ويونس بن محمود الخوئي، وإبراهيم بن الخليل الواني والحسن بن علكويه ومحمد بن المظفر ابن عبد الواحد بن رشيق أبو الفتح ورجب بن نصر ومسعود بن محمد بن سعد أبو جعفر المستوفي وعبد العزيز بن احمد البغدادي أبو محمد ومحمد بن أبي علي بن حيدو.
سمع منه بدهخوارقان، يعقوب بن تركانشاه وعبد المجيد بن محمد الخطيبي وأبو بكر بن محمود الحكيمي، ومحمد بن ساوى الباني، وأبو القاسم ابن يوسف بن صالح المراغي.
فصل في مصنفاتهله في التفسير كتاب التحصيل في تفسير التنزيل، وهو كتاب كبير يشتمل على ثلاثين مجلدة في نسخة الأصل أورد فيها الأقوال التي يتضمنها التفاسير المشهورة، ووجوه القراآت وعللها، وما يتعلق بالنظم والمعنى وشحنها بالأحاديث وحكايات المشائخ، على الطرز الذي اعتيد عقد الحلقة له بقزوين في مواضع من المسجد الجامع.
في الحديث الحاوي الأصول من أخبار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضمنه معظم الأحاديث التي يشتمل عليها ثمانية من الأصول موطأ مالك، ومسند الشافعي، والصحيحان وجامع أبي عيسى الترمذي وسنن أبي داؤد وسنن أبي عبد الرحمن النسائي وسنن أبي عبد الله ابن ماجه رحمه الله عليهم.
له كتاب تحفة الغزاة ونزهة الهداة وكتاب فضائل الشهور الثلاثة، وجمع الأخبار الواردة في تلقين المختصر، والميت وزيارة القبور، ويليق بها، وأملى مجالس في المسجد الجامع وفي مدرسة الخليلية، وجمع فهرست مسموعاته وأورد فيه من كل كتاب، من الكتب المشهورة حديثاً ومشيخته، وأورد عن كل شيخ ثلاثة أحاديث وحكاية وشعرا.

له أربعينيات منها كتاب الأربعين في متن كل حديث منه ذكر الأربعين وله تعليقات في الأصول، ومختصر في الخلاف، كتبه بنيسابور وكان بالآخرة قد أخذ في جمع مذهبي ولم يتيسر الأطرف من أول العبادات، وشرع في جمع تاريخ الأنبياء والملوك بالفارسية، ولم يتم، له ملتقطات ومنتخبات، في كل فن فيها ما يدل على جودة الرأي وحسن الاختيار.
فصل في صلابته في الدين وديانتهكان رحمه الله إذا سمع بثلمة في الدين أو وهن في المسلمين أو بلغه سوء اعتقاد، عمن يخاف منه فتنة، أو أغارت الملاحدة على بعض النواحي أو استشهد مسلم اشتدّ حزنه، ولم يتهنأ بالطعام والشراب أياماً، إذا توجه طائفة من الغزاة إلى الروذبار أو غيرها من ديار الملاحدة أقبل على الدعاء والصدقة بما تيسر سراً وجرهاً، ولم يزل مفكراً مضطرباً إلى أن يرجعوا أو يبلغ خبرهم.
حين بنت الملاحدة القلع المعروفة بأرسلان كشاد واحتيج إلى استنهاض العساكر لاستخلاصها كان له سعي جميل في ترغيب الملوك فيه، وتخشين القول وتلبينه لهم، بحسب الحاجة إلى أن يسر الله فتحها، إلى أن يسر الله تعالى فتحها، وأتذكر أنه كان يحكي له أحوال سنية عن بعض المتساهلين المنتسبين إلى فن الأوائل وهو الملقب بالشمس القاشاني، فيعظم اكتئيابه لذلك، خوفاً من أن يفتتن به أحداً وبسوء اعتقاده.
استنابه أسعد بن محمد الخليلي في القضاء حين وليه، فقام به يومين أو ثلاثة بم استعفى منه، وتركه ولم يظهر له سبباً، ثم ذكر بعد مدة أنه خرج إلى صلاة الصبح مغلساً في يوم من تلك الأيام، فإذا هو برجل على باب الدار ينتظره فسلم عليه، وعرض عليه شيئاً مشدوداً، وقال أنا أحد المتداعيين أمس في واقعة كذا فإن رأيت أعنتني فهاله ذلك وقال:
إن السلامة من سلمى وجارتهما ... أن لا تمر على حال بواديها
كان يخرج من المسجد الجامع ذات يوم مستعجلاً لمهمة سانح، فنادى المؤذن بالإقامة فوقف في الموضع الذي انتهى إليه ولم يخرج حتى صلى، وذكر الحديث المعروف من سمع النداء وخرج من المسجد، فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وآله وسلم، وكانت عنده شهادة في حادثة فالتمس منه بعض أرباب الجاه تأخير أدائها أو زيادة فيها وتوعده لو لم يجبه إليه فلم يبال لمقامه ومقاله وأداها على ما يجب فصرف الله تعالى المكروه ولم يمض إلا أياماً قلائل حتى جاء الرجل تائباً معتذراً وفي المشهور المأثور أن من أرضى الله تعالى لسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس.
فصل في بره بأقاربه وأولده وجيرانه وسائر الناسما ورثه من أبويه من العقار والمنقول، ولم يكن بالتافه آثريه أخواته وصرفه إلى أجهزتهنّ، حين عزم على السفر، وخرج مجرداً وكان لا يترك تعهد الماضين، من ذوي رحمه بالدعاء والزيارة والصدقة وإذا مرّ بقبورهم في شغل عرّج، ودعاء وقال إذا مررت بباب الصديق، ولم تقرعه فقد جفوته، وكان بعض بني أعمامه في ذي الصالحين ثم ابتلى بفترة وتهتك. وشرب الخمر، فوجم لذلك، ولم يزل يراجعه لطفاً وعنفاً ويعمل كل تدبير في استصلاحه، وأحضره داره، وهو سكران مرتين إشفاقاً عليه، من أن يعربد وتجهيلاً له فأثر فيه ذلك، وتاب.
كان رحمه الله وافر الشفقة على أولاده معتنياً بشأنهم، مبالغاً في ضبطهم، وتأديبهم، ومن عظيم إحسانه بي إحتياطه في أمر تربيتي، طعاماً وأداماً وكسوة، فسمعته رحمه الله غير مرة يقول: لم أطعمك ولم ألبسك إلا من وجه طيب، إلى أن تمّ لك سبع سنين، ثم كثر الأولاد، والمؤن، ولا آمن تداخل الشبهات، وربما بكى عند ذلك، وقال نجا المخفون، كنت أخدمه في مرض وفاته أشالة وأسناد أو إضجاعاً، وأرفق به بقدر الطاقة، فوقع ذلك منه الموقع، ودعا لي بالسعادة مراراً، وهو من ذخائري، وكان يبر إلى الجيران ويلاطفهم وربما استحضرهم واستمع كلام الملهوفين منهم، وكان في أوقات المجاعة، يضع رغيفين أو أكثر في كمه عند الخروج من الدار يناول منه الضعفاء والصبيان، وبلغ من كلفه بأقاربه أنه أقام نفسه مقامهم، في حوادث ضاق الأمر عليهم، فيها وجادل عنهم حتى دفع من كان يبغي عليهم بعون الله تعالى.
فصل في تبجيله لشيوخه وأساتذته

كان رحمه الله يوقرهم ويبالغ في تبجيلهم أما حياتهم وحضورهم فقد سمعته، يقولك كنت أصدر في الأكل والشرب والدخول والخروج والمهمات المتكررة عن أمر الإمام ملكداد بن علي، وإشارته، فضلاً عما له وقع، وخطر وسمعته، يقول: كنت لا أملا العين من النظر إلى الإمام محمد بن يحيى، لعظم وقعه في قلبي، وكان يشاور الكبار منهم فيما يعزم عليه سمعته، يقول: عزمت على الخروج من نيسابور فدخلت على الإمام العارف محمد بن أبي علي القايني رحمه الله لأشاوره وأودعه، وكنت قد هيأت أسباب الرحيل، فقال: إنك لا تخرج الآن، من نيسابور، فاهتممت وخرجت من عنده متفكراً فرمدت عيني تلك الليلة وفترت العزيمة، وبقيت هناك سنة أخرى.
وأما بعد وفاتهم فكان إذا حكى عنهم لم يخل بالتوقير، والثنا، وإذا روى عنهم لفظاً أو كتابة، لم يخل ذكرهم عن صالح الدعاء ومن كانت استفادته منه أكثر كان تعظيمه له أوفر، وكان يخصص الإمام ملكداد بن علي بمزايا لحسن تربيته إياه، والإمام محمد بن يحيى لعلو مرتبته ولما رجع من السفر كان قد بقي جماعة ممن درس عليهم، وكان يحافظ على شرط الأدب والاحترام ولا يسير بسيرة المغرورين بأنفسهم إذا أنسوا منها رشداً وظهر لهم فهم، وتمكنوا من تصرف.
فصل في غيرته وأمره بالمعروفكان رحمه الله شديد الإنكار على منكرات الشرع يدفعها بيده، ولسانه، بحسب وسعه، وإمكانه، وإذا لم يستطع الدفع تأثر به اغتياظاً وربما ارتعد، وأخذته الحمى، وفيما روى عن عطاء الخراساني عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال يأتي على الناس زمان يذوب قلب المؤمن، كما يذوب الملح في الماء قيل يا رسول الله! مم ذاك قال مما يرى من المنكر لا يستطيع تغييره.
كان لصدقه بها به أهل الفسق ويهربون منه وإذا أحسّ الصبيان في المحلة لقربه منهم في مروره تفرقوا وتركوا اللعبة وإذا دخل الحمام احتاط الحاضرون في ستر العورات وأسبلوا الأزار، وكانت فيه حدة منشأها الغيرة واستواء الظاهر والباطن والبعد من الغوائل والتلبيسات، وهذه صفات تحمل على الأفصاح بحقيقة الحال وقد لا يحتمل فينسب صاحبها إلى الحدة.
استدعى منه بعض المتوجهين في البلدان يعامله نسيئة من وجوه عمل السور حين كان يتولاها، عن الوزير قاضي المراغة رحمه الله، فقال أنا وكيل والوكل لا يعامل بالنسئية فراجعة مراراً، فلم يزد على هذا الجواب، فتأذى الطالب ووشى به إلى صاحب المال بما سيسأل عنه.
فصل في ثنآء المعتبرين عليهكان أساتذته من أول نشئه وابتداء تحصيله يكرمونه ويثنون عليه لرشده وسداده، واستقامة سيرته ولزومه الطريقة المثلى، وحين عزم على الخروج من نيسابور كتب له الإمام محمد بن يحيى رحمه الله بخطه التين فصلاً في جزء أؤديه على وجهه نقلاً عن خطه كتب على ظهر الجزء تذكرة لصاحبه من محمد بن يحيى أصلحه الله وفي باطنه.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله شكراً على نواله، ونشراً لإنعامه وإفضاله والصلاة على خير خلقه محمد وآله، وبعد فإن الشيخ الإمام الأجل الزاهد الولد جمال الدين فخر الإسلام أبا الفضل محمد بن عبد الكريم ابن الفضل الرافعي القزويني أطال الله بقاه وأدامها إلى مراقي العز، ارتقاءه شاب نشأ في عبادة الله نقي الجيب، أمين الغيب زكي النفس عن الشين، والعيب، يرجع إلى عقل رزين، ودين متين، ورأي في المكرمات مبين وطال ما أخبر جانبي سره وجهره، وأسبر طرفي خيره وشره، فلم أعثر منه إلا على الورع والعفاف، والقناعة بأقل من الكفاف، والتوقي من المطامع الدنية، والمطاعم الوبية والترقي من حضيض السفلة، إلى يفاع الرتب العلية.
كيف وقد طالت مدة مقامه بين يدي وامتدت نوبة اختلافه، إلي ولم يزل كان متشوفاً إلى درك الحقائق متعرفاً للجليات منها والدقائق، حتى أطلع على غوائل المسائل، وأغوارها وعثر من المعضلات على أسرارها فها هو الآن مليء بعلم الأصول، وفروع الأحكام، غير مقتنع منها بالشروع دون الإتمام، لعمري وقد بلغ الغاية القصوى في الإتقان والإحكام، يستقل بالإقادة والتدريس وقواعد النظر بالتمهيد والتأسيس لا تروج عليه شبه التلبيس، والتدليس.

متى سئل أجاب وإذا أفتى أصاب ويتوب الله على من تاب، وبحق أقول لو ساعدني الأقدار وألقت إليّ زمام الاختيار لم أسمح بأن يفارق هذه الديار غير أن الجدّ قلّ ما يجتمعان، والحرص والحرمان لا يفترقان:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه ... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
فكثيراً من بحثت وفتشت وجناح الذل افترشت، فلم أعثر منه على مزعج غير داعية الارتحال إلى ما بين العمومة والأخوال ورأيته، ينشد بلسان الحال:
بلاد بها نيطت عليّ تمائي ... وأول أرض مس جلدي ترابها
ولولا نزوع النفس إلى مسقط الرأس، ودآئرة الميلاد، لم ينزل " إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد " وقد صدق ابن الرومي حيث قال:
وحبب أوطان الرجال إليهم ... مأرب قضاها الفؤاد هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم ... عهود الصبى فيها فحنوا لذالكا
وأخرى تحبونها فإني أحببت أن أتحف بلدة طيبة طاهرة وتربة سنية سنية، ظاهره مثل هذا العالم الدين ذي السمت والهدى البين، لقصير رباع الفضل به معمورة، وأعلام السنة والجماعة منشورة مشهورة، ورسوم أهل الزيغ والبدعة مغلوبة مقهورة، فإن العالم الورع الذي يصدق قوله فعله، ويحقق علمه عمله، لحري بأن يقتدى بآثاره ويقتبس من أنواره.
فمن علم وعمل وعلم يدعى عظيماً في ملكوت السماوات وإني لأرجو من الله سبحانه أن يجيب له دعائي ولا يخيب فيه رجائي، فإنه سميع مجيب وممن دعاه قريب وإذا تأملت الفضل لم يحف عليك ما فيه من جميل الذكر وجزيل الثناء وما يفيد أنه من كامل السنا والسنا، وعرفت ما كان عند ذلك الإمام من قدر المثنى عليه ومرتبة لديه رحمهما الله.
أثبت الإمام عمر بن أحمد الصفار، بخطه بعض ما سمع منه والدي حجة له، وفيما أثبت يقول العبد المفتقر إلى رحمه الله تعالى ابن الصفار عمر بن أحمد بن منصور من الإتفاق الحسن، المستفاد في كرور الزمن الالتقا بالولد العزيز الشيخ الإمام الأجل جمال الدين، شرف الإسلام فخر الأئمة أبي الفضل محمد بن عبد الكريم الرافعي القزويني، أدام لله حراسته، وأقام عليه رعايته، وتيسر اختلافه إلي في اقتباس المعارف الدينية، وتحصيل السماع في العلوم النقلية ومن جملتها كتاب كذا وحصل السماع بقرائته على إتقان وإحكام، إذ هو من أفراد الأئمة والأعلام بارك الله له في علومه ورده سالماً إلى مولده على ايسر رسومه. ودعا له في موضع آخر بما هو مأخوذ من نسبته.
فكتب الإمام الأجل جمال الدين أبو الفضل محمد بن عبد الكريم الرافعي رفع الله قدره، ومهد أمره اتفقت له نهضة إلى تبريز، بعد رجوعه من نيسابور، وقيل أن أولا كان يقرأ بها شرح السنة لمحييها الحسين البغوي على الإمام أبي منصور العطاري رحمه الله ويحضر لسماعه الجسم الغفير وكانوا يراجعونه ويستكشفون في مواضع الحاجة، وهو يجيبهم بإشارة الشيخ ويصغي هو إلى كلامه ويستحسنه.
كتب له الإمام أبو المحاسن الدمشقي، حين عزم على الخروج، من مدينة السلام صحبني القاضي الإمام الأجل جمال الدين فخر الإسلام، شرف الأئمة أبو الفضل محمد بن عبد الكريم الرافعي، مد الله في عمره، ونفع بما علمه، وقرن له سعادة الآخرة أحسن صحبته وحصل من العلوم والمعارف، ما فاق به أهل زمانه حتى حصل لي الأنس بفوائده والاستظهار لمحاورته، فلما عزم على التوجه إلى وطنه ضاق لذلك صدري وحصل لي من الوحشة لمفارقته، ما لا يمكن التعبير عنه ورغبته في المقام بكل ما يدخل تحت الوسع.
فلم يرغب وأبي إلا القصد إلى الوطن ليستروح بفوائده كل منتظر ويستفيد من أنفاسه كل طالب ويحيى تلك البقع الشريفة، بمكانه ويعيش ما دثر من العلوم في أيامه، فأذنت له في الرحيل عن طيب قلب لما يتوقع فيه من الفوائد، فالله تعالى يرضى عنه كما كنت راضياً عنه ويختار له في جميع أحواله في حركته، وسكونه، وغيبته، وحضوره وينفعه وينفع به أنه ولي الإجابة.
كتب الفقير إلى رحمة الله تعالى، سفيان بن عبد الله بن بندار الدمشقي، ثم الأئمة من بعد ورؤساهم كانوا يتبركون به، ويثنون عليه ويراجعونه وكان الإمام محمد بن أبي سعد الوزان رحمه الله يدعو له على رأس المنبر، وينقل الشيء بعد الشيء عن تفسيره، ويسنده إليه وكتب الإمام كمال الإسلام عبيد الله الخجندي إسمه في خلال.
فصل

فقال الإمام محمد بن عبد الكريم الرافعي رفع الله درجته، وأنشده الإمام أبو سليمان الزبيري رحمه الله، مودعاً له إما عند سفرته الأولى الطفيفة الكيل أو الثانية الطويل الذيل.
أبا الفضل هجرك لا يحمل ... ولست ملوماً بما تفعل
وأنك من حسنات الزمان ... وقدما عليّ بها يبخل
أنشدها القاضي محمد بن خالد الخفيفي الأبهري، قال أنشدها الأفضل بديل الحقائقي الخاقاني في مدح الإمام أبي الفضل الرفعي، وقد تلاقيا بتبريز رحمهما الله:
إلى الله في الحشر بعد النبي ... أي ثاني الشافعي شافعي
لئن أصبح الدهر لي خافضاً ... فبابويه الرافعي رافعي
وأنشد الشيخ الإمام محمد الطنطراني فيه:
يا جنة منك فتحت أبواب ... في بلدة قزوين ومن يرتاب
هذا خبر وشاهدت عيني ... في قزوين إذا الجمال منها باب
في الرباعية مغالطة لا يخفى وكان للمشهور في فنه أبي الفتوح فضل الله ابن علي بن الموفق الخواري، وغيره من أهل الفضل إلى والدي رحمهما الله كتب رأيت فيها مقطعات لا بأس بها، ولا أدري أين ذهبت، ورأيت بخط الإمام أبي بكر عبد الله بن أحمد الزبيري كتب إلى جلال الدين أبي الفتوح الخواري، لأعرضه على الإمام أبي الفضل الرافعي في معاتبة بينهما،
إني أجلل أن أقول ظلمتني ... والله يعلم أنني مظلوم
فصل في فوائد منقولة من معلقاتهكان رحمه الله لحرصه على العلم وجمعه يعلق كثيراً مما يسمع من أفواه الناس، ويجده في بطون الأوراق، على ظهور الدفاتر، ويثبتها تارة على ظهور تعاليق الفقه وأخرى في أجزاء مفردة، وأنا أثبت طرفاً منها بلا ترتيب ولا تبويب، نقلاً عن خطه بالمعنى من مناجاة إلهي أشكو إليك كمدي وتفتت كبدي وضعفاً في جسدي: إلهي أرفع إليك قصة تنطق عن شجني، وأنشر بين يديك غصة تخبر عن حزني، إلهي ليس بيدي إلا الأسف والأسى، وقول لعلّ وعسى، وتذكر لما سلف ومضى، وتأسف على ما ذهب وانقضى، إلهي كل المصائب دون حدسك جلل وكل دمعة تسكب إلا على فرقتك باطل، وكل حزب إلا على بعدك ضائع، وكل سرور إلا بك محال، وكل شمس إلا في يوم وصلك منكسفة، وكل مشرب دون حضرتك متكدر تعاليت يا جليل الوصف.
كتب الشيخ أبو سعيد بن أبي الخير رحمه الله لبعض أصحابه وقد أراد سفراً هذا الحرز، بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، ما شاء الله، لا يأتي بالخير إلا الله، بسم الله ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله، بسم الله ما شاء الله وما بكم من نعمة فمن الله، بسم الله ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، بسم الله الشافي، بسم الله الكافي، بسم الله المعافي، بسم الله ذي الشان، شديد السلطان، عظيم البرهان، ما شاء الله كان، أعوذ بالله من الشيطان، وننزل من القرآن ما هو شفآء ورحمة للمؤمنين، تحصناً بالحي الذي لا يموت ورمينا من أراد بنا سوأ بلا إله إلا أنت، وتمسكنا جميعاً بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، والله سميع عليم.
سمعت الإمام عبد الرحمن الأكاف رحمه الله، يقول كان من مريدي الشيخ أبي سعد بن أبي الخير، شاب أعرج يقال له عبد الكريم. يتولى خدمته التي يختص بنفسه، كمناولة الخلال ونحوها، وكان يخصه الشيخ بالنظر فقدم في بعض الأيام إلى أصحاب الخانقاه لغدائهم قليل زبيب، ووضع نصيب كل واحد منهم، على طرف سجادته، فغضب عبد الكريم، ونثر الزبيب ثم ندم على ما فعل، وخرج من الخانقاه خجلاً، فاتفق أنه دخل خانقاه البيهقي وقعد في بيت متفكراً، وكان البيت ملاصقاً لدار أبي القاسم الإمام أستاذ إمام الحرمين رحمهما الله وفي أعلا الجدار كرة ينفذ منها الصوت.
فسمع الإمام يقول لجارية هندية له كانت تخدمه تدعى سبزيا سبزاني اشتهى، منذ مدة رغيفاً حاراً مع خل وبقل، فقالت الجارية هذا سهل نبدل رغيفاً برغيف ونشتري برغيف بقلاً، وعندنا من شيء من الخل وذهبت لتجمعها فلما أدبرت ناداها أن أرجعي فإني أستحيي من أن أشتغل بقضاء شهوتي، فتعجب عبد الكريم من ذلك ولام نفسه ورجع إلى خدمة الشيخ وتاب.

سمعت الإمام عبد الرحمن الأكاف يقول: كان للإمام أبي القاسم الأنصاري قمقمة يتوضأ منها فلما كبر وضعف كان يعسر عليه حملها، عند الوضوء فأتى بقمقمة خفيفة يشتريها ويتوضأ منها فسأل عن ثمنها فقالوا ثمان دينار، فقال لا يتهنأ لي أن أضيف قمقمة إلى قمقمة، علي سبع عشر درهماً دينا وردها.
سئل الإمام عبد الرحمن عن علامة قبول العمل، فقال: تسأل عن القبول الأدنى أم عن القبول الأعلى، فقال أسائل عنهما جميعاً، فقال أما القبول الأدنى فعلامته رعاية حدود الشرع والاشتغال بمثله بعد الفراغ منه، وأما علامة القبول الأعلى فأن يستنكف من عمل نفسه كما يستنكف من الشرك سمعته يقول سمعت الإمام أبا نصر القشيري يقول إذا قرأ المصلي الفاتحة فقال بسم الله أو الحمد لله بترك الألف بين اللم الثانية وبين الهاء لم تصح صلاته.
سمعت الإمام أبا طاهر العطاري، يقول رأيت الإمام أبا حامد الغزالي رحمه الله في المنام بعد وفاته بأربع ليال، فقلت ما فعل الله بك فقال: الله يعطي في الدنيا ويزيد في الآخرة: سمعت الإمام أبا الفتح الأنصاري، يقول تجوز رؤية الله تعالى في المنام في الصور والأشكال مع تعالى ذاته عن الصور والأشكال.
حكى عن أبيه الإمام أبي القاسم الأنصاري أنه قال رأيت الله تعالى في المنام فجرى على لساني: وما كنت ممن يدخل العشق قلبه، ثم انتبهت فأتممت البيت، وقلت ولكن من يبصر جفونك يعشق، قال ورأيته مرة أخرى وكان القيامة قد قامت ورأيت جماعة على منابر وحول كل واحد منهم خلق كثير، يزدحمون عليه ورأيت الأستاذ أبا القاسم القشيري على أقرب المنابر إلي واحتف به ناس وهو يرمي إلى كل واحد منهم قطع كاغذ، صغيرة فسألت عنه فقيل يعطيهم الأستاذ الجواز إلى الجنة، فقال الله تعالى أذهب إلى أبي القاسم فخذ جوازك فقلت إلهي لا أريد الجنة ولا الحوالة على غيرك.
سمعته يقول: سئل والدي عن شيخه، فقال كان شيخي في أول الأمر أبو سعيد بن أبي الخير، ثم الأستاذ أبو القاسم، ثم شاب من كفار الهنود، فتعجب السائل، فقال دخلت بلاد الهند مرة فألح علي جماعة في الدخول على صنمهم الأكبر، فدخلت فجيء بشاب ووقف بحذآء الصنم، فسجد له ثم قام وأخذ آخذ بيمينه وآخر بيساره، وجاء ثالث بموسى فوضعها على هامته، ورفع الجلد، واللحم والعظم حتى ظهر دماغه.
فوضع فيه فتيلة وأشعلها، ولم يزل الرجلان آخذين بضبعيه والفتيلة، تتقد حتى مات فأخرجوه من البيت فسألت عن شانه فقالوا هذا فتى ادعى عشق الصنم فبذل نفسه وتقرب بأن يستضيء الصنم بالشعلة في دماغه وهكذا يفعل عشاقه.
سمعت الإمام أبا طاهر العطاري، يقول حضرت يوم عيد عند الإمام أبي القاسم الأنصاري في طائفة فأحضر الطعام ووضع على المائدة حمل مشويّ فأشار الإمام عليّ بالتناول منه، وكنت أمسك يدي إلى أن بسط الشيخ يده، فقال تناول منه وأنا أحكي لك حكاية، فامتثلت أشارته، ولما فرغنا سألته عن الحكاية فقال اشتهيت في منصرفي من خوزستان حملاً مشوياً آكل منه من حيث أريد وكان في صحبتي نفر وقفوا على ما اشتهيت، فلما وصلنا إلى الريّ ذكر بعضهم ذلك لخادم الخانقاه فهيأه.
فلما أحضر أخذتني حمى شديدة، ولم أقدر على الأكل ثم لما دخلنا إسفرائن ذكروا ذلك للخادم فهيأه، ووضع بين أيدينا وكنت قد افتصدت في أول النهار فلما مددت يدي انفتح العرق وسال الدم فنبهني الحاضرون، فقمت اشتغلت بغسله وخجلت مما جرى ولم أعد إليهم، فما دخلنا أرغيان، ذكر ذلك لقاضيها فاتخذ دعوة ودعانا إلى داره وأخذنا المجلس مجتمعين ثم رأيت نفسي في آخر الليل في دار خالية على مضربة مفروشة فوق سرير.
فتعجبت من ذلك وكانوا قد وكلوا بي من يرعاني فقال قد هاج بك وجد في خلال السماع، وغشى عليك فنقلت إلى هذه الدار، وقد تفرق القوم وذهب الليل، فعاهدت أن لا أقضي هذه الشهوة، لما توالت هذه العلائق، وقلت لعل الصلاح في تركه أنشدني الإمام أبو منصور الرزاز للإمام أبي محمد عبد الله بن القاسم الشهرزوري.
وما نظرت من بعد بعدك مقلتي ... إلى أحد إلا وشخصك مائل
ولا رقدت إلا وجدتك في الكرى ... كأنك فيما بين جفني منازل
أنشدني الإمام أبو منصور، أنشدني أبو الفضل الفرضي أنشدني أبو الجوائز الواسطي لنفسه:

يا من أراق دمي ثم انتهى فرقاً ... من شاهد الدم عد فالدمع يمحوه
وإن تخوفت قومي أن يروا أثراً ... من سيف لحظك بي فالوصل يعفوه
أنشدني الشيخ أحمد الشارآباذي بتبريز وقت وداعي له:
إذا كنت قوت النفس ثم هجرتها ... فكم تلبث النفس التي أنت قوتها
ستبقى بقاء الضب في المآء أو كما ... يعيش ببيدا المهامة حوتها
أنشدني الإمام أبو سليمان أحمد بن حسنويه الزبيري رحمه الله.
ذكر الله راجلين بخير ... عرجوا ساعة بنا ثم مروا
وأقروا بوصل سعدي عيوناً ... أي عين بوصلها لا تقر
قرب سعيد وبعد ضرات سعدي ... لست أدري بأي نعمى أسرّ
أنبأ عبد الرشيد محمد بن عبد العزيز الطبري، أنبأ أبو عبد الله كثير ابن سعيد بن شماليق البغدادي، أنشدنا أبو الحسن محمد بن علي بن أبي الصفر الواسطي لنفسه:
من عارض الله في مشيته ... فما من الذين عنده خبر
لا يقدر الناس باجتهادهم ... إلا على ما جرى به القدر
كان شيخي صدر المعالي أبو القاسم رحمه الله لا يقول في كلامه أنا وأنت ولكن يقو لهم فعلوا كذا وهم يفعلون ويذكر أن الشيخ أبا سعيد بن أبي الخير رحمه الله كذلك كانت عادته، وحكى أن بعض أصدقاء الشيخ أهدى إليه كتاباً بعدما ترك مطالعة الكتب فعرض الخادم الكتاب عليه، وطالع صفحة منه، في يد الخادم، فلما أمسوا ودخل الشيخ بيت خلوته سمعه أهل الدار يقول غير مرة الأمان الأمان تبت فقيل له من الغد سمعناهم البارحة يقولون كذا فما سببه، فقال عوتبوا على مطالعة ذلك الكتاب، فتابوا فقبلت توبتهم قال والدي: فقلت للشيخ رحمهما الله ما معنى العتاب على مطالعة الكتاب فقال لا يحسن العود إلى الطريق بعد الوصول إلى المقصد.
سمعت صدر المعالي، يحكي عن أبي القاسم المعروف بحدبان المدفون بقرميسين، وكان من الكبار أنه قال كنت أجول في جبال لكام أطلب لقيا القطب فقيل لي إن في موضع كذا وادياً أخضر في وسطه، صخرة هو قاعد عليها أن رأيته بالليل رأيت على كتفيه عمودي نور يذهبان في السماء، فلم أزل أسعى حتى انتهيت إلى ذلك الموضع فرأيت على الصخرة التي وصفت لي شاباً أشقر يديم نظره إلى السماء ورأيت أفواجاً، ينزلون من السماء، ويطوفون حوله ويقبلون يده ويرجعون إلى السماء فأخذتني هيبة عظيمة، ثم انبسطت فطفت أنا أيضاً حوله، وقبلت يده وأقمت مدة فما رأيته يتغير عن تلك الحالة إلا أنه يصلي المكتوبات الخمس وكنت أريد أن أسمع كلامه وأنظر من أين يأكل فقيل لي يا سليم القلب أتطمع في ذلك وأنه من مائة سنة وأكثر على هذه الحالة لا يتغير عنها.
سمعت الإمام عبد الرحمن الأكاف سمعت أبا القاسم الأنصاري، سمعت الأستاذ أبا القاسم، سمعت من الأستاذ أبي علي الدقاق يقول في قوله تعالى: " وهو يتولى الصالحين " يطعمهم من حيث لا يطعمون ويشوش عليهم تدبيرهم، ولا يشمت بهم عدوهم، قال عبد الرحمن يطعمهم، من حيث لا يطعمون ليقطعوا النظر عن الأسباب، ويشوش عليهم تدبيرهم، ليتروا عن حولهم وقوتهم، وإذا أطمع العدو فيهم خيبة ولم يشمته بهم.
سمعت الإمام عبد الرحمن، لو كانت في الوجود ثلمة يجد الناس منها مهر بالكثر الأزدحام عليها حتى تكاد تخرج عن الانتفاع.
سمعت بعضهم يقول: كان في خدم الوزير نظام الملك رحمه الله، فتى يختصه بنظره إسمه محمد كان يناديه باسمه عند الاستخدام، إذا كان راضياً عنه، وإذا بدا منه سوء أدب لم يخاطبه باسمه، وقال يا غلام افعل كذا فخرج الوزير، ذات يوم بكرة، ولم يسمه فحاسب الفتى نفسه ولم يعرف ما يستحقّ به العتاب فراجعه في ذلك، فقال كنت جنباً فلم أرد أن يجري على لساني اسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
سمعت بعض الأئمة يقول: دخل الشيخ أبو محمد الجوبني رحمه الله داره وابنه أبو المعالي إمام الحرمين مقموط في المهد، فبلغ صوت بكائه واضطرابه، فسأل عن حاله فقالوا كانت أمه غائبة وهو يبكي فدعونا من دار فلان جارية فأرضعته فزاد بكاؤه فحل أبو محمد القماط وأخذ برجليه، ولم يزل يحركه منكساً حتى عرف أنه قد خرج ما ارتضع منها احتياطاً منه في تربية ولده.

سمعت بعضهم: يقول دخل إمام الحرمين أبو المعالي رحمه الله، داره يوماً وقعد يبكي ويتضرع فسئل عن سببه فقال: كنت أمشي في السوق فسمعت رجلاً يقول لآخر: أن في دارك صوراً وهي محرمة فقال رأيت في دار أبي المعالي صوراً، وقد دخلناها يوم كذا فلو كانت محرمة لما اتخذها فما عذري في هذا عند الله تعالى.
سمعت الإمام العارف محمد بن أبي علي القائي رحمه الله، يقول: رأيت أمير المؤمنين علياً رضي الله عنه في المنام، فدفع إلى ذا الفقار وقال اضرب رقبتها وأشار إلى صورة هناك فنظرت فإذا الصورة كحلقة مدورة عليها عيون كثيرة مصطفة فضربت به الصورة، فانقطع طرف منها واتصل أيضاً فقال لي اضرب فقلت يا أمير المؤمنين أنت أقوى ضرباً، وذو الفقار في يدك أحسن فقال إنما هي نفسك فعليك الضرب والمجاهدة، وهذه الحكايات قد سمعت أكثرها بالمعنى من والدي رحمه الله.
فصل في كثرة كتابته للعلم وشغفه بالعلم وحرصه على جمعهحمله على الإكثار من الكتابة لكتاب، بتمامه تارة، والتقاطاً، وانتخاباً أخرى، وكان في قلمه شرعة وغالب الظن أن مكتوباته لا تنقص عن ثلاثمائة، ومجلدة ضخمة أو خفيفة، وقد حافظ فيما كتب على أمرين مستحسنين أحدهما أنه لا يوجد فيما كتب شيء من الفنون المذمومة، لا كما يفعله المكثرون لأغراض صحيحة أو غير صحيحة بل لم يكتب إلا العلوم الشرعية وما يتبعها ويتعلق بها وقد قيل:
ولا تكتب بخطك غير شيء ... يسرك في القيامة أن تراه
والثاني أنه قيد وضبط الكثير من مواضع الحاجة وربما أثبت في المتن، أو على الحاشية، ما يوضح المقصود ويكشفه مما سمعه من غيره أو ونقع له من المعاني، وذلك كما أنه كتب فيما التقط مسند أبي عوانه الاسفرائني، أنه سأل أبان القارئ معبداً المغني عن دواء الحلق، فقال حدثني: أم جميل الحدثية، أنها سألت الجن عنه فقالوا دواؤه الهوان، وكتب عقيبه سمعت بعض الحفاظ، يقول: معناه أن دواه أن تستهين به، ولا تمتنع من القول، فإن الصوت يطيب بكثرة القول.
كتب في تهذيب الأسرار لأبي سعد الخركوشي، ما ورد في الحديث، عن الله تعالى أنه قال: أنا جليس من ذكرني، ونقل ما حكاه صاحب الكتاب في معناه، ثم قال ويقع لي أن معناه أني أؤنسه بذكري كما أن الجليس يؤنس الجليس من احتياطاته أنه ربما كتب وروى بالإجازة عن شيخ ما هو مسموع له لأنه لم يتذكر سماعه قرأت عليه، في بعض معلقاته، أخبركم الأستاذ إبراهيم بن عبد الملك المقرئ إجازة أنبأ أبو منصور المقومي أنبأ أبو الفتح الراشدي أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن عبد العزيز الرازي، سمعت أبا محمد جعفر بن محمد بن نصير الخواص، سمعت أبا العباس بن مسروق، سمعت حسين بن علي، سمعت سفيان يقول سألت الله عز وجل أن يوفق للغزو أربعين سنة، فسمعت هاتفاً في جوف الليل، يقول: كفّ عن هذا الكلام، فإنك إن غزوت أسرت وإن أسرت تنصرت، ثم تحققت، أنه سمع منه الجزء المنقول، منه هذه الحكاية بتمامه من أبي إسحاق سنة ست وعشرين وخمسمائة.
فصل في مناجاتهرأيت في وريقة أثبتها بخطه يقول أبو الفضل الرافعي: أصلحه الله رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام، بنيسابور مرتين مرة كأنه يمتشط لحيته ويسرجها، وأخرى رأيته قد أقبل عليّ وقال احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك تعرف إلى الله في الرخا، يعرفك وهذا حديث مشهور، يروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بروايات وعبارات مختلفة، منها أنا أبو بكر محمد بن أبي طالب المقرئ، بقرأة والدي رحمهما الله أنا إسماعيل بن محمد بن حمزة، أنا سعد بن الحسن أنا علي بن إبراهيم البزاز، أنا محمد بن يحيى المعروف بابن أبي زكريا، ثنا أبو يعلى الموصلي، ثنا إبراهيم بن عزرة، ثنا يحيى بن ميمون ثنا علي بن زيد عن أبي نصرة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لابن عباس رضي الله عنه: يا غلام يا غليم أو يا غليم يا غلام احفظ عني كلمات لعل الله أن ينفعك بهنّ احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده أمامك، احفظ في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، جفّ القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة.

رواه أبو يعلى الموصلي، عن غسان بن الربيع عن إسماعيل بن عياش عن عمر بن عبد الله مولى غفرة عن عكرمة عن ابن عباس قال كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال لي يا غلام ألا أعلمك شيئاً ينفعك الله به قلت: لبى يا رسول الله! فقال احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخا يضرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله فقد جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، فلو جهد الخلائق أن يضروك بشيء لم يكتبه الله لك لم يقدروا ولو جهد الخلائق أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا على ذلك.
رواه بعضهم فلم يدخل بين عمر وابن عباس عكرمة، وفي تلك الورقة، ورأيت أبا بكر وعمر رضي الله عنه في المنام، ليلة العيد أو ليلة البراءة وأنا مشتغل بالصلاة المأثورة في الليلة، وهي مائة ركعة وذلك قبل أن أسافر بغداد.
رأيت علياً رضي الله عنه في المنام في العشر الأول من شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين ورأيت، عبد الله بن عباس رضي الله عنه في المنام على باب جامع قزوين الذي ينفذ إلى العصارين ومعه راية علم طويل على رأس العلم شبه قلنسوة مغربية وكأني أقول لابن عباس أليس كان لرسول اله صلى الله عليه وآله وسلم، قلنسوة مضرية قال نعم كانت له قلنسوة مضرية وكنت أقول إن بعضهم يقول مصرية وأنا أقول مضرية فقال لا بل مضربة وأنا أعتقد أن تلك القلنسوة هي التي على رأس العلم.
رأيت قدام ابن عباس علي بن أبي طالب رضي الله عنه فارساً خلف عسكر يتقدمونه فأقبل على ابن عباس، وقال كنيتك أبو فلان غير الكنية المشهورة، وقد أنسيت ما قال ابن عباس كنيتي أبو فلان، والشهيد فقال علي أبو فلان والشهيد أيضاً فقال نعم سماني بهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأجازهما عبد الملك بن مروان ورأيت الأوزاعي رحمه الله في المنام جالساً على رأس حشيش.
رأيت في المنام شيخنا محمد بن يحيى، ليلة الخامس عشر من شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين كأنه أعطاني كمثراة وأنا أعتقد أنه أكلا ثلاثها، وأتبرّك بما أعطاني فقسمته قطعاً وفرقته على جماعة من المتفقهة أعرفهم بأعيانهم، وأكلت منه ورأيت قبل ذلك حين تم عليه ما تم، بسبب الغز الخارجين بخراسان كأنه جالس في المدرسة النظامية في الموضع الذي كان يجلس فيه، وأنا أظهر التأسف على ما أصابه، فأقبل علي وقال لا تتأسف فقد كان ذلك قضاءً قضى لنا، ثم قرأ قوله تعالى " قل لن يصبنا إلا ما كتب الله لنا " وأعاد كلمة لنا مرتين فقال لنا لنا ثم قال: لا علينا.
قد سمعت مضمون هذه المناجات من لفظه غير مرة، وفي كتب التعبير أن من رأى الصحابة أو واحداً منهم، في الأحيا دلت رؤياه على أنه ينال عزاً وشرفاً ويعلوا مرة وإن من رأى أبا بكر رضي الله عنه حياً أكرم بالرأفة والرحمة والشفقة، على عباد الله تعالى وإن من رأى عمر رضي الله عنه حياً أكرم بالصلابة في الدين والعدل في القول والفعل، وإحسان السيرة، بمن تحت أمره وإن من رأى علياً رضي الله عنه حياً أكرم بالعلم ورزق في السخا والشجاعة والزهد.
فصل في كراماتهسمعت عبد الرحيم بن الحسين بن منصور المؤذن يحكي أن الوالد رحمه الله خرج لصلاة العشاء في بعض الليالي المظلمة، وأنا أنتظر على باب المسجد، فحسبت أن في يده سراجاً فتعجبت منه لأنه ما كانت يعتاده فلما انتهى إلى باب المسجد لم أجد معه شيئاً، فدهشت ثم ذكرت له ذلك، من بعد فمنعني من حكايته وإفشائه، أحضرت وأنا ابن عشر سنين تقريباً مجلس الإمام أحمد بن إسماعيل في يوم جمعة رحمه الله، فجرى على عادته في بناء المجلس على الأذكار والدعوات، وذكر فضل الذكر الذي روى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليه فاطمة رضي الله عنها وهو يا أول الأولين ويا آخر الآخرين، ويا ذا القوة المتين ويا أرحم المساكين ويا أرحم الراحمين.

هذا حديث يروى مسنداً عن سفيان الثوري عن عبدة بن أبي لبابة عن سويد بن غفلة قال أصابت علي بن أبي طالب رضي الله عنه خصاصة فقال لفاطمة لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسألته، فأتته وهو عند أمّ أيمن فدقت الباب فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأم أيمن: أن هذا لدق فاطمة، ولقد أتتنا الساعة ما عودتنا أن تأتينا في مثلها فقومي فافتحي لها الباب، ففتحت لها الباب، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا فاطمة لقد أتيتنا في ساعة ما عودتنا أن تأتينا في مثلها.
فقالت: يا رسول الله، هذه الملائكة طعامها التهليل والتسبيج، والتمجيد، فما طعامنا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: والذي بعثني بالحق ما اقتبس آل محمد ناراً منذ ثلاثين يوماً ولقد أتتنا أعنز، فإن شئت أمرنا لك بخمس أعنز وإن شئت علمتك خمس كلمات علمنيهنّ جبرائيل عليه السلام، قالت بل علمني الكلمات، فقال قولي: يا أول الأولين ويا آخر الآخرين، ويا ذا القوة المتين، ويا أرحم المساكين، ويا أرحم الراحمين فانصرفت فدخل على بن أبي طالب فقال لها ما وراءك قالت ذهبت من عندك إلى الدنيا وأتيت بالآخرة، فقال على بن أبي طالب خير أيامك خير أيامك.
فحفظت الكلمات من لفظ الإمام أحمد بن إسماعيل، ولما أمسينا وجدت كسلاً في نفسي، وتقاعداً عن إقامة وظيفة التكرار، وشغلني بعض من حضر دارنا، من الأقارب، فعزمت على أن أتوسل بشفاعة من حضر إلى الاستيذان في تعطيل تلك الليلة، ثم نقضت ذلك العزم ودخلت بيتاً خالياً فصليت فيه العشاء الآخرة، ودعوت الله تعالى بالكلمات الخمس وسألته تيسر ما قصدته، فلما جاء وقت التكرار ونهضت له دعاني الوالد رحمه الله فسارني بما كنت أطلبه، وكان تلك تفرساً منه.
زاحمه بعض أهل العلم في شيء من المناصب المختصة بأهل العلم بغياً منه فشق عليه ضبعيه ودعا عليه، فلم يتمتع بعمره، ولا بعلمه وانقطع نسله في مدة يسير.
حين كان يقوم بعمارة السور بما يوجهه الوزير قاضي المراغة رحمه الله تكلم بعض المجازفين بما فيه يعنيه ولا يعنيه، وبسط المقال فيه مسيئاً، فلم يلبث أن أصابته بشوم إسائته علل منكرة، وذكر أنه أنشق جوفه، وما ميتة سوء، واشتهر فيما بين من عرف حاله، وسمع مقاله إن لحم فلان سمه يعنون أن لحوم العلماء مسمومة.
حمل جماعة من الجسورين الحسودين نساجاً أبله على ذكره بالسوء مراراً في مجامع فأصابته عن قريب عاهات في بدنه، وصار يسأل الناس في الطرق وعلى الأبواب مهاناً.
فصل في نوادره وحسن محاوراتهأنه كان يكثر في محاورته التمثل بالأبيات ومصاريعها وبالأمثال السائرة وإيراد الأحاديث، والآثار الجارية مجرى وقد علق بحفظي في الصبي كثير مما كان يورده ويستعمله واستيعابه مما يطول وكان الأفضل الحقائقي المعروف بالخاقاني مشهوراً بأنه يكثر الكلام ولا يكله، إلى من تلقاه من الملوك والوزراء والعلماء وسائر طبقات الناس، كان يرد القول سرداً، ويظهر الصعة استعارة وسجعاً، وتمثيلاً وسمعت غير واحد أنه حين ألقى والدي رحمه الله بتبريز، ترك عادته فكان يكلّ الكلام إليه، وإذا سكن سأله تبركاً واستفادة منه، وكان رحمه الله جيد الفضل حاضر الجواب.
سمعته بقزوين كنا في درس الإمام محمد بن يحيى رحمهما الله، فجرى ذكر ملاحدة الروذبار وما بين أهل قزوين وبينهم من المعاداة الشديدة، والمقاتلة والمناهبة فعلل بعض الحاضرين، تلك المعادات بتزاحمهم على الماء والأرض، لما بينهم من المجاورة، وزعم أنها غير مبنية على أمر ديني بل سبيلهم سبيل الشيعة وسائر المبتدعة في البلاد، إلا أن أهل قزوين، يقبحون أمرهم فقلت في نفسي هذا مجلس غاص بأهل العلم الواردين من الأقطار المختلفة، ولو اشتغلت بإيراده، همّ عليه من العقائد الخبيثة والمقالات الشنيعة على ما هو مودع في كتب الكشف لم يتسع الوقت والمجلس ثم لا يقع ذلك من الجاهل بحالهم، والمرقاب موقع القبول ولا سبيل إلى الإهمال.

فقلت بم تعرفون اللعين الحسن المعروف بالصباح، فأطبقوا على أنهم يعرفونه بالزندقة والإلحاد والخروج عن دين الإسلام، فقلت هؤلاء القوم، يقولون نحن على عقيدته، ومقالته فهل يتوقف في تكفير من هذا حاله، فقالوا لا وانقطع الكلام وسمعته يقول كنا في حلقة الإمام محمد بن يحيى فدخل الحلقة سنور، ورام الخروج فكان يدفع من أي وجه توجه إليه، فرفع رجله وبال على الحاضرين فجرى على لساني من غير قصد مني:
لقد ذل من بالت عليه الثعالب
فتبسم الحاضرون وكان رحمه الله أصابه مرض شديد في بعض السنين وإذا تفكر في شأن العيال، وصغرهم وضعفهم ازداد كربه فكان يردد هذه الآية " وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله، وليقولوا قولاً سديداً " ثم يقول لا إله إلا الله، ويشير إلى أن الله تعالى ببركة القول السديد يكفي أمر الذرية الضعاف.
قد فسر القول السديد في قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً " بكلمة لا إله إلا الله، لكن ترديده كان على سبيل التعبير، عن المعنى المقصود، بنظم القرآن لصحة تطبيقه عليه لا على أن ذلك المعنى، تفسير الآية والأشهر من تفسيرها أنهم كانوا يقعدون عند المحتضر فيقولون: أنظر لنفسك فإن أولادك لا يغنون عنك من الله شيئاً، يرغبونه في الصدقة والوصية، فيقدم الرجل ما له ويحرم أولاده، وهذا قبل أن يحضر الوصية في الثلث.
فنهاهم الله تعالى عن ذلك وقال: فليتقوا الله إذا قعدوا عند المحتضر وليقولوا قولاً عدلاً وهو أن يخلف أكثر ماله لولده ويتصدق بالثلث فما دونه، وقيل: إن الآية وعظ للأوصياء، والمعنى وليخش من لو ترك أولاداً صغاراً خاف الضيعة والفقر عليهم، فليحسن إلى من في كفالته من اليتامى، وليتق الله في أمرهم، ورأيت بخط الشيخ الإمام أبي بكر عبد الله بن أحمد الزبيري كتب إلى الإمام أبو الفضل الرافعي من نيسابور، وأنا ببغداد لأنشده شيخنا أبا المحاسن يوسف بن عبد الله الدمشقي في معنى يناسبه.
لو كان لي سعد لساعدتكم ... لكنني لست بذي سعد
فاستحسنه كل من بلغ.
فصل في كيفية إقامته للعبادات و اهتمامه بهاكان يحب النظافة في الثوب، والبدن ويعجبه قول من قال أدب الظاهر وتطهره عنوان أدب الباطن وتطهيره، ويحتاط في الإستبراء وربما أبطأ في الخروج من الخلا لذلك لا لإطالة الجلوس ويداوم على الإستياك خاصة عند الوضوء، ويحافظ على آداب الوضوء وسننه، سمعت أبا البركات الباذيني يقول لم أر في كثرة مخالطي أهل العلم صفراً وحضراً من يحافظ على تطويل الغرة في شدة البرد وفي المضائق العارضة مثل ما كان يحافظ عليها والدك.
كان يحب تجديد الوضوء ولا يؤدي المكتوبات إلا في الجماعة ويقيم الرواتب في البيت وربما صلى في أول الوقت، فإذا حضر الجمع أعاد، وكان له ورد من التطوعات في أول الليل وآخره ودعاء بكاء، وتضرع في الوقتين، وكان يكثر الاعتكاف، وقراءة القرآن في شهر رمضان، وربما أحضرنا في الليالي الطويلة فنقرأ معه دوراً، وكان أكثر ما سأله من الله تعالى السعادة وحسن العافية، ودوام العافية.
كان يحب أهل العبادة والصلاح ويكرمهم ويثني على أهل الخير والمتمسكين بآداب الشريعة، ويزجر المفتونين وأصحاب السطح والطامات ويحافظ على الآداب المنقولة والسنن المأثورة، فيما يسنح من الأمور ويتعظ بالحوادث التي هي مظنة الاعتبار، ويتذكر ويذكر نفسه بكل ما يرجو نفعه وكان نقش خاتمة: من كمال المكارم اجتناب المحارم، سمعته رحمه الله يقول نقشت هذا على الخاتم ليكون مذكراً ومنبهاً لي كلما نظرت إليه.
فصل في لبسه الخرقة وتبركه بهتبرك رحمه الله بلبس الخرقة اقتدأ بمشائخ الطريقة وتشوفاً إلى التزيي بزيهم والتسير بسيرتهم وتفألاً بتغير الزي الطاهر لتبديل الأخلاق الذميمة، فلبسها بمحضر جماعة من الأئمة والمشائخ بمدينة السلام في المحرم سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، وشيخه فيها صدر المعالي أبو القاسم عبد الرحمن بن طاهر بن سعيد بن فضل الله، سبط الشيخ أبي سعيد بن أبي الخير، وصحب صدر المعالي الشيخ أبا الفتح طاهر بن أبي طاهر أباه وأخذ الخرقة منه، وأبو الفتح صحب جده الشيخ أبا سعيد بن أبي الخير وأخذ الخرقة منه والشيخ أبو سعيد لبس الخرقة من الشيخ أبي الفضل الحسن السرخسي.==

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

-الي هنا ---------------------------